جونز تنتظر عقوبة السجن
أخيرا وبعد سنوات من الإنكار والنفي التام اعترفت سندريلا ألعاب القوى والمضمار الأميركية ماريون جونز أمام محكمة في نيويورك بالكذب على المحققين الفدراليين حينما أنكرت استخدامها العقاقير المنشطة الممنوعة الأمر الذي قد يؤدي إلى الحكم عليها بالسجن وأيضا تجريدها من الميداليات التي فازت بها، كما اعترفت أيضا بالكذب فيما يتعلق بقضية أخرى تتعلق بتزوير شيك حيث أقرت إنها كذبت على المحققين الفدراليين فيما يخص تلك القضية التي تتعلق بصديقها السابق العداء الأميركي تيم مونتجمري.
وشكلت اعترافات جونز صدمة قوية في أوساط ألعاب القوى العالمية والرياضة بشكل عام، التي كانت تعتبرها نموذجاً للبراءة والنزاهة في رياضة ابتليت بالعديد من حوادث الغش والتلاعب وتعاطي المنشطات.
وتأتي هذه الاعترافات كنهاية لمشوار جونز وسقوطها إلى الهاوية بعد تاريخ حافل بالإنجازات على مستوى الدورات الأولمبية وبطولات العالم لألعاب القوى.
دياك: سيتذكرهـا النـاس بإحـدى أكبر عمليـات الخـداع في تاريخ الرياضـة
وكانت جونز قد استأثرت بقلوب الجميع سواء في الولايات المتحدة أو أنحاء العالم المختلفة بحصولها على خمس ميداليات (3 ذهبية و2 برونزية) في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني لعام .2000
ولكن بعد سبع سنوات من ذلك الإنجاز التاريخي الرائع أصبحت الآن معدمة وعلى حافة الإفلاس، وتلطخت سمعتها وتنتظر في قلق حكما بالسجن عليها، وباتت مهددة بسحب ميدالياتها التي فازت بها طيلة مشوارها الرياضي.
وكان رئيس اللجنة الأولمبية الأميركية (بيتر اوبرروث) قد ناشد جونز إعادة الميداليات التي فازت بها بعد أن اعترفت بتناولها العقاقير المنشطة.
وقال في ذلك كاعتراف منها بتورطها في هذه الفضيحة، يتعين على جونز أن تتقدم فورا وتعيد الميداليات التي فازت بها أثناء المنافسات التي انتهكت فيها الأنظمة.
وأضاف: ”لقد غشت جونز بملء إرادتها رياضة ألعاب القوى والمضمار وأفراد فريقها والمتنافسين ضدها وبلدها ونفسها، والآن لديها الفرصة أن تتخذ اختيارا مختلفا، وذلك بإعادة الأوسمة الأولمبية التي فازت بها، وبذا تعترف بجهود الغالبية العظمى من الرياضيين الذين يختارون طريقا غير طريق الغش.
أما جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، فقد وصف فضيحة جونز بأنها تمثل ”يوما حزينا للرياضة.
وتتفق معهما في الرأي العداءة البريطانية باولا رادكليف حاملة الرقم القياسي في سباقات الماراثون العالمية والتي تقود حملة ضد المنشطات التي طالبت بضرورة إعادة جونز للميداليات التي فازت بها من قبل وقالت ”يجب أن نشعر بالسعادة إزاء ما حدث فقد تم الكشف عن إحدى أكبر فضائح المنشطات وهذا جيد بالنسبة لمستقبل رياضة ألعاب القوى والمضمار.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن الأمين دياك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى قوله ”إنها مأساة وأنا سعيد بأنها تدرك الآن حجم الأضرار التي سببتها بتصرفاتها، كما أنني أشعر بالإحباط أن تنحدر رياضية مثل ماريون جونز التي تتميز بمقدرات طبيعية هائلة إلى استخدام أساليب فاسدة لتحقيق الفوز والثراء.
والآن سوف يتذكرها الناس كإحدى أكبر عمليات الخداع والتزوير في تاريخ الرياضة”. وأضاف أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى يسير بقوة في تحقيق الانتصارات وكسب المعركة ضد المنشطات وأنه مهما كانت شهرة النجم وإنجازاته فإنه سيتم اكتشافه في نهاية المطاف إذا كان يتعاطى المنشطات المحظورة.
على حافة الإفلاس
وظلت الشكوك والاتهامات تلاحق جونز لعدة سنوات، وكان زوجها السابق بطل رمي الجلة الأميركي سي جى هنتر قد اتهم أيضا بتناول المنشطات، وأيضا صديقها السابق تيم مونتجمري والد ابنها مونتي الذي جرد من رقمه القياسي العالمي في سباق 100 متر بسبب تعاطيه المنشطات. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل أن ماريون جونز التي كانت في أيام مجدها تعتبر إحدى المليونيرات الشابات في عالم ألعاب القوى والمضمار وتحصل على حوالي 70 إلى 80 ألف دولار عن كل سباق، بالإضافة إلى حوالي مليون دولار على أقل تقدير من صفقات الرعاية والنثريات الأخرى، تقف الآن على حافة الإفلاس من الناحية المالية.
وبحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز فإن جونز مثقلة بالديون وأنها تخوض معركة في مواجهة أحكام خارج المحاكم وأن رصيدها البنكي لا يتجاوز مبلغ 2000 دولار أميركي الآن.
وأضافت الصحيفة أن أحد المصارف قام بالحجز على منزل لها قيمته 2,5 مليون دولار في منطقة تشابل هيل بولاية نيويورك وهو منزل مجاور لأسطورة كرة السلة الأميركي مايكل جوردان.
كما أنها اضطرت أيضا لبيع عقارين آخرين بما في ذلك منزل والدتها لجمع المال لتسديد الديون المتراكمة عليها، وكانت مشاكل جونز المالية قد تم الكشف عنها في تقرير من 168 صفحة في قضية خرق عقد رفعتها في مدينة دالاس ضد مدربها الأسبق دان فاف الذي رد عليها برفع دعوى مضادة مطالبا إياها بدفع مبلغ 240 ألف دولار كمبالغ مستحقة غير مدفوعة عن رسوم تدريب بالإضافة إلى الأتعاب القانونية.
وكانت جونز قد ابتليت بسلسلة من فواتير الأتعاب القانونية منذ عام 2003 حينما بدأت الشكوك تحوم حول تعاطيها المنشطات وارتبط اسمها بمختبر باي ووتر التعاوني المعروف اختصارا ب ”بلاكو” الضالع في فضيحة عقاقير منشطة محظورة.
وكانت جونز ضمن عشرات الرياضيين الذين مثلوا في عام 2003 أمام هيئة محلفين ضمن تحقيق واسع حول مختبر بالكو، ورفعت جونز دعوى تشهير وإساءة سمعة ضد فيكتور كونتي رئيس المختبر الذي اتهمها بدوره بتعاطي المنشطات وأنه أشرف شخصيا على تعاطيها منشطات في إطار برنامج عقاقير طوره بنفسه بحسب موقع شبكة سي إن إن الأخبارية التلفزيونية.
وفي العام الماضي أجري اختبار لعينة من بولها وكشفت النتيجة عن تعاطيها عقار (إي بي أو) المنشط، وقامت جونز على الفور بقطع جولتها الرياضية في أوروبا والعودة عاجلا للولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنه قد تمت تبرئتها من خلال إجراء فحص لعينة أخرى إلا أنها غابت عن خمس بطولات عالمية رئيسية وخسرت حوالي 300 ألف دولار من رسوم الظهور والمشاركة ، إلا أن صحيفة يو إس توداى أنحت باللائمة على جونز في كل ما حدث وقد يحدث لها وقالت إنه مهما كانت سرعتها في الجري والركض، أو إلى أي مستوى يمكنها أن تقفز عاليا، فإن جونز كانت دائما تنظر إلى نفسها على أنها ضحية وتلقي باللوم على الآخرين بما في ذلك وجود المحققين الفدراليين ووسائل الإعلام والصحافة، أو ربما الرجال الذين كانت تعيش معهم الذين كانوا يحاولون دائما إظهارها في صورة سيئة، بما في ذلك زوجها السابق سي جى هنتر وصديقها السابق تيم مونتجمري اللذين تم حظر نشاطهما في مجال ألعاب القوى بسبب تعاطيهما المنشطات المحظورة، كما أن مدربها الذي ظل يشرف على تدريبها لعدة سنوات كان هو نفسه الذي يشرف على استخدام العداء الكندي الشهير للمنشطات المحظورة في الثمانينات، كما أن مدربها الآخر تريفور جراهام الذي اتهمته بأنه كان يعطيها المنشطات المحظورة دون علمها هو نفسه الذي أشرف على تدريب العداء الأولمبي جستين جاتلين الفائز بسباق 100متر والذي تم اكتشاف استخدامه لعقار تستترون المنشط في عام .2006
ويواجه جراهام الآن عدة اتهامات بالكذب في ثلاث قضايا أمام المحققين الفدراليين وستتم محاكمته الشهر المقبل، وقالت الصحيفة أنه مهما كان الأمر، ومهما كان ما قامت به فإنها كانت دائما تصر على أنها لم تكن غلطتها على الإطلاق. وأضافت أنه في ضوء اعترافاتها الأخيرة الجمعة الماضي بالإضافة إلى اكتشاف تعاطيها عقار ( إي بي أو) المنشط في العام الماضي فإن الناس سوف يتذكرون بالتحديد جميع مشاكلها التي تكشفت مؤخرا حتى وإن أصرت على أنها ليست لها فيها يد.
من السلة الى العاب القوى
ولدت ماريون جونز في 12/10/1975 في لوس انجلوس من أسرة تنحدر من دولة بيليز، وقد بدأت حياتها كلاعبة لكرة السلة في مرحلة الثانوية والجامعة قبل أن تتحول إلى ألعاب القوى والمضمار وتحقق فيها الشهرة والمجد.
وكانت ماريون جونز قد انفصلت عن زوجها رامي الجلة الأميركي الضخم الجثة تي. سي. جونز بعد انتهاء فعاليات دورة العاب سيدني الاولمبية 2000 في أعقاب فضيحة تعاطيه للمنشطات. وعلى الرغم من وقوفها الى جانبه في محنته ودفاعها عنه في المؤتمر الصحفي الذي عقده آنذاك، إلا أن تلك الحادثة أدت إلى تفاقم الخلافات بينهما خاصة وان فضيحة كهذه يمكن أن تشكل خطورة بالغة عليها وتثير حولها الشكوك والكثير من التساؤلات لذلك آثرت النأي بنفسها درءا للشبهات.
وبعد تجاوز تلك الأزمة وعودتها مجددا للمشاركات والانتصارات ارتبطت بعلاقة عاطفية مع مواطنها بطل ألعاب القوى والعداء الأميركي تيم مونتجمري الذي حقق الفوز بالميدالية الذهبية في سيدني لسباق التتابع 400 متر ضمن المنتخب الأميركي، وهو متزوج من قبل وله ابنة.
وأثارت جونز ومونتجمري ضجة واسعة في الشارع الرياضي لألعاب القوى بعد تعاقدهما مع المدرب الكندي شارلي فرانسيس الذي كان قد تم حظر نشاطه من قبل لارتباطه بفضيحة المنشطات التي تورط فيها العداء الكندي بن جونسون ولكنهما سرعان ما أنهيا ارتباطهما به بعد تزايد الضغوط عليهما بما في ذلك الانتقادات الصريحة التي وجهها لهما الأمين دياك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى خاصة في ضوء فضائح المنشطات التي هزت عالم العاب القوى والمضمار بعد الكشف عن تورط العديد من النجوم والأبطال لعل أبرزهم الأميركي جيرومي يونج الحائز على الميدالية الذهبية في سباق 400 متر تتابع مع الفريق الأميركي في دورة العاب سيدني الأولمبية في عام ،2000 وأيضا العداء البريطاني دوين شيمبرز.
وفي مؤتمر صحفي على هامش دورة ميلروز ولدى سؤالها عن ذلك قالت جونز إنها لا تشعر بالأسف على الإطلاق للتدريب مع فرانسيس وأنها تعلمت منه الكثير المفيد، وأضافت انه صحيح أن ذلك كان له آثار دعائية ضارة إلا أنه لم يؤثر مطلقا على مسيرتها الرياضية .
إنجازات بالجملة
يزخر سجل جونز بالعديد من الانجازات والأرقام القياسية التي يصعب حصرها لعل أبرزها فوزها بالميدالية الذهبية في سباقات 100 و200 و400 متر في دورة سيدني 2000 والميدالية البرونزية في القفز الطويل وسباق 100 متر تتابع، كما حققت الفوز ببطولة العالم مرتين في سباق 100 متر عامي 1997 و،1999 وهي أيضا بطلة العالم مرتين في سباق 100 متر تتابع عامي 1997 و،2001 بالإضافة إلى الميدالية الذهبية في سباق 200 متر العالمي في عام ،2001 وأيضا بطلة الولايات المتحدة 12 مرة في ألعاب القوى والمضمار الخارجية تفاصيلها على النحو التالي: الفوز 3 مرات ببطولة القفز الطويل، و4 مرات بسباق 100 متر، و5 مرات بسباق 200 متر. كما أنها بطلة الولايات المتحدة في سباقي 100 و200 متر في عام ،2002 والحائزة على الميدالية البرونزية في بطولة العالم في القفز الطويل في عام .1999 وحققت جونز الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم لسباق 100 متر في عام ،2002 وأنهت عام 2002 دون أي هزيمة للمرة الأولى في مشوارها الرياضي برصيد 16 فوزا في سباقات 100 متر، و4 في 200 متر وفوز واحد في سباق 400 متر.
كما أصبحت جونز أول امرأة في تاريخ ألعاب القوى والمضمار تحقق الفوز بخمس ميداليات أولمبية في دورة واحدة وهي دورة ألعاب سيدني في عام .2000 وقد اختيرت من قبل سفيرة فخرية لدولة بيليز التي كرمتها في احتفال رسمي وأطلق اسمها على أكبر إستاد في البلاد.
وتعيش جونز حاليا مع زوجها العداء السابق اوباديلي تومبسون في مدينة أوستن.
شكرا على الخبر يا اخى معصب
القضية هذة لها اصداء واسعة فى امريكا حتى ان الرئيس بوش كان متابع للقضية
كل عام وانتم بخير