تراجعت حدة الازدحام التي شهدتها مكاتب الطباعة المعتمدة من هيئة الإمارات للهوية على مستوى الدولة خلال الآونة الأخيرة بنسبة «كبيرة جداً»، في ضوء إعلان الهيئة أمس، ربط عملية إصدار الإقامة أو تجديدها للمقيمين مع إجراءات التسجيل في بطاقة الهوية والسجل السكاني من خلال مراكز التسجيل الملحقة بمراكز الطب الوقائي.
وقدّر مديرو عدد من مكاتب الطباعة في أبوظبي لـ «الاتحاد»، نسبة التراجع في أعداد المراجعين الذين تقدموا بطلبات تعبئة الاستمارة الإلكترونية يوم أمس بعد صدور قرار الهيئة بنحو 90٪ مقارنة بالفترة السابقة لصدور القرار، مرجعين السبب في هذا التراجع إلى اطمئنان الجمهور لعدم فرض غرامات على المقيمين والاكتفاء بربط الخدمات ببطاقة الهوية وبموعد تجديد أو إصدار الإقامة.
وأكد مدير مكتب إنجازات للطباعة في أبوظبي، حصول تراجع لافت في أعداد الأشخاص الذين تقدموا بطلب لتعبئة استمارة التسجيل الإلكترونية أمس مقارنة بالفترة الماضية التي شهدت توافد المئات يومياً، مقدّراً نسبة التراجع بنحو 90٪ بعد صدور قرار التمديد للمواطنين والربط مع الإقامة للمقيمين.
من جهته، قال مدير مكتب استوديو الدار للطباعة في أبوظبي، إن الإقبال على تعبئة استمارة التسجيل في بطاقة الهوية تراجع بشكل «كبير جداً» أمس بعد صدور قرار الهيئة، وارتاحت أعصاب الناس التي كانت تتخوف من فرض غرامات على المقيمين الذين لم يبادروا للتسجيل في الهوية قبل انتهاء المهلة السابقة التي كان مقرراً أن تنتهي نهاية الأسبوع الجاري.
وأضاف أن العملاء الذين زاروا المكتب للاستيضاح عن القرار الجديد أبدوا ارتياحهم وترحيبهم لربط «الهوية» بالإقامة واعتبروا أن القرار يتيح لهم الوقت الكافي للتسجيل لاحقاً.
أما مدير مكتب أبو غنيم للطباعة، فقال إن الإقبال تراجع بنسبة 95٪ يوم أمس بعد صدور قرار الهيئة الجديد بخلاف الأيام الماضية التي غص فيه المكتب بمئات الأشخاص الراغبين بتعبئة استمارة التسجيل ببطاقة الهوية.
وقال غسان عبد الحميد، إن قرار الهيئة الأخير مفيد لجميع الأطراف للهيئة وللناس ولمكاتب الطباعة، معرباً عن أمله بإعادة النظر برسوم إصدار بطاقة الهوية للمقيمين، نظراً لما تشكله من عبء مادي على العمال محدودي الدخل والأسر الكبيرة.
من جانبه، رحب إيهاب محمد بقرار ربط إصدار وتجديد الإقامة ببطاقة الهوية، مشيراً إلى أن الازدحام التي شهدته مكاتب الطباعة في الآونة الأخيرة شكل عائقاً لكثيرين للتسجيل في الهوية، معتبراً أن توحيد إجراءات الإقامة و»الهوية» خطوة ذكية تخفف على الناس إجراءات عديدة وتتيح للأشخاص غير القادرين على استخراج بطاقة الهوية الوقت الكافي لتدبر أمورهم وتسجيل أنفسهم في موعد تجديد إقامتهم.
وكان مجلس إدارة هيئة الإمارات للهوية مدد مهلة تسجيل مواطني الدولة في بطاقة الهويّة والسجلّ السكانيّ لمدّة ستة أشهر فقط تنتهي في 30 يونيو 2011، وقرر ربط إجراءات التسجيل في «الهوية» بالنسبة لجميع المقيمين مع عملية إصدار الإقامة أو تجديدها من خلال مراكز التسجيل الملحقة بمراكز الطب الوقائيّ، كما هو معمول به حاليّاً في إمارة أم القيوين.
واعتمد مجلس إدارة الهيئة توصية بربط الخدمات التي تقدّمها جميع الدوائر والمؤسسات والجهات الخدميّة في الدولة، وبشكل تدريجيّ، مع شرط إلزاميّة الحصول على بطاقة الهويّة، داعياً نحو مواصلة التنسيق مع الجهات الخدميّة المعنيّة من أجل ربط الحصول على الخدمات التي تقدّمها مع بطاقة الهويّة.
وجاءت هذه التوصيات التي اعتمدها مجلس إدارة هيئة الإمارات للهوية قبل أيام على انتهاء المهلة الزمنيّة المحددة لتسجيل جميع المواطنين والمقيمين في بطاقة الهويّة والسجلّ السكاني قبل 31 ديسمبر الجاري، وفي إطار التنفيذ الفعلي للمحور الثاني من محاور خطة التسجيل الجديدة المنبثقة عن استراتيجيّة الهيئة 2010 ــ 2013، والمتعلق بربط التسجيل في بطاقة الهويّة مع إجراءات الحصول على الإقامة وتجديدها.