بنوك خليجية تدخل السوق الإماراتي عبر عمليات استحواذ
البيان الإماراتية الخميس 2 أكتوبر 2008 12:15 م

اكد مصرفيون ان دخول بنوك خليجية إلى السوق المحلي – الذي يتميز بالنشاط والديناميكية – عبر بوابة الاستحواذ على حصص في بنوك محلية هو امر مفيد لكلا الطرفين ففي حين تستفيد هذه البنوك من الطفرة الاقتصادية التي تتمتع بها الإمارات ايضا تستفيد البنوك المحلية من تعزيز قاعدتها الرأسمالية كما حدث مع بنك ام القيوين الوطني أو تقديم خدمات متطورة ومبتكرة وتقوية الاداء الوظيفي كما حدث مع البنك العربي المتحد.

وقالت انه في حال توفر نفس العروض من شركات وطنية كانت ستجد ترحيبا كاملا مشيرة إلى ان انظار الشركات الوطنية الكبرى كانت تتجه دوما خلال الفترة الماضية إلى الخارج وليس الداخل.

وفي هذا الشأن قال الشيخ ناصر المعلا العضو المنتدب و الرئيس التنفيذي لبنك ام القيوين الوطني انه لاشك ان البنوك الخليجية تستفيد من دخولها السوق المحلي والذي يتميز بالنشاط والديناميكية ولكن دعنا نطرح السؤال بطريقة اخرى وهو كيف يمكن للبنوك المحلية الاستفادة ايضا من الشراكة مع هذه البنوك الخليجية ؟

وهذا ماحدث فعليا مع بنك ام القيوين الوطني في تحالفه الاخير مع بيت الاستثمار العالمي «جلوبل» حيث هدف هذا التحالف إلى زيادة راسمال بنك ام القيوين الوطني بإصدار سندات قابلة للتحويل لأسهم لمصحة «جلوبل» بقيمة 36, 2 مليار درهم إماراتي. وسيكون ل«جلوبل» الحق في تحويل هذه السندات إلى 330 مليون سهم جديد من أسهم البنك ما يترتب عليه زيادة رأسمال البنك إلى 65, 1 مليار درهم وزيادة حقوق مساهميه الامر الذي يعزز القاعدة الراسمالية للبنك.

حيث ارتفعت حقوق المساهمين من 4, 2 مليار درهم إلى اكثر من 5 مليارات درهم وهو ما يعزز القيمة الدفترية للأسهم الامر الذي ينعكس ايجابا بطريقة غير مباشرة على مساهمي البنك ما سيرفع البنك إلى مصاف البنوك المتوسطة هذا من جانب اما من جانب اخر لاشك أن «جلوبل» التي تعتبر واحدا من أكثر البنوك الاستثمارية نشاطاً في المنطقة ستضيف قيمة جديدة إلى مصرفنا من حيث خدمات إدارة الأصول والخدمات الاستشارية لتمويل الشركات وبذلك نرى ان الفائدة متبادلة فالبنوك المحلية تستفيد من خبرات البنوك الخليجية وتعزيز قاعدتها المالية في الوقت نفسه تستفيد البنوك الخليجية من دخول سوق الإمارات النشيط اقتصاديا.

ومن جانبه اكد عوني العلمي نائب الرئيس التنفيذي للبنك العربي المتحد ان التحالف الاستراتيجي الذي تم بين البنك العربي المتحد والبنك التجاري القطري والذي تم الاعلان عنه في شهر ديسمبر من العام الماضي باستحواذ التجاري القطري على حصة قدرها 16, 38% من راسمال البنك بدأ يجني ثماره وسينعكس ايجابا على ارباح البنك في الربع الثالث وارباح نهاية العام.

وقال انه بموجب هذا التحالف قام البنك التجاري بشراء عدد 9, 246 مليون سهم من مساهمي البنك العربي المتحد من السوق الثانوي بقيمة 913, 1, 48 مليون درهم إماراتي مشيرا إلى ان هذا التحالف ساهم في تطوير منتجات البنك وتقديم خدمات متطوّرة ومبتكرة لجمهور أوسع من العملاء مؤكدا أن الفوائد سوف تظهر للعيان على أرض الواقع .

حيث ساهم أعضاء مجلسي إدارة كلا المصرفين مع طاقم الإدارة من الإسهام بتجاربهم القيّمة والمشاركة في وضع إحدى أكثر استراتيجيات النمو تميّزا في القطاع المصرفي الخليجي. ومن جانب آخر فقد تهيأت فرص عمل أوسع للموظفين وتوفير مزيد من الأمن الوظيفي.

واضاف ان هذه الشراكة ساهمت في تعزيز النمو الطبيعي والتعاون في العمل من خلال تكامل نقاط القوة لكل من البنكين.

ورأى انه في حال تقدم شركة محلية بنفس العرض الذي تقدم به البنك التجاري القطري كانت ستجد موافقة كاملة من اعضاء مجلس الادارة والمساهمين ايضا ولكن ذلك لم يحدث مشيرا إلى ان التحالفات تؤدي إلى التوسع في الخطط الاستراتيجية للبنك وتعزز من موقعه في سوق العمل المصرفي المحلي.

وبدوره قال فاروج نيركيزيان المدير العام لبنك الشارقة انه يجب على الشركات الاستثمارية الكبرى أو الصناديق السيادية أن تتريث قبل اتخاذ أي خطوة لعملية استحواذ خارجية وان توجه انظارها إلى عمليات استحواذ داخلية.

وأضاف إننا نتوقع حاليا من الشركات الاستثمارية ان توجه استثماراتها إلى الداخل وليس إلى الخارج لتنقذ السوق المحلي وليس العالمي فهل يعقل أن تصل أسعار الأسهم إلى هذه المستويات المتدنية والمشجعة بشكل كبير على الاستثمار ولا تتحرك الشركات الاستثمارية والمحافظ الاستثمارية للبنوك للتدخل وشراء الأسهم للاستثمار فيها على المدى الطويل فعلى سبيل المثال هل من المنطق ان يكون سعر سهم بنك الشارقة في السوق 3 دراهم وأرباحه السنوية تتجاوز 600 مليون وتوزيعاته لا تقل عن 25% نقدا وغير ذلك من أسهم الشركات الكبرى القيادية مثل إعمار وغيرها.

وتساءل ألم تلحظ الشركات الاستثمارية والبنوك توجه البنوك الخليجية لشراء حصص من بنوك محلية لجدواها الاستثمارية وضمان نجاحها؟

مؤكدا انه من الأولى أن تقوم الشركات الاستثمارية والبنوك بتوجيه استثماراتها للاستحواذ على حصص في بنوك وشركات محلية وتحسين أدائها خاصة وان هذه الشركات ليست معرضة لأخطار الانهيار مثل الشركات العالمية موضحا في حال رغبة أي شركة أو بنك للاستحواذ على حصص من بنك الشارقة فان سعر السهم الذي سيتم التفاوض عليه سيكون في حدود 5, 17 درهما وهي القيمة العادلة لسهم البنك.

واوضح ان البنوك الخليجية رغبت في دخول السوق المحلي عن طريق هذه الحصص التي تقوم بشرائها من بنوك محلية لقناعتها التامة بجدوى الاستثمار في السوق المحلي وديناميكية الاقتصاد وجدوى العائد على المشاريع في الإمارات وبذلك قامت هذه البنوك بالتفاوض مع بنوك محلية للاستحواذ على حصص في هذه البنوك ومن ثم مزاولة انشطتها بما يعود بالنفع على كلا الشركتين.

One thought on “بنوك خليجية تدخل السوق الإماراتي عبر عمليات استحواذ

Comments are closed.