عدد مليونيرات الهند ينمو 13% سنوياً

تتفق آراء معظم المحللين الاقتصاديين على أن الهند تعيش الآن عصرها الذهبي؛ وبالطبع تكون لهذه الحقيقة أبعادها النسبية، فعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الهنود يتأرجحون فوق خط الفقر وتحته إلا أن الأحوال الاجتماعية هي الآن أفضل مئة مرة مما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط· وأفرز النمو الاقتصادي المرتفع في البلاد، الذي بلغ معدله السنوي 8 بالمئة، طبقة جديدة من أصحاب المليارات وصفت بأنها آخذة في النمو بسرعة نمو فطر الغراب· وبدأت تظهر في المقابل عشرات المنتجعات والفنادق الفخمة المتخصصة في استضافة أصحاب الحظوة·
وجاء في تقرير نشرته مجلة (بيزنس ويك) مؤخراً أن نحو 83 ألف هندي يمتلكون أموالاً سائلة تبلغ أكثر من مليون دولار لكل منهم؛ فيما كان هذا العدد في حدود 71 ألفاً قبل سنتين· وأشارت إحصائية أنجزتها شركة (أميريكان إكسبرس) إلى أن عدد مليونيرات الدولارات في الهند يتزايد بمعدل 13%· ووفقاً لهذه الدراسة، فإن من المنتظر أن يبلغ عدد من يمتلكون أكثر من 100 ألف دولار في الهند في عام 2009 أكثر من 1,1 مليون شخص، ويعد هذا المبلغ من المال ثروة طائلة وفق المقاييس الهندية السائدة؛ أما الآن فإن عددهم يقدر بنحو 700 ألف· وهناك الكثير من الظواهر الدالة على هذه السرعة في تزايد أعداد الأثرياء في الهند؛ ومنها مثلاً قصة رجل يدعى سوجاي شوهان كان يعمل باحثاً تكنولوجياً في فرع شركة (جارتنير جروب) إلا أنه عمد إلى ترك منصبه وافتتح شركة خاصة به أطلق عليها اسم (أكواسيل) وتعمل في بناء اليخوت الفاخرة· ويدور العمل في ورشه الآن على قدم وساق بعد أن سجل سبع طلبيات لشراء يخوته بمبلغ إجمالي يزيد عن 10 ملايين دولار· وعندما سئل شوهان عن الموجة الجديدة من الأغنياء التي ظهرت مؤخراً، قال: (أنا مندهش من هذا التنامي السريع للثروة في الهند)·
ويشير تقرير (بزنيس ويك) إلى نقطة مهمة عندما يؤكد أن معظم هذه الأموال جديدة على الأسواق، بمعنى أنها ليست ذات أصل هندي صرف؛ ولم تأتِ من مصادر الثروات الهندية الذاتية· وهذه إشارة واضحة إلى ما يمكن أن يفعله فتح أبواب الاستثمار الخارجي من معجزات اقتصادية وخاصة في البلدان الفقيرة ذات العمالة الرخيصة· وكما هو الحال في الولايات المتحدة ذاتها منذ عقد الثمانينات، فإن النمو السريع لقطاع تكنولوجيا المعلومات وخاصة ما يتعلق منه بتأليف وإنتاج البرامج التطبيقية الحاسوبية، وقطاع الاتصالات، والبنوك، والعقارات، يفرز كل يوم أعداداً جديدةً من أصحاب الملايين· ولقد كتب للأصول السوقية لبورصة مومباي أن تتضاعف تماماً خلال السنتين الماضيتين بعد أن جنى من ورائها كبار المستثمرين أحمالاً من الذهب· ويعلق نيكولاس ويندسور مدير إدارة خدمات الأفراد في فرع بنك إتش إس بي سي في الهند على هذه الأوضاع بالقول: (أصبحت الهند تمثل السوق الأكثر قدرة على خلق الثراء في العالم)·
ويتحدث التقرير أيضاً عن منطقة جبلية تدعى لونافالا تبعد عن مدينة بومباي بنحو 110 كيلومترات، أصبحت بين عشية وضحاها ملاذاً لأصحاب الملايين حيث شهدت مؤخراً تشييد منتجع خلاب من فئة النجوم العشر!، يضم كافة المرافق الخاصة بالترفيه· وهذه المنطقة هي مسقط رأس واحد ممن جرفهم إعصار النمو الاقتصادي السريع وقذف بهم إلى الأعلى· يدعى راكيش جونجونوالا ويبلغ من العمر 47 عاماً، وهو الذي عرف كيف يغتنم فرصة الاستفادة من الأموال الاستثمارية التي تتدفق على الهند من الجهات الأربع· وسرعان ما جمع ثروة طائلة فعمد مؤخراً لشراء شركة للاستثمارات المالية· ويمتلك جونجونوالا شقة في لونافالا اشتراها بمبلغ 5,4 مليون دولار·
ولم تكن الحياة الباذخة لهذا الملياردير الجديد خافية عن أعين الصحافيين الذين تمكنوا من اقتحام إحدى خلواته الترفيهية ليمطروه بوابل من الأسئلة· وسرعان ما اتضح لهم أنه ليس من النوع الذي يفضل إخفاء أسراره أو التكتم على ضخامة ثروته حيث بادرهم بالقول: (لقد تمكنت من جمع ثروة تفوق بكثير ما كنت أحلم به أو ما أحتاجه)· ويمتلك جونجونوالا الآن ملياراً واحداً من الدولارات؛ وهو يعادل بالمقاييس الهندية ثروة طائلة·
http://img148.imageshack.us/img148/1871/dollarij9.jpg

2 thoughts on “الهجرة الى الهند

  1. مــشــكـــور أخـــــــــوي عـــلــــى هـــــــذي الــمــعــلـــومــــــــة وخـــــيــر دلــــيـــل داخــــــل دولــــــة الإمـــــــارات عـــايــشــــيـــن أحـــــســـن عـــيــشـــة

Comments are closed.