توقعات بتعرض سهم «إعمار» لعمليات بيع مكثفة بعد النتائج المخيبة للربع الثاني

لا يستبعد محللون ماليون تعرض سهم «إعمار» العقارية في مستهل التعاملات الأسبوعية غدا الأحد لسوق دبي المالي لعمليات بيع مكثفة بعد النتائج المخيبة للآمال التي أعلنتها الشركة، التي تضمنت خسائر بقيمة 1.2 مليار درهم للربع الثاني بعدما خفضت كامل القيمة الدفترية لوحدتها العقارية في الولايات المتحدة.
وأغلق سهم «إعمار» بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي وقبل إعلان النتائج مرتفعا بنسبة 1.1 في المائة إلى 2.74 درهم, وعلى مدار تعاملات تموز (يوليو) انخفض السهم بنسبة 1.4 في المائة.
وقال لـ «الاقتصادية» المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية إنه رغم الخسائر التي تكبدتها «إعمار» إلا أن النتائج تحمل بعض الإيجابيات منها أن الشركة حققت أرباحا تشغيلية في الربع الثاني أفضل من الربع الأول لكن حملت في الوقت ذاته مفاجأة غير سارة بأخذ مخصص كامل للقيمة الدفترية لشركتها الأمريكية جون لانج هومز بمبلغ إجمالي 1.7 مليار درهم مما جعل الأرباح الصافية للشركة خلال النصف الأول من العام الحالي تحمل خسائر بقيمة 1.28 مليار درهم وهو الأمر الذي قد يضغط سلباً على سعر السهم عند الافتتاح يوم الأحد المقبل ومن ثم على سوق دبي المالي بشكل عام.
وأوضح أن «إعمار» بهذا الإجراء تكون قد قامت بتصفية استثمارها كاملا في الولايات المتحدة وهو الاستثمار الذي كلف الشركة قرابة أربعة مليارات درهم وهو ما أثر سلبا في أرباح الشركة ومع ذلك فإنه بالإمكان توقع نتائج أفضل للنصف الثاني من العام وربما ستكون أكثر قوة في الربع الأخير من العام مع افتتاح برج دبي أعلى برج في العالم، الذي سيدر عائدات بالمليارات للشركة يمكنها أن تعوض كثيرا من خسائر النصف الأول.
وتفاعلت أسواق الأسهم الإماراتية خلال الأسبوع الماضي سلبا وإيجابا مع توالي إفصاحات الشركات والبنوك عن نتائجها النصفية, ولوحظ أن كل البنوك الإماراتية أخذت مخصصات ضخمة تجاوزت خمسة مليارات درهم لمواجهة الأصول المتعثرة أو الانكشاف على ديون مجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين وهو ما كان عامل ضغط على أسهمها طيلة الأسبوع رغم أن الأسواق أنهت تعاملاتها الأسبوعية على ارتفاع بلغت نسبته 3.8 في المائة لسوق دبي و3.2 في المائة لسوق أبوظبي.
وأوضح ياسين أنه بناء على النتائج التي صدرت حتى الآن يمكن تسمية الربع الثاني من العام الجاري «بربع المخصصات»، حيث كانت أحجام المخصصات التي أخذت أكثر من ستة مليارات درهم في مختلف البنوك والشركات ونتمنى أن تكون إدارة الشركات قد استطاعت أن تغطي إجمالي الخســائر أو القروض المشكوك في تحصيلها في ميزانياتها وأن تستطيع الشركات أن تحقق نموا في أرباحها خلال النصف الثاني من العام الحالي تعوض فيه تلك المخصصات.
ويرجع الدكتور همام الشماع الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية جزءا من هذه الارتفاعات إلى تحول للعديد من المتداولين إلى مضاربين بفعل التقلبات الحادة في أداء الأسواق المتتبعة لخطى فقد أصبح البيع وجني الأرباح مهما كانت قليلة هي أفضل في نظرهم من انتظار قد يطول قبل تحقيق أرباح رأسمالية تعوض الخسائر الجسيمة التي تكبدوها في العام الماضي نتيجة لتراجع المؤشر العام بنسب كبيرة.
وأوضح أن محاكاة الأسواق العالمية سهلت المضاربة بسبب سهولة التنبؤ بأداء السوق في ظل أداء الأسواق العالمية ومؤشرات الاقتصاد العالمي فيكفي أن نراقب الدولار، لنعرف أن الأسواق العالمية قد ارتفعت أو انخفضت ولنتنبأ بأداء أسواقنا قبل افتتاحها ولكن لا بد من الإشارة إلى أن المحاكاة تكون قوية جدا في حالة هبوط الأسواق العالمية وبالأخص الأمريكية، فيما تلعب المعطيات المحلية دورا في زيادة حدة الاتجاه الصعودي أو تخفيفه عندما تكون الأسواق العالمية متجهة نحو الأداء الجيد.
ويضيف أن أسواق الخليج كلها تعرضت لموجة هبوط قوية يوم الأربعاء بالرغم من ارتفاع السوق اليابانية والأوروبية وذلك لأن تراجع النفط في التداولات الآسيوية يؤشر ارتفاع الدولار بسبب تراجع شهية المخاطر في العقود الآجلة، التي يتوقع أن تؤدي إلى تراجع الأسواق الأمريكية مساء الأربعاء والتي تراجعت فعلا، بينما لم تفلح الأخبار الجيدة التي ظهرت عن عديد من الشركات والإفصاحات الإيجابية التي تضمنت ارتفاع نسب الأرباح للربع الثاني بالمقارنة بالأول في الحد من التراجع الذي ضرب كل الأسواق الخليجية وبنسب متقاربة تدل على تماثل الهواجس في كل هذه الأسواق.
وعلى العكس من ذلك تماما اتجهت معظم الأسواق الخليجية يوم الخميس نحو الارتفاع متوقعة تحسن أداء الأسواق الأمريكية وارتفاع سعر النفط في ضوء تراجع الدولار في التداولات الآسيوية قبل ظهر الخميس، ولذا فإننا نتوقع أن تعود الأسواق لأداء جيد وتسجل ارتفاعات قوية في أول أيام التداول من الأسبوع الجديد، خصوصا إذا ما تحققت التوقعات باتجاه ارتفاع أسعار النفط نحو السعر المستهدف عند 80 دولارا للبرميل.