الجمعة 25 جمادى الأولى 1429هـ – 30 مايو2008م
ثقافة الاكتتاب
حزام العتيبي
مع كل مامر بنا في السوق المالية وماعاشه المتداولون من احداث وتطورات وخاصة في السنوات القليلة الماضية يجب ان نعرف تماما ان ثقافة التداول للأوراق المالية والتعامل بها لازالت حديثة عهد لدينا حتى لمن نطلق عليهم كبار المضاربين لأن هذه المسألة تحتاج إلى المزيد من الوقت والتراكم والخبرات الجمعية لتشكل آلية من آليات الاقتصاد الادخاري والاستثماري طويل المدى على مستوى الأسر والافراد.
ولكي نعطي شاهدا بسيطا على حداثة عهدنا بهذه الثقافة المالية علينا ان ننظر إلى الكيفية التي يتخلص بها المكتتبون من الأسهم التي تخصص لهم في الشركات التي تطرح بدون علاوات اصدار خاصة وهي تفتتح في يومها الاول بنسب عالية تتجاوز احيانا معدلات 300% لسعر الاكتتاب المحدد بعشرة ريالات.
وبدون ان نبتعد في محاولة قراءة اسباب هذا البيع المحموم اود ان اشير هنا إلى قصة شهد البعض تفاصيلها قبل عدة اشهر وتتلخص في اننا في حفل زواج اقامه بعض الأكارم لكريمته وهو رجل ثقة أموره عادية اليسر ودار الحديث حول الأسهم والاكتتابات والسوق المالية ومن خسر فيها ومن الرابحون وأخذ كل يدلي بدلوه ويقوم بطرح نظريته ورؤيته وهمس لي احدهم بأن تكاليف هذا الزواج وحفل زواج سبقه كلها مقتطعة من تراكمية ارباح وقيمة اسهم اولية قام بالاكتتاب فيها صاحب الحفل قبل اكثر من عشرين عاما عندما طرحت اسهم بعض المصارف للاكتتاب وقد سألت مضيفنا عن ذلك واجابني مبتسما يابني: انا اكتتبت لي ولأفراد عائلتي في تلك الفترة وكنت اكتتب في كل طرح جديد اذا كان لدي مايتوفر من راتبي ولم يسبق لي ان قمت بشراء شيء من الأسهم من السوق وعندما تفرح ابنتي في زواجها او ابني بتخرجه فإن هذا هو الوقت الذي استفيد فيه من استثماري البسيط بهذه الطريقة لقد اشتريت منزلا لأبني وسيارة للمنزل اضافة إلى تجهيز كريمتي في حفل عرسها كله ولله الحمد وانا لازلت احتفظ بنسبة كبيرة من اصول الأسهم التي اكتتبت فيها.
هذه القصة البسيطة تثبت لنا اننا مازلنا بعيدين عن الطريقة المثلى في التعامل مع الأسهم التي يتم تخصيصها لنا في الاكتتابات الأولية واننا نسعى فقط للاثراء السريع الذي لن يتحقق ولكنه قد يثرينا بما لا حاجة لنا به من عقد او هموم.
* نقلا عن جريدة “الرياض” السعودية