السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني واخواتي
فكرت مليا قبل كتابة هذه الخاطرة ، ونظرا لانه لم اكتب اي موضوع من قبل في هذا المنتدى المحترم الراقي ، ارتأيت ان اقدم لكم هذه الخاطرة التي تجول في خاطري منذ فترة ، وبما انه لم اجد مكانا اخر اعبر فيه عن مشاعري ، قررت ان انتفض هنا تحت انظاركم.
اخواني واخواتي
لاحظت في الفترة الماضية الانتفاضة التي تولدت لدى الكثيرين من جراء ما حدث من انهيار لاسواقنا ، فانقسمتم الى قسمين ، قسم متشائم وقسم متفائل ، فالكثير من الاخوة الافاضل المحللين استند الى ما لديه من علم يحاجج به الاخر ، فمن القراء من كان خارج السوق نسبيا وكانت خسارته اقل انضم الى حزب المتشائمين املا منه في ان يهبط السوق لكي يشتري من اسفل ، ومن كان جزءا كبيرا من امواله في السوق انضم الى حزب المتفائلين املا منه ان السوق سوف يرتفع ومن ثم يسترد راس ماله .
ولكن في النهاية فإن القضية اخواني واخواتي هي قضية اسواقنا المالية التي دخلناها بمحض ارادتنا ، فمنا من كان يعلم انها ناشئة وذات خطورة ( وهنا لا اعني انه لا يوجد سوق بلا مخاطر ) ، ومنا لم يعلم ذلك ، فمن كان يعلم استطاع ان ينفد بجلده في الوقت المناسب، ومن لم يكن يعلم او يفهم، تعلق من اطراف اذنيه مثلي.
كثُر الحديث في الفترة الماضية وحتى يومنا هذا عما كن يجب على ادارات اسواقنا ان تفعله في هذا الوقت العصيب ، وعن القرارات التي كان من الواجب اتخاذها للحيلولة من زيادة انهيارها، تلك القرارات التي كان من المفترض ان تتخذ بناءا على قوانين الهيئة الموقرة او حتى انفرادية من كلا السوقين .
المشكلة اننا حينما نتحدث عن أسواقنا المالية ( وهنا اقصد اسواق الامارات ) وكأنه ذلك السوق الكبير والقديم العتيق ذو التاريخ الحافل والذي لطالما تحدث عنه العالم اجمع، كبيرا وصغيرا، وننسى الواقع المرير، الذي لا يختلف عليه اثنان، بان سوقنا مجرد سوق مبتديء وبكل ما في كلمة مبتديء من معنى، فهو يفتقر الى العديد من المقومات الاساسية التي بوجود بعضها وانا اقول بعضها، تلك التي كانت سوف تجعل منه سوقا يدعى سوقا ماليا.
المدعو سوقنا اشبهه بولد صغير يلعب بالكرة برجليه ويتلاعب بها فيراه اداري في نادي، لا يعرف اساسيات كرة القدم وفي لحظة يقرر ان هذا الولد موهوب وفذ ذو موهبة عالية وانه سوف يصبح اسطورة،فيزج به في المباريات الكبيرة قبل ان يفهم ويتعلم ما هي رمية التماس و ما قانون التسلل وما هي الضربة الركنية وما هو الفاول او حتى انه لا يجب ان يمسك الكرة بيده اثناء اللعب و ، و ، و ، و ، الى اخره .
فما بالكم بسوق مالي لدولة مثل دولة الامارات هو مرآة لاقتصادها، واول ثغراته ان قوانينه واهدافه لا تطبق، ناهيك عن انها اساسا هشة وضعيفة، وليست بقضية تداولات دبي الاسلامي والتي الغيت بكاملها ببعيدة لتكون مثالا لما اقول، تلك القضية التي استمرت لفترة طويلة جدا ، كانت كقضية قتل في قرية لا توجد فيها اساسا عقوبة للقتل .
لا اريد ان اطيل عليكم انما اطمع في مشاركاتكم التي سوف تثري ما بخاطري
وفي النهاية استميحكم عذرا لاطالتي عليكم
ان اصبت فيما ابديت من رأيي فمن الله سبحانه وتعالى ، وان اخطأت فمني ومن الشيطان
جزاك الله خيرا
فعلا ….هذا الدرس اللي تعلمناه من فقاعه اسمها دبي لن تنسى على مر التاريخ ….وستكون من انجح القصص عبرة لم أراد أن يعتبر
نوما هنيئا….ولنبدا صفحة جديدة في حياتنا مبنية على أسس صحيحة، وإن لم نفعل فسيظل كابوس الخسائر مسيطرا على تفكيرنا…
فلنجدد عهدنا مع الله عزوجل، ولنشكره ليلا نهارا على نعمته، ولنعمل عملا صالحا يرضيه عنا…
ففي لحظة بل وفي ثواني معدودة لم تكن تحسب لها حسابا …..يرتخي جسمك، ويزوغ بصرك، ويتوقف نبضك ، وينقطع نفسك …وحينها لن ينفعك مال ولا عقار ولا استثمار ….لن ينفعك سوى عملك ….
ولك جزيل الشكر على الخاطرة…