أخوتي الأفاضل أحب أن أشارككم المعلومات التالية التي سأعرضها على حلقات ( ولكنها لن تكون بطول المسلسلات العربية). على العموم…..

إن التعامل بالأسهم يتطلب الإلمام بمفاهيم أساسية ومعرفة ماهيتها. فلا بد للمستثمر أن يعرف شيئا عن السوق المالي – السهم – حملة الأسهم (توجهاتهم والغاية من امتلاكهم للأسهم) – الشركة المساهمة – مهارات البيع والشراء.

ففي أدبيات السوق المالي هناك ما يسمى بكفاءة السوق المالي. فعناصر الكفاءة هي: حجم السوق – السيولة النقدية – الشفافية – القوانين والتشريعات – ثم وعي المستثمرين وكذلك العوامل الاقتصادية. وجميع هذه العناصر متوفرة في أسواقنا في الإمارات باستثناء الوعي الاستثماري الذي حل محله الجهل الاستثماري الذي أسميته سابقا باللاموسية (ويعرف الأخ درهم والأخوة الذين قرأوا الموضوع ما أعني باللاموسية)

الأمر الآخر هو أوامر البيع والشراء في السوق (ومنها أمر السوق والأمر المحدد والأمر اليومي) ولكن مع الأسف لا ينفذ الوسطاء معظم هذه الأوامر ولا يعرف معظمنا ما هية هذه الأوامر!!!

أما العوامل المحركة للأسعار فهي:

1) أداء الشركات: خصوصا إذا ما تمتعت الشركة بإدارة ذات كفاءة عالية، قادرة على الحصول على العقود والمشاريع والتعامل بكفاءة مع الأزمات إن حصلت.
2) ثقة المستثمرين: أو ما يسمى بالجو النفسي للمستثمرين، فالعوامل الايجابية تؤدي إلى جو من التشاؤم والعكس صحيح.
3) سعر الفائدة: فهناك علاقة عكسية بين سعر الفائدة وسعر السهم فكلما ارتفع سعر الفائدة أصبحت الودائع البنكية مغرية وتراجع الاستثمار بالأسهم.
4) التحليلات والتوقعات: وما أكثر المتصدرين لها سواء بالصحف أو المنتديات ( فمنهم كتاب الأعمدة الدائمين ذوي المصالح محركي الأسواق وايحاءاتها كما يشاؤون!!، فمرة يوحون لنا بالتشاؤوم ومرة أخرى بالتفاءل وهم في معظمهم مدراء محافظ.
5) أداء الإقتصاد العام: والحمد هو بألف خير وإلى مزيد من النمو.

لا بد لنا أن نعرف شيء عن الشركة المساهمة التي نشتري أسهمنا فيها فالمعادلة التالية تؤدي بالضرورة إلى ارتفاع السهم:

كفاءة الادارة تؤدي إلى قوة المركز المالي للشركة ومن ثم زيادة الأرباح وبالتالي ارتفاع سعر السهم (فابحثوا أخوتي عن كل هذه العوامل وليس واحدا منها فقط)

أما حملة الأسهم وهو موضوع مقالتي هذه فهم:

1) المالكون: وهم المستثمرون الذين يشترون الأسهم إما كمؤسسين أو شراءها مباشرة من السوق لكنهم يحتفظون بالاسهم على المدى الطويل وهدفهم هو الحصول على دخل مالي من توزيع الأرباح ويتطلعون أيضا إلى السيطرة على إدارة الشركة. وهم لا يبيعون الأسهم إلا عند الحاجة أو توقع الخسارة (وهذا ينطبق على شوابنا). أما تأثيرهم فهو سلبي على السوق من ناحية أنهم يقللون من أحجام التداول.
2) المضاربون: وهم فئة المستثمرين الذين يشترون ليس بهدف الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل بل الربح السريع، فهم يتابعون حركة السوق وحركة المؤشر ويستخدمون المعلومات والتنبؤات ويعتمدون على التوقعات والحالة النفسية للسوق. وتأثير هؤلاء كبير وايجابي من خلال البيع والشراء المتكرر فهم وقود السوق ولولاهم لا تكون هناك حركة، فإذا قل هؤلاء المضاربون تقل أحجام التداول (كما يحدث في الوقت الراهن). وكثيرا ما نسمع أن الذي خرب السوق هم المضاربون. لا فهي فكرة شائعة وخاطئة وسأخبركم من الذي خرب السوق، إنهم…
3) المقامرون: هم فئة في الأصل مضاربون (بيع وشراء بهدف الربح) لكن لماذا يسمون مقامرون؟ لأنهم ببساطة يعتمدون على الحظ في الاستثمار دون الدراسة والتحليل، وهؤلاء يربحون مرة ويخسرون مرة. وكذلك فإنهم يستخدمون الدخل الأساسي الخاص بهم في توظيفه في الأسهم، ومن المعروف أن من أساسيات الاستثمار بالأسهم وجود مبلغ فائض أو زائد عن الحاجة فإذا خسرت لا تتأثر. هؤلاء يميلون إلى الخداع والكذب (كالثعالب) ويروجون اشاعات ومعلومات خاطئة، فإذا أرادوا شراء سهم شوهو سمعته كي ينخفض فيشترون وإذا أرادوا البيع رفعوا من شأنه وأطلقوا الشائعات التي تؤدي إلى رفع سعره فيبيعون. وتأثير هؤلاء ضار على أنفسهم وعلى السوق (وهؤلاء هم الذين أضروا السوق وأضروا أنفسهم) ومع الأسف ساهم كثير من صغار المستثمرين في الانسياق وراء هؤلاء الثعالب.

والى اللقاء في الحلقة القادمة في القريب العاجل إن شاء الله…

9 thoughts on “المستثمرون والمضاربون والمقامرون (الحلقة الأولى)

  1. بداية كل عام وأنتم بألف خير بمناسبة حلول السنة الهجرية أسأل الله أن تكون سنة عمل وطاعة وصحة وسعادة، ثم أشكر كل من تفاعل مع هذا الموضوع وبالأخص الأخ توب ستار الذي أضاف وأغنى الموضوع وكذلك مهرة 79 وأتمنى لها وللجميع التوفيق.

    أما عن موضوع الشفافية فأنا أوافقك الرأي أخي توب ستار وأقول أن الشفافية بشكل عام لم تنضج بعد في أسواقنا وهي التي ما تزال في رأيي في طور المراهقة (أقصد الأسواق). وإذا ما نظرنا إلى الشفافية على نطاق أوسع نرى أنها أمر ينطبق على كافة مناحي وأمور الحياة، ابتداءا من الحياة الزوجية إلى المدرسة إلى العمل ونتهاءا بالصدق مع النفس. وهكذا فإن الشفافية بشكل عام لم تنضج في المجتمع ككل. أما السوق فإن الأمر يحتاج إلى إدارات صادقة مع أنفسها أولا حتى تنتج شفافية، وفهمكم كفاية. ولكن تفائلوا بالخير تجدوه إن شاء الله.

    أما الحلقة القادمة من ثقافة المستثمر فستأتي قريبا ان شاء الله. وأنا أحاول أن أضعها بطريقة مبسطة نفهمها جميعا.

  2. بسم الله الرحمن الرحيم

    شكرا أخي الفاضل على الموضوع ولكن لم أرى ردك بخصوص الشفافيه التي علقت عليها في ردي على موضوعك القيم!! هل توافقني الرأي أو عندك كلام آخر

    و نحن نتظر بشغف الحلقه الثانيه من موضوع:

    ((المستثمرون والمضاربون والمقامرون ))
    تحياتي

  3. السلام عليكم

    أنا جديده في المنتدى والله استفدت جدا من المعلومات القيمه التي اتحفتنا بها الأخ المتابع شاكره لك جدا على صياغتك للمعلومات بطريقه سهله.
    على فكره نظرية اللاموسيه ..نظريه رهيبه..
    أتمنى انك تنزل الحلقه القادمه بأسرع وقت لأن هذه المعلومات تزيد من ثقافتنا كمستثمرين..
    الله يوفقك يارب..وبانتظار جديدك..

  4. أولا و قبل كل شئ أود أن أتقدم بالشكر لأدارة المنتدى و المشرفين و الأعضاء المميزين الذين يتحفونا بابداعاتهم و خبرتهم كل يوم و منهم و بكل تأكيد الزميل المتابع صاحب نظرية ((اللاموسيه))

    شكرا على الشرح الوافي و المقدمه الجميله و الكلام المتناغم الذي ينم على علو كعبك في هذا المجال أقصد مجال (( الكتابه . و الاقتصاد))

    و أود أن أعلق على ما أسردت قائلا ” ففي أدبيات السوق المالي هناك ما يسمى بكفاءة السوق المالي. فعناصر الكفاءة هي: حجم السوق – السيولة النقدية – الشفافية – القوانين والتشريعات – ثم وعي المستثمرين وكذلك العوامل الاقتصادية. وجميع هذه العناصر متوفرة في أسواقنا في الإمارات باستثناء الوعي الاستثماري”

    و تعليقي على الفقره السابقه هو أنه بالاضافه الى فقدان الوعي الاستثماري في السوق المالي المحلي هناك عدم شفافيه واضحه للأعيان كالشمس في و ضح النهار فنرى أن الأخبار تتسرب من مجالس الأدارات بشكل كبير و مخيف و يستفيد منها الناس المقربون و الهوامير فقط أما صغار المستثمرين فلا حول لهم و لا قوه!! و الأدله كثيره يا عزيزي المتابع و منها الهبوط العكسي لمعظم الأسهم بعد الأعلان عن النتائج و تحقيق أرباح أقل ما يقال عنها أنها خياليه ولكن الأسهم تراها تهبط و تتوشح باللون الأحمر!! فكيف يحدث هذا و أين المنطق و العقل في هذا ؟؟

    هذا دليل أن الهوامير أو المقربون من مجالس الادارات يستفيدون من الأسهم قبل وقت كافي من الاعلان عن النتائج!!

    ثانيا أنا أضم صوتي لصوتك بخصوص كتاب الأعمده أصحاب المصالح الشخصيه و منهم (ش,ق) الذي يغني على ليلاه و هو صاحب مؤسسة ماليه تدعى ((ضمان)) يتوقع و يحلل و يفجر قنابل موقوته فأين الرقابه من منع مثل هذه التصريحات في وسائل الأعلام؟؟

    و في النهايه أشكرك مرة أخرى على الطرح القيم و الاختلاف لا يفسد للود قضيه أخوكtopstar

  5. يعطيك العافية أخوي المتابع، أنا بصراحة أول مرة أكتب بس أزور المنتدى من زمان. والله اللي يصير الحين هو فعلا مثل ما وصفته مشكور وما قصرت على المعلومات اللي نحتاجها كلنا فعلا

Comments are closed.