جرح في الفصول

قافلة المواجع لا تعبري
باب الظلام
فقوافلنا النارية قد عادت
ونزلت منها أسيرة
وكم بكيت
وأمسكت صفحتنا الجديدة ثم طويت
يا ويح ما طويت
تتوجع الطرقات وتنكسر
خطوات الماضي في الحنين إليك
فتشت عن وقتي حيث ذبل
مزقت كل الصور القديمة
لأبعثر كل الملامح وبالحقيقة ما مضيت
تتبعني وتسقم جسدي
وأبحث كالمجنونة عن بئر أشجاني
وفاضت دمعاً وما ارتويت
بحثت عن صوت الربيع إذا ضحكت
وصوت أوراق الخريف إذا بكيت
عاد العاشقين ورايتهم خضراء
ونحن رايتنا مريرة فيها انثنيت
فهل هذا ما جنيت
أرهقت من توغلي في الجروح
نزف القصيد وللطيور قصصت عليهم وحكيت

يا حلماً جاء بوابتي بغير رجوع
رجوتك في مقلتي لا تعود
فحكاياتنا الغريبة كانت ضحكة طفل
ونغم طروب
غادرت وحدي القطار
وقد سبقني قبل الجسد كل الذهول
فكأنني أطارد أعياد حلمي
أحببت مطاردة ظل ذاك الوجه
ووجدته دنيا من اللانهائيات
وأمنيات على صدر النجوم
ويطويني وينشرني على هواه
يجعلنا غيوماً على الصفحات
فخطيئتك لا تغفر
ويصطلي نار القلوب أمام درب الوصول
وارقب المستحيل
فقد قربت مسافات الشجون
أعوام مضت
وبقيت صديقة كل الفصول
البقاء في الحزن الجميل
ما عاد من المقدور
بقيت أخاطب الثلوج والغيوم
وزهر الربيع الجميل
ونسجت من ضوء حبنا
برداً طويل
ومر الشتاء
وأتى الربيع والخريف
وانتظرت العام الجديد
أسقطت الحروف والعبير
فعادت الريح تعصف
وانتحرت بطلقات الرحيل
كان حقاً حلماً جميل
مزقت ميثاق الرجوع
ومضيت فعودتي لقلبه من المستحيل …….

9 thoughts on “جرح في الفصول

  1. حقيقتاُ وليس مزحاً أو مدحاً
    أبدعتي في الخاطره كعادتك

    هناك تصاوير كثير ومفردات جزله ومرادفات جميله في النص, أعجبني توجع الطرقات عندما قلتي “تتوجع الطرقات وتنكسر” وصوت الربيع قي “بحثت عن صوت الربيع إذا ضحكت” ونزف القصيد “نزف القصيد وللطيور قصصت عليهم وحكيت”
    وأجمل ما أعجبني تصويرك للضوء بالخيوط التي يغزل بها النسيج في “ونسجت من ضوء حبنا”

    عندما يلتقي إبداع القلم في شخص مرهف شاعري تخرج لنا منظومة من موسيقى الجمال وهذا ما فاضت به قريحتك, إلى الأمام

    أبدعت عزيزي الفاضل في الرد ولن أزيد على ماذكرته .. فأختنا الفاضلة أذهلتنا بحق في خاطرتها الجميلة التي كتبت بقلم مداده المسك والعنبر … تذكرت كلمات أغنية نوال شمس وقمر ….

    تدري أنا وياك قصتنا مثل شمس وقمر
    من أول الوقت حتى آخره ما ينتهون كل يدور صاحبه
    حكم القدر تشرق تبيه يغرب يبيها وفي السما يتخالفون

    تدري أنا ماعاد أظن إن لي معك قسمة
    ويا عزتي كل القدر هو نده هو خصمه
    قاوم هبوب العاصفة وهدته نسمة
    نسمة رقيقة ظالمة ما بقلبها رحمة
    يا من عرفني الليل واقف على بابه
    لأصرخ وأهد الليل ما أتحمل غيابه

    آه يا حبيبي للأسف ما بيدنا حيلة
    هذا نصيب قلوبنا ويا علها خيرة
    كل شي حبيبي بينتهي وحبنا خالد
    صفحة تشع من البياض الله بها شاهد

Comments are closed.