القاهرة –
ابو ظبي وجهت الكاتبة الاماراتية ظبية خميس التي تعمل بدرجة وزيرمفوض في جامعة الدول العربية رسالة الى اتحاد الادباء العرب واتحاد كتاب الامارات تحتج فيها على تهجم اعوان عمرو موسى عليها وانتهاك مكتبها وبعثرة أوراقها ووثاقها واخفاء بعضها عقوبة لها – كما قالت في رسالتها – على نشر مقال على مدونتها الشخصية ينتقد اساليب عمر موسى واستبداده في اروقة الجامعة العربية وفي الرسالة تفاصيل اخرى عن معاملة وصفتها الكاتبة بانها غير لائقة وقد حاولت الشكوى للامن المصري لكنهم – كما قالت – رفضوا تحرير محضر ضد عمرو موسى واعوانه وفي ما يلي نص رسالة الكاتبة الاماراتية التي سبق وتعرضت ايضا لمعاملة غير لائقة من الشاعر احمد عبد المعطي حجازي الذي صفعها في مكان عام في حادثة شهيرة في الوسط الادبي ولم يحتج اتحتاد الكتاب حينها على الحادثة
لسادة رئيس إتحاد الكتاب والأدباء العرب ورئيس إتحاد كتاب مصر السيد محمد السلماوى
-ورئيس إتحاد كتاب وأدباء الإمارات السيد حبيب الصايغ المحترمين
تحية طيبة وبعد
أعلم علم اليقين أن ليل العرب حالك حتى القتامة على كل المستويات وخصوصا السياسية والثقافية غير أن ذلك لا لا يمنعنى عن البحث حتى لو عن بصيص نور شحيح.ولطالما إحترقت يداى بجمر ذلك البحث الذى لم يضحى رمادا بعد.أتوجه إليكم بإعتبارى كاتبة عربية إماراتية لمطالبتكم بإتخاذ موقف تجاه ما تعرضت له من تعامل جائر داخل أروقة جامعة الدول العربية وعلى يد أمينها العام السيد عمرو موسى وعدد من أعوانه إثر كتابتى لمقال على موقعى مدونة روح الشاعرة فى مدونات مكتوب فى شهر سبتمبر 2009 والذى كان مراجعة لكتاب بعنوان جامعة الدول العربية لمؤلفته السيدة كوكب الريس والتى عملت سابقا فى الجامعة لمدة 30 عاما ومرت بتجربة مريرة كتبت على إثرها ذلك الكتاب موثقة للتحولات التى طالت الجامعة خلال فتراتها المختلفة.وبإعتبارى أعمل فى جامعة الدول العربية منذ عام 1992 وبدرجة وزير مفوض وأسهمت فى محاولات ممتدة غير مجدية لتطوير العمل بداخلها وخصوصا فى حقبة عمرو موسى فقد ووجهت بعدد من الإنتهاكات لحقوقى وإساءة المعاملة والتعرض للجان تحقيق ومسائلة وعقوبات وإزاحة من منصبى كمدير لإدارة شئوون البعثات والمراكز وتضرر مالى وأدبى وصحى دفعنى لرفع قضية فى المحكمة الإدارية للبحث عن حقوقى المهنية والشخصية.غير أن الأمر تعدى حدود المعقول إلى تهجم على مكتبى وتبديد لوثائقى ومتعلقاتى على يد مدير إدارة أمن الجامعة وتهجم من مدير إدارة شئوون الأفراد وغيرهم فى تحرشات متلاحقة لأفاجأ بصدور قرار لفصلى من العمل بتاريخ 21-6-2010 ملحوقا بوصول نبأ عددا من التهديدات التى تتعلق بشخصى وأملاكى وسلامة وجودى على الأراضى المصرية حاولت إثرها التوجه إلى كل من أمن الدولة وقسم الشرطة فى قصر النيل بصحبة محامى لعمل محضر ضد أعوان موسى بعدم العرض لى وتم رفض وإمتناع الجهات الأمنية المذكورة عن أخذ تلك البلاغات وعمل المحاضر الرسمية اللازمة.وقد سبق إخطار سفارة دولة الامارات وكذلك وزارة خارجية الدولة بتطورات الأمور ومناشدتها للتدخل دون أى رد فعل واضح من قبل تلك الجهات.وعليه وبوصفى أديبة وكاتبة أسهمت طويلا فى العمل الثقافى والإبداعى العربى أتوجه لكم لإستنكار تلك المعاملة من قبل سياسى ومنظمة عربية لا يحق لها التعامل بتلك الأساليب السلطوية والمتخلفة مع حقى ككاتبة فى التعبير عن رأى وأفكارى ونقدى وكيف لعمرو موسى أن يحول الجامعة العربية بإساءة إستخدامه لسلطاته من مؤسسة تتدعى البحث عن مخارج للتخلف الذى نحن فيه إلى كرباج يجلد فيه من تسول له نفسه التعبير والكتابة والتفكير وكيف له أن يدعو إلى حقوق الإنسان أوقمة ثقافية عربية وقد سقط فى إمتحان صغير أثار فيه ذعره مجرد مقال لمراجعة كتاب على الانترنت.
أتوجه إليكم وإلى كافة الكتاب والمبدعين والأدباء لتوجيه إعتراض حاسم حول ما حدث ويحدث ومخاطبة كافة الجهات اللازمة لوقف تكرار مثل تلك الإنتهاكات ولتوفير الحماية اللازمة لى وخصوصا على الأراضى المصرية التى قضيت قرابة الواحد وعشرين عاما على أراضيها.
مع وافر الإحترام
الكاتبة والشاعرة السفيرة ظبية خميس 24-6-2010
وكانت الجامعة العربية قد أحالت السفيرة والكاتبة الإماراتية ظبية خميس إلى التحقيق بتهمة عرضها لكتاب “جامعة الدول العربية ما الذي تبقى منها “! . وظبية خميس تعمل وزير مفوض ومديرة إدارة شؤون قسم البعثات والمراكز في الجامعة العربية فضلا عن كونها كاتبة وشاعرة ومترجمة إماراتية بل هي واحدة من أبرز الشخصيات العربية الإبداعية .
وقد قامت الكاتبة ظبية خميس بعرض لكتاب : « جامعة الدول العربية ما الذي تبقى منها ؟!» للكاتبة كوكب نجيب الريس، نشره في مدونة على شبكة الانترنت.. مما أثار اعتراض أدارة الجامعة العربية التي لجأت الى التحقيق مع الكاتبة باعتبارها من موظفي الجامعة .
وفي تصريحات صحفية أكدت الكاتبة أنها ستخضع بالفعل للتحقيق حول هذا الموضوع،دون أي سند قانوني أو موضوعي، وأنها قدمت احتجاجا رسميا لمراجعها الوظيفية،ومن بينهم الأمين العام لجامعة الدول العربية،تتساءل فيه عن دوافع هذا التحقيق،وتتمسك فيه بصفتها كاتبة وأديبة.
وتقول فيه :بصفتي كاتبة ودبلوماسية أنظر إلى مثل القرارات المذكورة أعلاه كشكل من أشكال استخدام سلطتكم السياسية والإدارية لإرهابي فكرياً ووظيفياً».
كما أكدت ضرورة تمسك قيادة الجامعة بـ «حقوق الإنسان وحرية التعبير ومناصرته للثقافة».
هذا إلى جانب التساؤل بالحاح عن جدوى هذا التحقيق ودوافعه، لكنها لم تتلق أية اجابة، بل «شكلت لها لجنة تحقيق» ،بدلا «عن لجنة المساءلة الاولي» حسب تعبير ها.
يشار إلى ان الكاتبة السفيرة ظبية خميس المهيري تعمل وزيرة مفوضة ومديرة إدارة شؤون البعثات والمراكز بجامعة الدول العربية،ولدت عام 1958 في دبي.
وحصلت على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة إنديانا 1980، وأتمت دراساتها العليا في جامعتي إكستر ولندن 82- 1987 والجامعة الأميركية بالقاهرة 92- 1994، و عملت نائبة مدير إدارة التخطيط بأبو ظبي 80- 1981، ومشرفة على البرامج الثقافية في تليفزيون دبي 85- 1987، ودبلوماسية باحثة بجامعة الدول العربية منذ 1992، مارست في نفس الوقت العمل الصحفي في مجلات وصحف عربية مختلفة.
انتقلت للعيش في القاهرة مع بداية عام 1989.
دواوينها الشعرية: خطوة فوق الأرض 1981- الثنائية: أنا المرأة الأرض كل الضلوع 1982- صبابات المهرة العمانية 1985- قصائد حب 1985- السلطان يرجم امرأة حبلى بالبحر 1988- انتحار هادئ جداً 1992- جنة الجنرالات 1993- موت العائلة 1993.
أعمالها الإبداعية الأخرى: عروق الجير والحنة (قصص) 1985- خلخال السيدة العرجاء (قصص).ومن مؤلفاتها:الشعرية الأوروبية – ديكتاتورية الروح – الشعر الجديد- شعراء البارات والمقاهي والسجون. إلى جانب ترجمات من لغات أخرى إلى العربية. (الجيران)
رسالة ظبية خميس إلى عمرو موسى
السيد / عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية
تحية طيبة وبعد ،،،
– بالإشارة إلى قراراتكم المتعددة حول ” إحالتي ” مرة إلى لجنة ” مساءلة ” مذكرة رقم 5639 بتاريخ 8/10/2009 وأخرى إلى لجنة تتولى ” التحقيق ” رقم 173/1 بتاريخ 20/10/2009 ومرة بتهمة كتابة ” مقدمة ” وأخرى بتهمة ما نسب لي بشأن ” التعليق ” على كتاب تم كتابة عنوانه خطأ وأغفل إسم مؤلفته. وكلا القرارين ملتبس في فحواه وإستناده إلى بنود لجنة المساءلة والجزاءات.
– أود تذكير معاليكم بأنني كاتبة وأديبة وهذه صفة تسبق مسمى عملي الوظيفي وتاريخه داخل أروقة ودهاليز الجامعة العربية.
– وبصفتي كاتبة ودبلوماسية أنظر إلى مثل القرارات المذكورة أعلاه كشكل من أشكال إستخدام سلطتكم السياسية والإدارية لإرهابي فكرياً ووظيفياً.
– وأبرر ذلك أنه نتيجة رد فعل ضد الكتاب المذكور في قراراتكم والذي رصدته وكتبته زميلة دبلوماسية عانت كثيراً في أعوامها الأخيرة مما تسبب في خلق وجهة نظر لديها تجاه المؤسسة والقائمين عليها وهذا يدعوكم للحوار الفكري تجاه ما ورد في قالب فكري على شكل كتاب ومن ثم مراجعة لذلك الكتاب.
– ويؤسفني شديد الأسف أن لا تذهب طاقة جهابذة الجامعة العربية ومنها مدير إدارة شؤون الأفراد والقطاع الذي يعمل به وكذلك رئيس مكتبكم والقطاع الذي يعمل به من أجل تطوير العمل والكفاءات الوظيفية داخل الأمانة العامة لصالح العمل العربي المشترك وتطوير إدارات مثل إدارة شؤون البعثات والمراكز البائسة والتي بح أصوات ونفذت كلمات مديرتها وموظفيها من أجل مجرد تحديد مهام الإدارة ورصد ميزانية لها وتفعيل دور الموظفين فيها بدلاً من التجميد المقيت الذي تتعرض له منذ قرار إنشاءها في عام 2002 وإلى اليوم رغم كل المراسلات التفصيلية الخاصة بذلك التي خرجت من الإدارة إلى كافة الجهات المعنية منذ عملي فيها في فبراير 2006 وحتى اليوم.
– كنت قد تفاءلت خيراً بمجيئكم إلى قيادة جامعة الدول العربية ربما إلى درجة مبالغ بها غير أنني اليوم وحين أنظر خلفي إلى كم الممارسات الإدارية الموثقة خلال عملي معكم سواءاً ضمن الإدارة الثقافية التي كان يوقع بإسمها عدد من موظفيكم بدلاً مني وفي أثناء وجودي ومنهم السيد طلعت حامد ، أو خلال عملي في إدارة البحوث والدراسات التي كانت بلا ميزانية أو بحوث أو دراسات في المعادي ، أو خلال عملي كسفيرة لكم ورئيسة بعثة في نيودلهي تتم المراسلات بين مدير مكتبكم وسفراء عرب في الهند دون المرور بي أو حتى إطلاعي عليها كممثلة لكم في بعثة الجامعة في نيودلهي رغم الجهد المضاعف الذي بذلته هناك لتحسين صورة الجامعة العربية وتفعيل نشاط مكتبها ، وأخيراً ضمن عملي الحالي كمديرة لإدارة شؤون البعثات والمراكز قامت خلال الأعوام الأربعة الأخيرة بتقديم العديد من المقترحات لمهام الإدارة وتفعيلها دون جدوى أو رد رغم إلحاق الإدارة بقطاعكم مباشرة. ومن الغريب عدم إجتماع الإدارة بمدير مكتبكم أو بكم خلال كل تلك المدة والشيء الوحيد الملاحظ في علاقة مدير مكتبكم بإدارتنا هو تأخير كشوف درجات الكفاءة لستة شهور عادة بحيث أن العلاوات التي تصل الموظفين في يناير من كل عام تصلنا على عكسهم في يوليو عادة.
– السيد الأمين العام ما يحدث يحسب على بالطبع ولكنه يحسب عليكم أيضاً ، وسيأتي يوم يندهش فيه البعض من أن أميناً عاماً مثقفاً مثلكم يؤكد على حقوق الإنسان وحرية التعبير ومناصرته للثقافة عبر مشاركاته في معارض الكتاب يعرض دبلوماسية وأديبة وكاتبة ومترجمة معروفة لا للتحقيق والمساءلة وربما المعاقبة والفصل بل إلى كل تلك السنوات الضائعة والمجدبة من تكبيل وتجميد وظيفي طالها وطال غيرها ويصبح ذات يوم محض تاريخ لحقبة معينة في هذه المؤسسة. وإن تجميد وظائفنا لا يعني تجميد عقولنا والمساءلة والتحقيق لن ترجعنا عن الإطلاع والقراءة والكتابة مهما كان الثمن المطلوب دفعه.
مع وافر الاحترام والتقدير ،،،
وزير مفوض السفيرة/ ظبية خميس المهيري
مديرة إدارة شؤون البعثات والمراكز
نص المقال الذي تسبب في إحالة ظبية خميس للتحقيق
كوكب الريس تفتح جرح جامعة الدول العربية
ظبية خميس
الحديث دائماً، عن دور الجامعة العربية في الحياة السياسية. لا أحد يتطرق لما يحدث داخل هذه المؤسسة، كيف تتم إدارتها، ما هو وضع أولئك المغتربين من دولهم الأخرى فيها وكم من التخبط والانحيازات التي يتعرضون لها. وكوكب نجيب الريس التي عملت في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في تونس أولاً، والقاهرة ثانياً قررت أن تتحدث ولو بالإشارة والتوثيق لأروقة الجامعة العربية في الداخل، والمعاناة التي عاشها ويعيشها الكثير من موظفي الجامعة العربية ممن لا يوافق هوى إدارتها – وما أكثرهم – في كتابها الصادر حديثاً – جامعة الدول العربية ماذا بقي منها ؟.
ولا شك أن كوكب الريس عانت كثيراً في أروقة هذه الجامعة وحرمت من الكثير من حقوقها الوظيفية داخل المؤسسة ومن التحيز وعدم العدالة في التعامل مع عدد كبير من موظفي الجامعة العربية.
وقد تفاقم الحال مع ما سمي بعهد إعادة الهيكلة حيث تم تجميد عدد كبير من قدماء موظفي الجامعة وازاحتهم من إداراتهم والإلقاء بهم إلى إدارة وهمية اسمها إدارة البحوث والدراسات خارج مبني المقر في التحرير وداخل حي هادئ يتثاءب في المعادي. ادارة لا علاقة لها بالبحث ولا الدراسة الا بالاسم حوت ضمن ما حوت مديري ادارات ذوي خبرة طويلة معظمهم كانوا ممن عملوا في تونس سابقاً وأغلبهم من شتى الجنسيات العربية وكانت كوكب الريس أحدهم منذ عام 2002 وتقدمت بطلبات كثيرة لتلتحق ببعثات خارجية دون استجابة في الوقت الذي كانت خبرتها، وعمرها الوظيفي، ومعرفتها بثلاثة لغات الفرنسية والانجليزية والعربية تؤهلها لرئاسة بعثة غير أن الجامعة وإدارتها فضلت الاستعانة لرئاسة البعثات الخارجية ببعض متقاعديها وبعض متقاعدي وزارات الخارجية العرب أو من ترشحهم حارمة موظفيها من هذه الخبرة السياسية والمنصب الذي يحق لهم، ولهم، أولاً وأخيراً. بل أنه درج في السنوات الأخيرة إرسال درجات لم تتجاوز سكرتير ثاني أو ثالث وبعض المتعاقدين لملء شواغر تلك البعثات بدلاً من الوزراء المفوضين في الجامعة.
تقاعدت كوكب نجيب الريس في صيف 2009 وكتبت كتابها «جامعة الدول العربية ماذا بقي منها ؟»، خلال العامين الآخرين لتنشره متوجة نهاية عملها في الجامعة العربية بآراء موثقة تسرد حال الجامعة وتطرح أسئلة وانتقادات لابد من الإجابة عليها في يوم ما والتنبه لأهميتها في الداخل والخارج.
ومما لا شك فيه أن أعماراً بأكملها لبشر تغربوا وعاشوا أحلامهم وانكساراتهم داخل هذه المؤسسة ملاحقين بخيبة العمل العربي المشترك في الداخل والخارج ومطاردين بأوضاع تدعو بعضهم للسقوط موتاً من شدة الضغوط النفسية فجأة كما حدث حديثاً مع العراقي نافع مطلوب، والمصري شكري سعد، والصومالي عمر شعيب، والأردني عمر خريس، والسوداني أسامة الفولي، والسوداني علي أحمد عباس وحسن النور، والأردني مشعل القاضي، والفلسطيني حسين الصباح، والسوري صخر بكار وغيرهم.
هؤلاء معظمهم لم يكن قد تجاوز الأربعين أو الخمسين من عمره يسقطون فجأة موتى وهم لم يصلوا بعد الى درجاتهم الوظيفية المتأخرة. والبعض فضل الاستقالة المبكرة كما حدث مع بعض الاماراتيين والكويتيين والجزائريين مفضلين أن لا يقضوا أعمارهم في ردهات ادارات بعضها مفرغ تماماً حتى من توصيف مهامه ومصائر ينتاب الكثير منها الاكتئاب والغضب لموظفين لا يتم اشراكهم لا في المهام الداخلية أو الخارجية أو الوظيفية في حين أن حفنة من الموظفين والمتعاقدين يجوبون الكرة الأرضية في مهام لا تنتهي.
جامعة الدول العربية ماذا بقى منها ؟ كتاب بثمانية فصول مدعمة بالوثائق وفهارس الاعلام والأماكن. ومن المقدمة تستند كوكب الريس الى أحمد الشقيري أول زعيم لمنظمة التحرير الفلسطينية وكتابه، كيف تكون جامعة… وكيف تصبح عربية والتي نصحوها حين التحقت بالعمل في جامعة الدول العربية في تونس عام 1981 بقراءته لتدرك وضع المؤسسة التي تعمل بها. وتكتب أنها وحتى بعد أن قرأت الكتاب – لم أتخيل أبداً أنه سيأتي يوم – ولو في الألفية الثالثة – لن تبقى فيه جامعة! وتضحي فيه قزماً دبلوماسياً كما وصفها عبد اللطيف الفيلالي.
وتحتوي عناوين الفصول على آراء مبطنة فالفصل الأول يحمل عنوان جامعة عربية… أم أفريقية ؟ وتشير فيه كوكب الريس إلى تفضيلات الأمين العام للمصريين وعدد مكيل من جنسيات الدول العربية لملء نشاط الجامعة العربية وهما كما تذكر من السودان والجزائر. وتوثق لموقف الأمين العام الحالي من موظفي الجامعة العربية عبر تصريحاته التي أدلى بها للصحف والإعلام تدل على نظرة دونية يحملها للعاملين في المؤسسة.
– أما الفصل الثاني فعنوانه – «مصر والسودان… نصف الأمة العربية». وهي مقولة لأنور السادات.
– والفصل الثالث بعنوان : «الأمين العام للجامعة العربية، شخصيته، وجنسيته». وتشير كوكب الريس الى ان شخص الأمين العام لجامعة الدول العربية – سواء أكانت دبلوماسية أم هادئة أم عنيفة – وحتى جنسيته والدولة التي ينتمي إليها، كل هذه العوامل تلعب دوراً أساسياً ومحورياً في تعزيز العمل العربي المشترك أو تعقيده، وحتى عرقلته وإعاقته.
وتستعرض شخصيات الأمناء العاميين للجامعة العربية، وتطور ارتباط دور الأمين العام للجامعة العربية بعد عودتها من تونس إلى القاهرة بخطوات وتحركات السياسة الخارجية المصرية أولاً وأخيراً. وتوثق لذلك عبر أحداث وآراء وردت في الصحافة المصرية والعربية.
– الفصل الرابع بعنوان «مؤتمرات القمة العربية وحياد الأمين العام ودولة المقر». وتعرض المؤلفة الى أن في فترة الأمين العام عصمت عبد المجيد ولمدة 10 أعوام من 1991 – الى 2001 لم تعقد قمة عربية واحدة رغم الأحداث المشتعلة في العالم العربي. واستعرضت أوضاع وقضايا القمم العربية التي تمت بعد ذلك أثناء فترة تولي الأمين العام الحالي وما انتابها من قصور أو تهميش لبعض القضايا أو حتى طلبات بعض القادة العرب.
– الفصل الخامس بعنوان «الجامعة العربية والاتحاد من أجل المتوسط» – وعنوان جانبي «تطبيع مجاني مع إسرائيل» استناداً إلى عنوان ورد في جريدة الأهرام.
– الفصل السادس بعنوان «جامعة عربية… أم مصرية؟» مشيرة الى مقولة السادات : العرب من دون مصر يساوون الصفر.
وتقول كوكب الريس في هذا الفصل :
– وهكذا نصب عصمت عبد المجيد وعمرو موسى نفسيهما أمينين عامين فقط للدفاع عن حقوق الكوادر المصرية، في وجه مرشحي الدول العربية الأخرى الذين وصفهم عصمت عبد المجيد بأنهم تنابلة السلطان في مقابلة أجراها معه الإعلامي عرفان نظام الدين في محطة MBC الفضائية خلال شغل عبد المجيد منصب الأمين العام في التسعينيات، فيما عقد عمرو موسى مؤتمراً صحافياً لدى تسلمه منصبه في ربيع 2001، وقال إن مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة ليس جراجاً ، وفي هذا إشارة إلى الكوادر العربية من غير المصريين، الذين وصفهم موسى في قمة تونس 2004 بالضعف كما وكيفاً.
وأوردت الكاتبة في هذا السياق آراء الكثير من كبار الكتاب والمفكرين المصريين أنفسهم في المؤسسات في مصر وفي من يديرونها.
– أما الفصل السابع فيحمل العنوان التالي: «آراء الحكام والمسئولين العرب في منصب الأمين العام للجامعة العربية» وتذكر الكاتبة الكثير من الآراء والمواقف التي وردت على ألسنة عدد من الزعماء العرب تجاه الأمين العام للجامعة العربية موثقة ذلك بدلالة كبرى.
– والفصل الثامن يحمل عنوان : «جامعة بلا شخصية وميثاق من غير أخلاق» – وهي جملة لأحمد الشقيري.
وتختم كوكب الريس كتابها بسؤال مهم بعد أن استعرضت أوضاع الجامعة العربية وما آلت إليه إداريا وسياسياً فنسأل : إذن أين الماهية العربية في جامعة الدول العربية؟.
وتستند كوكب الريس في كتابها إلى عدد كبير من الوثائق أفردت له ملفاً خاصاً جاوز نصف حجم الكتاب من بروتوكول الإسكندرية وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع المشترك وميثاق التضامن العربي ورحلة السادات إلى إسرائيل وملحق خاص بشأن الانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
وعقد التنمية العربية ومشروع الاتحاد العربي، والإعلان عن قيام جامعة الوحدة العربية وغيره.
إن كتاب «جامعة الدول العربية ماذا بقي منها ؟» وثيقة حية، وكتاب ذكي ومستند إلى التوثيق لكاتبة ودبلوماسية ذات خبرة عريقة في مجال عملها، وهو صرخة موجعة ضد الانهيار الداخلي للمؤسسة بكافة أشكاله، وهو أيضاً إشارة تنبيه حمراء لاستعادة مصداقية الجامعة الإدارية والسياسية وقد دفعت كوكب الريس ثمن تجربتها من عمرها، وفكرها، وغربتها ورغم أنه كتابها الأول إلا انه يبشر بولادة كاتبة سياسية مهمة ومن الطراز الرفيع.
كاتبة من الإمارات
المرجع :كوكب نجيب الريس، «جامعة الدول العربية ماذا بقي منها ؟».
(بيروت : رياض الريس للكتب والنشر، الطبعة الأولى، أغسطس 2009)
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له
بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد
لعمرك ما الأيام إلا معارةٌ
فما اسطعت من معروفها فتزود
ولا خير في خيرٍ ترى الشر دونه
ولا نائلٍ يأتيك بعد التلدد
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه
فكل قرينٍ بالمقارَن يقتدي
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لو اختصرت الكلام اخي الكريم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .