اعترف الرئيس الامريكي جورج بوش أن اقتصاد بلاده برمته في “خطر عظيم”، واتفق الديمقراطيون والجمهوريون في الكونجرس على أسس خطة الانقاذ المالي التي اعدها البيت الابيض، وألقت الازمة بظلالها على الحملة الانتخابية للرئاسة الامريكية، واكد وزير المال الالماني بيير شتاينبروك ان الازمة الراهنة ستخلف آثاراً عميقة وستحدث تحولات في النظام المالي العالمي، وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من أن الازمة المالية “تهدد مليارات الاشخاص حول العالم”، كما حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من آثار الأزمة في النمو والبطالة والقدرة الشرائية في بلاده.

وأقر الكونجرس الامريكي أمس خطة اتفق عليها الحزبان الجمهوري والديمقراطي تتكلف 700 مليار دولار لانقاذ الولايات المتحدة من الازمة المالية التي تعاني منها حالياً.

وكان بوش قد قال في كلمة متلفزة نقلتها الشبكات الوطنية على الهواء مباشرة إن الولايات المتحدة في منتصف أزمة مالية خطيرة قد تزج بالاقتصاد في براثن كساد طويل الأجل ما لم تتحرك الحكومة، وقال إن “غريزته” تدعو الى معارضة أي تدخل حكومي في الازمة المالية ولكن التقلبات المالية تحتاج إلى اسلوب تعامل مختلف.

وقال بوش ان مزيدا من المتاعب المالية قد يؤدي إلى انهيار مزيد من البنوك وهبوط أسواق الاسهم بشكل أكبر واغلاق شركات ومؤسسات وضياع وظائف وتراجع قيمة المساكن. ومضى قائلا “وفي نهاية الامر فقد تتعرض بلادنا لكساد طويل ومؤلم. اخواني المواطنون.. يتعين علينا ألا ندع هذا يحدث”.

وأصدر المرشحان الرئاسيان الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين بيانا مشتركا يحث المشرعين على التعاون والتوصل لاتفاق لإنقاذ القطاع المالي الأمريكي لتفادي “كارثة اقتصادية”.

وألقت ألمانيا اللوم على الولايات المتحدة في التسبب في الأزمة المالية العالمية باندفاعها الأعمى وراء أرباح أكبر وقالت إنه سيتعين على واشنطن الآن قبول قدر أكبر من القواعد المنظمة لعمل السوق وخسارة مكانتها كقوة مالية عظمى.

وفي كلمة استخدمت واحدة من أعنف اللهجات منذ تفاقمت الأزمة في وقت سابق من هذا الشهر قال وزير المالية الألماني بيير شتاينبروك أمام البرلمان إن الأزمة المالية ستترك “آثارا عميقة” ولكنها مشكلة أمريكية في المقام الأول.

وأضاف الوزير “العالم لن يعود أبداً إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ستفقد الولايات المتحدة مكانتها كقوة عظمى في النظام المالي العالمي، وسيصبح النظام المالي العالمي متعدد القطبية بشكل أكبر”.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الأزمة المالية تهدد مليارات الأشخاص عبر العالم وخصوصاً الأكثر فقرا. وقال لدى افتتاح قمة مكافحة الفقر في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن “الأزمة المالية الحالية تزيد في تفاقم الاضرار الناجمة عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية والطاقة”، وتابع “علينا فوراً أن نكون في مستوى التحديات، علينا أن نعطي دفعا جديداً للشراكة العالمية من أجل التنمية”.

وتلاه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون فقال “مائة سنة فترة طويلة جداً لانتظار عالم عادل”.

وأكد الرئيس الفرنسي أن الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة ستكون لها انعكاسات سلبية خلال الأشهر المقبلة على النمو الاقتصادي ومعدلات البطالة والقدرة الشرائية في فرنسا، وأشار إلى أن بلاده مندمجة في الاقتصاد العالمي إلى حد لا يمكنها من أن تكون في مأمن من الاحداث التي هي في صدد قلب النظام العالمي رأساً على عقب.

One thought on “توافق في “الكونجرس” على خطة الإنقاذ المالي

  1. بعض الأحيان عندما نقيس مستوى الخطر نتهاون في مدى خطورته و أولويات الخطوات التي يجب علينا إتخاذها في سبيل النجاة من الخطر المحدق بنا , لذلك نقوم بالتساهل بالتعامل مع المشكلة حتى تتأصل فنفقد القدرة على حلها و نعيش في دوامة الحسرة و الندم.

    قليل منا من يستطيع تقدير المسافة بين مستويات الخطر و ما إذا كنا بحاجة الى التحرك السريع و خسارة بعض من الكل أو ترك الأمور على حالها للتحسن.

Comments are closed.