تربية النعام استثمار واعد

أخر تحديث: الأحد 12 أغسطس 2007 الساعة 03:10am بتوقت الإمارات
جريدة الاتحاد

موزة خميس:
المشاريع الواعدة تنطلق في بداياتها متواضعة، وتكون غالباً هواية لشخص يحاول أن يقدم شيئاً لوطنه، ولايعنيه الربح وهذا الذي كان مع مواطن حاول أن يربي النعام ووجد الرجل نفسه ينفق عشرات الآلاف من الدراهم على المشروع بعد أن تكاثر الطائر الذي لطالما كان من ضمن خيارات التجارة والاستثمار في كثير من البلدان.

وأكد صاحب المشروع أن على من يرغب في شراء وبيع النعام أن يتعرف جيدا على هذا الطائر من حيث الأنواع وطرق العناية بها وتغذيتها وأنواع الفوائد التي يمكن الاستفادة منها. وفي المنطقة الوسطى من الشارقة وبعد الخروج من واحة الذيد باتجاه رأس الخيمة تقع المزرعة التي تعتبر أحد أهم مزارع تربية النعام في الدولة. والتقينا بالدكتور محمد دسوقي الطبيب البيطري بمعهد بحوث صحة الحيوان بالزقازيق، والمشرف على مزرعة النعام الخاصة بأحد المستثمرين.

وشرح دسوقي فكرة مشروع تربية النعام، حيث كانت بداية تربية الطائر في المزرعة قد بدأت بـ 30 طائر نعام، ووصل العدد إلى 150 في عام ،2005 وبعد سنة واحدة كان العدد قد وصل إلى 300 طائر حتى بلغ هذا العام 450 طائرا.

وللراغبين في الطائر ينصح الدكتور محمد بشراء قطيع من أنثيين وذكر أو شراء 10 من فراخ النعام من عمر شهر أو شهرين وتربيتها، مشيرا إلى أنها تصلح للذبح بعد 11 شهرا.

وأوضح دسوقي أن الطائر الواحد من عمر الفرخ حتى سن الذبح يكلف مابين 200 إلى 300درهم، فيما يبلغ سعر الطائر الواحد من أمهات النعام لإنشاء مشروع 2000 درهم إماراتي. وتبيض الأم في السنة الأولى من عمرها مابين 10 إلى 15 بيضة، ويبقى البيض 42 يوما حتى يفرخ.

استثمار مربح

وأوضح الدكتور محمد أن مربي النعام يمكنه جني الكثير من تجارة النعام حيث تنتج النعامة عند الذبح في عمر عام مابين 30 إلى 40 كيلو جراما من اللحم الأحمر، ويعتبر من أفضل اللحوم نظرا لطراوة الألياف، فهي لينة وسهلة الطهي وتقارب لحم العجل إلا أنها تحتوي على أقل نسبة من الكوليسترول مقارنة بجميع أنواع اللحوم ولا يسبب للإنسان ارتفاعا في نسبة الكوليسترول في الجسم، ويكثر الطلب عليه في دول أوروبا، وقد أوصت به منظمة القلب الأميركية لمرضى القلب دون أي خطورة عليهم. أما بالنسبة للدهن فإن كل طائر يعطي بعد الذبح من 15 إلى 20 كيلو جراما من الدهن الأبيض المنفصل عن اللحم ويوجد في منطقة البطن والظهر.

يحتوي على أحماض دهنية لا يستطيع جسم الإنسان تكوينها مثل أوميجا 6 وأوميجا ،9 وهما يدخلان في عملية تجديد الخلايا.

وبالنسبة للجلد تنتج كل ذبيحة قطعة جلد تتراوح ما بين 14 إلى 16 قدما، وهو يتميز بقوامه وشكله المميز، ولذلك يستخدم في صنع الأحذية والشنط والمعاطف.

وبالنسبة للريش فإن كل نعامة تعطي خلال السنة الواحدة تقريبا 2 كيلو عند الذبح ويستخدم في أغراض الزينة والوسائد، وهناك أيضا البيض غير المخصب والذي يمكن أن يستخدم في الكثير من الأغراض والديكور والزينة وبالنسبة للعظم فإنه يدخل في تركيب العلائق.

النعام الأفريقي

يوجد في المزرعة نعام أسود الرقبة وهو أفضل أنواع النعام على الإطلاق من حيث الريش وكثافته ونوعيته ومن حيث سمك الجلد، وهو هادئ الطباع وينتج من البيض ما بين 60 إلى 80 بيضة في الموسم، كما أنه ينتج كميات كبيرة من اللحم. ويتمير ذكر النعام الأفريقي بأن ريشه شديد السواد وفيه بعض الريش الأبيض.

ويصل وزن الطائر الذكر إلى 150 كيلوجراما وارتفاعه إلى 2,80 متر، فيما فيما يتراوح وزن الأنثى ما بين 120 إلى 130 كيلوجراما.

وقال الدكتور دسوقي إن مرحلة البلوغ عند الأنثى تبدأ من عمر 3 إلى 4 سنوات، ولها ريش رمادي أو قرنفلي ولكنها تبيض في عمر سنتين وتضع في الموسم الواحد مابين 40 إلى 60 بيضة ويبدأ لديها موسم البيض عند هطول الأمطار، وتبقى في وضع البيض حتى الأربعين من عمرها، مشيرا إلى أن النعام يعمر حتى 70 عاما.

تكيف النعام

وأكمل الدكتور محمد أن هذا الطائر يتميز بصفات تجعله يتعايش مع البيئة الصحراوية حيث له أرجل تنتهي بإصبعين وتلك الأرجل مجهزة كي يسير على الأرض الصلبة أو الرملية. كما أن للعين غشاء شفاف رامش يحميها من الأتربة وأشعة الشمس ويستطيع أن يرى من خلاله وعند النعام زوج من الغدد على جانبي الخط الأوسط من الجمجمة، وهي تفرز سائلا يحتوي على الصوديوم للتخلص من الصوديوم الزائد وذلك يحافظ على التوازن المائي في الجسم، ولذلك يستطيع شرب الماء الذي به نسبة من الملوحة وهو يملك صدرا عريضا وليس له عظمة قص مثل باقي الطيور، ولكن لديه غضروفا عريضا يمكنه من الجلوس فوق الرمال الساخنة.