آكل الأفاعي!

الافريقي الجنوبي “ليزني كاليني” لم يتجاوز عمره 30 عاما، وله قدرة كبيرة وغريبة على أكل “الأفاعي الحية” وقد فسر الأطباء بقاءه حيا رغم كميات السموم التي يتناولها بأنه اكتسب مناعة تدريجية في الغابات، وأن السموم المبلوعة لا يتم هضمها كلها!

الافريقي الجنوبي “ليزني كاليني” لم يتجاوز عمره 30 عاما، وله قدرة كبيرة وغريبة على أكل “الأفاعي الحية” وقد فسر الأطباء بقاءه حيا رغم كميات السموم التي يتناولها بأنه اكتسب مناعة تدريجية في الغابات، وأن السموم المبلوعة لا يتم هضمها كلها!
ملابس ناطقة قريباً
ملابس ناطقة قريباً في الأسواق ! 
هل تشعر أنك تحتاج دائما إلى من يخبرك بأن القميص الشيك الذي تعتزم شراءه سوف يتنافر بوضوح مع البنطلون؟ وهل تحتاج إلى من يحذرك من أنك على وشك وضع البذلة القيمة في غسالة الملابس ولكن مع برنامج غسيل غير مناسب يمكنه إتلاف البذلة؟
بالفعل بدأت شركة ملابس عالمية في تطوير جيل جديد من الملابس مزود برقائق إلكترونية تمكنها من إبلاغ الشخص الذي يرتديها بوجود أي تنافر بين قطع الملابس التي يقوم بارتدائها أو تقدم التحذير المناسب عند الغسيل.
تعتزم الشركة ضخ استثمارات ضخمة لاستخدام الرقائق الإلكترونية الدقيقة لإعطاء العملاء والعاملين في المتاجر معلومات جديدة متنوعة عن الملابس والأغذية التي تعرضها هذه المتاجر للبيع.
وقال روجر هولمز الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة إنه يريد الاستفادة من التقدم التكنولوجي الهائل الذي تحقق للبشرية، ويعتقد هولمز أنه يمكن تزويد عبوات الطعام في المستقبل برقائق إلكترونية يمكنها تحذير العاملين اقتربت من تاريخ انتهاء الصلاحية ويجب بيعها في أقرب وقت ممكن.
كما أن هذه الرقائق تسمح بتتبع المنتجات في جميع فروع سلسلة المتاجر.في الوقت نفسه يمكن تضمين هذه الرقائق في الملابس بحيث يستطيع المشترون رؤية الملابس كلها في غرفة تجربة الملابس و يحددون مدى تناسق القطعة التي يشتريها مع باقي القطع الأخرى التي يرتديها.
وبعد أن يتم بيع قطعة الملابس فإن هذه الرقائق يمكن أن تتولى تحذير الأشخاص الذين قد يضعون الملابس بطريقة خطأ في غسالة الملابس مع تشغيل برنامج الغسيل غير المناسب لهذا النوع من الملابس.
وقالت الشركة إنه يتم التفكير في هذه اللحظة في فكرة تزويد الملابس وعبوات الأغذية بالرقائق الإلكترونية. وأضافت أن هناك حوالي 80 من أفضل المبتكرين في العالم يعملون في تطوير هذه الفكرة الجديدة. من ناحيته قال روبرت كلارك الخبير الاقتصادي في مجال مبيعات التجزئة ان سلسلة متاجر بريطانية بدأت بالفعل تطوير فكرة تزويد الملابس بالرقائق الإلكترونية.ويعتقد كلارك أن سلاسل المتاجر الكبرى بدأت فعلا التركيز على طرق استخدام التكنولوجيا الحديثة لاجتذاب الجيل الجديد من المتسوقين الذين ولدوا وترعرعوا في عالم التكنولوجيا المتقدمة. ويضيف أن مثل هذه الأشياء أصبحت أساسية تماماً لشباب اليوم.

هل تشعر أنك تحتاج دائما إلى من يخبرك بأن القميص الشيك الذي تعتزم شراءه سوف يتنافر بوضوح مع البنطلون؟ وهل تحتاج إلى من يحذرك من أنك على وشك وضع البذلة القيمة في غسالة الملابس ولكن مع برنامج غسيل غير مناسب يمكنه إتلاف البذلة؟
بالفعل بدأت شركة ملابس عالمية في تطوير جيل جديد من الملابس مزود برقائق إلكترونية تمكنها من إبلاغ الشخص الذي يرتديها بوجود أي تنافر بين قطع الملابس التي يقوم بارتدائها أو تقدم التحذير المناسب عند الغسيل.
تعتزم الشركة ضخ استثمارات ضخمة لاستخدام الرقائق الإلكترونية الدقيقة لإعطاء العملاء والعاملين في المتاجر معلومات جديدة متنوعة عن الملابس والأغذية التي تعرضها هذه المتاجر للبيع.
وقال روجر هولمز الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة إنه يريد الاستفادة من التقدم التكنولوجي الهائل الذي تحقق للبشرية، ويعتقد هولمز أنه يمكن تزويد عبوات الطعام في المستقبل برقائق إلكترونية يمكنها تحذير العاملين اقتربت من تاريخ انتهاء الصلاحية ويجب بيعها في أقرب وقت ممكن.
كما أن هذه الرقائق تسمح بتتبع المنتجات في جميع فروع سلسلة المتاجر.في الوقت نفسه يمكن تضمين هذه الرقائق في الملابس بحيث يستطيع المشترون رؤية الملابس كلها في غرفة تجربة الملابس و يحددون مدى تناسق القطعة التي يشتريها مع باقي القطع الأخرى التي يرتديها.
وبعد أن يتم بيع قطعة الملابس فإن هذه الرقائق يمكن أن تتولى تحذير الأشخاص الذين قد يضعون الملابس بطريقة خطأ في غسالة الملابس مع تشغيل برنامج الغسيل غير المناسب لهذا النوع من الملابس.
وقالت الشركة إنه يتم التفكير في هذه اللحظة في فكرة تزويد الملابس وعبوات الأغذية بالرقائق الإلكترونية. وأضافت أن هناك حوالي 80 من أفضل المبتكرين في العالم يعملون في تطوير هذه الفكرة الجديدة. من ناحيته قال روبرت كلارك الخبير الاقتصادي في مجال مبيعات التجزئة ان سلسلة متاجر بريطانية بدأت بالفعل تطوير فكرة تزويد الملابس بالرقائق الإلكترونية.ويعتقد كلارك أن سلاسل المتاجر الكبرى بدأت فعلا التركيز على طرق استخدام التكنولوجيا الحديثة لاجتذاب الجيل الجديد من المتسوقين الذين ولدوا وترعرعوا في عالم التكنولوجيا المتقدمة. ويضيف أن مثل هذه الأشياء أصبحت أساسية تماماً لشباب اليوم.
بعد مرور أكثر من 700 عام :
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟
قصة سقوط بغداد، عاصمة الدولة العباسية الثانية، قصة مثيرة للشجن والأسف والرهبة، وفوق كل هذا..الدهشة. صحيح أن القانون الطبيعي الذي يسير به التاريخ يقضي بسقوط الدول والامبراطوريات كلما اتسعت رقعتها الجغرافية، وطال عمرها الافتراضي، وتشعبت أطرافها، وكثرت مراكز القوى داخل بلاط حكمها؛ إلا أن قصة سقوط العرب في بغداد له وضع خاص جدا، ربما لأنها ارتبطت بالهجوم المغولي على المشرق العربي، والمغول كما أوضح المؤرخون أغرب ظاهرة عرفها التاريخ البشري، وربما لأنها أبلغ رمز للأمة حين يبلغ بها الهوان مبلغه، وتصبح كما يقولون بلغة الشعراء أضعف من الضعف نفسه.
وقد يكون السبب في ذلك أن ملابسات السقوط، ونقصد الظروف الداخلية للبيت العباسي، تثير فينا الدهشة من حال أمة استمر الدعاء لها من على المنابر ما يزيد عن خمسمائة عام لتسقط بعدها بكل سهولة وخزي أمام الزحف المغولي دون أدنى محاولات جادة للصمود والمقاومة. نقولها بطريقة مختلفة بعض الشيء، ما السبب أو أجدى الأسباب التي جعلت بغداد تقع بكل سهولة في أيدي المغول؟ الطبيعي أن يكون هناك قدر من المقاومة، فترة من الصمود، عناد، إصرار على البقاء والحياة، غريزة ورغبة في الحفاظ على الكرامة والشرف والعزة. لكن ما حدث وما يرويه لنا الرواة شيء مختلف تماماً.
أول أسباب السقوط كان يتعلق بخليفة المسلمين في ذلك الوقت، وهو المستعصم، آخر خلفاء بني العباس. كانت حالته وتركيبته الشخصية، مثلها مثل الدولة التي يقوم على أمرها، حيث الضعف والهوان وانعدام الخبرة بالحكم والقيادة، والاعتماد على الموالي في تسيير أمور الدولة، وفوق كل هذا، الانغماس في الملذات وليالي الغناء حتى الثمالة.
ويصف لنا ابن طباطبا في كتابه “الفخري في الآداب السلطانية” شخصية المستعصم الذي حكم المسلمين من 640 إلى 656 هـ (1242 1258م)، قائلاً: “كان رجلاً متديناً، لين الجانب، سهل العريكة، سهل الأخلاق، ضعيف الوطأة (رحيماً بالآخرين)، إلا أنه كان مستضعف الرأي، ضعيف البطش، قليل الخبرة بأمور المملكة، مطموعا فيه، غير مهيب في النفوس، ولا مطلع على حقائق الأمور، وكان زمانه ينقضي أكثره في سماع الأغاني، والتفرج على المساخرة. وفي بعض الأوقات يجلس في خزانة الكتب جلوساً ليس فيه كبير فائدة، وكان أصحابه مستولين عليه، وكلهم جهال من أراذل العوام”، ولم تكن مثل هذه الصفات، إلى جانب الشغف والهيام الشديد بالراقصين والراقصات، من الإدعاءات التي يرى البعض أن الرواة قد ألصقوها ظلما وعدوانا بالخلفية المستعصم؛ فالمصادر الصينية التي تناولت الحقبة المغولية وهجومها على المشرق الإسلامي تقول إن هذا الخليفة كان “سماعا للموسيقى، معتقداً بقدرتها على تخفيف آلام صداع رأسه”.
وحين كانت تأتيه أخبار الانتصارات الساحقة التي يحققها المغول يوما بعد يوم، وبعد أن ترفع إليه التقارير التي تتحدث عن الفظائع التي يرتكبها القادمون من جهة الشرق، يأتي رده الوحيد: “أنا بغداد تكفيني ولا يستكثرونها لي إذا نزلت لهم عن باقي البلاد، ولا أيضا يهجمون علي وأنا بها، وهي بيتي ودار مقامي”، بمعنى آخر، كان لديه الاستعداد التام للتنازل عن التركة العباسية التي تمتد شرقا وغربا في مقابل أن يحتفظ ببغداد، ولحظتها تختزل الدول العباسية صاحبة أطول شهادة ميلاد في تاريخ الحضارة الإسلامية (من 12 ربيع الأول سنة 132 هـ 749م إلى أوائل صفر 656 هـ 1258م) في مجرد مدينة واحدة.
ولم يكن ضعف شخصية الخليفة وانعدام كافة مقومات الحكم والقيادة لديه السبب الوحيد لسقوط بغداد كالثمرة اليانعة في أيدي المغول، كان هناك أعراض المرض الإداري الذي دب في أوصال نظام الحكم وساساته، فمن ناحية، ضعفت السلطة المركزية ووهنت بسبب دسائس الموالي وسيطرة العنصرين التركي والفارسي على عملية صنع القرار، وهي العملية التي كان وجهها المطامع الشخصية التي تدار من داخل السراديب المظلمة أو في مخادع النساء، وظهرها الصراع الطائفي والمذهبي.
وكما كان هناك خلاف حاد بينهما في المسائل الإدارية، كان هناك خلاف أكثر حدة في طريقة مواجهة الخطر “الهولاكولي” المرتقب، فحين وصلت رسالة من هولاكو يقول فيها للمستعصم: “.. فإني متوجه إلى بغداد بجيش كالنمل والجراد”، جمع كبار رجال دولته لاستشارتهم في الأمر. كان رأي الوزير ابن العلقمي أن يرسل الخليفة الهدايا والأموال والتحف الثمينة إلى هولاكو مع رسالة اعتذار واستلطاف تخفف من غلوائه واصراره على المضي قدما صوب بغداد. بل وأشار ابن العلقمي إلى ان يردد اسم هولاكو في خطب الجمعة من المنابر جنبا إلى جنب مع اسم الخليفة، وينقش اسمه على العملة الرسمية للبلاد، لكن الدواتدار الصغير كان رأيه مختلفاً تماما؛ إذ رأي ضرورة الإعراض عن آراء ابن العلقمي أولا ثم التوجه لملاقاة الغزاة والتصدي لهم وجها لوجه ثانيا.
* والجيش: لم يكن هناك كيان حقيقي منظم يمكن أن يطلق عليه وصف “جيش” وتوكل إليه مهمة التصدي للجيوش المغولية الجرارة. ويقول الرواة أن الفصل الأخير من الحقبة العباسية قد شهدت إهمالا مخزياً بأمور الجيش، سواء من حيث تجديده أو تدريبه أو تزويده بالعتاد والأسلحة، ناهيك في ذلك عن الانشقاق الطائفي الذي استشرى في صفوف الجيش، وسيطرة العناصر المملوكية وقوة شوكتهم، حتى إنهم كانوا يدينون بالطاعة لسيدهم أكثر مما يدينون للخلفية ذاته.
وهناك طائفة من المؤرخين ترجع أسباب انهيار حالة الجيش إلى الخليفة ووزيره العلقمي، فالأول موصوف بحبه الشديد للمال وبخله القح في الإنفاق على شئون الدولة، والثاني كان يحاول توفير الأموال حتى لا تكون خزانة الدولة خاوية جائعة، غير أن البعض الآخر يرجع السبب إلى رؤساء المماليك، وتحديداً شرف الدين اقبال الشرابي، قائد المماليك، والداودار الصغير، والاثنان كان لهما دور ضالع في التخلص من العناصر المختلفة التي كان يتألف منها قوام الجيش وقصره على العنصر المملوكي فقط حتى تكون له الكلمة الأولى والاخيرة.
كان الجو إذاً ملبداً بالصراعات والمنافسات المرة التي استهلكت طاقة الأمة وجهدها إما في مراضاة أطرافها أو تصفيتهم.
وينطبق نفس الأمر على الصراعات التي كانت قائمة بيت الأقطار الإسلامية، وتحديداً في مصر والشام، فصعوبة الموقف الذي تواجهه الدولة العباسية كان كفيلا بطلب الخليفة للمدد والعون من الأقطار المجاورة، وهو ما حدث بالفعل؛ غير أن كافة نداءاته ماتت قبل أن تعبر بوابة قصر الخليفة. فمن ناحية الشرق، حيث سوريا ومصر، دب صراع عنيف دموي بين الأيوبيين في الشام والمماليك في مصر، وازدادت حدة الصراع بعد تأسيس المماليك دولتهم في مصر. لذلك، كان من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يلتفت أحد لنداءات الغوث الآتية في صوت مبحوح من بغداد المتهاوية.ومن ناحية الغرب، كانت كل الأقطار الإسلامية، من الحدود الشرقية لتركستان وحتى تخوم العراق، متورطة في صراعات ومواجهات عنيفة مع المغول في محاولة لصد هجمتهم الشرسة، وينخر سوس التفتت والتفكك في عضد الأمة العباسية، ويكون الجو مهيأ في أفضل أحواله للخونة كي يقوموا بدورهم اللئيم اللعين في القضاء على كل من يقف في وجه أطماعهم أو أحقادهم.
ويذكر في هذا الشأن اسم “نصير الدين الطوسي”، الوزير الذي كان يكن كل كراهية للخليفة، وهي كراهية دفع المسلمون ثمنها من أرواحهم وشرفهم. يقول الرواة إن هولاكو في تقدمه نحو بغداد استدعى “نصير الدين الطوسي”، وأخذ يستشيره في ما ابداه الفلكي حسام الدين من تنبؤات حول المصائب التي ستقع في حالة دخول بغداد. عارض الطوسي كل ما قاله الفلكي حسام الدين، وبذل جهداً رائعا في إقناع هولاكو بأنه لا خوف على الإطلاق من الهجوم على بغداد، بل أكد له أن الطريق إلى مدينة السلام مفروشاً بالورود، وأنها كالثمرة اليانعة مهيأة للسقوط دون عناء يذكر.
وكانت آراء الطوسي بمنزلة الدعائم التي قامت عليها خطة هولاكو في الهجوم على العراق، وهي خطة قامت على أساس تحريك الكتائب والفصائل المغولية لتطويق بغداد من كل جانب. وتشتد رائحة الخيانة لتزكم أنوف الجميع، إذ تتحدث المراجع التاريخية عن موظفين عسكريين من موظفي الخليفة المستعصم، هما ايبك الحلبي وسيف الدين القيليجي، لهذين الموظفين قصة عجيبة تنم عن مدى الانحلال الذي حل بالنفوس فتبدلت وخلعت دينها وشرفها وعروبتها لتنضم إلى صفوف الغزاة دون أدنى وجع في الضمير. فقد أوفد الدوادار هذين الموظفين لاستكشاف الطرق والدروب التي سيسلكها عند ملاقاة هولاكو. ولأسباب ما، لم يتناولها الرواة تلميحاً أو تصريحا، تحول الموظفان عن مهمتهما، وقررا الاتجاه إلى القائد المغولي “بايجو” وعرضا خدماتهما الثمينة عليه، وبالطبع، كان ما كان. هل يمكن القول إذا إن نجاح المغول في اختراق البيت العباسي يرجع في الأساس إلى عوامل داخلية يتحمل مسئوليتها العرب قبل أي طرف آخر؟ هل يمكن الإدعاء بأن هولاكو كان محظوظاً في تحقيق حلم أجداده بفتح بغداد، وتدمير واحدة من أرقي الحضارات التي عرفتها الإنسانية عامة، والأمة الإسلامية خاصة.
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟

قصة سقوط بغداد، عاصمة الدولة العباسية الثانية، قصة مثيرة للشجن والأسف والرهبة، وفوق كل هذا..الدهشة. صحيح أن القانون الطبيعي الذي يسير به التاريخ يقضي بسقوط الدول والامبراطوريات كلما اتسعت رقعتها الجغرافية، وطال عمرها الافتراضي، وتشعبت أطرافها، وكثرت مراكز القوى داخل بلاط حكمها؛ إلا أن قصة سقوط العرب في بغداد له وضع خاص جدا، ربما لأنها ارتبطت بالهجوم المغولي على المشرق العربي، والمغول كما أوضح المؤرخون أغرب ظاهرة عرفها التاريخ البشري، وربما لأنها أبلغ رمز للأمة حين يبلغ بها الهوان مبلغه، وتصبح كما يقولون بلغة الشعراء أضعف من الضعف نفسه.
وقد يكون السبب في ذلك أن ملابسات السقوط، ونقصد الظروف الداخلية للبيت العباسي، تثير فينا الدهشة من حال أمة استمر الدعاء لها من على المنابر ما يزيد عن خمسمائة عام لتسقط بعدها بكل سهولة وخزي أمام الزحف المغولي دون أدنى محاولات جادة للصمود والمقاومة. نقولها بطريقة مختلفة بعض الشيء، ما السبب أو أجدى الأسباب التي جعلت بغداد تقع بكل سهولة في أيدي المغول؟ الطبيعي أن يكون هناك قدر من المقاومة، فترة من الصمود، عناد، إصرار على البقاء والحياة، غريزة ورغبة في الحفاظ على الكرامة والشرف والعزة. لكن ما حدث وما يرويه لنا الرواة شيء مختلف تماماً.
أول أسباب السقوط كان يتعلق بخليفة المسلمين في ذلك الوقت، وهو المستعصم، آخر خلفاء بني العباس. كانت حالته وتركيبته الشخصية، مثلها مثل الدولة التي يقوم على أمرها، حيث الضعف والهوان وانعدام الخبرة بالحكم والقيادة، والاعتماد على الموالي في تسيير أمور الدولة، وفوق كل هذا، الانغماس في الملذات وليالي الغناء حتى الثمالة.
ويصف لنا ابن طباطبا في كتابه “الفخري في الآداب السلطانية” شخصية المستعصم الذي حكم المسلمين من 640 إلى 656 هـ (1242 1258م)، قائلاً: “كان رجلاً متديناً، لين الجانب، سهل العريكة، سهل الأخلاق، ضعيف الوطأة (رحيماً بالآخرين)، إلا أنه كان مستضعف الرأي، ضعيف البطش، قليل الخبرة بأمور المملكة، مطموعا فيه، غير مهيب في النفوس، ولا مطلع على حقائق الأمور، وكان زمانه ينقضي أكثره في سماع الأغاني، والتفرج على المساخرة. وفي بعض الأوقات يجلس في خزانة الكتب جلوساً ليس فيه كبير فائدة، وكان أصحابه مستولين عليه، وكلهم جهال من أراذل العوام”، ولم تكن مثل هذه الصفات، إلى جانب الشغف والهيام الشديد بالراقصين والراقصات، من الإدعاءات التي يرى البعض أن الرواة قد ألصقوها ظلما وعدوانا بالخلفية المستعصم؛ فالمصادر الصينية التي تناولت الحقبة المغولية وهجومها على المشرق الإسلامي تقول إن هذا الخليفة كان “سماعا للموسيقى، معتقداً بقدرتها على تخفيف آلام صداع رأسه”.
وحين كانت تأتيه أخبار الانتصارات الساحقة التي يحققها المغول يوما بعد يوم، وبعد أن ترفع إليه التقارير التي تتحدث عن الفظائع التي يرتكبها القادمون من جهة الشرق، يأتي رده الوحيد: “أنا بغداد تكفيني ولا يستكثرونها لي إذا نزلت لهم عن باقي البلاد، ولا أيضا يهجمون علي وأنا بها، وهي بيتي ودار مقامي”، بمعنى آخر، كان لديه الاستعداد التام للتنازل عن التركة العباسية التي تمتد شرقا وغربا في مقابل أن يحتفظ ببغداد، ولحظتها تختزل الدول العباسية صاحبة أطول شهادة ميلاد في تاريخ الحضارة الإسلامية (من 12 ربيع الأول سنة 132 هـ 749م إلى أوائل صفر 656 هـ 1258م) في مجرد مدينة واحدة.
ولم يكن ضعف شخصية الخليفة وانعدام كافة مقومات الحكم والقيادة لديه السبب الوحيد لسقوط بغداد كالثمرة اليانعة في أيدي المغول، كان هناك أعراض المرض الإداري الذي دب في أوصال نظام الحكم وساساته، فمن ناحية، ضعفت السلطة المركزية ووهنت بسبب دسائس الموالي وسيطرة العنصرين التركي والفارسي على عملية صنع القرار، وهي العملية التي كان وجهها المطامع الشخصية التي تدار من داخل السراديب المظلمة أو في مخادع النساء، وظهرها الصراع الطائفي والمذهبي.
وكما كان هناك خلاف حاد بينهما في المسائل الإدارية، كان هناك خلاف أكثر حدة في طريقة مواجهة الخطر “الهولاكولي” المرتقب، فحين وصلت رسالة من هولاكو يقول فيها للمستعصم: “.. فإني متوجه إلى بغداد بجيش كالنمل والجراد”، جمع كبار رجال دولته لاستشارتهم في الأمر. كان رأي الوزير ابن العلقمي أن يرسل الخليفة الهدايا والأموال والتحف الثمينة إلى هولاكو مع رسالة اعتذار واستلطاف تخفف من غلوائه واصراره على المضي قدما صوب بغداد. بل وأشار ابن العلقمي إلى ان يردد اسم هولاكو في خطب الجمعة من المنابر جنبا إلى جنب مع اسم الخليفة، وينقش اسمه على العملة الرسمية للبلاد، لكن الدواتدار الصغير كان رأيه مختلفاً تماما؛ إذ رأي ضرورة الإعراض عن آراء ابن العلقمي أولا ثم التوجه لملاقاة الغزاة والتصدي لهم وجها لوجه ثانيا.
* والجيش: لم يكن هناك كيان حقيقي منظم يمكن أن يطلق عليه وصف “جيش” وتوكل إليه مهمة التصدي للجيوش المغولية الجرارة. ويقول الرواة أن الفصل الأخير من الحقبة العباسية قد شهدت إهمالا مخزياً بأمور الجيش، سواء من حيث تجديده أو تدريبه أو تزويده بالعتاد والأسلحة، ناهيك في ذلك عن الانشقاق الطائفي الذي استشرى في صفوف الجيش، وسيطرة العناصر المملوكية وقوة شوكتهم، حتى إنهم كانوا يدينون بالطاعة لسيدهم أكثر مما يدينون للخلفية ذاته.
وهناك طائفة من المؤرخين ترجع أسباب انهيار حالة الجيش إلى الخليفة ووزيره العلقمي، فالأول موصوف بحبه الشديد للمال وبخله القح في الإنفاق على شئون الدولة، والثاني كان يحاول توفير الأموال حتى لا تكون خزانة الدولة خاوية جائعة، غير أن البعض الآخر يرجع السبب إلى رؤساء المماليك، وتحديداً شرف الدين اقبال الشرابي، قائد المماليك، والداودار الصغير، والاثنان كان لهما دور ضالع في التخلص من العناصر المختلفة التي كان يتألف منها قوام الجيش وقصره على العنصر المملوكي فقط حتى تكون له الكلمة الأولى والاخيرة.
كان الجو إذاً ملبداً بالصراعات والمنافسات المرة التي استهلكت طاقة الأمة وجهدها إما في مراضاة أطرافها أو تصفيتهم.
وينطبق نفس الأمر على الصراعات التي كانت قائمة بيت الأقطار الإسلامية، وتحديداً في مصر والشام، فصعوبة الموقف الذي تواجهه الدولة العباسية كان كفيلا بطلب الخليفة للمدد والعون من الأقطار المجاورة، وهو ما حدث بالفعل؛ غير أن كافة نداءاته ماتت قبل أن تعبر بوابة قصر الخليفة. فمن ناحية الشرق، حيث سوريا ومصر، دب صراع عنيف دموي بين الأيوبيين في الشام والمماليك في مصر، وازدادت حدة الصراع بعد تأسيس المماليك دولتهم في مصر. لذلك، كان من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يلتفت أحد لنداءات الغوث الآتية في صوت مبحوح من بغداد المتهاوية.ومن ناحية الغرب، كانت كل الأقطار الإسلامية، من الحدود الشرقية لتركستان وحتى تخوم العراق، متورطة في صراعات ومواجهات عنيفة مع المغول في محاولة لصد هجمتهم الشرسة، وينخر سوس التفتت والتفكك في عضد الأمة العباسية، ويكون الجو مهيأ في أفضل أحواله للخونة كي يقوموا بدورهم اللئيم اللعين في القضاء على كل من يقف في وجه أطماعهم أو أحقادهم.
ويذكر في هذا الشأن اسم “نصير الدين الطوسي”، الوزير الذي كان يكن كل كراهية للخليفة، وهي كراهية دفع المسلمون ثمنها من أرواحهم وشرفهم. يقول الرواة إن هولاكو في تقدمه نحو بغداد استدعى “نصير الدين الطوسي”، وأخذ يستشيره في ما ابداه الفلكي حسام الدين من تنبؤات حول المصائب التي ستقع في حالة دخول بغداد. عارض الطوسي كل ما قاله الفلكي حسام الدين، وبذل جهداً رائعا في إقناع هولاكو بأنه لا خوف على الإطلاق من الهجوم على بغداد، بل أكد له أن الطريق إلى مدينة السلام مفروشاً بالورود، وأنها كالثمرة اليانعة مهيأة للسقوط دون عناء يذكر.
وكانت آراء الطوسي بمنزلة الدعائم التي قامت عليها خطة هولاكو في الهجوم على العراق، وهي خطة قامت على أساس تحريك الكتائب والفصائل المغولية لتطويق بغداد من كل جانب. وتشتد رائحة الخيانة لتزكم أنوف الجميع، إذ تتحدث المراجع التاريخية عن موظفين عسكريين من موظفي الخليفة المستعصم، هما ايبك الحلبي وسيف الدين القيليجي، لهذين الموظفين قصة عجيبة تنم عن مدى الانحلال الذي حل بالنفوس فتبدلت وخلعت دينها وشرفها وعروبتها لتنضم إلى صفوف الغزاة دون أدنى وجع في الضمير. فقد أوفد الدوادار هذين الموظفين لاستكشاف الطرق والدروب التي سيسلكها عند ملاقاة هولاكو. ولأسباب ما، لم يتناولها الرواة تلميحاً أو تصريحا، تحول الموظفان عن مهمتهما، وقررا الاتجاه إلى القائد المغولي “بايجو” وعرضا خدماتهما الثمينة عليه، وبالطبع، كان ما كان. هل يمكن القول إذا إن نجاح المغول في اختراق البيت العباسي يرجع في الأساس إلى عوامل داخلية يتحمل مسئوليتها العرب قبل أي طرف آخر؟ هل يمكن الإدعاء بأن هولاكو كان محظوظاً في تحقيق حلم أجداده بفتح بغداد، وتدمير واحدة من أرقي الحضارات التي عرفتها الإنسانية عامة، والأمة الإسلامية خاصة.
نقلاً عن مجلة الجزيرة
بقلم فراس نور الحق

صورة للوحة قديمة تظهر حصار بغداد من قبل المغول

صورة للوحة قديمة تظهر حصار بغداد من قبل المغول
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
تمهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين سوف نتحدث اليوم عن الإعجاز الغيبي لبعض الأحاديث النبوية الشريفة والتي تحدثت عن أحداث مهمة سوف تحدث بعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم وهو قتال للترك (التتر والمغول) للمسلمين وإن شاء الله تعالى سوف نتناول هذه الأحاديث بشيء بشرح مختصر ونعلق عليها.
الأحاديث النبوية:
* عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر ويتخذون الدرق حتى يربطوا خيولهم بالنخل) زيارة الجامع الصغير للسيوطي.
* حدّثنا الْحَسَنُ عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْماً عِرَاضَ الْوُجُوهِ. كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانٌّ الْمُطْرَقَةُ. وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْماً يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ) سنن ابن ماجة باب الترك رقم الحديث (4098).
تمهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين سوف نتحدث اليوم عن الإعجاز الغيبي لبعض الأحاديث النبوية الشريفة والتي تحدثت عن أحداث مهمة سوف تحدث بعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم وهو قتال للترك (التتر والمغول) للمسلمين وإن شاء الله تعالى سوف نتناول هذه الأحاديث بشيء بشرح مختصر ونعلق عليها.
الأحاديث النبوية:
* عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر ويتخذون الدرق حتى يربطوا خيولهم بالنخل) زيارة الجامع الصغير للسيوطي.
* حدّثنا الْحَسَنُ عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْماً عِرَاضَ الْوُجُوهِ. كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانٌّ الْمُطْرَقَةُ. وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْماً يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ) سنن ابن ماجة باب الترك رقم الحديث (4098).
-
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم سمعت الحسن يقول حدثنا عمرو بن تغلب قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين يدي الساعة تقاتلون قوماً ينتعلون الشعر وتقاتلون قوما كأن وجوههم المجان المطرقة ) صحيح البخاري( 3325).
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر حتى يقع فيه والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله) صحيح البخاري.
<
حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة :عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً كأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر) مسند أحمد.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه :(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة) صحيح البخاري.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة) صحيح البخاري.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر). -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ, يَلْبَسُونَ الشَّعْرَ , وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر)صحيح مسلم.
شرح الكلمات الصعبة:
(الْمَجَانّ): جمع مجن وهو التُّرْس.
( الْمُطْرَقَة ) بِالتَّخْفِيفِ اِسْم مَفْعُول مِنْ الْإِطْرَاق وَالتُّرْس الْمُطْرَق الَّذِي جُعِلَ عَلَى ظَهْره طِرَاق وَالطِّرَاق بِالْكَسْرِ جِلْد يُقْطَع عَلَى مِقْدَار التُّرْس فَيُلْصَق عَلَى ظَهْره شَبَّهَ وُجُوههمْ بِالتُّرْسِ لِبَسْطِهَا وَتَدْوِيرهَا وَبِالْمِطْرَقَةِ لِغِلَظِهَا وَكَثْرَة لَحْمهَا .
( ذُلْف الْأُنُوف ): (الذَّلَفُ بالتحريك قِصَرُ الأَنفِ وصِغَرُه وقيل قصر القصَبة وصغر الأَرْنبة) لسان العرب، ( صِغرُ الأََنْفِ واسْتِوَاءُ الأَرْنَبَةِ) تاج العروس، (قِصرُ الأنف وإنْبِطاحُه ) ابن الأثير.
حدق الجراد: أعين الجراد.
الدَّرَقُ (ضرب من التِّرَسةِ الواحدة دَرَقة تتخذ من الجلود) لسان العرب، أي أنه نوع من التروس تتخذ من الجلود.
معنى كلمة التتر والمغول وهل أصلهم ترك؟
(تختلف كلمة تتر بالمعنى العام باختلاف العصور. فقد أطلق هذا اللفظ على جماعتين من قبائل التتر ورد ذكرهما في نقوش الأرخون (بضم الألف مع الهمزة وضم الخاء) التركية التي ترجع إلى القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، كما أطلق هذا الاسم على المغول عامة أو على فريق منهم خاصة.
وفي جميع الفتوحات المغولية التي وقعت في القرن السابع الهجري كان الفاتحون يسمون التتر في كل مكان نزلوا فيه، سواء أكان في الصين أم في البلاد الإسلامية أم في بلاد روسيا وغرب أوروبا. ويسمى ابن الأثير جنكيز خان باسم التتر، وهم التتر الأوائل.
ولم يظهر اسم المغول على صفحات التاريخ حتى القرن الرابع الهجري(العاشر الميلادي). ومن المرجح أنه أطلق على تلك العشائر التي انضوت تحت لواء زعيم إحدى قبائلهم كان يحمل ذلك الاسم. ثم بسط ذلك الزعيم سلطانه على سائر العشائر المتحالفة، ومن ثم أطلق عليهم اسم المغول من باب إطلاق اسم البعض على الكل(Lane –poole, The Muhammadan Dynasites .pp.228-229).
ويرى بعض مؤرخي المسلمين أن التتر شعب كبير من الأمة التركية، ومنه تفرعت معظم بطونها وأفخاذها، وهو مرادف للترك عند الفرنجة، حتى إنهم يعدون قبائل الأتراك كافة تتراً، ومنهم العثمانيون والتركمان.
وقد استبدلت كلمة تتر بعد جنكيزخان في بلاد منغوليا وأواسط آسيا بكلمة مغل(بضم الميم والغين)، ولا يزال هذا اللقب مستعملاً إلى اليوم في بلاد الأفغان بين أعقاب المغول الذين لا يزالون يحتفظون بلغتهم حتى الآن.
وقد أدخل جنكيز خان تلك التسمية رسمياً في بلاده، على أن كلمة Mongol لم تسد قط في معظم البقاع الغربية)(1).
الخلاصة: ( التتار) أصولهم تركية أو أن أصولهم منصهرة من قبائل الترك والهون بسبب المصاهرة والنسب بحيث لا يمكن التفريق بينهم.
أما الأتراك الذين يعيشون في الأناضول أو آسيا الصغرى (الجمهورية التركية حاليا) فهم بقايا هجرات بعض القبائل التركية في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي والذين هاجروا من بلاد الترك الممتدة من هضبة منغوليا، وشمال الصين شرقاً إلى بحر الخزر (بحر قزوين) غرباً والتي تسمى حاليا (تركستان)، لأسباب اقتصادية كالحاجة إلى الكلأ والمراعي أو بسبب خلافاتهم مع قبائل تركية أخرى حدث بينهم خلافات معها (الدولة العثمانية الدكتور علي الصلابي).
شرح مختصر شامل للأحاديث:
يشير النبي صلى الله عليه حدث عظيم سوف يعصف بالأمة الإسلامية بعد وفاته محذراً إياهم حتى لا يتفاجؤا ويجزعوا، أما الحديث فهو غزو الأتراك (المغول) العالم الإسلامي ولقد وصفهم لأمته وصفاً دقيقاً كأنه يشاهدهم رأي العين.
ذكر قصة اجتياح المغول والتتار للبلاد الإسلامية
نجح جنكيز خان الذي تزعم القبائل المغولية(2) في إقامة إمبراطورية كبيرة ضمن أقاليم الصين الشمالية، واستولت على العاصمة بكين، ثم اصطدم بالدولة الخوارزمية التي كانت تجاوره بسبب سوء تصرف حاكمها “محمد خوارزم شاه”. وانتهى الحال بأن سقطت الدولة وحواضرها المعروفة مثل: “بخارى”، “وسمرقند”، و”نيسابور” في يد المغول بعد أن قتلوا كل من فيها من الأحياء، ودمروا كل معالمها الحضارية، وتوفي جنكيز خان سنة (624هـ = 1223م) بعد أن سيطرت دولته على كل المنطقة الشرقية من العالم الإسلامي.
بعد سلسلة من الصراعات على تولي السلطة بين أمراء البيت الحاكم تولى منكوخان بن تولوي بن جنكيز خان عرش المغول في (ذي الحجة 648هـ = إبريل 1250م).
وبعد أن نجح في إقرار الأمن وإعادة الاستقرار في بلاده اتجه إلى غزو البلاد التي لم يتيسر فتحها من قبل، فأرسل أخاه الأوسط “قوبيلاي” على رأس حملة كبيرة للسيطرة على جنوب الصين ومنطقة جنوب شرق آسيا، وأرسل أخاه الأصغر هولاكو لغزو إيران وبقية بلاد العالم الإسلامي، وعهد إليه بالقضاء على طائفة الإسماعيلية وإخضاع الخلافة العباسية.

صورة للوحة قديمة تظهر أدوات الحصار التي أستعملها المغول في اقتحام بغداد .
(الْمَجَانّ): جمع مجن وهو التُّرْس.
( الْمُطْرَقَة ) بِالتَّخْفِيفِ اِسْم مَفْعُول مِنْ الْإِطْرَاق وَالتُّرْس الْمُطْرَق الَّذِي جُعِلَ عَلَى ظَهْره طِرَاق وَالطِّرَاق بِالْكَسْرِ جِلْد يُقْطَع عَلَى مِقْدَار التُّرْس فَيُلْصَق عَلَى ظَهْره شَبَّهَ وُجُوههمْ بِالتُّرْسِ لِبَسْطِهَا وَتَدْوِيرهَا وَبِالْمِطْرَقَةِ لِغِلَظِهَا وَكَثْرَة لَحْمهَا .
( ذُلْف الْأُنُوف ): (الذَّلَفُ بالتحريك قِصَرُ الأَنفِ وصِغَرُه وقيل قصر القصَبة وصغر الأَرْنبة) لسان العرب، ( صِغرُ الأََنْفِ واسْتِوَاءُ الأَرْنَبَةِ) تاج العروس، (قِصرُ الأنف وإنْبِطاحُه ) ابن الأثير.
حدق الجراد: أعين الجراد.
الدَّرَقُ (ضرب من التِّرَسةِ الواحدة دَرَقة تتخذ من الجلود) لسان العرب، أي أنه نوع من التروس تتخذ من الجلود.
معنى كلمة التتر والمغول وهل أصلهم ترك؟
(تختلف كلمة تتر بالمعنى العام باختلاف العصور. فقد أطلق هذا اللفظ على جماعتين من قبائل التتر ورد ذكرهما في نقوش الأرخون (بضم الألف مع الهمزة وضم الخاء) التركية التي ترجع إلى القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، كما أطلق هذا الاسم على المغول عامة أو على فريق منهم خاصة.
وفي جميع الفتوحات المغولية التي وقعت في القرن السابع الهجري كان الفاتحون يسمون التتر في كل مكان نزلوا فيه، سواء أكان في الصين أم في البلاد الإسلامية أم في بلاد روسيا وغرب أوروبا. ويسمى ابن الأثير جنكيز خان باسم التتر، وهم التتر الأوائل.
ولم يظهر اسم المغول على صفحات التاريخ حتى القرن الرابع الهجري(العاشر الميلادي). ومن المرجح أنه أطلق على تلك العشائر التي انضوت تحت لواء زعيم إحدى قبائلهم كان يحمل ذلك الاسم. ثم بسط ذلك الزعيم سلطانه على سائر العشائر المتحالفة، ومن ثم أطلق عليهم اسم المغول من باب إطلاق اسم البعض على الكل(Lane –poole, The Muhammadan Dynasites .pp.228-229).
ويرى بعض مؤرخي المسلمين أن التتر شعب كبير من الأمة التركية، ومنه تفرعت معظم بطونها وأفخاذها، وهو مرادف للترك عند الفرنجة، حتى إنهم يعدون قبائل الأتراك كافة تتراً، ومنهم العثمانيون والتركمان.
وقد استبدلت كلمة تتر بعد جنكيزخان في بلاد منغوليا وأواسط آسيا بكلمة مغل(بضم الميم والغين)، ولا يزال هذا اللقب مستعملاً إلى اليوم في بلاد الأفغان بين أعقاب المغول الذين لا يزالون يحتفظون بلغتهم حتى الآن.
وقد أدخل جنكيز خان تلك التسمية رسمياً في بلاده، على أن كلمة Mongol لم تسد قط في معظم البقاع الغربية)(1).
الخلاصة: ( التتار) أصولهم تركية أو أن أصولهم منصهرة من قبائل الترك والهون بسبب المصاهرة والنسب بحيث لا يمكن التفريق بينهم.
أما الأتراك الذين يعيشون في الأناضول أو آسيا الصغرى (الجمهورية التركية حاليا) فهم بقايا هجرات بعض القبائل التركية في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي والذين هاجروا من بلاد الترك الممتدة من هضبة منغوليا، وشمال الصين شرقاً إلى بحر الخزر (بحر قزوين) غرباً والتي تسمى حاليا (تركستان)، لأسباب اقتصادية كالحاجة إلى الكلأ والمراعي أو بسبب خلافاتهم مع قبائل تركية أخرى حدث بينهم خلافات معها (الدولة العثمانية الدكتور علي الصلابي).
شرح مختصر شامل للأحاديث:
يشير النبي صلى الله عليه حدث عظيم سوف يعصف بالأمة الإسلامية بعد وفاته محذراً إياهم حتى لا يتفاجؤا ويجزعوا، أما الحديث فهو غزو الأتراك (المغول) العالم الإسلامي ولقد وصفهم لأمته وصفاً دقيقاً كأنه يشاهدهم رأي العين.
ذكر قصة اجتياح المغول والتتار للبلاد الإسلامية
نجح جنكيز خان الذي تزعم القبائل المغولية(2) في إقامة إمبراطورية كبيرة ضمن أقاليم الصين الشمالية، واستولت على العاصمة بكين، ثم اصطدم بالدولة الخوارزمية التي كانت تجاوره بسبب سوء تصرف حاكمها “محمد خوارزم شاه”. وانتهى الحال بأن سقطت الدولة وحواضرها المعروفة مثل: “بخارى”، “وسمرقند”، و”نيسابور” في يد المغول بعد أن قتلوا كل من فيها من الأحياء، ودمروا كل معالمها الحضارية، وتوفي جنكيز خان سنة (624هـ = 1223م) بعد أن سيطرت دولته على كل المنطقة الشرقية من العالم الإسلامي.
بعد سلسلة من الصراعات على تولي السلطة بين أمراء البيت الحاكم تولى منكوخان بن تولوي بن جنكيز خان عرش المغول في (ذي الحجة 648هـ = إبريل 1250م).
وبعد أن نجح في إقرار الأمن وإعادة الاستقرار في بلاده اتجه إلى غزو البلاد التي لم يتيسر فتحها من قبل، فأرسل أخاه الأوسط “قوبيلاي” على رأس حملة كبيرة للسيطرة على جنوب الصين ومنطقة جنوب شرق آسيا، وأرسل أخاه الأصغر هولاكو لغزو إيران وبقية بلاد العالم الإسلامي، وعهد إليه بالقضاء على طائفة الإسماعيلية وإخضاع الخلافة العباسية.

صورة للوحة قديمة تظهر أدوات الحصار التي أستعملها المغول في اقتحام بغداد .
خرج هولاكو على رأس جيش كبير يبلغ 120 ألف جندي من خيرة جنود المغول المدربين تدريبا عالياً في فنون القتال والنزال ومزودين بأسلحة الحرب وأدوات الحصار، وتحرك من “قراقورم” عاصمة المغول سنة (651هـ = 1253م) متجها نحو الغرب تسبقه سمعة جنوده في التوغل والاقتحام، وبأسهم الشديد في القتال، وفظائعهم في الحرب التي تزرع الهلع والخوف في النفوس، ووحشيتهم في إنزال الخراب والدمار في أي مكان يحلون به.
القضاء على الإسماعيلية: وعندما وصل هولاكو إلى الأراضي الإيرانية خرج أمراؤها لاستقباله وأمطروه بالهدايا الثمينة وأظهروا له الولاء والخضوع، ثم عبر هولاكو نهر جيحوم واتجه إلى قلاع طائفة الإسماعيلية، ودارت بينه وبينها معارك عديدة انتهت بهزيمة الطائفة ومقتل زعيمها “ركن الدين خورشاه”.
بعد أن تم القضاء على الطائفة الإسماعيلية بدأ في الاستعداد لتحقيق هدفه الآخر بالاستيلاء على بغداد والقضاء على الخلافة العباسية؛ فانتقل إلى مدينة “همدان” واتخذها مقرا لقيادته، وكان أول عمل قام به أن أرسل إلى الخليفة العباسي المستعصم بالله رسالة في (رمضان 655 هـ = مارس 1257 م) يدعوه فيها إلى أن يهدم حصون بغداد وأسوارها ويردم خنادقها، وأن يأتي إليه بشخصه ويسلم المدينة له، وأوصاه بأن يستجيب حتى يحفظ مركزه ومكانته ويضمن حريته وكرامته، وإن أبى واستكبر فسيحل بأهله وبلاده الدمار والخراب، ولن يدع أحدا حيا في دولته.
لم يكن الخليفة العباسي يعرف ما هو العمل ضد غزو هولاكو لبلاده, فدافع بضعف عن بغداد. “ويذكر تاريخيا أن سبب ضعف جيشه كان بسبب مشورة احد وزرائه وهو ابن العلقمي”. وعندما سقطت بغداد, أمر هولاكو بتقسيمها إلى عدة أقسام حسب سكانها – مثال لذلك وضعه المتعلمين والمسيحين في أحدى الأقسام كيلا يمسهم جنوده بسوء وقد كان في جيش هولاكو كتائب كاملة من حلفائه المسيحيين الأرمن و الكرج (الجورجيين),و كان هؤلاء هم الأكثر فتكاً في استباحة مسلمي بغداد والعراق وقد قتل على الأقل 250,000 منهم ” يقال انه قتل تقريبا 800,000 من سكان بغداد”. بعد ذلك, قتل هولاكو الخليفة العباسي بأن لفه سجاده وجعل يوسع ضربا ودهسا من الخيول وكان سقوط بغداد على أيدي المغول الترك في 656هـ .
ثم اجتاحوا بلاد الشام و دخلوا دمشق (في مارس 1260م = 658هـ)، وهنا يصل بالبريد خبر موت الخاقان الأعظم للمغول (منكوخان) في قراقورم ويُستدعى أولاد وأحفاد جنكيز خان إلى مجلس الشورى المغولي ( الكوريل تاي Kuriltai ) لانتخاب الخان الأعظم الجديد للإمبراطورية؛ فيرجع هولاكو (وهو أخو منكو خان، وأحد المؤهّلين للعرش ) بمعظم جيشه إلى فارس، ليتابع أمور العاصمة المغولية (قراقوروم بمنغوليا ) عن كثب، وترك قسماً من جيشه في بلاد الشام بقيادة أحد أبرز ضباطه واسمه كتبغا.
لينهزم ذلك الجيش على يد المماليك في معركة عين جالوت، بقيادة السلطان المظفر قطز وبذلك يتحقق وعد النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الترك.
تحليل الأحاديث الشريفة:
· (صغار الأعين) أي عيونهم صغيرة وهذا ينطبق تماماً على المغول.
· (عراض الوجوه) أي شكل الوجه مدور(كأن وجوههم المجان المطرقة) إشارة إلى كثرة اللحم فالحديث شبه وجوهم بالتروس في تدويرها وبالمطرقة من كثرة لحمها وهذا ينطبق تماماً على السلالة المغولية(3).
· (كأن أعينهم حدق الجراد) حيث شبه عيونهم بأنها تشبه عيون الجراد وكما هو معلوم فإن عيون الجراد جاحظة، يقول الدكتور علي الجباوي في كتابه جغرافية السلالات البشرية(4) (الشكل المنتفخ(أي الجاحظة) للعين يتلاءم مع العين ذات الفتحة الضيقة والموزية الشكل، وتعتبر هذه الصفة صفة سلالية لأفراد المجموعة المغزلية المغولية المنتشرة في شرق وجنوب وشمال شرق آسيا وفي وسطها) أنهى
وفي مكان آخر في نفس الكتاب ( ومن المعروف أنه عندما ينحف الإنسان تغور عيناه في الحجاج وهذا يلاحظ بعد التجويع وبالعكس عندما تزداد سمنة الشخص فإن العين تجنح للبروز بسبب زيادة الدهن الموجود في تجويف الحجاج، ويتفاوت قطر الحجاج العيني من منطقة جغرافية إلى أخرى إذ يبلغ أقصى طول له عند الشعوب الآسيوية والهنود الحمر في القاهرة الأمريكية والكل ينتمون إلى المجموعة السلالية المغولية).
· (وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه) أي لون الوجه أحمر وهذا ينطبق عن الأتراك المغول الذين يعيشون في شمال الصين وسيبريا.
القضاء على الإسماعيلية: وعندما وصل هولاكو إلى الأراضي الإيرانية خرج أمراؤها لاستقباله وأمطروه بالهدايا الثمينة وأظهروا له الولاء والخضوع، ثم عبر هولاكو نهر جيحوم واتجه إلى قلاع طائفة الإسماعيلية، ودارت بينه وبينها معارك عديدة انتهت بهزيمة الطائفة ومقتل زعيمها “ركن الدين خورشاه”.
بعد أن تم القضاء على الطائفة الإسماعيلية بدأ في الاستعداد لتحقيق هدفه الآخر بالاستيلاء على بغداد والقضاء على الخلافة العباسية؛ فانتقل إلى مدينة “همدان” واتخذها مقرا لقيادته، وكان أول عمل قام به أن أرسل إلى الخليفة العباسي المستعصم بالله رسالة في (رمضان 655 هـ = مارس 1257 م) يدعوه فيها إلى أن يهدم حصون بغداد وأسوارها ويردم خنادقها، وأن يأتي إليه بشخصه ويسلم المدينة له، وأوصاه بأن يستجيب حتى يحفظ مركزه ومكانته ويضمن حريته وكرامته، وإن أبى واستكبر فسيحل بأهله وبلاده الدمار والخراب، ولن يدع أحدا حيا في دولته.
لم يكن الخليفة العباسي يعرف ما هو العمل ضد غزو هولاكو لبلاده, فدافع بضعف عن بغداد. “ويذكر تاريخيا أن سبب ضعف جيشه كان بسبب مشورة احد وزرائه وهو ابن العلقمي”. وعندما سقطت بغداد, أمر هولاكو بتقسيمها إلى عدة أقسام حسب سكانها – مثال لذلك وضعه المتعلمين والمسيحين في أحدى الأقسام كيلا يمسهم جنوده بسوء وقد كان في جيش هولاكو كتائب كاملة من حلفائه المسيحيين الأرمن و الكرج (الجورجيين),و كان هؤلاء هم الأكثر فتكاً في استباحة مسلمي بغداد والعراق وقد قتل على الأقل 250,000 منهم ” يقال انه قتل تقريبا 800,000 من سكان بغداد”. بعد ذلك, قتل هولاكو الخليفة العباسي بأن لفه سجاده وجعل يوسع ضربا ودهسا من الخيول وكان سقوط بغداد على أيدي المغول الترك في 656هـ .
ثم اجتاحوا بلاد الشام و دخلوا دمشق (في مارس 1260م = 658هـ)، وهنا يصل بالبريد خبر موت الخاقان الأعظم للمغول (منكوخان) في قراقورم ويُستدعى أولاد وأحفاد جنكيز خان إلى مجلس الشورى المغولي ( الكوريل تاي Kuriltai ) لانتخاب الخان الأعظم الجديد للإمبراطورية؛ فيرجع هولاكو (وهو أخو منكو خان، وأحد المؤهّلين للعرش ) بمعظم جيشه إلى فارس، ليتابع أمور العاصمة المغولية (قراقوروم بمنغوليا ) عن كثب، وترك قسماً من جيشه في بلاد الشام بقيادة أحد أبرز ضباطه واسمه كتبغا.
لينهزم ذلك الجيش على يد المماليك في معركة عين جالوت، بقيادة السلطان المظفر قطز وبذلك يتحقق وعد النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الترك.
تحليل الأحاديث الشريفة:
· (صغار الأعين) أي عيونهم صغيرة وهذا ينطبق تماماً على المغول.
· (عراض الوجوه) أي شكل الوجه مدور(كأن وجوههم المجان المطرقة) إشارة إلى كثرة اللحم فالحديث شبه وجوهم بالتروس في تدويرها وبالمطرقة من كثرة لحمها وهذا ينطبق تماماً على السلالة المغولية(3).
· (كأن أعينهم حدق الجراد) حيث شبه عيونهم بأنها تشبه عيون الجراد وكما هو معلوم فإن عيون الجراد جاحظة، يقول الدكتور علي الجباوي في كتابه جغرافية السلالات البشرية(4) (الشكل المنتفخ(أي الجاحظة) للعين يتلاءم مع العين ذات الفتحة الضيقة والموزية الشكل، وتعتبر هذه الصفة صفة سلالية لأفراد المجموعة المغزلية المغولية المنتشرة في شرق وجنوب وشمال شرق آسيا وفي وسطها) أنهى
وفي مكان آخر في نفس الكتاب ( ومن المعروف أنه عندما ينحف الإنسان تغور عيناه في الحجاج وهذا يلاحظ بعد التجويع وبالعكس عندما تزداد سمنة الشخص فإن العين تجنح للبروز بسبب زيادة الدهن الموجود في تجويف الحجاج، ويتفاوت قطر الحجاج العيني من منطقة جغرافية إلى أخرى إذ يبلغ أقصى طول له عند الشعوب الآسيوية والهنود الحمر في القاهرة الأمريكية والكل ينتمون إلى المجموعة السلالية المغولية).
· (وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه) أي لون الوجه أحمر وهذا ينطبق عن الأتراك المغول الذين يعيشون في شمال الصين وسيبريا.

صورة لرجل مغولي يرمي بالقوس لاحظ حمرة وجهه
· (يَلْبَسُونَ الشَّعْرَ, وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر) إشارة إلى أنهم رعاة للمواشي ويقتاتون على الصيد وفعلاً التتار والمغول قبائل ترعى الأغنام والماعز وتعيش على الصيد.
· (يَلْبَسُونَ الشَّعْرَ, وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر) في هذا إشارة إلى أنهم يسكنون في أماكن باردة (الإشارة إلى لبس الشعر وانتعال الشعر، ولون الوجه الأحمر الذي سببه البرد حيث يتجه الدم بكثرة إلى الوجه ليؤمن له الدفء في الأماكن البادرة ، كما أن كثرة لحم الوجه هي صفة للبشر الذين يعيشون في الأماكن الباردة ومنهم الترك المغول الذين يعيشون في شمال الصين وسيبريا).
يقول الدكتور حسن إبراهيم حسن(5)
كان المغول قبائل من البدو الرحل تطوف في ذلك الصقع الواقع شمالي صحراء جوبي.
وهم قبائل الفرسان الرحالة الذين يعيشون في الخيام، غذاؤهم الرئيسي لحوم الخيل ومنتجات ألبانها، كما كانوا يحترفون رعي الأغنام والصيد في وقت السلم، وحمل السلاح في زمن الحرب، كما هو الشأن في حياة الأمم البدوية.
وكانوا ينزحون إلى الجهات الشمالية ابتغاء مراعي الصيف، إذا ما ذابت الثلوج، ويبرحون إلى الجنوب سعياً وراء الشتاء كما هي عادة الرحل من سكان السهول الفسيحة. وكانوا يسعون وراء الربح من تبادل الجلود والدواب ).
· (يَلْبَسُونَ الشَّعْرَ, وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر) في هذا إشارة إلى أنهم يسكنون في أماكن باردة (الإشارة إلى لبس الشعر وانتعال الشعر، ولون الوجه الأحمر الذي سببه البرد حيث يتجه الدم بكثرة إلى الوجه ليؤمن له الدفء في الأماكن البادرة ، كما أن كثرة لحم الوجه هي صفة للبشر الذين يعيشون في الأماكن الباردة ومنهم الترك المغول الذين يعيشون في شمال الصين وسيبريا).
يقول الدكتور حسن إبراهيم حسن(5)

وهم قبائل الفرسان الرحالة الذين يعيشون في الخيام، غذاؤهم الرئيسي لحوم الخيل ومنتجات ألبانها، كما كانوا يحترفون رعي الأغنام والصيد في وقت السلم، وحمل السلاح في زمن الحرب، كما هو الشأن في حياة الأمم البدوية.
وكانوا ينزحون إلى الجهات الشمالية ابتغاء مراعي الصيف، إذا ما ذابت الثلوج، ويبرحون إلى الجنوب سعياً وراء الشتاء كما هي عادة الرحل من سكان السهول الفسيحة. وكانوا يسعون وراء الربح من تبادل الجلود والدواب ).

استعمل المغول جزم جلدية ثقيلة لها ملمس الجوارب على الأقدام وأثناء الشتاء كانوا يلبسون عدة طبقات من الصوف على أجسامهم وكان يرتدون من الخارج معطف من الفراء أو جلد الغنم وقبعة فراء لها أغطية للأذن ومن الأعلى مترسة بالحديد
المصدر متحف التاريخ المغولي في منغوليا
المصدر متحف التاريخ المغولي في منغوليا
· (ذلف الأنوف): أي قصرها وصغرها واستوائها وهي صفة السلالة المغولية(6)
· قوماً: فهم يقاتلون بنزعة قومية وليس بدافع ديني فالدين عندهم يكاد لا يكون له تأثير في حياتهم سوى بعض الطقوس.
يقول الدكتور حسن إبراهيم حسن
وقد أحتفظ المغول بديانتهم وعاداتهم الأولى التي هي من أهم مميزاتهم البارزة، فقد كانت حياتهم رعوية ونظامهم قبلياً، مع طاعة لرؤسائهم وحب للحرب والسلب والنهب، وكانت ديانتهم عبادة الكواكب يسجدون للشمس عند طلوعها ولا يحرّمون شيئاً، فكانوا يأكلون جميع الدواب حتى الكلاب والخنازير. وكانوا حتى الحين لا يعرف الولد منهم أباه وكانت الشامانية ٍShamanism الديانة القديمة للمغول الذين كانوا، برغم اعترافهم بإله عظيم قادر، لا يؤدون له الصلاة، ولا يلقون إليه بالمودة، يعبدون عدداً من الآلهة المنحطة، وبخاصة تلك الحيوانات الشريرة التي كانوا يقدمون إليها بالقرابين والضحايا لما كانوا يعتقدونه فيها من السلطان والقدرة على إيذائهم. كما كانوا يعبدون أرواح أجدادهم القدامى التي كانوا يعتبرونها ذات سلطان عظيم على حياة أعقابهم.
ولم تكن ديانة المغول معدودة ضمن تلك الأديان التي تستطيع أن تقاوم جهود الأديان الكثيرة الأتباع والأنصار ذات اللاهوت المنظم الذي يملك قوة الإقناع وسد حاجات العقل وذات الهيئات المنظمة للمعلِّمين الدينيين، تلك التي كانت تحيط بالمغول من اليهود والمسيحية والإسلام).
خلاصة القول: فإن الشعور القبلي هو الذي كان سائداً وطاعة زعمائهم القبليين مقدمة حتى على الدين.
· (يربطوا خيولهم بالنخل): إشارة أن البلاد التي سوف يهاجمونها يكثر فيها النخل ولعل أهم حاضرة تمت مهاجمتها من قبل المغول التتار هي بغداد عاصمة الدولة العباسية وأنهم سوف يعتمدون على الخيل في حربهم وليس مثلا على الجمال أو الفيلة، وهذا حدث تماما حديث أن سلاح الخيالة هو السلاح الضارب الرئيسي في الجيش المغولي.
· ويتخذون الدرق: وهذا حدث فقط أشتهر الجيش المغولي باتخاذ التروس المصنوعة من الجلد السميك.
· قوماً: فهم يقاتلون بنزعة قومية وليس بدافع ديني فالدين عندهم يكاد لا يكون له تأثير في حياتهم سوى بعض الطقوس.
يقول الدكتور حسن إبراهيم حسن

ولم تكن ديانة المغول معدودة ضمن تلك الأديان التي تستطيع أن تقاوم جهود الأديان الكثيرة الأتباع والأنصار ذات اللاهوت المنظم الذي يملك قوة الإقناع وسد حاجات العقل وذات الهيئات المنظمة للمعلِّمين الدينيين، تلك التي كانت تحيط بالمغول من اليهود والمسيحية والإسلام).
خلاصة القول: فإن الشعور القبلي هو الذي كان سائداً وطاعة زعمائهم القبليين مقدمة حتى على الدين.
· (يربطوا خيولهم بالنخل): إشارة أن البلاد التي سوف يهاجمونها يكثر فيها النخل ولعل أهم حاضرة تمت مهاجمتها من قبل المغول التتار هي بغداد عاصمة الدولة العباسية وأنهم سوف يعتمدون على الخيل في حربهم وليس مثلا على الجمال أو الفيلة، وهذا حدث تماما حديث أن سلاح الخيالة هو السلاح الضارب الرئيسي في الجيش المغولي.
· ويتخذون الدرق: وهذا حدث فقط أشتهر الجيش المغولي باتخاذ التروس المصنوعة من الجلد السميك.

لوحة زيتية لمقاتلين مغول وفي أيديهم الدرق (التروس المصنوعة من الجلد)

رجل مغولي يرتدي الزي المغولي التقليدي وبيده الدرق (7)

مغول يرتدون الزي المغولي التقليدي وبأيديهم الدرق التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم(7)
· (وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر حتى يقع فيه والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام) حيث لمح النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه سوف يسلموا، وهذا تحقق حيث أسلموا في أواخر الدولة العباسية وأسسوا مملكة إسلامية اسمها القبيلة الذهبية” Golden Horde (نسبة إلى لون مخيماتها) أو ” مغول القبشاق “. وقد سماها القلقشندي “مملكة توران خوارزم والقبشاق “.
وكان أول إمبراطور لهم يعتنق الإسلام هو بركة خان الذي كانت تربطه علاقات طيبة بالظاهر بيبرس ملك مصر حيث حرص سلطان مصر الظاهر بيبرس على محالفة هذه الدولة الإسلامية المغولية، فتبادل مع عاهلها “بركة خان” البعوث والهدايا (0 66 هـ/ 26 أم- 662 هـ/1263 م)، كما تزوج ابنته، وأمر بالدعاء له على منابر القاهرة والقدس ومكة والمدينة.
كما حرص المغول المسلمون على علاقة طيبة مع الدولة العثمانية حيث تحالفوا مع العثمانيين ضد القياصرة لسنوات طويلة، ولقد أهتم المغول المسلمون ببناء المساجد التي تعد تحف معمارية.
· وعرف منهم علماء كبار قصدهم طلبة العلم من أنحاء العالم الإسلامي مثل ” قطب الدين محمد الرازي “، و ” سعد الدين التفت
وكان أول إمبراطور لهم يعتنق الإسلام هو بركة خان الذي كانت تربطه علاقات طيبة بالظاهر بيبرس ملك مصر حيث حرص سلطان مصر الظاهر بيبرس على محالفة هذه الدولة الإسلامية المغولية، فتبادل مع عاهلها “بركة خان” البعوث والهدايا (0 66 هـ/ 26 أم- 662 هـ/1263 م)، كما تزوج ابنته، وأمر بالدعاء له على منابر القاهرة والقدس ومكة والمدينة.
كما حرص المغول المسلمون على علاقة طيبة مع الدولة العثمانية حيث تحالفوا مع العثمانيين ضد القياصرة لسنوات طويلة، ولقد أهتم المغول المسلمون ببناء المساجد التي تعد تحف معمارية.
· وعرف منهم علماء كبار قصدهم طلبة العلم من أنحاء العالم الإسلامي مثل ” قطب الدين محمد الرازي “، و ” سعد الدين التفت
تصفّح المقالات
17 thoughts on “بالصور رجل يأكل الأفاعي الحية وملابس ناطقة قريبابالأسواق وقصة سقوط بغداد بأيدي المغول”
Comment navigation
Comment navigation
Comments are closed.
صورة الطوسي على طابع بريدي إيراني أصدر في الذكرى 700 لوفاته
الاسم: نصير الدين الطوسي
اللقب:
ميلاد: 16 فبراير 1201 م (11 جمادى الأولى، 597 هـ)
وفاة: 25 يونيو 1274 م( 18 ذو الحجة 672 هـ)
أصل عرقي: فارسي
منطقة: إيران
مذهب: مسلم شيعي
نظام المدرسة: فلسفة سيناوية
الاهتمامات الرئيسية: علم الكلام، فلسفة إسلامية، فلك، رياضيات، كيمياء، طب، فيزياء،
أعمال ملحوظة: قانون بقاء المادة، نظرية التطور
أعمال: تجريد العقائد، أخلاق الناصري، الرسالة الاسطرلابية، زيج الإخاني، شرح الإشارات
تأثر بـ: ابن سينا، فخر الدين الرازي، نيكولاس كوبرنيكوس
تأثر به: قطب الدين الشيرازي، ابن الشاطر،
أخلاق الناصري
الرسالة الاسطرلابية
زيج الإخاني (جداول فلكية)
شرح الإشارات (تعليقات على كتاب إقليدس)
كتاب تسطيح الأرض وتربيع الدائرة
ويصف أحد علماء الإثناعشرية عند ترجمته لنصير الدين الطوسي ما نصه
يقول المؤرخ الشهير ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في ترجمته: (النصير الطوسي محمّد بن عبدالله . كان يقال له المولى نصير الدين، ويقال الخواجة نصير الدين، اشتغل في شبيبته، وحصّل علم الاوائل جيّداً، وصنّف في ذلك في علم الكلام، وشرح الاشارات لابن سينا، ووزر لاصحاب قلاع الالموت من الاسماعيليّة، ثمّ وزر لهولاكو، وكان معهم في واقعة بغداد، ومن الناس من يزعم أنّه أشار على هولاكو بقتل الخليفة، فالله أعلم، وعندي أنّ هذا لا يصدر من عاقل ولا فاضل، وقد ذكره بعض البغاددة [ أي أهالي بغداد ] فأثنى عليه وقال: كان عاقلاً فاضلاً كريم الاخلاق، ودفن في مشهد موسى بن جعفر، في سرداب كان قد أُعدّ للخليفة الناصر لدين الله. وهو الذي كان قد بنى الرصد في مراغة، ورتّب فيه الحكماء من الفلاسفة والمتكلّمين والفقهاء والمحدّثين والاطبّاء، وغيرهم من الفضلاء، وبنى له فيه قبّة عظيمة، وجعل فيه كتباً كثيرةً جدّاً، توفي في بغداد في الثاني عشر من ذي الحجة من هذه السنة، وله خمس وسبعون سنة، وله شعر جيّد قويّ، وأصل اشتغاله على المعين سالم بن بدران بن علي المصري المعتزلي [3]).
^ روضات الجنات
^ الحكومة الإسلامية للخميني
^ البداية والنهاية 13/276
ما زلت أبحث عن ذلك فعرفت مصير العلقمي للتو أقرأ
وسأبحث عن مصير الطوسي
قام هولاكو بمكافأته وتعيينه في منصب الوزارة، ورغم أنه كان وزيراً من قبل وعند خليفة مسلم، وعومل بمنتهى التعظيم والاحترام، وكلمته هي النافذة في بلاد العراق؛ إلا أن منصب الوزارة هذه المرة له مذاق آخر، فلقد ذهبت دولة السنة إلى غير رجعة، وكان عليه أن يبدأ الخطوات التنفيذية لإقامة الخلافة الشيعية والحكومة الرافضية، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، أتدرى ما حدث بعد ذلك؟ أكيد أنت تدرى يا أخي، فهو مكتوب في كتب التاريخ، معلوم للجميع، وإياك أن تغتر بما كتبه ‘ابن طباطبا’ في كتابه ‘الفخري في الآداب السلطانية’ فهو رافضي، ولا يحب أن يذكر للناس نهايته ومأساته.
تصور يا أخي أنه بعدما أصبح وزيراً عند دولة التتار على بغداد، وتخيل أن الدنيا قد أقبلت عليه معاشر الروافض؛ إذا بهولاكو ينصب رجلاً على بغداد اسمه ‘الأمير علي بهاور’، و رفض التعامل معه وهمشه تماماً، تصور يا أخي، لقد أذل التتار العلقمي الخائن أشد الذل، وعاملوه بمنتهى الاحتقار، تخيل!! ومع أنه كان وزيراً عندهم فقد كان يركب على حصان قصير يقوده جلف تترى، وهذا هو كل موكبه، بعدما كان يسير أيام العباسيين في موكب فخم ضخم، يحيط به الغلمان والفرسان من كل مكان؛ أصبح مثل أقل خادم يعمل عند أحد الحراس الذين كانوا يقفون على بابه أيام العباسيين، عاملنه التتار بمنتهى الإهانة والإذلال، فأصابه الهم والحزن الشديد، وركبه من الغيظ والنكد ما فرق قلبه، ولا ننسى يا أخي هذا اليوم الذي قابلتنه فيه امرأة عجوز وقد رأته و هو على حصانه القصير الضعيف فقالت له: ‘يا ابن العلقمى أهكذا كان بنو العباس يعاملونك؟’ فوقعت كلمتها في قلبه فزادته غماً وحزناً على ما هو فيه، فلقد انهارت أحلامه، وتبخرت آماله، وأصبح كل من التتار والمسلمين يهينوه ويذلوه، ونظموا في الشعر، فقالوا:
يا فرقة الإسلام نوحوا واندبوا أسفاً على ما حل بالمستعصم
دست الوزارة كان قبل زمانـه لابن الفرات فصار لابن العلقمي
[ وابن الفرات هذا كان وزيراً في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله، وكان باطنياً رديء العقيدة، وتسبب في اضطرابات وفتن انتهت بمقتل المقتدر بالله سنة 328 هجرية ].
وهكذا اجتمعت على العلقمي الهموم والأحزان والآلام، فذل الإهانة والمعاملة السيئة من التتار بالنهار، وهم ضياع الأحلام وانهيار مشروع الخلافة العلوية بالليل، فلم يقو ا قلبه المشحون بكل هذه الأحزان والهموم على الاحتمال، وقد جاوز الستين من عمري، ولم يمض عليه سوى بضعة شهور؛ انفطر قلبه بعدها، وانصدع من صدره، فمات مهموماً محزوناً منكوراً في 1 جمادى الآخر سنة 656 هجرية، أي بعد أقل من خمسة شهور من سقوط العباسيين، وهذه كانت نهايته، نزل قبره وحده، ولم يشيعه سوى نفر يسير أسرعوا بدفنه كأنهم يتخلصون منه، وهذه كانت نهايته، وكما قالوا:

” العاقل من اعتبر بغيره، ولم يعتبر به غيره “.
منقول من aboalharethk
ما شاء الله عليج يا ريم الشحي. إبداع في إبداع.
بس بعدنا ما عرفنا شو مصير الطوسي.
يا هلا بالعــــود وأهله
هلا بريــــــحة الخلان
مادام الجود أنت أصله
ترى الغلا لــكم عنوان
الريم
أنتم زدتم صفحتي تألقاً بهذه الإضافات الرائعة وهنا أيضاً أضيف
دور ابن العلقمي و الطوسي في سقوط الدولة العباسية
من المعروف أن من أهم أسباب انهيار الحضارة الإسلامية و انتقالها للغرب هو سقوط دار العلم بغداد بيد المنغول. هذا السقوط لم يكن ممكناً لولا مساعدة البعض للمغول.
و لا يخفى على من له أدنى وعي تاريخي بدور الوزير ابن العلقمي الخياني في سقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك ، وما جره على المسلمين من القتل والخراب والذل والهوان بالاتصال بهولاكو وإغرائه بغزو العراق وهيأ له من الأمور ما يمكنه من السيطرة والاستيلاء .
وقد سلك ابن العلقمي في التخطيط لذلك الأمر بأن أشار على الخليفة المستعصم بتسريح أكبر عدد ممكن لتخفيف الأعباء المالية على الميزانية العامة فوافقه الخليفة على ذلك ولم يكن يعلم الخليفة بأن اقتراح الوزير ما هو إلى إضعاف جيش الخلافة في مواجهة الغزاة التتار حتى أن الجنود تدهورت حالتهم الاجتماعية والمالية مما اضطرهم إلى الاستخدام في حمل القاذورات.
ولكي نلم ببعض جوانب تلك الخيانة العلقمية نورد بعض أقوال المؤرخين في بيان حقيقة ابن العلقمي وما قام به من المساهمة في سقوط الخلافة الإسلامية:
يقول : جلال الدين السيوطي:
إن ابن العلقمي كاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد
يقول : أبو شامة شهاب الدين بن عبد الرحمن بن إسماعيل:
إن التتار استولوا على بغداد بمكيدة دبرت مع وزير الخليفة
يقول : قطب الدين اليونيني البعلبكي
وكاتب الوزير ابن العلقمي التتر وأطمعهم في البلاد ، وأرسل إليهم غلامه وسهل عليهم ملك العراق ، وطلب منهم أن يكون نائبهم في البلاد ، فوعدوه بذلك ، وأخذوا في التجهيز لقصد العراق ، وكاتبوا بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل في أن يسير إليهم ما يطلبونه من آلات الحرب ، فسير إليهم ذلك ولما تحقق قصدهم علم أنهم إن ملكوا العراق لا يبقون عليه فكاتب الخليفة سراً في التحذير منهم ، وأنه يعد لحربهم فكان الوزير لا يوصل رسله إلى الخليفة ومن وصل إليه الخليفة منهم بغير علم الوزير اطلع الخليفة وزيره على أمره ..
ويتابع البعلبكي في وصف جيوش التتار الزاحفة علئ بغداد وبعد أن تمكنوا هزيمة الحامية الهزيلة في صد الغزو فيقول ؛ فحينئذ أشار بن العلقمي الوزير على الخليفة بمصانعة ملك التتر ومصالحته وسأله أن يخرج إليه في تقرير زواج ابنته من ابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى سلطان الروم في سلطنة الروم لا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية، وينصرف بعساكره عنك فتجيبه إلى هذا فإنه فيه حقن دماء المسلمين ، ويمكن بعد ذلك أن يفعل ما تريد فحسن له الخروج إليه فخرج في جمع من أكابر أصحابه فأنزل في خيمة ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا عقد النكاح فيما أظهره فخرجوا فقتلوا وكذلك صار يخرج طائفة بعد طائفة
يقول : شمس الدين الذهبي
وأما بغداد فضعف دست الخلافة وقطعوا أخبار الجند الذين استنجدهم المستنصر وانقطع ركب العراق، كل ذلك من عمل الوزير ابن العلقمي الرافضي جهد في أن يزيل دولة بني العباس ويقيم علويا وأخذ يكاتب التتار ويراسلونه والخليفة غافل لا يطلع على الأمور ولا له حرص على المصلين
يقول : ابن شاكر الكتبي
وأخذ يكاتب التتار إلى أن جرأ هولاكو وجره على أخذ بغداد
يقول : عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي
وكان رافضياً في قلبه غل للإسلام وأهله وحبب إلى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر فصار الجند يطلبون من يستخدمهم في حمل القاذورات ومنهم من يكاري على فرسه ليصلوا إلى ما يتقوتون به
ثم يصف لنا السبكي مؤامرة ابن العلقمي في قتل الخليقة والعلماء والفقهاء واستباحة بغداد وإراقة الخمور في بيوت الله تعالى
فيقول:
وقصد هولاكو بغداد من جهة البر الشرقي ثم إنه ضرب سوار على عسكرة وأحاط ببغداد فأشار الوزير على الخليفة بمصانعتهم وقال؛ أخرج أنا إليهم في تقرير الصلح، فخرج وتوثق لنفسه من التتار ورجع إلى المعتصم وقال؛ إن السلطان يا مولانا أمير المؤمنين قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى صاحب الروم في سلطنته ولا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية ، ونصرف عنك بجيوشه فمولانا أمير المؤمنين يفعل هذا فان فيه حقن دماء المسلمين وبعد ذلك يمكننا أن نفعل ما نريد والرأي أن تخرج إليه . فخرج أمير المؤمنين بنفسه في طوائف من الأعيان إلى باب الطاغية هولاكو ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.
فأنزل الخليفة في خيمة ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا العقد فخرجوا من بغداد فضربت أعناقهم وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم ثم طلب حاشية الخليفة فضرب أعناق الجميع ثم طلب أولاده فضرب أعناقهم، و أما الخليفة فقيل أنه طلبه ليلا وسأله عن أشياء ثم أمر به ليقتل. فقيل لهولاكو: إن هذا إن أريق دمه تظلم الدنيا و يكون سبب خراب ديارك فإنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة الله في أرضه فقام الشيطان المبين الحكم نصير الدين الطوسي وقال يقتل ولا يراق دمه وكان النصير من أشد الناس على المسلمين، فقيل إن الخليفة غم في بساط و قيل رفسوه حتى مات.
و لما جاءوا ليقتلوه صاح صيحة عظيمة، و قتلوا أمرائه عن أخرهم، ثم مدوا الجسر وبذلوا السيف ببغداد و استمر القتل ببغداد بضعاً وثلاثين يوماً و لم ينجوا إلى من اختفى و قيل إن هولاكو أمر بعد ذلك بعدّ القتلى فكانوا ألف ألف وثمانمائة ألف النصف من ذلك تسعمائة ألف غير من لم يعد و من غرق ثم نودي بعد ذلك بالأمان فخرج من كان مختبئ وقد مات الكثير منهم تحت الأرض بأنواع من البلايا والذين خرجوا ذاقوا أنواع الهوان والذل ثم حفرت الدور وأخذت الدفائن والأموال التي لا تعد ولا تحصى وكانوا يدخلون الدار فيجدون الخبيئة فيها وصاحب الدار يحلف أن له السنين العديدة فيها ما علم أن بها خبيئة، ثم طلبت النصارى أن يقع الجهر بشرب الخمر و أكل لحم الخنزير و أن يفعل معهم السلمون ذلك في شهر رمضان، فألزم المسلمون بالفطر في رمضان و أكل الخنزير و شرب الخمر، و دخل هولاكو إلى دار الخليفة راكباً لعنه الله و استمر على فرسه إلى أن جاء سدة الخليفة و هي التي تتضاءل عندها الأسود و يتناوله سعد السعود كالمستهزئ بها و انتهك الحرم من بيت و غيره، و أعطى دار الخليفة لشخص من النصارى و أريقت الخمور في المساجد و الجوامع و منع المسلمون من الإعلان بالأذان فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، هذه بغداد لم تكن دار كفر قط و جرى عليها هذا الذي لم يقع قط من منذ قامت الدنيا مثله، و قتل الخليفة و إن كان وقع في الدنيا أعظم منه إلا أنه أضيف له هوان الدين و البلاء الذي لم يختص بل عم سائر المسلمين.
يقول حسن الديار بكري :
ابن العلقمي الرافضي كان قد كتب إلى هولاكو ملك التتار في الدست أنك تحضر إلى بغداد وأنا أسلمها لك . و كان قد داخل قلب اللعين الكفر، فكتب هولاكو : إن عساكر بغداد كثيرة فإن كنت صادقا فيما قلته ، و داخلا في طاعتنا ، فرّق عساكر بغداد ، و نحن نحضر ، فلما وصل كتابه إلى الوزير ، و دخل إلى المستعصم و قال ؛ إنك تعطي دستورا لخمسة عشر ألف من عسكرك وتوفر معلومهم. فأجاب المستعصم لذلك ، فخرج الوزير لوقته ومحا اسم من ذكر في الديوان ثم نفاهم من بغداد ومنعهم من الإقامة بها ثم بعد شهر فعل مثل فعلته الأولى ومحا اسم عشرين ألفا من الديوان ، ثم كتب إلى هولاكو بما فعل و كان قصد الوزير بمجيء هولاكو أشياء منها :
أنه كان رافضيا خبيثا وأراد أن ينقل الخلافة من بني العباس إلى العلويين فلم يتم له ذلك من عظم شوكت بني العباس وعساكرهم ففكر أن هولاكو قد يقتل المستعصم وأتباعه ثم يعود لحال سبيله وقد زالت شوكت بني العباس وقد بقي هو على ما كان عليه من العظمة والعساكر وتدبير المملكة فيقوم عند ذلك بدعوة العلويين الرافضة من غير ممانع لضعف العساكر و لقوته ثم يضع السيف في أهل السنة فهذا كان قصده .
و لما بلغ هولاكو ما فعل الوزير ببغداد ركب وقصدها إلى أن نزل عليها وصار المستعصم يستدعي العساكر ويتجهز لحرب هولاكو وقد اجتمع أهل بغداد وتحالفوا على قتال هولاكو وخرجوا إلي ظاهر بغداد ومضي عليهم بعساكره فقاتلوا قتالا شديدا، وصبر كل من الطائفتين صبرا عظيما ، وكثرت الجراحات والقتلى في الفريقين إلى أن نصر الله تعالى عساكر بغداد وانكسر هولاكو أقبح كسرة وساق المسلمون خلقهم وأسروا منهم جماعة وعادوا بالأسرة ورؤوس القتلى إلى ظاهر بغداد ونزلوا بخيمهم مطمئنين بهروب العدو ، فأرسل الوزير ابن العلقمي في تلك الليلة جماعة من أصحابه فقطعوا شط دجلة فخرج مائها على عساكر بغداد وهم نائمون فغرقت مواشيهم وخيامهم وأموالهم وصار السعيد منهم من لقي فرسا يركبها، وكان الوزير قد أرسل إلى هولاكو يعرفه بما فعل ويأمره بالرجوع إلى بغداد فرجعت عساكره إلى بغداد وبذلوا فيها السيف.
ويقول الأستاذ حسن السوداني– معاصر:
لقد اتفق ابن العلقمي والطوسي مع ملة الكفر ضد الخلافة الإسلامية بحجة الدفاع عن أنصار الإمام علي رضي الله عنه . ومعرف أن الطوسي يسمى أستاذ البشر والعقل الحادي عشر ، و سلطان المحققين وأستاذ الحكماء والمتكلمين و أصله من طوس وهي من توابع مدينة قم ، و يعتبر الطوسي فخر الحكماء ومؤيد الفضلاء ونصير الملة ، ولا ندري هل كان هولاكو من هؤلاء الفضلاء الذين أيدهم الطوسي ؟ وهل كان المغول هي الملة التي نصرها الطوسي على المسلمين فهتكت الأعراض وخربت مركز الحضارة الإسلامية ؟ لقد كان الطوسي وابن العلقمي من حاشية هولاكو وهو يخرب ضريح الإمام موسى الكاظم فلم يبد منهما ما ينم عن اعتراض!
تجمع المصادر التي وصفت الساعات الأخيرة من حياة الخلافة العباسية الإسلامية على أن هولاكو قد استشار أحد المنجمين قبل أن يبدأ غزوته و كان المنجم الفلكي حسام الدين مسلما غيورا على المسلمين و حياتهم فقرأ له ما يلي: إن كل من تجاسر على التصدي للخلافة و الزحف بالجيش إلى بغداد لم يبق له العرش و لا الحياة ، و إذا أبى الملك أن يستمع إلى نصحه و تمسك برأيه فسينتج عنه ست مهالك: تموت الخيل ، و يمرض الجند ، لن تطلع الشمس و لم ينزل المطر ثم يموت الخان الأعظم.
لكن مستشاري هولاكو قالوا بغزو بغداد وعدم الاستماع لرأي المنجم ، فاستدعى هولاكو العلامة نصير الدين الطوسي الذي نفا ما قاله حسام الدين و طمأن هولاكو بأنه لا توجد موانع شرعية تحول دون إقدامه على الغزو و لم يقف الطوسي عند هذا الحد بل أصدر فتوى يؤيد فيها وجهة نظره بالأدلة العقلية و النقلية وأعطى أمثلة على أن كثيرا من أصحاب الرسول قتلوا ولم تقع الكارثة، و غزا هولاكو بغداد بفتوى الطوسي وبمعلومات ابن العلقمي وهما وزيراه الفارسيان ، و لم يستسلم المستعصم فقد أشار عليه البعض بأن ينزل بالسفينة إلى البصرة ويقيم في إحدى الجزر حتى تسنح الفرصة ويأتيه نصر الله لكن وزيره ابن العلقمي خدعه بأن الأمور ستسير على ما يرام لو التقى بهولاكو.
فخرج المستعصم ومعه 1200 شخصية من قضاة ووجهاء وعلماء فقتلهم هولاكو مرة واحدة، و وضع المستعصم في صرة من القماش و داسته سنابك الخيل وكان قتلى بغداد كما تقول المصادر المعتدلة 800 ألف مسلم ومسلمة كانوا هم ضحايا ابن العلقمي و الطوسي و الأخير كان قد أصدر فتوى بجواز قتل المستعصم حين تردد هولاكو عن قتله ،،،فافهمه الطوسي أن من هو خير منه قد قتل و لم تمطر الدنيا دماً، و قد استبيحت بغداد في اليوم العاشر من شباط عام 1258 و لم يكن ذلك اليوم آخر نكبة حلت بالأمة على يد الوزراء الفرس و لابسي العمامة الفارسية المجوسية.
منقولة من RED_EYE
