العين
جميل رفيع:
هاجمت أسراب من الجراد الصحراوي أمس منطقة سويحان والمناطق المجاورة وانتشرت في الغابات والمزارع على امتداد المنطقة من حدود أبوظبي باتجاه سويحان،وقلل المهندس سيف مبارك النعيمي رئيس قسم الوقاية بدائرة البلديات والزراعة ”قطاع الزراعة بالعين” من مخاطر هجمات الجراد وقال ”الوضع تحت السيطرة تماما” بسبب برنامج المكافحة الذي ينتهجة القطاع منذ أكثر من عشرة أيام، وأشار النعيمي إلى أن أسراب الجراد الحالية تعتبر في الغالب فقساً محلياً ناتجا عن البيوض التي تركتها أسراب الجراد التي غزت مناطق متفرقة من البلاد خلال شهر فراير الماضي، لكنه لم يستبعد أن تكون بعض الأسراب اتت من خارج البلاد.
وقام قسم الوقاية في قطاع الزراعة بالعين بمواجهة أسراب الجراد بأكثر من 75 معدة لرش مبيدات مكافحة الجراد، الذي تجمع في مناطق العجبان وغابات سويحان.
وكان المرشدون الزراعيون اكتشفوا منذ عشرة أيام أعداداً محدودة من الجراد في مناطق بالعين وأعلنت مراكز الإرشاد التي يصل عددها إلى حوالي 25 مركزاً حالة الاستنفار للقضاء على أسراب الجراد أولا بأول لتفادي آثاره السلبية على المناطق الزراعية.
وأكد المهندس سيف مبارك النعيمي رئيس قسم الوقاية بدائرة البلديات والزراعة قطاع الزراعة بالعين أن الوضع تحت السيطرة تماماً وقد استنفر القسم كل طاقاته واستعان بحوالي 75 معدة تابعة لبلدية العين لمواصلة عمليات المكافحة التي قد تمتد لعدة أيام مقبلة.
وقال النعيمي إن عمليات الرش بالمبيدات أسفرت عن القضاء على كميات كبيرة من الجراد الذي ظهر بإعداد كبيرة وعلى مساحة عشرات الهكتارات خصوصاً في مناطق الغابات. وأشار إلى أن الجراد يتجمع في أماكن مختلفة من الغابة ما يجعل عمليات المكافحة تستغرق وقتاً أطول .
وشوهدت أسراب من الجراد بحسب النعيمي قبل أكثر من شهر وتم مكافحتها منذ فبراير الماضي الذي أوضح بأن منظمة الأغذية والزراعة ”الفاو” تتابع الأمر عن كثب.
ولم يستبعد النعيمي أن تكون بعض أسراب الجراد اتت من خارج الدولة لكنه قال ” إن أسراب الجراد التي غزت مناطق الدولة والتي نجت من عملية المكافحة في شهر فبراير الماضي وضعت بيوضها خلال رحلتها في عدد من المناطق وعندما استوفت دورة حياتها بدأت تغزو المناطق” وأشــار إلى ملاحظة وجود أسراب في مرحلة الحوريات والمجنحات التي اكتملت دورة حياتها خلال عملية المكافحة وتم القضاء عليها مؤكداً أن الوضع تحت السيطرة.
وقال الدكتور محمد الغالي خوجلي مدير عقود مكافحة آفات النخيل في العين إن أسراب الجراد في الأصل مهاجرة وهي متحركة بطبيعتها تأتي كمجموعات ثم ترحل وهو ما يفسر ظهورها في أكثر من منطقة في غضـون فــترات زمنيــة متقاربة .
وتضع أسراب الجراد بيوضها في المناطق التي تهاجمها والتي تفقس بعد اتمام دورتها وتأتي بحوريات تتدرج في النضوج وتتحول إلى اللون الأصفر ثم تحمر حتى تتحول إلى اللون البني وتلك هي المرحلة التي تصبح فيها الحشرة ناضجة جنسياً وقادرة على التزاوج.
وتبدأ المكافحة بحسب الدكتور خوجلي بمسح الأماكن التي تطأها أسراب الجراد لتحديد البؤر التي تتمركز فيها ومكافحتهــا وهي مـازالت في طــور الحــوريات التي تمشــي علـــى أرجلهــا قبــل أن تتحــول إلى طور الحشرة الطائرة التي تتنقل بسرعة مما يصعب معه محاصرتها ومكافحتها ويؤدي إلى خــروجها عـــن حدود السيطرة .
وقلل مدير عقود مكافحة آفات النخيل في العين من خطورة أسراب الجراد التي هاجمت منطقة سويحان والمناطق المجاورة لها منذ بداية الأسبوع الماضي انطلاقا من منطقة زايد العسكرية. وأكد على أن الإمكانيات والتجهيزات الفنية والتقنية الكبيرة المتوفرة بمجال مقاومة ومكافحة الحشرات تسهل كثيراً من محاصرة هذه الأسراب ومنع انتشارها وتكاثرها.
كميات الغذاء
ويُذكر أن كمية الغذاء الذي تتناوله الجرادة الصحراوية الواحدة يومياً يساوي وزنها أي 2غرام. ويمتد انتشار أسراب الجراد الصحراوي فوق مساحة لا تقل عن ربع كيلومتر إلى مئات الكيلومترات المربعة حجماً، ويوجد نحو 50 مليونا من الجراد بالنسبة لكل كيلومتر مربع واحد لسرب متوسط الكثافة، ويبلغ العدد الإجمالي من الجراد ضمن السرب الواحد ما بين بضعة ملايين إلى عدة مليارات.
والمعروف عن أسراب الجراد الصحراوي أنها تتنقل بين عدة كيلومترات إلى أكثر من 100 كيلومتر في اليوم الواحد أو ما يزيد على 3500 كيلومتر خلال شهر، وطن واحد من الجراد ”أي جزء بسيط جداً من معدل السرب الواحد يأكل كميات كبيرة من الغذاء خلال اليوم الواحد بما يعادل ما تتناوله عشرة أفيال أو 25 جملاً أو 2500 شخص”