ضمن بعثة دولية يرأسها أول إنسان يطأ القطبين الشمالي والجنوبي

النعيمي في آخر الأرض ضدّ «الاحتباس»

الإمارات اليوم

عندما انضم الشيخ عبدالعزيز النعيمي إلى بعثة «2014»، التي زارت آخر نقطة في الكرة الأرضية للتوعية بظاهرة الاحتباس الحراري، وتغير المناخ، كان هدفه الرئيس هو تعريف 70 مشاركاً دولياً من أعضاء البعثة بالمبادرات البيئية لدولة الإمارات، وإيصال رسالة إلى العالم بأهمية المحافظة على البيئة.

بذلك، أصبح النعيمي أول مواطن إماراتي ينضم إلى بعثة «2014»، التي تم إنشاؤها من قبل الرائد في المجال البيئي والمستكشف القطبي روبرت سوان، وهو أول إنسان في التاريخ تطأ قدماه القطبين الشمالي والجنوبي.

ومنذ إنشاء البعثة عام ،2003 والتي اشتق اسمها من العام الذي قد يتم فيه تعديل بروتوكول كيوتو حول حماية البيئة في معاهدة القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا»، خلال القمة العالمية الثالثة للتنمية المستدامة، من أجل إفساح المجال لأعمال التنقيب عن الغاز والنفط، اصطحب روبرت سوان، أكثر من 450 شخصاً من 40 دولة، لرؤية «أنتاركتيكا» بشكل مباشر.

ويقول النعيمي «أنا من الصحراء، وكنت أريد أن أرى أوجه الشبه بين صحراء بلادي الحارة وهذه الصحراء الجليدية، لأرى الاختلافات وأعود حاملاً هذه المعرفة إلى وطني».

وأضاف «ذهبت إلى القطب الجنوبي لخوض التجربة، ومعرفة إمكانية القيام بتحسينات من خلال التغير السلوكي، ومن ثم إعادة التفكير في طريقة تعاملنا مع العالم من حولنا».

وتابع «كنت أريد أن أحقق تبادلاً مناخياً عالمياً محلياً، بمعنى تبادل الخبرات المحلية والعالمية في مجال المحافظة على البيئة، وأصنع شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، بهدف تحقيق عالم صديق للبيئة وغير ضار بها».

حرص النعيمي على أن يرفع علم الإمارات على قمة (أنتاركتيكا)، وهي آخر أضخم منطقة برية على وجه الأرض، وخامس أكبر قارة في العالم وأكثرها برودة وجفافاً ورياحاً، حيث تقع القارة القطبية الجنوبية إلى الشرق من الشمس، وإلى الغرب من القمر، وإلى الجنوب من كل شيء آخر على وجه الأرض.

وتتكون القارة القطبية الجنوبية من 5.4 ملايين ميل مربع من الجليد الذي يغطي القارة، إذ تحتوي على 90٪ من الجليد في العالم، و70٪ من احتياطي سكان العالم من المياه العذبة، وتعصف بها الرياح إلى درجة تجعل من المستحيل إيجاد سكان دائمين عليها.

ويعمل النعيمي، الذي حصل على درجات: البكالوريوس في الهندسة الكيميائية والبترول، والماجستير في الإدارة البيئية، والدكتوراه في الأنظمة البيئية الصناعية، حالياً مستشاراً لحكومة إمارة عجمان، وهو في نفس الوقت متطوعاً لمصلحة المشروعات البيئية، كما يدير جمعية «الإحسان» الخيرية للنساء الأرامل والأطفال من دون أُسر.

وعن التحسينات التي يمكن القيام بها لتعزيز مكانة الإمارات دولة صديقة للبيئة، أكد النعيمي أن «هناك الكثير من التحديات التي مازالت تواجه الدولة في هذا المجال، مثل خطط بناء مدن خالية من انبعاث غازات الكربون». مشيراً إلى أن «الأزمة الاقتصادية العالمية أثّرت سلباً في هذه المساعي البيئية ونتيجةً لذلك تباطأت هذه المبادرات».

معتبراً أن «توقيع الإمارات على المعاهدة الدولية لحماية القارة القطبية الجنوبية من كل أنواع الاستغلال التجاري، سيكون خطوة مهمة ورائدة، لأنها ستكون بذلك أول بلد عربي يوقع هذه المعاهدة التي وقعتها أكثر من 40 دولة إلى الآن».

2 thoughts on “النعيمي في آخر الأرض ضدّ «الاحتباس»

Comments are closed.