بكل بساطة كنت أسئل نفسي :
هل النظام المالي الحالي العالمي العملاق قوي البنية ؟ أم أنه ركيك المنشأ ؟؟

لربما لم أطرح هذا السؤال قبل عام و لكنني فكرت به , و بعد أن شهدت ما شهدت في أسواقنا , بدأت ابحث عن إجابة و اليكم التالي :-

هذا السؤال ينم عن عدم خبرتي في أسواق المال فأسواق المال شهدت أزمات على مر التاريخ , فمنذ عام 1929 – وهذا ابعد ما أستطعت الذهاب اليه – مرت الأسواق الأمريكية بعاصفة الكساد الكبير The Great Deprission و تعافى السوق بعدها بـ 25 عام !!! و توالت الأزمات و عاد الإقتصاد المتمثل بالسوق المالي الى الربحية من جديد و النزول مرة أخرى. فمالذي يحدث ؟؟

مع كل حقبة إقتصادية تخرج مشتقات مالية جديدة , تثبت جدارتها في التماسك و لكنها تظل جديدة و قد تكون ركيكة المنشأة لحاجة إقتصادية وقتيه و ليست طويلة الأجل و لكن ما يحدث هو أن هذه المشتقات تبقى و تصبح جزأ من الحياة الإقتصادية و تبنى عليها الأصول و المدخرات و ما إلى ذلك و ننسى أنها وقتية .

أمريكا …. العملاق الإقتصادي ….. الأرض الصلبة للخبرة البنكية …. الربا ….. حرم الإسلام الربا و هذه هي النتيجة. اليوم المصارف الإسلامية المتوافقة مع الشريعة الأسلامية , موضة جديدة قديمة و لكنها رأت النور تزامنا مع الأزمة الحالية , فهل يتحول الإقتصاد الأمريكي الى إسلامي ؟ و ينتشل نفسة ؟؟ قد تكون أحد المشتقات المالية أو الإطار المالي الجديد الذي يحدد مستقبل البنوك.

العقار …. كان و لا يزال الإستثمار الأول لارتباطة الوثيق بحياة الإنسان الذي يريد سقفا ينام تحته ولكن ماذا حدث و نحن نرى عقارات شاهقة فاخرة فوق حاجة الإنسان و لكنه التقدم التكلونوجي و الحياتي الذي لا يمكن ان نوقفة… نعود الى ديننا الحنيف ” أليست المباني الشاهقة علامة من علامات الساعة ؟؟ “
من أهم مقومات الحضارة المباني التي هي صروح عملاقة تبقى بصمتها الدائمة …. و لكن ما الجديد في العقار فهو لايزال من طوب و إسمنت وحديد .. وكلها موضة قديمة … قد نرى مباني من الضوء !! أو من الماء .. أو من الذرة … نعم ذهبت بخيالي للبعيد … هذا هو العقار …

النظام المالي العالمي الذي هو عبارة عن سلسلة من البنوك و العقار و الصناعة , كلها أدوات , تختل و تهتز و تجعلنا في حسرة على ما فقدناه … يصيب النظام المالي البعد الإجتماعي في حياتنا فنحن بعد يوم عمل شاق متعب و خسائر دامية لا نعود لبيوتنا لنرتاح ونركز على اطفالنا و حياتنا الإجتماعية بل نعيش الحسرة لأنه ينتظرنا يوم مضني آخر فيه سقوط بنك آخر ..

هل نظام السوق و مشتقاته هو نظام صحيح ؟؟ اي هل التداول بالأسهم نظام صحيح ؟؟ هل القروض نظام صحيح ام اننا نعيش في ما لا نملكه الأن و قد نملكه مستقبلا بعد دفع أقساط مريحة ؟؟ هل الرهن العقاري صحيح .. إذا كان صحيحا فمالذي حدث هناك في الغرب منذ عام ؟؟ هل نستطيع الرجوع الى الوراء و نبني عملاق إقتصادي مستفيدين من أخطائنا ؟؟
أعتقد انه سوف نقوم بمحو ذاكرتنا و التقدم الى الأمام محملين كواهلنا بأخطاء لم تصلح لأننا لا نريد النظر الى و الوراء و الإستفادة من أخطائنا….

إذا ماذا أفعل كيف أستثمر و أنمي مدخراتي ؟؟ لا أعلم

كلها نظرات تشاؤم رأت النور خلال الشهرين السابقين بعدما أصاب الضرر إقتصادنا المتمثل في السوق المالي, نظام مالي ساقط , بنوك تتلاشي , خسائر فادحه و ما الى ذلك .. وكل ذلك خلال شهرين .. أين كنا قبل ذلك ؟؟

لو رأينا غدا عملاق عقاري يسقط , عملاق صناعي يموت ماذا سيحدث لنا ؟؟

لنجمع بعض الأوراق المبعثرة للخمسة أعوام السابقة :

  1. كنا نعيش العسل في السوق المحلي
  2. 2005 كنا نبكي إنهيار أسواقنا
  3. الكوارث الطبيعية المتلاحقة
  4. أزمة الرهن العقاري
  5. الصين و الهند و النمو السريع فيهما
  6. حروب الأخوان فتح و حماس
  7. الأزمة الإيرانية
  8. قيل أن أزمة الرهن العقاري على نهايتها
  9. التضخم العالمي
  10. عودة ازمة الرهن العقاري
  11. النفظ 147 دولار
  12. سقوط البنوك
  13. قضايا المطورين العقارين من حيث عدم الإلتزام بمشاريعهم
  14. الفساد المحلي
  15. النزيف الحاد في اسواق الأسهم

ماذا بعد ؟؟ كلها مشاكل خرجت خلال خمسة أعوام ان لم تكن اقل من ذلك ……

ما تعليقكم على ما اسلف الذكر ؟ أم هو موضوع مشتت الرؤية … كلمات لا تربطها حروف الجر و العلة ..

أخوكم

4 thoughts on “النظام المالي العالمي بين الماضي و المستقبل

  1. اعتقد و الله اعلم

    انا مررنا بالاسوء…

    كنت افكر .. ان الحكومه الامريكيه كانت على درايه بهالانهيارات…فلجأت لخفض قيمه الدولار خلال السنه الماضيه لتفادي هالازمه بمحاوله جعل بلادهم منطقه جذب لاستثمارات اجنبيه … خاصه بعد وصول الدولار لادنى سعر له مقابل اليورو و الين

    بس خطتهم ما نجحت .. و بديت الشركات بالانهيار ….

Comments are closed.