لـ سعيد اليعربي
نحوي تغذُّ خُطاها قلـتُ واعَجَبـِي
مـاذا تريـدُ فتـاةٌ فـي براءَتـِها
سمراءُ والوجه مصفرٌّ مـن التعـبِ
ماذا تريـدُ مـن المـرآةِ أرمُقُهـا
وكلما اقترَبَتْ يـزدادُ بـي عَجَبـِي
تقدَّمـتْ وأنـا دَهَشَـاً أُناظـرُهـا
صغيرتي ما الذي أغراكِ بالنَّصَـبِ
فمثلُك الآن بين الصَّحْـبِ وادعـةً
لتنهـلَ العلـمَ أو تـزدانَ بـالأدبِ
فأيـن والـدُك الحانـي وأمُّـك أيـ
ـن الأهلُ أين ذوو الإحسان؟لم تُجِبِ
«بخورُ يا عم» هل تشـري فرائحـةٌ
للعودِ والصَّمغِ لم تُخْلَطْ ولم تشـبِ
«بخورُ يا عم» خذْ للأهلِ واحـدةً
أو اثنتيـن فهـذا غايـةُ الطـلـبِ
«بخور يا عم» أغرتنـي براعَتُهـا
فقلتُ هاتِ فقد أعفيـكِ مـن تَعَـبِ
بكم بخـورُكِ هـاتِ الكـلَّ آمنـةً
وهاكِ قيمَتَـهُ بالضِّعْـفِ فاقتـربي
قرأتُ في عينِها والـدّفءُ يسكُنُهـا
ما لستُ أقرؤُهُ في أعذَبِ الخُطَـبِ
يا عمُّ شكراً لقد خففتَ مـن ألمـِي
فصوتُ أمي هناك الآن يهتفُ بـي
فوق السريرِ مع المرضـى ممـددةً
في إثر حادثِ سَيرٍ ماتَ فيـه أبـِي
أبي، وندَّتْ مـن العينيـن دمعَتُهـا
وفارقتني وكاد الحزنُ يعصفُ بـي
وبينما صوتُها الحاني يـرنُّ أسـىً
في مسمعيّ وصدري جـذوة اللهبِ
إذا بصوتٍ يثيرُ الرعـبَ أفزعنـي
وزحمةٍ لجموعِ الناسِ بل صَخَـبِ
مَنْ؟ مَا؟ وكيفَ؟ وما هذا؟ أُسائلُهُم
قالوا اقتربْ لترى ما كان من عَجَبِ
لما اقتربتُ وكان الخوفُ يسبقُنِـي
دعوتُ يا ربُّ يا رحمنُ لطفُك بـي
رأيت سيـارةً حمـراءَ صاحبُهَـا
روائحُ الخمرِ من بُردَيْهِ لـم تَغِـبِ
ثم التفتُّ يمينـاً فاحترقـتُ أسـىً
رأيتُها والـدمُ المسفـوحُ كالقِـرَبِ
دنوتُ منها وقـد بانـَتْ بشاشَتُهـا
وافتر مبسَمُها عـن لؤلـؤٍ رطـبِ
«بخور يا عم» إنـي كنـتُ عائـدةً
لحضنِ أمي أواسيهـا مـن التَّعَـبِ
«بخور يا عم» شرُّ النـاسِ منزلـةً
ذاك الذي يرجعُ العافين بالغضـبِ
«بخور يا عم» فافق حيـن تسمعهـا
ثم اشترِ أو فجُدْ بالقـولِ فـي أدَبِ
الله مـا أنبـلَ الإحسـان أعظمَـهُ
في رقةِ القول ما يُغني عن الذهـبِ
«بخور ياعم» كان الصوتُ مُنخنِقَـاً
كأنمـا يتـوارى ثَـم بالحُـجُـبِ
«بخور يا عم» ريحُ العـود طيبـةً
لكنَّ هذا بغيرِ الخمـرِ لـم يَطِـبِ
«بخور يا عـم» وانسلَّـتْ أمانَتُهـا
لله عائـدةً فـي موكـبِ الشُّهُـبِ
وحينها فاحَ في الأرجـاءِ رائحـة
كأنما بُعثَتْ في الكـونِ روحُ نبـي
وعـدتُ للبيـتِ مُغتمـاً ومُنقهـراً
وحسرةُ الحزنِ تُطفي فورةَ الغَضَبِ
أُكفكفُ الدَّمعَ فـي عينـيّ أحبسُـهُ
وحرقةُ القلبِ مثـلُ الجمـرِ واللَّهَبِ
ما ذاك؟ تسألني زوجي حُفِظت لنـا
فقلتُ صمغٌ وعودٌ طيّـبُ الحَطَـبِ
هاكِ انشُرِي في ربوعِ الدارِ رائحةً
زكيـةً ودعينـي أحتسـِي تَعَبِـي
فقـد شَهـدتُ قُبيـلَ الآن حادثـةً
مريعةً فاسمعي بالحـادث العَجَـبِ
إنـي شهـدتُ فتـاةً مثـل طفلتنـا
وديعةَ الوجه في حُسْنِ المها العربي
رأيتُهـا تلفـظُ الأنفـاسَ قائـلـة
«بخورُ يا عم» بلّغْ كـلَّ ذي أَرَبِ
أني قضيت وفي نفسي أسى وجوى
لم ألقَ حولي ذوي الأرحام والنَّسَبِ
سعيتُ خلفَ رغيفِ الخبـزِ أطلبُـهُ
بالكـدّ حافيـةً فـي لَسْعَـةِ اللَّهَبِ
«بخور يا عم» والألبـابُ حائـرةً
في ما تقول ومـا تحـوي مـن الأدَبِ
ِوعندها همسَ النقـالُ فـي أذنـي
قمْ حانَ وقتُ صلاةِ الفجر واحْتَسِبِ
الحمـدُ لله رؤيـا تلـك أيقظَـنِـي
بها الإلـهُ لفعـلِ الخيـرِ والقـُرَبِ
//
\
//
قرأئتها .. ورحت بخيالي
مع هذا المشهد الذي أكثر مايكون واقعي ..
ويحاكي واقع أليم .. مرير .. محزن
سالت دمعتي عندما ماتت تلك البريئة ..
فلم أرغب في الإكمال ..
ولكن تحاملت على نفسي ..
فأكملت ..
حمدت الله أنه حلم عابر
وإن كانت تفاصيلة راسخة كرسوخ الجبال ..
رائعة .. ولا تكفي
هزاع
لشخصك الذي نقل تلك الأبيات الجميلة
أطيب الدعا..
بأن يبارك الله بك .. وفيك
شكراً مُترفة
وعوافي
الأحلى هو مروركم العطر
حلوه القصيدة الصارحة
مروركم الكريم هو الأجمل
شي جميل الصراحة
مافيني اقول غير انه مبدع بنقل المشاعر والاحاسيس وخلاني اعيش معه كل تفاصيل القصة.
شكرا لك على النقل الرائع