إخوتي وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان افتح موضوع عن تاريخ بني إسرائيل وعن عقائد اليهود وهو موضوع اهتممت به منذ سنين عديدة وقرأت عنه شيئا من المقالات والمراجع وكتاب لباحث عربي اسمه عبد الفتاح مقلد الغنيمي
حتى ظننت نفسي أعرفه وأحيط بجوانبه معرفة بسيطة لكنها كافية لأي إنسان مثقف عادي يريد أن يمتلك معلومات عن دينٍ غير دينه ، خاصة مع الصراع العربي الإسرائلي..
لن أتعرض في موضوعي يا إخوتي للصهيونية وتاريخها وتطورها ولا لتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي
هذا موضوع آخر وأظنه يستحق البحث بشكل منفصل تماما… بل أظن أن موضوع الصهيونية ونشوء إسرائيل هو موضوع أكبر من تاريخ اليهود وعقائدهم ومنفصل عنه تماما لأنه قائم بشكل رئيسي على مشاريع وخطط وضعها أناس لا علاقة لهم بأي دين وأغلبهم ليسوا يهودا أو يهود ملحدين غير متدينين ويقوم بدعمها أناس آخرون ليسوا يهودا أبدا ، وهو موضوع لا علاقة له بعقائد اليهود وإن كانت عقائدهم قد اضطرت للبحث عن قرار في هذا الشأن والرد على مشكلة وجود إسرائيل وإعطاء توجيهات فيها كما سنرى في نهاية بحثنا
إضافة أن وجود إسرائيل يشكل أكبر جزء من التاريخ الحديث لليهود بعد الصحوة الإقتصادية والسيطرة العالمية التي قاموا بها على مدار آخر ثلاثة قرون وتنامي العداء لليهود بين القرنين التاسع عشر والعشرين وما نتج عنه من مجازر واضطهاد…
سنبحث إذن في تاريخ بني إسرائيل القديم وتاريخ اليهودية كدين ثم في عقائدهم وما آلت إليه دون الدخول في صراع وجود إسرائيل والصهيونية..
وستجدون أن البحث يضع الحدود الواضحة بين بني إسرائيل كقبيلة أو عرق مرّ في التاريخ وبين اليهودية كدين بدأ بهم ثم انتهى بغيرهم بعد أن اختفوا تماما…
أما المنهج الذي سأعتمده فهو قائم على دعامتين..
الأولى هي أنني لن أضع شيئا مما أتى عنهم في قرآننا الكريم أو من سنة رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فهي أمور معروفة من الجميع.. وهي من أصول إيماننا وعقيدتنا .
الثانية أنني سأعتمد تماما على الوثائق التاريخية الحقيقية والآثار وما ورد عنهم من أساطير في تاريخ الشعوب…
سأعرض إذن تاريخهم ثم عقيدتهم بشكل مجرد محايد ، أحاول قدر إمكاني أن أكون فيه موضوعيا ودقيقا…
أما الهدف من موضوع كهذا فهو أنه من المواضيع غير الواضحة في أذهان بعض المسلمين… ويزيده غموضاً كونه متشعبا ومختلطا بالأساطير والأكاذيب المقصودة وغير المقصودة… إضافة إلى تأثره الكبير بالصراع العربي الإسرائيلي المستحدث.. بينما بنو إسرائيل وعقائد اليهود موجودون منذ آلاف السنين …
إضافة إلى هذا يأتي صعوبة جمع المعلومات بالنسبة الإنسان العادي … وهو أمر واجهته بنفسي.. ولم أستطع أن أرى صورة واضحة تلم بجوانب الأمر إلا بعد أن تخبطت بين عشرات الكتب… ونقلا عن الاخت الحبيبة التي كتبت في نفس الموضوع .
* مقدمة
* بنو إسرائيل
تاريخهم
مصادره التوراة الأبوكريفا التاريخ وعلم الآثار
*اليهود
——–عقائد اليهود
——-طوائف اليهود
———-القديمة
———–الحديثة
شكرا على الطرح الشيق
وبما أن حديثنا وصل للمصدر الوحيد المعتبر عند كل المؤرخين وهو التوراة أو ما يسمى بالعهد القديم من الكتاب المقدس ، فمن المناسب أن نتوقف قليلا عند هذا الكتاب لنفهم شيئا مما يتعلق بتاريخ الكتاب نفسه الذي بين أيدينا حاليا ومن أين أتى ,,
الكتاب المقدس يا إخوتي لا أصل له في التاريخ
الأصول الموجودة حاليا لا توثيق فيها أبدا ولم يعثر أحد على وثائق قديمة تتحدث عن الكتاب المقدس أو تحتوي شيئا منه ،،
أقدم الوثائق التي عُثر عليها والتي تحتوي نصوصا منه تعود للقرن الثالث قبل الميلاد وهي بضع صفحات وسنأتي على ذكرها
-الكتاب المقدس… وهو ما يُسمى بالعهد القديم والعهد الجديد… ويبدأ بخمس فصول أطلق اليهود عليها اسم توراة موسى وهي التكوين والخروج والتثنية واللاويين والعدد… ويُتبعهم أغلب اليهود بسفر يشوع.. ثم تتوالى فيه الفصول… الملوك والقضاة والأناشيد ….. حتى نصل لسفر زكريا وبعده يبدأ العهد الجديد الذي يُطلق عليه النصارى اسم الإنجيل.. ويتكون من أربعة فصول رئيسية وهي متى ومرقص ولوقا ويوحنا ثم أعمال الرسل ورسائل الرسل وآخرهم رؤيا يوحنا اللاهوتي…
الكتاب المقدس الذي بين يدي اليهود والنصارى حاليا والذي يطلقون على أجزائه الأولى اسم التوراة وعلى القسم الأخير منه الإنجيل لا يمت للتوراة الحقيقية والإنجيل الحقيقي بأي صلة….
وسنذكر في عجالتنا هذه تاريخ التوراة والإنجيل الحقيقيين وتاريخ هذا الكتاب المكذوب الموجود بين يديهم الآن…
أما التوراة الحقيقية فلا يوجد أي أثر تاريخي لها ولا أي مصدر أو وثيقة كانت في كل الآثار التي وُجدت تتكلم عنها أو تذكر عنها أي خبر…
الوثيقة الصادقة الموثّقة الوحيدة التي تتكلم عن التوراة هي القرآن…
ونحن كمسلمين نؤمن بكل كلمة أتت في القرآن الكريم ونؤمن بكل كلمة في التوراة أو الإنجيل الحقيقيين الذين سنرى جميعا أنه لم يبق لهما أثر للأسف…
أعطى الله الألواح ومعجزة العصا لسيدنا موسى…ولا أحد يعلم هل التوراة كانت مكتوبة في الألواح وإن كان كذلك فهل كانت مكتوبة كلها أو قسم منها قط والآخر كان وحيا على سيدنا موسى فقط؟؟؟؟ أم أن الألواح مختلفة تماما ن التوراة؟؟؟ وفيها وصايا وأوامر إضافة لتوراة؟؟؟ لا أحد يعرف تمام التفصيل في هذا ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شيء أو ذكر عن هذا…
ولا يعرف أحد مصير هذه الكتب على وجه اليقين لانعدام المصادر والوثائق الأكيدة التي تذكرهم عدا القرآن الكريم طبعا.. وهو ليس بكتاب تاريخ ولم يذكر أي شيء عن مصيرهم وما آلوا إليه سوى عودة التابوت لجالوت تحمله الملائكة والذي فيه بقية مما ترك سيدنا موسى والذي فسرها المفسرون على أنها العصا وبعض فصول التوراة والألواح…
ولا يدّعي أي يهودي في العالم أنه يوجد في مكان ما أثر لهذه الأمور ..
أما الكتاب الموجود بين يدينا حاليا فيعود إلى عام خمس مئة وعشرين قبل الميلاد تقريبا…
ولكتابته قصة معروفة يعترف بها اليهود أنفسهم… وهي أنه وبعد السبي البابلي الثاني في عام 583 قبل الميلاد على يد نبوخذ نصر الملك البابلي الموحِّد الذي أراد أن يعاقبهم لابتعادهم عن الدين وإدخالهم الشرك والكفر في دينهم …قام هذا لملك بأخذهم جميعا إلى بابل ليعملوا عبيدا عنده… ولم يسمح بالبقاء إلا لبعض اليهود الشماليين في نابلس الذين كان اسمهم السامريين لأنهم كانوا يعتقدون أن الهيكل أو مسجد سليمان يجب أن يكون في السامرة في الجليل على جبل جرزيم… وهؤلاء السامريون لم يكونوا من بني إسرائيل بل كان معظمهم من الذين اعتنقوا اليهودية من البابليين والآشوريين .. .
ولم يكونوا يحتفظون بالتوراة… هذه التوراة التي قام نبوخذ نصر بحرق كل نسخها والتخلص من كل من يحفظها فقد أراد طمس الديانة اليهودية كاملة ومنعهم من الكلام بلغتهم الأصيلة ولا حتى بين بعضهم… ووضع عليهم جواسيس للتأكد من تطبيق أوامره وقتل كل المخالفين…
وبقوا هكذا لمدة لا يعلم مقدارها الفعلي إلا الله لأن المعلومات التي تحدد هذه المدة ليس عليها أي دليل تاريخي حقيقي وللأسف فإن أغلب علماء التاريخ متحيزين لليهود ويحاولون تطبيق التاريخ على ما يذكره اليهود وليس اكتشاف الحقيقة…
ربما بقوا في السبي خمسين عاما كما يدعون؟؟ ربما أكثر؟؟؟ لا أحد يدري …
في النهاية سمح لهم الملك الفارسي كورش الذي هزم البابليين واحتل أراضيهم أن يعودوا للكلام بلغتهم وسمح لهم بالعودة تدريجيا لفلسطين…
انتبهوا يا إخوتي فهم في فلسطين كانوا دوما أقلية وذلك باعترافهم أنفسهم… أما التاريخ والبحث في الآثار فلم يجد لهم أي أثر في فلسطين لا قبل السبي ولا بعده… يعني إما أنهم كانوا قلة مهملة تماما أو أنهم ما كانوا أصلا في فلسطين ولكن في مكان آخر بجانبها… الله أعلم… المؤسف أن القرآن لم يؤكد لنا أو يثبت شيئا من هذا… وقصة وصف رسول الله لبيت المقدس عند عودته من الإسراء هي قصة لا تصمد أمام الجرح والتعديل كحال أكثر قصص السيرة والمغازي التي روت سيرة رسول الله دون السند اللازم لتأكيدها…
كل ما سبق ليس إلا أخبارا وصلتنا من أدبياتهم وأساطيرهم لا يوجد عليها أي تأكيد لا من التاريخ ولا علم الآثار إلا بعض مواضع أتى ذكر فيها لنبوخذ نصر وحربه .. أما التفاصيل والأحداث الأخرى فلا ذكر لها في أي مكان أو ثيقة تاريخية على حد علمي
المهم أنه على الأرجح عاد اليهود لفلسطين مهما كان موطنهم الأصلي… ليسكنوا ثانية مع الأقوام الذين كانوا يملؤون هذا البلد ويقيمون فيه الممالك.. واجتمع اليهود بعد أن بدأ يستقر بهم الحال… وحاولوا تنظيم أمورهم من جديد… فقرروا أن يعودوا لإحياء لغتهم التي نسوها تماما… وإعادة توثيق كتابهم الذي ضاع تماما…وإعادة تكوين مجلسا لرجال الدين…
فانتخبوا مجموعة من الذين كانوا أكثر من يعلم بعض الأمور عن الدين ولم يبق من العلماء القدماء أحد ليؤكد ما سيقومون بإعادة كتابته… هنا ظهر بينهم شاب طموح وذكي… أراد أن ينهي هذه المشكلة سريعا… فقال لهم أنه تذكر فجأة أو تعلم دون أن يعرف كيف(؟؟؟ )كل التوراة القديمة وكذلك طريقة كتابة اللغة التي لم يبق منها إلا ملامح وخطوط لا تغني ولا تسمن من جوع… فقام بينهم وأملى عليهم كتابا كاملا ذكر فيه كل ما في ذهنه عن الدين… وعن تاريخ بني إسرائيل وعن الخالق وموسى وقصص اليهود… وخلط الدين بالأساطير بالقصص بالتاريخ وقسم لهم الكتاب لفصول وقال لهم إن الأربعة أجزاء الأولى هي التوراة الحقيقية وفيها الوصايا التي كانت مكتوبة على لوحي العهد( لوحان فقط وليس أكثر) وذكر في هذه الكتب قصص الخلق والأنبياء ويعقوب حتى موسى وقصصه مع فرعون…
طبعا لم يستطع أحد معارضته لأنه لم يبق أحد ممن عنده أي معلومات عن هذا…
ثم قام باختراع خط جديد وهو الخط العبري المربع وكتب به كل هذه الروايات… وجلس مع مجموعة من كبار اليهود وأقروا جميعا هذا وجمعوا كل الناس في القدس وتلوا عليهم ما كتبوه وأقسموا أنه التوراة… ويقولون في كتابهم هذا(وطبعا لا يوجد لهذا الكلام أي إثبات تاريخي) أن الذين اجتمعوا ليسمعوا كانوا عشرات الآلاف..
هذا المخترع لديانة كاملة بعد ضياعها والمؤلف الماهر لأحرف للغة ضاعت ولنصوص لكتاب رباني فُقد هو الكاهن الشاب عُزرا الكاتب…
هذا الكتاب عُرف في التاريخ باسم الترجوم
وهذا الترجوم هو أساس ما سيأتي بعده ، لأن هذا الكتاب أي الترجوم تعرض لترجمات وتطويرات عديدة حتى وصل إلى شكله النهائي الذي بين يدينا ، أغلب هذه التغييرات كانت قبل القرن الثالث الميلادي لكن تغييراته المتتابعة لازالت قائمة حتى اليوم,,
وساكمل الموضوع ان شاء الله
بتعريف مصادر المعلومات في دراسة تاريخ بني اسرائيل
دراسة التاريخ يا إخوتي هي علم قائم بذاته له أصوله ومنهجه…
وهو قائم على عدة أمور:
–دراسة كل الوثائق المدونة عن فترة تاريخية معينة ولا تعتبر هذه الوثائق ذات قيمة تاريخية إلا إن كان مدونها من الشخصيات المعروفة والتي عاصرت الحدث أم اقتربت من عصره وصحت نسبة الوثيقة لهذه الشخصية وكانت ترجمة صاحب الشخصية وحياته أمر معروف قام الآخرين بالكتابة عنه وإثباته…
–دراسة كل الأساطير الواردة والحكايات المنقولة ن هذا الحدث أو العصر ومحاولة معرفة جذورها ومنبعها…
–علم الآثار واكتشاف كل المخفيات من أحجار ومدن وحفريات
ومدوّنات في كل مكان وفك رموزها والتعرف على اتصالاتها وتشعيباتها المختلفة…
انتقلنا الآن لبني إسرائيل ماذا نجد:
المصادر التي بين يدينا عن تاريخ بني إسرائيل
-أصدق المصادر على الإطلاق هو القرآن الكريم… ولكن كتاب الله ما كان أبدا كتاب تاريخ لأنه لا يحدد زمنا أو مكانا بدقة لتأريخها واعتمادها… والغاية فيه بالكلام عن بني إسرائيل هي الاتعاظ والعبرة ومعرفة تاريخ الأنبياء وحبهم والاستئناس بهم…
لكننا ولأن القرآن ذكرهم نستطيع أن نقول أننا واثقون من أنهم أقوام وُجدوا وعاشوا وماتوا واندثروا ومرت معهم كل الأحداث المذكورة في القرآن بتفاصيلها…
لكن المؤرخين لا يقبلون بهذا لأن منهم غير المسلمين..
ولا نستطيع أن نفرض على العلماء علما قائما على العقيدة والإيمان.. وكما قلنا فالقرآن رغم أنه علميا موثق مئة بالمئة ولا يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يدعي أنه يوجد أدنى شك بكونه الألفاظ التي صدرت من شفتي رسول الله الكريمتين دون أي لبس … لكن رسول الله ليس في زمن موسى وإبراهيم حتى يقبل بكلامه كل المؤرخين على اختلاف عقائدهم وأديانهم..
–الكتاب المقدس… وهو ما يُسمى بالعهد القديم والعهد الجديد… ويبدأ بخمس فصول أطلق اليهود عليها اسم توراة موسى وهي التكوين والخروج والعدد والتثنية واللاويين… ويُتبعهم أغلب اليهود بسفر يشوع.. ثم تتوالى فيه الفصول… الملوك والقضاة والمكابيين الأول والثاني والأناشيد وغيرها ….. حتى نصل لسفر زكريا وبعده يبدأ العهد الجديد الذي يُطلق عليه النصارى اسم الإنجيل.. ويتكون من أربعة فصول رئيسية وهي متى ومرقص ولوقا ويوحنا ثم أعمال الرسل ورسائل الرسل وآخرهم رؤيا يوحنا اللاهوتي… وستأتي تفصيلاتنا عن كل هذه الكتب بإذن الله
–التاريخ الذي رواه مؤرخو العرب في كتبهم المتقدمة والمتأخرة
–الآثار والاكتشافات الأثرية في مختلف الحفريات والمدن القديمة والرُقُم والألواح والفخاريات والمسلات وما شابه ذلك