مقاولون: التسونامي المالي أعاد أسعار مواد البناء لوضعها الطبيعي
النشاط العقاري يعيش حالة ترقب بانتظار حلول لمواجهة الأزمة العالمية

يعيش قطاع العقارات والنشاط الاقتصادي برمته حالة ترقب ”مؤقتة” بانتظار السياسات الجديدة التي ستتبناها الإدارة الأميركية المنتخبة في ظل أزمة مالية انتقلت من واشنطن إلى شتى اقتصادات العالم وأدت إلى تضييق مسارات السيولة، الأمر الذي يفسر انكماش الطلب على سلع إنشائية أساسية، وسلسلة الانخفاضات التي طرأت على أسعارها، لاسيما الحديد والاسمنت، ناهيك عن الهبوط الحاد لثمن برميل النفط، بحسب مقاولين.

ورغم المخاطر التي ترتبت على الأزمة العالمية وتداعياتها التي ما انفكت تقوض فرص النمو الاقتصادي، يبقى لدى مراقبين ”جانب مشرق” في خضم التسونامي المالي، الذي اعتبروه ”الحل الوحيد” لكبح جموح أسعار السلع والمواد الغذائية والإنشائية والأسهم والعقارات، التي عادت إلى مستويات ”معتدلة ومقبولة”، بعد أن بلغت أسعارا قياسية.

ولايزال المسار التنازلي مسيطراً على أسعار الحديد، فثمن الطن تراوح أمس بين 1850 إلى 1900 درهم، من أصل مستوى بلغ 2100 درهم بالمتوسط قبل أسبوع.

وفقد الحديد بذلك قرابة 67% من أعلى سعر بلغه في يوليو الماضي، عندما حامت أسعاره حول 6500 درهم للطن.

وتوقع المدير الإداري والموارد البشرية لاتحاد الهندسة الإنشائية يونيك عضو دائرة الإعلام والعلاقات العامة بجمعية المقاولين عمر فاخرة معاودة ارتفاع الأسعار في مواد البناء بداية العام المقبل.

وأرجع فاخرة ارتفاع الاسعار التي شهدتها الاسواق في شهري يونيو ويوليو من العام الحالي، إلى عمليات مضاربة نفذها مستثمرون في السوق.

ووصف فاخره تأثيرات الأزمة المالية العالمية على أسعار مواد البناء بعملية ”فرامل” مفاجئة لقاطرة المشاريع والتنمية في العالم.

وقال الشريك بشركة الشادن للمقاولات محمود بغدادي إن النظرة الضبابية للأسواق تمثل عنوان الرؤية لكثير من شركات المقاولات عقب الأزمة المالية العالمية.

وفي السياق ذاته، قال مدير تطوير الأكاديمية العقارية الدكتور سامي عبدالله ظفر إن ”القضية كلها مؤقتة وتعتمد على تداعيات الأزمة ومعالجتها في العام المقبل”.

واشار ظفر إلى ان الحذر والهدوء هما السلوك المسيطر على القطاع كما ان الحلول التي ستطرحها الإدارة الأميركية بعد تولي باراك أوباما الرئاسة في العشرين من يناير المقبل ستحدد توجهات السوق.

وتشهد السوق حاليا توفر كميات كبيرة من مواد البناء مما ادى لتوقف بعض المصانع عن الانتاج وتقليل الكميات المنتجة في مصانع أخرى، بحسب فاخرة. والأمر ينطبق على أكبر المصانع العالمية لإنتاج الحديد، إذ أوقفت عمليات الإنتاج لأول مرة منذ إنشائها.
وأضاف فاخرة: ”الأزمة العالمية هوت بأسعار الحديد كما هوت بأسعار النفط ووفرت كميات من مواد البناء لا تجد من يستخدمها”.

وقال فاخرة: ”إن حجم المخزون في السوق المحلية ارتفع إلى مستويات كبيرة، مما سيدفع مصانع إلى تقليل انتاجها حتى انتهاء المخزون، لتعاود الاسعار ارتفاعها”.

وأضاف: ”انخفض سعر الحـديــــــد الى ما دون حــاجـــــــــز الـ 1800 درهم للطن بسبب تراجع الطلب من التجار في السوق المحلية”. وبين فاخرة ”أن التجار يترقبون تطورات السوق من جهة وانتظار انخفاض تكاليف الانتاج والنقل بسبب انخفاض اسعار النفط الى مستويات دون الـ55 دولارا للبرميل”.

وسجلت واردات الدولة من الحديد عام 2007 حوالي خمسة ملايين طن، مقابل 3,68 مليون طن عام 2006 بزيادة مليون و279 ألف طن، بنسبة 34,7%، وسط توقعات بنمو الواردات بنسبة 40% العام الجاري مع تنامي الطفرة العقارية.

وارتفعت قيمة الواردات وفقا لإحصائيات الهيئة الاتحادية للجمارك من 7,2 مليار درهم عام 2006 إلى 11,7 مليار درهم في 2007 بزيادة 63,1%.

وأشار بغدادي الى أن حالة من الترقب تلقي بظلالها على الأسواق المحلية بانتظار معرفة تداعيات الازمة، مرجعا استمرار المشاريع في الامارات إلى الاجراءات التي اتخذتها الحكومة تجاه الازمة والتي أعادت الثقة في الاسواق المحلية.

وأفادت توقعات سابقة لعاملين في القطاع بانخفاض تكاليف البناء بنحو 30% جراء هبوط أثمان الحديد والاسمنت ومواد إنشائية أخرى خلال الأشهر المقبلة، فيما الأزمة قد تحدث توقفاً في بعض المشاريع أو على الأقل ينتج عنها هدوء في وتيرة العمل خلافاً للسابق.

وأوضح بغدادي أن أسعار طن الحديد تتراوح بين 1800 و2000 درهم بتفاوت يومي نحو 50 إلى 100 درهم.

وبين أن ”عدد من المقاولين توقف عند البدء في مشاريع جديدة تخوفاً من انخفاض الأسعار أو ارتفاعها”، حيث تسيطر حالة الشك والريبة والقلق على الجميع بالنسبة لمستويات الأسعار.

وأوضح ظفر ان الاصلاحات التي ستجريها الإدارة الأميركية في اقتصادها ستنعكس سلباً وإيجاباً على الأسواق المرتبطة بها وكذلك باقي دول العالم.

الى ذلك، قال مدير شركة الحضيبة للمقاولات شريف أديب بغدادي إن مؤشر الارتفاع في الحديد ناتج عن تدخل الحكومة التركية لحماية انتاجها وتحديد سعر الطن بين 400 إلى 470 دولاراً بما يعادل 1472 إلى 1829 درهماً.

وأوضح أن الأسعار ستتراوح خلال الأشهر القليلة المقبلة بين 1500 درهم إلى 2000 درهم للطن بزيادة أو انخفاض نحو 100 درهم بشكل يومي.

ولفت أديب الى ان اسعار مواد البناء تنخفض خلال فصل الشتاء بسبب التوقف عن العمل بالأسواق الأوروبية والأميركية.

وتوقع معاودة ارتفاع الأسعار بعد انتهاء موسم الشتاء وظهور نتائج تدخلات الحكومات للحفاظ على انتاجها من الحديد”.
.

وقال : ”لا توقعات بشأن الفترة المقبلة، على الجميع الانتظار”.

9 thoughts on “تطورات أسعــــار مــــواد البناء وتكلفة التنفيذ

  1. قطر للصلب تتوقع انخفاض الطلب على حديد التسليح 30 % في 2009

    دبي (رويترز) – قالت شركة قطر للصلب يوم الاثنين ان من المُتوقع أن ينخفض الطلب على حديد التسليح المستخدم في البناء بنسبة لا تقل عن 30 في المئة عام 2009.

    وقال علي حسن المريخي مدير الشعبة التجارية في قطر للصلب التابعة لشركة صناعات قطر ان العام المقبل سيكون عاما صعبا.

    وأضاف أمام مؤتمر عن الصلب وخام الحديد في دبي أن الطلب سيبدأ في الانخفاض وأن الهبوط سيكون في حدود 30 في المئة خلال 2009 في ضوء المشاكل المالية العالمية وانخفاض أسعار النفط.

    وأدى الطلب من مشروعات البنية التحتية والبناء الى ارتفاع أسعار حديد التسليح في دبي لتتجاوز 1500 دولار للطن في يوليو تموز الماضي. وانخفض الطلب منذ ذلك الحين ليهبط السعر الى حوالي 500 دولار للطن في الوقت الحالي.

    وقال المريخي ان على المصانع في منطقة الخليج أن تبحث خفض الانتاج وأن تتهيأ لاحتمال خفض التكاليف.

    وتابع أن العلاقة قوية بين أسعار النفط والصلب لان إيرادات قطاع الطاقة ساهمت في تمويل طفرة البناء في المنطقة.

    وأضاف أنه رغم انخفاض سعر النفط دون 50 دولارا للبرميل بعد تجاوزه 147 دولارا في يوليو تموز فان مشروعات البناء في المنطقة ستستمر.

    وقال ان مشروعات الصلب ستستمر في مناطق معينة خاصة في الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر.

    وأوضح العرض الذي قدمه أن حوالي 850 مليار دولار ستنفق على مشروعات البناء خلال ثلاث الى خمس سنوات
    لكن ارتفاع مستوى المخزون في الموانيء والمخازن والمصانع يمثل المشكلة الرئيسية في المنطقة حاليا.

    وقال تجار في المؤتمر ان مخزون حديد التسليح في المنطقة يبلغ نحو مليون طن انخفاضا من مليونين في أكتوبر تشرين الاول.

    وقال المريخي انه يتوقع أن ترتفع الاسعار قليلا في العام المقبل

    ظ‚ط·ط± ظ„ظ„طµظ„ط¨ طھطھظˆظ‚ط¹ ط§ظ†ط®ظپط§ط¶ ط§ظ„ط·ظ„ط¨ ط¹ظ„ظ‰ ط*ط¯ظٹط¯ ط§ظ„طھط³ظ„ظٹط* 30 % ظپظٹ 2009 | ط£ط®ط¨ط§ط± ط§ظ„ط§ظ‚طھطµط§ط¯ | Reuters

  2. قريت مرة انه كل متر مربع يحتاج كحد ااقصى 90 كيلو جرام من الحديد فلو كانت مساحة البيت 1000 متر مربع بيحتاج الى 90 طن من الحديد ..
    يعني لو كان سعر الحديد 2000 درهم بتكون تكلفة الحديد 180 الف .. ولو كان سعر الحديد 4000 للطن بتكون 360 الف ..
    وكنا نسمع انه الاسعار تزيد للمتر بسبت ارتفاع الحديد حتى وصل سعر المتر من 3000 درهم الى 5000 درهم للمتر المربع .. مع انه تأثير الحديد اذا كانت المعلومة الي قريتها صحيحه ما تأثر وايد …؟؟

    اذا في حد مختص بهالامور نتمنى انه يعطينا تفاصيل عن كيفيت زيادة او نقصان الاسعار بالنسبة للمتر المربع ؟

Comments are closed.