الهند تطالب بحقوق سياسية لعمالتها في الخليج

الهند طالبت بحقوق سياسية لعمالتها و«الخليج» يرفض

كشفت مصادر مطلعة لـ «الوسط» عن إن جلسة النقاش المغلقة الثانية في منتدى حوار المنامة والتي عقدت في اليوم الأول للمنتدى تحت عنوان «العمالة والأمن» شهدت مشادات ساخنة بين ممثلي الهند ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن حقوق العمالة الأجنبية في دول الخليج، حيث طالبت الهند بإعطاء عمالتها حقوق سياسية وعدم تحديد مدة لبقائها في دول الخليج واعتبارها عمالة مهاجرة وليست وافدة.

وأشارت المصادر إلى أن وزير العمل مجيد العلوي قاد حملة التصدي للمطالب الهندية، مؤكداً على ضرورة حماية الهوية الثقافية لدول الخليج العربي، وعدم السماح لسيطرة العمالة الأجنبية على الواقع العمالي في دول الخليج.

——————————————————————————–

مشادات ساخنة خلال الجلسات المغلقة لـ«حوار المنامة»

الهند طالبت بحقوق سياسية لعمالتها ودول الخليج تصدت لها

الوسط – هاني الفردان

كشفت مصادر مطلعة لـ «الوسط» أن جلسة النقاش المغلقة الثانية في منتدى حوار المنامة التي عقدت في اليوم الأول للمنتدى تحت عنوان «العمالة والأمن» شهدت مشادات ساخنة بين ممثلي الهند ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن حقوق العمالة الأجنبية في دول الخليج.

وأكدت المصادر أن الهند طالبت بإعطاء حقوق سياسية لعمالتها الأجنبية وعدم تحديد مدة لبقائها في دول الخليج واعتبارها عمالة مهاجرة وليست وافدة يمكنها أن تتمتع بحقوق المهاجرين كافة، وهو ما رفضته دول الخليج بشكل قاطع ودعمتها في ذلك الدول الأوروبية.

وأشارت المصادر إلى أن وزير العمل مجيد العلوي قاد حملة التصدي للمطالب الهندية، والتأكيد على ضرورة حماية الهوية الثقافية لدول الخليج العربي، وعدم السماح لسيطرة العمالة الأجنبية على الواقع العمالي في دول الخليج.

وقالت المصادر إن «الهند استشهدت بمطالبها بإعطاء حقوق سياسية لعمالتها الأجنبية المهاجرة، بفوز باراك أوباما ذي الأصول الإفريقية برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن الرد العربي جاء سريعاً على هذه المطالب بأن أوباما من أم أميركية وولد في الولايات المتحدة الأميركية واعتنق الديانة المسيحية بالإضافة إلى أنه يتقن بطلاقة اللغة الإنجليزية باللكنة الأميركية، وهذا ما لا يمكن أن يتوافر في أي من العمالة الأجنبية التي تأتي للخليج من أجل كسب الرزق والعمل لفترة محددة.

وأدى طرح فكرة توافق دول الخليج على تحديد مدى بقاء العامل الأجنبي في دول الخليج الست لخمس سنوات حفيظة الدول المصدرة للعمالة الأجنبية وبالخصوص الهند التي رفضت المقترح، وتمسكت بأن يتم وصف العمالة بـ «المهاجرة» لا «الوافدة»، وهو ما يمهد لها الحصول على حقوق المهاجرين في مختلف بلدان العالم.

وزير العمل مجيد العلوي عرف على مستوى دول مجلس التعاون من أبرز المتحمسين لوضع ضوابط لإقامة العمال الأجانب في الخليج، ومن أبرز مقولاته «أن المنطقة مقبلة على كارثة أخطر من القنبلة النووية بل ومن أي هجوم إسرائيلي. إننا أمام تغيير وجه المنطقة وتحويلها إلى منطقة آسيوية في الغالب».

وأكد العلوي وجود سباق محموم بين التطور العمراني وزيادة العمالة الأجنبية لتلبية احتياجات ذلك التطور وبين المحافظة على الهوية الثقافية، وإن ما يحدث أمر واقع وليس ترفاً.

وحذر العلوي من كارثة اجتماعية قال إنها بمستوى تدمير «تسونامي» ستضرب المجتمع الخليجي وتغير هويته الثقافية خلال عقود بسبب تزايد العمالة الأجنبية، إلا أنه أيضاً نفى أن يكون ضد العمال الأجانب وقال «أنا لست عنصرياً لكنني أدعو لتنظيم العلاقة مع العامل الأجنبي».

أوضح العلوي أن هوية دول مجلس التعاون الثقافية والإسلامية ستمحى في حال استمر توطين العمالة الأجنبية من دون أن تكون هناك ضوابط لوجودها، مؤكداً أن منطقة الخليج تعاني من تشوه خطير في تركيبتها السكانية.

وأشار العلوي إلى أنه لا توجد منطقة في العالم يمثل فيها المواطنون أقلية تصل في بعض المناطق إلى 15 في المئة من عدد السكان موضحاً أن هذا الوضع قد يكرس بحكم سنن التاريخ تغييرات جذرية في تركيبة الهوية الثقافية والدينية والسكانية إلى الأبد وضرب بذلك مثلاً على منطقة الكاريبي التي تحولت فيها الأقليات التي جاءت كعبيد مع من فتحوا دول هذه المنطقة تحولت إلى أغلبية وأصبحوا حكام هذه الدول بينما أصبح سكان هذه الدول من الأوروبيين يسنون جيوب محددة ويمثلون أقليات في هذه الدول.