الخميس 11 رمضان 1429هـ – 11 سبتمبر2008م

دباس: ما يحدث من تراجع ليس له مبررات منطقية ولا يمكن تفسيره
بورصة الإمارات تتكبد أكبر خسارة أسبوعية في تاريخها والخبراء حائرون

دبي – الأسواق.نت

واصلت الأسهم الإماراتية نزيف خسائرها اليوم الخميس 11-9-2008 في ختام تعاملات أسبوع دام، فقدت فيه ما يقترب من 53 مليار درهم، وهي أكبر خسارة خلال أسبوع واحد في تاريخ البورصة الإماراتية، وسط حال من الاستغراب وعدم الفهم تلف تحليلات الخبراء والمراقبين، الذين أكدوا أن ما يحدث من تراجعات غير مبررة تخطى حدود المنطق.

وجاءت الخسائر الحادة اليوم بعد عمليات بيع هلعي “panic selling” استمرت لليوم الثاني بعد محاولة فاشلة للارتداد صعودا منتصف الأسبوع، اكتست المؤشرات فيهما باللون الأخضر، ولكن من دون تحقيق مكاسب سوقية تذكر؛ لم تتعد 2.3 مليار درهم يوم الإثنين، و1.6 مليار درهم أول من أمس الثلاثاء، مقابل خسارة نحو 29 مليار درهم (الدولار = 3.67 دراهم) الأحد الماضي، و16 مليار درهم أمس و12 مليار درهم اليوم.

وأكد مستشار أسواق المال في بنك أبوظبي الوطني زياد دباس أن “غياب الثقة بالأسواق المحلية يجعلها سريعة التأثر بالأخبار والشائعات وأداء الأسواق الخليجية من حولها”، وأضاف “أن ما يحدث من تراجع ليس له مبررات منطقية ولا يمكن تفسيره إلا بحال الخوف التي تصيب المستثمر كلما تناقلت أوساط السوق خبرا أو إشاعة، وتزامن ذلك مع تسييل قوي من محافظ خاصة وأجنبية”، وقال “كل هذه عوامل عمقت من جراح الأسهم، فوجدنا الكثير منها دون القيمة العادلة له”.

أجواء سلبية

ومن جانبه، قال مدير قسم التداول في شركة “الفطيم اتش سي” شريف عبد الخالق” إن أسواق الأسهم المحلية تأثرت بالأجواء السلبية الناتجة عن استمرار مبيعات الأجانب بسبب موجة الانخفاض التي عمت البورصات العالمية والناشئة بعد توالي التصريحات والتقارير الدولية التي تتوقع حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي”.

وأضاف أن “نقص السيولة المحلية وإحجام المؤسسات المالية عن الدخول لشراء الأسهم، على الرغم من تدني أسعارها ساهم في تعميق خسائر السوق، لا سيما أن هناك مخاوف من استمرار الانخفاضات، وظهور تقارير تتوقع تباطؤ مبيعات العقارات في دبي في العام المقبل، ما يؤثر في أسعارها وأرباح الشركات العقارية، ما جعل التشاؤم مسيطرا على الجميع، سواء كانوا مستثمرين أفرادا أم مؤسسات”.

وأكد عبد الخالق لجريدة “الإمارات اليوم” أن “أسواق الأسهم المحلية تحتاج في الوقت الجاري لإيجاد عدد من الصناديق الاستثمارية الجديدة، بعيدا عن التدخل الحكومي؛ لأن هذه الصناديق ستكون قادرة على مساندة السوق وتحقيق أرباح جيدة في المدى الزمني الطويل من استغلالها للانخفاض الكبير الحادث في أسعار الأسهم”.

وأشار إلى أنه على الرغم من توالي انخفاضات الأسهم خلال جلسة تداول أمس إلا أن بعض المضاربين استغلوا الانخفاض بنسب كبيرة في إعادة شراء الأسهم في منتصف جلسة التداول، ما أدى لارتفاع الفارق بين أدنى وأعلى سعر وصلت له الأسهم، وكذا لتقليص نسبة الانخفاضات في نهاية جلسة التداول.

“إعمار” يواصل الانزلاق

وأغلق مؤشر السوق في دبي خاسرا نحو 107 نقاط، أو حوالي 2.45% من قيمته، وأغلق عند 4259 نقطة، بعد تداولات قيمتها 878 مليون درهم، متأثرا بالتراجعات الحادة لأغلب الأسهم المدرجة وعلى رأسها “إعمار” الذي فقد 3.6% من قيمته، مسجلا قاعا سعريا جديدا عند 7.51 دراهم، قبل أن يغلق مسجلا 7.57 دراهم.

“الإسلامي” يسترد أرض “بلانتيشن”

ومن جهته، قال بنك دبي الاسلامي اليوم انه استرد ارضا بعد الحجز على مشروع بلانتيشن للتنمية.

وجاء بيان البنك بعد أن أوقفت بورصة دبي التعامل في أسهم البنك لحين الافصاح عن خبر ورد في نشرة زاوية داو جونز وجاء فيه أن البنك استولى على اصول شركة بلانتيشن هولدنجز للتنمية العقارية ومقرها دبي. وتراجع سهم “دبي الإسلامي” بنحو 3.2% مسجلا 6.4 دراهم

وفي أبوظبي كبد التراجع الحاد لأسهم الشركات العقارية المؤشر خسائر بأكثر من 55 نقطة، أي نحو 1.35% من قيمته، مغلقا عند 4034 نقطة، بتداولات قيمتها 564 مليون درهم، بعدما فقد “الدار” 4.4% من سعره، و”صروح” 3%.

وإجمالا انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع والذي يقيس أداء الأسهم المدرجة في بورصتي دبي وأبوظبي معا خلال جلسة تداول اليوم بنسبة 1.70%، ليغلق على مستوى 4854.97 نقطة، وشهدت القيمة السوقية انخفاضا بقيمة 11.87 مليار درهم لتصل إلى 687.70 مليار درهم وقد تم تداول ما يقارب من 0.31 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.44 مليار درهم من خلال 10033 صفقة.

ووفقا لبيان للهيئة، بلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 69 من أصل 128 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 13 شركة ارتفاعا في حين انخفضت أسعار أسهم 51 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.

“الدار العقارية” الأنشط

وجاء سهم “الدار العقارية” في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا؛ حيث تم تداول ما قيمته 0.27 مليار درهم، موزعة على 34.53 مليون سهم من خلال 1199 صفقة، واحتل سهم “إعمار” المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 0.26 مليار درهم، موزعة على 34.08 مليون سهم من خلال 1581 صفقة.

وحقق سهم “مصرف السلام -السودان” أكبر نسبة ارتفاع سعري؛ حيث أقفل سعر السهم على مستوى 4.32 دراهم مرتفعا بنسبة 14.89% من خلال تداول 5000 سهم بقيمة 21600 درهم، وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم “اتصالات قطر” الذي ارتفع بنسبة 6.39% ليغلق على مستوى 164.9 درهما للسهم الواحد، من خلال تداول 28 سهما بقيمة 4617 درهما.

وسجل سهم “اكتتاب القابضة” أكبر انخفاض سعري في جلسة التداول؛ حيث أقفل سعر السهم على مستوى 2.05 درهم مسجلا خسارة بنسبة 14.94% من خلال تداول 11000 سهم بقيمة 22550 درهما، تلاه سهم “تكافل” الذي انخفض بنسبة 9.94 % ليغلق على مستوى 6.98 دراهم من خلال تداول 735 سهما بقيمة 5130 درهما.

ومنذ بداية 2008 بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي 19.3%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 454.44 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعا سعريا 53 من أصل 128، وعدد الشركات المتراجعة 62 شركة.