براءة فايز جمعة من القتل

قضت محكمة استئناف الشارقة أمس، ببراءة لاعب نادي الشارقة فايز جمعة، بعدما كان قد صدر بحقه حكم بالإعدام، بعد ادانته مع اخرين في القضية المرفوعة ضدهم بقتل شاب مواطن خلال مشاجرة نشبت في منطقة الرفاع في الشارقة، حيث تلقى الضحية ضربة بآلة حادة اردته قتيلاً، فيما تم تثبيت حكم الإعدام الصادر عن المحكمة الابتدائية بحق موسى شقيق فايز جمعة، وكذلك شريكه محمد بلال، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتم تبرئة ثلاثة آخرين، وتخفيف الحكم من ثلاث سنوات إلى سنة أيضاً للثلاثة الآخرين.

وكانت محكمة جنايات الشارقة الشرعية الابتدائية، حكمت في مارس الماضي على اللاعب فايز جمعة وشقيقه موسى ومحمد بلال جمعة بالإعدام، في حين حكمت على الستة الآخرين بالسجن ثلاث سنوات.

ورحبت ادارة نادي الشارقة على لسان المدير التنفيذي لكرة القدم في النادي ابراهيم النمر بقرار المحكمة، مهنئاً اللاعب واسرته بحكم البراءة، مؤكداً انهم يأملون ان يكون ما حدث لفايز جمعة درساً له وعظة في المستقبل، حتى يبتعد عن اصدقاء السوء، داعيا اللاعب الى طي الصفحة الماضية وفتح صفحة جديدة. واحدثت القضية ردود فعل واسعة في الاوساط الرياضية كون فايز جمعة كان ايضاً وقتها لاعباً في صفوف المنتخب الوطني الاول لكرة القدم.

وتعود تفاصيل القضية الى شهر مايو من العام الماضي، عندما نشبت مشاجرة بين اللاعب واشقائه من جهة وبين الضحية من جهة اخرى، استخدمت خلالها الأسلحة البيضاء.

وقال ابراهيم النمر لـ«الامارات اليوم»: «نهنئ اللاعب واسرته والشرقاوية بصورة عامة بحكم البراءة، ونرجو ان يكون ما حدث درساً مفيداً له ولغيره من اللاعبين في مختلف الاندية بالابتعاد عن اصدقاء السوء».

واضاف «كنا على ثقة من براءة اللاعب، لذلك لم نتخل عنه لحظة واحدة، نظرا لأنه من ابناء النادي، ومن واجبنا ان نقف معه في مثل هذه الظروف، حيث تم تكليف محامين من قبل النادي للدفاع عنه».

وتابع «النادي كان يحرص دائماً على ارسال الراتب الشهري الذي يتقاضاه اللاعب من النادي الى اسرته، لاسيما ان لديه اماً واشقاء صغاراً وزوجة وطفلاً صغيراً، لذلك فإن مثل هذه الامور مرتبطة بجوانب انسانية ايضاً»

وعما اذا كان اللاعب سيعود الى صفوف الفريق مجدداً، لاسيما ان لديه عقداً مع النادي يمتد حتى عام ،2011 اكد النمر ان عودة فايز لصفوف الفريق من عدمها تعود للاعب نفسه، لافتا الى ان الامر ربما يحتاج الى وقت حتى يتمكن فايز من تخطي الامور النفسية التي صاحبت هذه القضية.

وعلق اداري الفريق الاول لكرة القدم بنادي الشارقة بدر احمد على قرار المحكمة، مهنئاً اللاعب واسرته بقرار البراءة، مؤكداً انه يأمل ان يكون ما حدث درسا لفايز حتى ينتبه لنفسه في المستقبل، ويبتعد عن اصدقاء السوء، لافتا الى ان اللاعب سيكون دعامة كبيرة للفريق في حال عودته في المرحلة المقبلة.

وقال بدر احمد «اتقدم بالتهنئة للاعب واسرته ولكل الجمهور الشرقاوي، وآمل ان يكون ما حدث درساً له ونتمنى عودته قريبا للملاعب ولفريق الشارقة، لاسيما ان عقده مع الفريق يمتد حتى العام 2011».

وأعلن محامي اهل القتيل جاسم يوسف جمعة، المحامي عبدالحميد الكميتي، انهم سيطعنون في الحكم رغم تأكيده ان ذلك قد يستغرق وقتاً ليس بالقصير، ربما يصل الى سنتين على حد تعبيره.

وقال لـ«الامارات اليوم»: «مع تقديرنا واحترامنا للمحكمة، لكن القانون رسم طريقاً للطعن أمام المحكمة الاتحادية العليا، سواء لأولياء الدم أو النيابة العامة أو المتهمين».

واشار الى انه وحسب قانون العقوبات الجزائية فإن حكم البراءة قابل للتنفيذ الفوري، ما لم يكن هناك ما يستدعي حجزه لأمور أو قضايا أخرى.

واكد انه «تقديراً لحكم المحكمة والقرار الصادر عنها، سيكون التنفيذ فورياً»، ولفت إلى أن «ذلك لا يمنع فايز من حضور جلسات الطعن، بل هو ملزم بالحضور وقال منطوق الحكم تضمن البراءة لفايز جمعة ومحمد نجيب وهلال سعيد وحميد إبراهيم، وتعديل الحكم بالنسبة لسعد وهلال ومصعب من ثلاث سنوات إلى سنة، وتأييد حكم موسى وآخر بالإعدام».

ولفت الى ان نقض حكم المحكمة الابتدائية من حكم الإعدام إلى البراءة، يؤشر إلى وجود وجهة نظر مغايرة لدى الاستئناف، وهذا سيتوضح في الأسباب التي اعتمدت عليها محكمة الاستئناف.

من جانبه قال المحامي العام لنيابة استئناف الشارقة، راشد العمراني، إن «حكم الإعدام موقوف تنفيذه بحكم القانون، ويطعن عليه بالنقض أمام المحكمة الاتحادية العليا، وهي المرحلة الثالثة من مراحل التقاضي، فمحكمة النقض قد تؤيد حكم الاستئناف وقد تنقضه، وفي حال النقض تعيده إلى الاستئناف مرة أخرى، لكن بهيئة أخرى غير تلك التي أصدرت الحكم»، لافتاً إلى أن «المحكوم بالإعدام يحق له الطعن بحكم القانون».

وأكد العمراني أن «تنفيذ حكم البراءة يتم مباشرة، ما لم يكن صادر بحقه أحكام في قضايا أخرى».