لا أعرف من أين أبدأ، لكن متأكدة أنّكم تستفسرون عن “محمد”. من هو؟ وما صلة قرابته لي؟ ولماذا اخترته هو دونا عن كل من حولي لأتحدث عنه؟! “محمد” هو أحد أقارب أقاربي. لم أشاهده قط ولم أسمع حتى صوته لأنه لا يعد من محارمي. هو أصغر منّي بسنوات لكنه شاب في مقتبل العمر. يحتل وظيفة مرموقة في إحدى الشركات المعروفة في الدولة.
بين فينة وأخرى أزور والدته. بيتهم متواضع. في زياراتي الأخيرة لاحظت بعض الأثاث الجديد في منزل أهله. حين استفسرت عن سر الأثاث. ردوا علي: البركة في “محمد” لقد استلم راتبه وأراد أن يدخل السرور إلى نفس والدته وأخواته بذلك الأثاث! لم يكن أكبر أخوته لكني كنت أراه كبيراً بأعماله. بعد أشهر زرت والدته مرة أخرى. وجدت أثاثا آخر جديد. لم أسأل عمّن جلبه لأني على يقين أنه محمد!
ذات يوم احتجت إلى حاسوب جديد لأن جهازي بات بطيئاً. طلبت من أحد محارمي شراءه. اعتذر منّي قائلاً: “محمد” خبير في شراء أجهزة الحاسوب سنطلب منه ذلك. لم تمر فترة طويلة على هذا الحديث ووجدت الحاسوب أمامي. في الصيف الماضي احتجت إلى رقم هاتف جديد خاص بمشاريعي التجارية الصغيرة. ووصيتُ من حولي أن يشتروا لي رقم. بعد أسابيع جلبوا لي رقمين قائلين:
– هذه الأرقام اشتراها “محمد”.
– وأنتم؟! هكذا سألتهم.
– مشاغلنا كثيرة. لم نتمكن من الشراء و”محمد” لا يرفض لأحدنا طلب.
والآن حين أحتاج إلى شيء أوّل من يتبادر إلى ذهني اسم “محمد” لكن تقديمه للمساعدة لي أو لغيري بات محالاً!!
قبل أن تودعنا أشهر الصيف خرج محمد من البيت مودعا أمه وأبيه وأخوته. سلّم عليهم ولم يعلم أحد أنه الوداع الأخير. أجل فلم يمر على ذلك الموقف يوم وليلة حتى وصلهم نبأ وفاته في حادث سيارة وهو في طريقه إلى إحدى الدول العربية مع أصحابه. لم يصدقوا الخبر في البداية لكنهم تماسكوا حين أبلغتهم السلطات المختصة النبأ طالبين منهم إيفاد أحد لنقل جثمانه إلى الإمارات.
ووصل “محمد” جسد بروح تسمو بكل عمل صالح. الكل يذكره بخير ويطلب له المغفرة والرحمة والثبات.
حاولت ألاّ أبكي عليه لكني لم أستطلع!! حين قدمت تعازي الحارة لوالدته لم أتمكن من حبس دموعي! دموعي غلبت كلمات العزاء التي حضرتها لها. حضتني والدته وحاولت تهدئتي! قالت لي: لا تبكِ يا شمس. أمر الله فوق كل شيء! لم أتمكن من النظر إلى عينيها! أطرقت رأسي ومسحتُ دموعي، وهي تواسيني كانت تمسح دموعها التي تتسلّل أمام جلدها! لله درّها من أم! آمنت بقضاء الله، واحتسبت الأجر في أبر أبنائها!
إن حزني على محمد مختلف. كلهم عرفوه عن قرب وأنا عرفته من بعيد. لم أشاهده يوماً ولا أعرف ملامحه ولم أسمع صوته لكني أعرف أعمال الخيّرة ومساعدته لي حين أحتاج ولغيري إن احتاجوه، وأتذكره عندما أطلب من أحد محارمي شيئا وأجد الاعتذار جوابا!! وهو الذي كان يسبقهم لنيل الأجر والثواب بتقديم يد العون لمن حوله!!
رحل “محمد” عن هذه الدنيا الفانية تاركا وراءه سيرة عطرة وأعمال بر لوالديه وأهله والناس! ونحن ماذا أعددنا للرحيل؟! هل فعلنا شيئا ممّا فعله أو قدمه محمد؟! اسألوا أنفسكم. هل تسارعون لتقديم يد العون لمن حولكم؟ أم تكرّرون الاعتذار تلو الاعتذار على الرغم من مقدرتكم على المساعدة؟!!
اللهم أبدل محمدا دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .اللهم اجزه عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللهم أنزله منزلاً مباركا وأنت خير المنزلين .
بقلم: شمس الضحى
اختي شمس الضحى ذكرتيني بأحد الكتاب ومعروف في الدوله للاسف كتاباته ومواضيعه
99% منها لا قيمة له واغلبه غزل في الممثلات والمطربات
وكلام فاضح … واعرف زوجته وابنائه للاسف يعانون امام الناس اشد المعاناة بسبب والدهم
ويحرج زوجته ام عياله بتغزله في تلك الفئه من النساء ….
وغيره مما لايليق ان يذكره والله انهم ينحرجون مما يكتبه والدهم
الله يعينهم …
لان الكتابه امانه …
ومسؤوليه امام الله والجميع
وفي انتظار جديدك
وجديد اخوي الحر بوشاهين الله يعطيكم العافيه
الله يرحمه ويغفر له
بصراحه قصه مؤثره اختي
الله يرحمه ويغفر له ويرزقه الجنه
امثال محمد كثيرون ولكن لانعرفهم الا بعد الغياب او الموت
شكرا اختي شمس الضحى
رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته
في ناس تبقى ذكراهم في قلوبنا بسبب أعمالهم الطيبة حتى ولو كنا لانعرفهم عن قرب.
جزاك الله خيرا اختنا شمس على القصة.
اللهم أبدل محمدا دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .اللهم اجزه عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللهم أنزله منزلاً مباركا وأنت خير المنزلين
اللهـ آآمـين
عزيزتي شمس شخص مثل محمد اكيد خسارته كبيرة
وكان الله في عون اهله وكل من عرف هذا الشخص عن قرب
واخلاق محمد في الوقت الحالي قد تكون نادرة الوجود
والله يرحمه وعظم الله اجركم اختي …