ايجابيات الأزمة المالية

محمد عايش

الذين استفادوا من الأزمة المالية العالمية هي الطبقة الفقيرة التي لا صوت لها، ولم تصلها كاميرات التلفاز من قبل، ولا عدسات المجلات الملونة، هي عائلاتٌ مستورة لم نعلم بها عندما جاعت، ولذلك لم نسمع عنها عندما التقطت أنفاسها وشبعت.

مخطئ من يظن أن لا ايجابيات لهذه الأزمة المالية العالمية، فهذه حركة تصحيحية ضرورية في اقتصاد رأسمالي لا يعير أي اهتمام لطبقات الفقراء والمحتاجين، وانما ينصب اهتمامه فقط على أصحاب رأس المال والمستثمرين ورجال الأعمال.

أمام السلبيات والمخاوف التي يجري الحديث عنها يومياً لأزمة السيولة والنقد التي يشهدها العالم، والمخاوف من الركود الاقتصادي، نجد أن هذه الأزمة تشكل فرصة لكبح جماح التضخم والتآكل اليومي الذي كان يستهدف أموال الناس ومدخراتهم، فضلاً عن أن انتعاش الدولار أعاد لعملات منطقة الخليج والعديد من الدول العربية اعتبارها الذي فقدته لسنوات.

بفضل الأزمة المالية أيضاً أخذت أسعار السلع الاستهلاكية اتجاهاً آخر نحو الانخفاض لم تعرفه منذ سنوات، وفي بعض الدول العربية –كالأردن ومصر- ينتظر الناس انخفاضاً في أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية قد يصل الى 50% مدعوماً بعاملين، الأول: المخاوف من الركود في بلد المنشأ لهذه السلع، والثاني: سعر صرف العملة أمام العملات الاجنبية.

الأزمة المالية العالمية الراهنة لها وجه آخر، وهو أننا أمام تصحيح اقتصادي جذري من المفترض أنه سيعيد العالم الى نصابه الطبيعي؛ فالأثرياء الذين احتكروا الثروة والموارد ووسائل الرفاهية وعاشوا وكأنهم في كوكب آخر سيتضررون ولكن جزئياً من هذه الأزمة، بينما من المتوقع أن يعود الى الحياة ملايين الفقراء الذين كانوا مهددين بالطرد من هذا العالم بسبب جوعهم وعوزهم.

وبحسب الاحصاءات الأممية، فان 20% فقط من سكان الكرة الأرضية يملكون 80% من ثرواتها ومواردها وخيراتها، بينما يتقاسم 80% من سكان الأرض ما يتبقى لهم من 20% ويستصلحونه من أجل البقاء على قيد الحياة، وبهذه الأزمة المالية فقد تتغير هذه المعادلة العالمية.

الأهم من ذلك كله، أن هذه الأزمة المالية قد تؤدي بالعالم كله الى اعادة النظر في نظامه الاقتصادي الرأسمالي الراهن، وقد تجبره على ادخال تعديلات جوهرية لا نعلم بالتحديد شكلها ولا خارطتها، كما حدث في أعقاب أزمة الكساد الكبير التي بدأت في العام 1929 وغيرت وجه العالم الاقتصادي.

ومع فشل النظام الاشتراكي، وانهيار الشيوعية كمبدأ سياسي، فربما يجد علماء الاقتصاد في الفكر الاسلامي بعض الحلول التي كانت مستبعدة طيلة عقود طويلة، كما فعلت احدى الصحف الغربية عندما دعت الى خفض الفائدة على الودائع لتصل الى “صفر”، وهو ما وجد فيه البعض دعوة مباشرة لــ”تحريم الربا”.

16 thoughts on “ايجابيات الأزمة المالية – رب ضارة نافعة

  1. الأزمات المالية العالمية والكساد لا يأتي بخير وبخاصة على الدول الفقيرة والفقراء.

    من آثار الكساد انهيار المؤسسات وازدياد نسبة البطالة، ازدياد نسبة البطالة يؤدي إلى اللجوء للمعونات والمساعدات.

    تخيل عندما تتضخم حجم المعونات المطلوبة في دول فقيرة هي في الأصل تتلقى المعونات وعليها ديون كبيرة قبل ان يحل الكساد.

    عند حلول الكساد اغلب الدول الغنية توقف مساعداتها للدول الفقيرة يعني ” كل واحد يقول يالله نفسي” وربما حتى تطلب منهم سداد ديونهم لديهم …

    في هذه الحالة ماذا يحدث في الدول الفقيرة؟؟؟

    تكون هذه الدول غير قادرة على دفع المعونات والوفاء بأبسط حاجات مجتمعها … الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى زيادة اسعار السلع الأولية مما يؤدي إلى تفشي الجوع و الامراض والجرائم في المجتمع، وربما يؤدي الامر إلى حروب سياسية.

    اعاذنا الله من كل ذلك …

    وهذا بالطبع يعني ان الدول الغنية رغم تضررها تظل في وضع افضل بكثير من الدول الفقيرة.

    والحمدلله على كل حال …

  2. الاسعار فعلا ابتدأت في النزول ولكن على استحياء
    قليل الصبر وسوف ترونها باسعار الاسهم .
    اما السكن ان شاءالله فله لكل مواطن . وشقه في دبي حق عطله نهايه الاسبوع .

Comments are closed.