تراجعت أسعار إيجارات العقارات التجارية والسكنية في أبوظبي على نحو طفيف في الربع الأول من العام الجاري، نتيجةً للركود الاقتصادي العالمي، إلا أن أداء السوق العقارية كان أفضل من بقية دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى خلال الفترة ذاتها، وجاء هذا التراجع متماشياً مع تراجع قيمة رأس المال.

وأظهر التقرير الخاص بالسوق العقارية في أبوظبي للربع الأول من العام الجاري، الصادر عن «استيكو»، كبرى شركات الخدمات العقارية في الدولة، أن الطلب الكبير على الشقق والمكاتب الفاخرة يعود إلى محدودية الوحدات التجارية والسكنية المعروضة، عدا تخفيض الشركات لتعويضات السكن الممنوحة لموظفيها، الأمر الذي حد من قدرة هؤلاء الموظفين على الاستئجار في ظل المستويات الراهنة للأسعار.

وقال المدير التنفيذي لشركة «استيكو»، أندرو تشامبرز «تفتقر السوق السكنية في أبوظبي حالياً إلى العدد الكافي من الشقق الفاخرة لسد حاجتها»، وأضاف «نتوقع مطلع العام المقبل، طرح 5000 شقة سكنية في السوق والعديد من الفلل، الأمر الذي سيتيح للمستأجرين مزيداً من الخيارات والمرونة للتفاوض وفق شروطهم الخاصة حول الإيجارات مع مالكي العقارات».

وقال التقرير «تشهد أبوظبي في الوقت الحاضر نمواً ملحوظاً في أعداد الشقق السكنية المتاحة، لاسيما في مناطق الكورنيش وشارع حمدان وشارع الجوازات ومنطقة المرور، نتيجة انتقال المستأجرين إلى الخارج، كما تشهد الإمارة إقبالاً متزايداً على الشقق السكنية في الخالدية والكورنيش، حيث بلغ متوسط الإيجارات السنوية في هاتين المنطقتين 170 ألف درهم، للشقق المؤلفة من غرفة نوم واحدة، و252.5 للشقق المؤلفة من غرفتي نوم، في حين وصلت إلى 350 ألف درهم للشقق المؤلفة من ثلاث غرف نوم».

وأضاف «تتوزع السوق السكنية في أبوظبي على مستثمرين محليين، و«لجنة الشيخ خليفة» ومستثمرين مقيمين، وفيما لايزال المستثمرون المحليون مترددين في خفض إيجارات عقاراتهم الشاغرة، عكف المستثمرون المقيمون على خفض إيجارات شققهم بفارق 20٪ عن أسعار بقية مالكي العقارات، ويسعى غالبية المستأجرين، الذين يدفعون حالياً إيجارات مرتفعة، للحصول على قيمة أفضل لقاء مدفوعاتهم، وقد يبحثون بالتالي عن شقق فاخرة في منطقتي الريم والراحة التي سيتم تسليم أولى وحداتها السكنية بنهاية العام الجاري».

وأوضح أن «إيجارات الفلل في الخالدية والبطين حافظت على أسعارها المرتفعة، إذ تبلغ 365 ألف درهم للفيلا المؤلفة من ثلاث غرف نوم و410 آلاف درهم للفيلا المؤلفة من أربع غرف نوم و475 ألف درهم لتلك المؤلفة من خمس غرف نوم».

وتوقع التقرير أن «يشهد العام الجاري طرح عدد إضافي من الفلل في حدائق الراحة وحدائق الغولف والريف ومدينة خليفة (أ)، الأمر الذي سيسهم في زيادة معروض الوحدات الجديدة في السوق».

وبين أنه «في ما يتعلق بإيجارات العقارات التجارية، تشهد أبوظبي طلباً متزايداً على المكاتب من الفئة الأولى، في حين تراجعت إيجارات المكاتب الأقل فخامة من حيث التجهيز ووسائل الراحة؛ وسجلت المساحات المكتبية انخفاضاً بلغ 27٪ في شارع الدفاع ومنطقة المرور، و25٪ في شارع الجوازات».

ولفت إلى أن «المستأجرين أظهروا ميلاً أكبر نحو المكاتب الجاهزة الأصغر مساحةً، مع استعدادهم لدفع مبالغ إضافية على أسعار إيجارات السوق الحالية»،

وتوقع التقرير هبوطاً في الطلب على المساحات المكتبية الكبيرة، نظراً لإقدام بعض الشركات الأكبر حجماً على الانتقال إلى مكاتب بنيت خصيصاً لتتناسب مع متطلباتها».

وتشمل تقارير شركة «استيكو» البحثية، التي يتم تجميعها وتحديثها كل ثلاثة أشهر منذ عام ،2006 استقصاء وتجميع بيانات الإيجارات التجارية والسكنية لكل إمارة.