“أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خـُـلـِـقـَـت؟”
الغاشية ، 17
هذا المخلوق من أعجب المخلوقات و أكثرها إثارة للدهشة و التأمل و العجب. زود الله الإبل بأعضاء و آليات و مميزات جعلها فريدة في قدرتها على تحمل ظروف الصحراء و التكيف معها. مرت على الآية أعلاه كثيراً منذ صغري و لكن لم أفكر فيها إطلاقاً ، و لما وقعت بالمصادفة على موضوع عن الإبل مؤخراً أذهلني ما اكتشفه العلم من مميزاتها و قدراتها التي وضعها الله فيها. إقرأوا و سبحوا الله بصوتٍ عالٍ:
للجمل أقدام قوية تتحمل رمال الصحراء الملتهبة.
أعطى الخالق لهذه المخلوقات قدرة عالية للإحتفاظ بالماء داخل الجسم: كلية الجمل تخرِج البول على شكل سائل غليظ ، و أمعاء الجمل تُخرِج فضلاتٍ بالغة الجفاف لدرجة أنها يمكن أن تكون وقوداً للحرائق.
للإبل قدرة على احتمال درجات حرارة عالية. درجة حرارة الجمل تتأرجح بين 34 درجة مساءً إلى 41 درجة في النهار ، فهذه هي درجات الحرارة الطبيعية لدى الإبل ، و لا تتعرق الإبل إلا إذا زادت الحرارة عن 41 درجة. هذا يعني أن البعير يستطيع أن يقضي ظهيرة كاملة تحت شمس و حرارة بين 40 و 41 درجة مئوية و لا يبالي.
حتى إذا زادت الدرجة عن ذلك و أخذ الجمل في التعرق و الرشح ، فالعرق لا يخرج من سطح الفراء على شكل ماء متبخر ، و إنما يتعرق على سطح الجلد تحت الفراء ، فيحتفظ بالماء.
منخرا الجمل لديهما قابلية لحبس الماء المتبخر الخارج من الأنف و إرجاعه للجسد و ذلك بإغلاق المنخر.
خلايا الدم الحمراء كروية الشكل في الثدييات ما عدا الإبل فهي بيضاوية الشكل. عندما يصاب الإنسان أو الحيوان بالجفاف فإن الخلايا الكروية في الدم يصعب عليها الإنتقال و يصاب الإنسان أو الحيوان بأزمة قلبية ، ما عدا الإبل و التي تستطيع خلاياها بيضاوية الشكل أن تنتقل بمرونة من و إلى القلب.
هذه الخلايا أيضاً أكثر تحملاً من بقية الثدييات لاختلال المنسوب المائي في الجسم ، مما يسمح لها بشرب 100 لتراً من الماء في 5 إلى 10 دقائق ، و يروي هذا جسد الجمل في دقائق معدودة لو كان آتياً من عطش و جفاف.
لو أن مخلوقاً آخر شرب هذه الكمية الضخمة في هذه الفترة القصيرة فسيموت لأن خلايا الدم الحمراء لن تتحمل هذا التضخم المائي الزائد و لن يتحمل الجسد اختلال منسوب الماء بهذه السرعة فتتعطل الأعضاء ، ما عدا الجمل ، و الذي لدى خلاياه القدرة على التضخم بهذه السرعة و يمكن أن يحتفظ بالماء هذا في تيار الدم عوضاً عن المعدة و ذلك بسبب جهازه الهضمي المتطور.
عندما تتعرض الثدييات للحرارة و الجفاف فإنها تفقد جزءً من وزنها على شكل ماء (عرق) خارج من المسامات. بعد أن يفقد الإنسان أو الحيوان 3% إلى 4% من وزنه على هيئة عرق فإنه يصاب بفشل قلبي نتيجة عدم قدرة الدم على التنقل من و إلى القلب ، و ذلك لكثافته و قلة الماء فيه ، ما عدا الإبل ، فهي تتحمل فقدان ما يصل إلى 30% من وزنها على شكل ماء!
رموش الجمل و شعر أذنيه و أنفه (الذي يمكن إغلاقه) .. كل هذه عوامل تحمي الإبل من العواصف الترابية. أيضاً للجمل حاجبان كثيفان يحميان العين من الشمس.
عند قلة الأكل فإن الإبل تستطيع أكل أشياء لا تقدر عليها بقية الحيوانات ، مثل الشوك و الأوراق الجافة و البذور و العظام ، بل حتى خيمة راعيه (!). عند توافر الأكل فإن الإبل تفرط في الأكل و تخزن الدهون في ظهرها على شكل سنام. عند شح الأكل فإن دهون السنام تذوب ليستخدمها الجسد ، و عند زيادة الذوبان فإن السنام يصغر حجمه و يجف و يتدلي إلى جانب جسد الجمل.
عندما تنعدم المياه فإن الجمل يأكل الأعشاب و النباتات و يأخذ الماء الموجود فيها ، فيتحمل العطش بدون الحاجة لشرب الماء.
عندما تصل درجات الحرارة لأعلى مستوياتها و تشتعل الأرض ناراً فيمكن للجمل أن يعيش بين 4 أيام إلى أسبوع كامل بدون شرب قطرة ماء. أما في الظروف العادية و حينما لا يعمل الجمل فيمكنه أن يعيش لمدة 10 أشهر إذا كان في أعشابه ما يكفي من الماء.
الشعر أو الفرو الذي يغطي جسد الجمل يحميه من حرارة الصحراء.
ساقا الجمل طويلتان و تبعدان جسده عن الرمال النارية.
تضافر هذه الميزات (و غيرها) جعل الجمل أشبه بآلة جبارة مخصصة لتحمل ظروف الصحراء القاسية. عند حصول جفاف قوي في إحدى المناطق فهذا كفيل بقتل جميع حيوانات المزارعين من تيوس و غنم و بقر و جواميس ، إلا الإبل ، و التي يمكن لقرابة 80% منها أن تنجو من هجمة جفاف عنيفة.
أعطى الله للإبل آلية للمشي تختلف عن بقية الحيوانات ، فالجمل يحرك جزءً من جسده لوحده ، ثم الجزء الآخر. يعني يـُـقدِّم الرجل و اليد اليمنى في نفس الوقت ، ثم اليسرى ، و هكذا. هذه آلية تحميه من أن يغوص في الرمل. الزرافة فقط لديها نفس المشية.
أقدامه المسطحه أيضاً تحميه من أن يغوص بسهولة في الرمل.
يستطيع الجمل تحمل شرب الماء المالح عند الضرورة.
للجمل جهاز مناعة فريد من نوعه ، حيث الأجسام المضادة لها شكل فريد يختلف عن بقية الحيوانات ، يجعل الأجساد المضادة (و التي تكافح الأمراض) أكثر مرونة في التنقل داخل الجسم.
للجمل فمٌ ضخم و 34 سناً حاداً ، فيستطيع أن يدافع عن نفسه أمام وحوش الصحراء.
و أخيراً ، معلومة إضافية: لبن الناقة أكثر غنىً بالبروتينات و الدهون من لبن البقرة. أيضاً أغنى بالحديد و البوتاسيوم و فيتامين ج.
المصادر
“فتبارك الله أحسن الخالقين”
المؤمنون ، 14
منقول بتصرف
يسلمو على الموضوع
تسلم على المعلومات
تسلم اخوي .. قمووووووووووووووور على المعلوومة ^_^
وعلشااان جي البدو .. يعتنوووووووون بالابل .. ولا يفرطوون بأي شي منهااا .. لانه كله مفيد فيهاا
ولعل القصة المرويه عن الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعطي دلالات كبيرة لكل ما تفضلت به وذكرته
سئل رحمه الله تعالى وكما هو معروف انه كان ضرير
لو قدر لك ! و فتحت لك عينيك لترى شيئا واحدا …
ماذا بودك ان ترى ؟
قال رحمه الله :ـ الإبل
قيل له :ـ لماذا
قال :ــ لقول الله تعالى
{ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خـُـلـِـقـَـت }
تحياتي لك
و شكرا جزيلا