تشغل أسهم شركة “تمويل” أروقة سوق دبي المالي، وتستنزف جانبًا كبيرًا من الأحاديث التي تدور بين المستثمرين في البورصة، في الوقت الذي بدت فيه الشركة وكأنها في حالة استنفار بعد أن دخلت منعطفًا جديدًا باعتقال نائب رئيسها التنفيذي عبد الله ناصر عبد الله للتحقيق معه، لينضم بذلك إلى اثنين من مسؤوليها السابقين المتهمين بارتكاب تجاوزات مالية.
ومنيَ سهم “تمويل” بخسارةٍ فادحة خلال تداولات أمس الأربعاء 10-9-2008، أي في اليوم التالي لإفصاح الشركة عن اعتقال نائب رئيسها التنفيذي، حيث بلغت أعلى خسارة سجلها السهم 12% قبل أن يتعافى نسبيًا ويغلق منخفضًا 4% فقط، عند سعر 4.99 دراهم.
وتتحدث بعض التسريبات عن تجاوزات مالية تتراوح قيمتها بين 100 و140 مليون درهم حدثت خلال فترة عمل الرئيس التنفيذي السابق للشركة، فيما تحدثت مصادر في السوق المالي لـ”الأسواق.نت” عن أن القيمة الإجمالية للتلاعبات التي يجري التحقيق فيها تصل إلى 6 مليارات درهم، وهي قيمةٌ قال عنها أحد المراقبين إنها “مبالغة لأن الحديث يدور عن شركة رأسمالها الإجمالي مليار درهم فقط”.
خطوات فورية
وبدا أن “تمويل” تعيش حالة طوارئ في محاولة لطمأنة المستثمرين والعملاء ومالكي الأسهم على سلامة وضعها المالي والسوقي، إذ أعلنت -لأول مرة- في بيانٍ أصدرته مساء أمس الأربعاء أنها اتخذت “خطوات فورية لضمان حسن سير أعمال الشركة”.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة الشيخ خالد بن زايد بن صقر آل نهيان في البيان الذي حصل “الأسواق.نت” على نسخةٍ منه إن “تمويل تود طمأنة المساهمين وحاملي الصكوك إلى أن هذا التحقيق ليس له أي أثرٍ على عمليات الشركة ومكانتها المالية”.
وأضاف أن “مجلس إدارة الشركة وفريقها الإداري اتخذ خطوات فورية لضمان حسن سير أعمال الشركة، تماشيًا مع الخطط الموضوعة، وتشمل هذه الإجراءات: تعيين الموارد البشرية المناسبة من الإدارة العليا في جميع الكيانات والشركات التابعة لتمويل، والتواصل المباشر والاستباقي مع الهيئات الناظمة والمساهمين لضمان استمرار دعمهم وتوجيههم، وكذلك الشروع في اتخاذ تدابير جديدة لضمان اعتماد أعلى معايير حوكمة الشركات وفقًا لأفضل الممارسات الدولية”.
وأكد أن “تمويل” تلقت “دعمًا مؤكدًا من حملة الأسهم المؤسسين، على وجه الخصوص”، إلا أنه لم يوضح ما طبيعة هذا الدعم، كما لم يوضح أيضًا ما هي التدابير الجديدة التي تم اتخاذها لتعزيز الحوكمة في الشركة.
أسئلة عديدة
وضاح الطه
ويتداول المستثمرون في بورصة دبي العديد من الأسئلة حول ما يجري في “تمويل”، كالتساؤلات حول حجم الاختلاسات المفترضة التي تُحقق بها شرطة دبي، وما إذا كانت ستؤثر على أرباح الشركة أم لا، فضلاً عن مركز الشركة في السوق ومدى ثقة العملاء والمستهلكين بها وبأعمالها، إضافةً إلى أن تفاصيل التجاوزات المالية لم يُعلن عنها أصلًا، بمعنى أن ثمة تساؤلًا آخر يقول: هل التجاوزات تتمثل في استغلال المنصب فقط أم في اختلاسات مالية ونقدية من داخل الشركة؟
ويُرجح المحلل المالي والخبير في بورصة دبي وضاح الطه أن لا تؤثر التحقيقات التي يخضع لها مسؤولون سابقون وحاليون من “تمويل” في أرباح الشركة مع نهاية العام، مشيرًا إلى أن التوقعات تتحدث عن احتمالية أن تحقق “تمويل” أرباحًا بنحو 850 مليون درهم، وهي أرباح ممتازة جدًا، إذا ما قورنت مع نظيراتها من شركات التمويل العقاري.
وقال الطه في حديثٍ خاص لـ”الأسواق.نت”: “على المستثمر التمييز بين الاحتيال المؤثر على الشركة وغيره، ففي بعض الحالات لا تتأثر الشركة بالفعل لأن الاختلاس يُعبِّر عن حالة استغلال منصب فقط، ونوع الضرر الذي يحصل على الشركة في هذه الحالة أن نتائجها المالية كان يمكن أن تكون أفضل”.
ويشير الطه إلى أن المؤشرات تدل على أن “ما يجري التحقيق بشأنه في تمويل هو تجاوز مالي ناتج عن استغلال منصب، وليس اختلاسًا نقديًا، بمعنى أن المشكلة فنية”.
والطه هو مفتش مالي معتمد، سبق وأن نظر في عشرات قضايا الاختلاس، بعضها كان نظره فيها بتكليفٍ قضائي وبعد أدائه اليمين.
ويضيف: “تحتاج الشركة حاليًا إلى إعادة بناء استراتيجية تعتمد على الوضوح الكامل والشفافية والإفصاح”، ويقترح الطه على “تمويل” أن تعلن في أقرب وقت ممكن كشوفاتها المالية المتضمنة ميزانيتها العمومية وكشف الدخل لطمأنة المستثمرين وحملة الأسهم.
وبحسب الطه فإن خطورة ما تمر به “تمويل” يتمثل في أن قطاعات أخرى قد تتأثر مثل القطاع العقاري والقطاع المصرفي.
الشفافية
عميد كنعان
ويتفق مدير عام شركة الجزيرة للخدمات المالية عميد كنعان مع الطه في أن الشفافية والوضوح هما المخرج الوحيد للأزمة التي تعيشها شركة “تمويل”، إذ إن “إدارة الشركة ارتكبت أخطاء في تأخير الإعلان عن التحقيقات ومن ثم إعلان توقيف بعض مسؤوليها الحاليين والسابقين”.
وأشار إلى أن تأخر إفصاح الشركة عما يجري منذ البداية كلف المساهمين فيها خسارة 30% من قيمة أسهمهم، وتابع: “كان الأجدر بالشركة أن تُعلم المستثمرين بتفاصيل المشكلة وحجمها، وأن تبتعد عن الضبابية الكبرى التي تبررها بالمحافظة على سرية التحقيق”.
وقال: “نحن نطلب من مجلس الإدارة الشفافية لأنها الطريقة الوحيدة لوقف الشائعات التي يستفيد منها البعض بصورة شخصية”، مشيرًا إلى أن البيانات التي أصدرتها الشركة حتى الآن ليست كافية لطمأنة المساهمين والمستثمرين.
ورغم الأخطاء التي يتحدث عنها كنعان إلا أنه يؤكد بأن “إدارة تمويل تتمتع بدراية عالية وكفاءة كبيرة” تستطيع بهما أن تتجاوز أزمة النزيف المستمر للسهم، خاصة مع إعلان أرباحها.
وحول مستقبل سهم “تمويل” فان كنعان يؤكد أنه مقبل على ارتداد سعري قوي، مضيفًا: “مخطئ كل من يبيع الآن وفي هذه الظروف، وسرعان ما سيتم تجاوز هذه الأزمة، وأنا أثق بأن إدارة الشركة قادرة على تجاوز هذه العقبات”.
وأضاف: “أتوقع أنه بمجرد تعافي سوق دبي ككل، فإن الأسهم التي انخفضت بصورةٍ كبيرة ستشهد ارتدادًا قويًا، فنحن الآن أمام فرصة ذهبية لاقتناص الفرصة والشراء في هذه الأسهم وضمن هذه الأسعار”.
نقلا عن العربيه نت
at least the market (dfm) must block the trading up to the news confirm by the market ….
this happen with DIB ….but also the DFM is sleeping
وين
الأسهم
وين
الفلوس
كلها
في أيدي أمينه
المشكله أن الأخبار نسمعها من داو جونز و رويترز و مايكل جاكسون .. و بعد ما ينشرون الخبر تأتي الشركه و تنفي و تنفي .. آخر شي تقول لا ما في فايده خلنا نعترف أحسن لنا … أو انها تطرش رساله الى السوق بعد اعلان ..
طيب من الأول ..
خدعوك فقالوا
مش كفاية
الشفافية المطلقة الحل الوحيد
وذلك يابراز الحجم الحقيقي وبالارقام للاختلاسات الحاصلة
غير ذلك ضحك على الذقون