طرحت دراسة كشف عنها (المنتدى الاقتصادي العالمي) يوم أمس السبت 19-5-2007 ثلاثة سيناريوهات محتملة للتطورات في دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات العشرين القادمة.

وتناولت الدراسة التي اعدها نحو 300 خبير من منطقة الخليج وخارجها تحت عنوان (دول مجلس التعاون والعالم ..السيناريوهات حتى 2025) والتي استغرق اعدادها 18 شهرا السيناريوهات المحتملة للتطورات في منطقة مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة بين 2007 و2025.

واهتم فريق الابحاث الذي قاده (المنتدى الاقتصادي العالمي) بالتعاون مع (مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين) و (جهاز الشؤون التنفيذية في ابوظبي) و (شركة العليان المالية) في المملكة العربية السعودية بطرح سؤالين رئيسين حول مستقبل دول مجلس التعاون الخليجي الاول هل سيكون قادة القطاعين العام والخاص في دول مجلس التعاون الخليجي قادرين على اجراء الاصلاحات الاقتصادية والسياسية الضرورية وفرض سيادة القانون بنجاح ، والثاني هل ستتمكن دول مجلس التعاون الخليجي من الحفاظ على الاستقرار والامن الداخليين في ظل الوضع الاقليمي المعقد والغامض.

وحملت السيناريوهات الثلاثة المحتملة في المنطقة خلال السنوات الـ20 القادمة عناوين (الواحة) و (العاصفة الرملية) و (الخليج الخصيب).

الواحة

ويرى سيناريو (الواحة) ان الاستقرار الاقليمي سيظل يشكل تحديا بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي غير انها ستتمكن من تحقيق اصلاحات مؤسسية كبيرة وستطور علاقات تعاون قوية وستعمل معا لتنسيق السياسات الاقتصادية والدبلوماسية من خلال ادارة حكم تكنوقراطية وسوق داخلية اكثر قوة.

العاصفة الرملية

اما سيناريو (العاصفة الرملية) فيفيد بان حالة عدم الاستقرار في المنطقة هي العامل الرئيسي الذي سيقوض قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على اجراء الاصلاحات المؤسسية الضرورية بطريقة فعالة .ويرى هذا السيناريو عددا من العوامل المركبة التي تجعل المنطقة المحيطة مضطربة الى حد كبير ومنها النزاع الدائر بين الولايات المتحدة وايران واتساع دائرة العنف الى خارج العراق.

الخليج الخصب

ويشير سيناريو (الخليج الخصيب) الى ظهور دول مجلس التعاون الخليجي كمراكز للابتكار في بيئة عالمية تتسم بالطلب القوي على الطاقة وتنامي العولمة ، موضحاً ان الاستقرار الاقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي سيتيح الفرصة لتركيز جهودها على تطوير كوادرها البشرية على كافة المستويات والاستثمار بقوة في التعليم ومواصلة مسيرة الاصلاح السياسي والمؤسسي بحذر من اجل دعم مجتمعاتها واقتصاداتها المتنامية.

محط انظار العالم

وقال عضو منظمة القيادات العالمية ومدير المشاريع في المنتدى الاقتصادي العالمي نيكولاس ديفيز “ستبقى المنطقة خلال العشرين سنة القادمة محط انظار العالم ليس بسبب مسالة امن الطاقة بل ايضا بسبب التطورات المتسارعة التي تشهدها اسواق المال والمدن المبتكرة “.

واضاف ” يجب على العالم ان يضع تصورات للعوامل التي يمكن ان تدفع المنطقة الى خارج المسار الصحيح ورصد الفرص المتاحة لمساعدة دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الاوسط عموما على تحقيق نجاحات تتجاوز توقعاتنا”.

والدراسة وفق معديها هي نتاج مشروع متعدد الاطراف بينها هيئات وممثلون عن القطاعين العام والخاص والمؤسسات غير الحكومية.

وبهدف سبر قضايا وعواقب تطورات المنطقة سيعمد (المنتدى الاقتصادي العالمي) الى طرح نتائج السيناريوهات المستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي امام المشاركين في اجتماعاته الاقليمية العديدة.