بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سمع احد الفضلاء ديوانا من شعر “صفي الدين الحلي” فاستحسنه وقال :
لا عيب فيه سوى أنه خال من الألفاظ الغريبة !!

فكتب اليه صفي الدين الحلي :


إِنَّمــــا الـحَيزَبـــونُ وَالـدَردَبـيسُ ….. وَالطَـخـا وَالنُـقـــاخُ وَالـعَطـلَبيسُ

وَالسَبنَتى وَالـحَقصُ وَالـهِيَقُ ….. وَالهِجرِسُ وَالطِرقَسانُ وَالعَسطـوسُ

لُغَـــــةٌ تَنفُــــرُ المَســـــامِعُ مِنهـا ….. حـينَ تُـروى وَتَشمَئِزُّ النُفـــــوسُ

وَقَبيــــحٌ أَن يُذكَرَ النـــافِرُ الوَحــ ….. ـشِيَ مِنهــــا وَيُتـــرَكَ المَــــأنوسُ

أَيــنَ قَــــولـي هَــذا كَثيـبٌ قَـديـــــمٌ ….. وَمَقــالي عَقَـنـــقَـلٌ قَــــدمــوسُ

لَم نَــجِـد شــــادِياً يُغَـنّي قِفا نَبــ ….. ـكِ عَلى الــــعودِ إِذ تُدارُ الـــكُؤوسُ

لا وَلا مَن شَــــدا أَقيموا بَنـــي أُمَـ …. ـيَ إِذا ما أُديـــرَتِ الــــخَندَريــسُ

أَتُراني إِن قُـــــلتُ لِلحِـــبِّ يا عِلـ ….. ـقٌ دَرى أَنَّهُ الــــعَزيـزُ النَـفيــــسُ

أَو إِذا قُـــــلتُ لِلقِيـــامِ جُــــلوسٌ …. عَلِمَ النــــاسُ مــا يَكونُ الجُـــلوسُ

خَلِّ لِلأَصمَـــعيِّ جَوبَ الفَيــافي ….. في نَشــــافٍ تَخِــــفُّ فيهِ الــرُؤوسُ

وَسُــــؤالَ الأَعرابِ عَن ضَيعَــةِ اللَفـ ….. ـظِ إِذا أُشـكِلَت عَليهِ الأُســوسُ

دَرَسَـــت تِلكُمُ اللُغــاتُ وَأَمســى ….. مَذهَبُ النـــاسِ ما يَقــولُ الرَئـــيسُ

إِنَّمــــا هَــــذِهِ الـقُلـــوبُ حَــــديـدٌ ….. وَلَـــذيذُ الأَلـــفـــــاظِ مِغنـــــاطيـسُ


ولنا وقفة على حال عربية ومستعربي زماننا …

فقد تمادينا في بعدنا عن الفصحى وهجراننا حديثها حتى هرمت تلك اللغة في الذاكرة، وتثقاقلت عنها الألسن، واختلطت بكلام الشوارع وحديث أقمار الفضائيات ومختصرات ال”شات” ومراسيل ال”اس ام اس” … وصرنا عالة على العربية، وصار قارئ اليوم ومتأدب هذا الزمان يرى بديع الكلِم وجميل العبارة وفصيح اللفظ من الحيزبون والدردبيس والعطلبيس !!!

*********************

منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

9 thoughts on “حالنا المأساوي مع لغتنا العربيـــــــــــــــــــة

  1. اليكم تفسير لمعاني الكلمات الغريبة في القصيدة

    *إِنَّمــــا الـحَيزَبـــونُ وَالـدَردَبـيسُ ….. وَالطَـخـا وَالنُـقـــاخُ وَالـعَطـلَبيسُ*

    الحيزبون :المرأة العجوز
    الدردبيس:الداهية الماكر
    الطخا:السحاب المرتفع
    النُقاخ: الماء البارد
    العطلبيس:الأملس البراق

    *وَالسَبنَتى وَالـحَقصُ وَالـهِيَقُ ….. وَالهِجرِسُ وَالطِرفَسانُ وَالعَسطـوسُ*


    السبنتي: النمر.
    الحقص :شبل الأسد.
    الهيق : ذكر النعام.
    الهجرس :ولد الثعلب.
    الطرفسان: قطعة من الرمل.
    العسطوس: شجر تقطع منه العصي.

    *لُغَـــــةٌ تَنفُــــرُ المَســـــامِعُ مِنهـا ….. حـينَ تُـروى وَتَشمَئِزُّ النُفـــــوسُ*

    *وَقَبيــــحٌ أَن يُذكَرَ النـــافِرُ الوَحــ ….. ـشِيَ مِنهــــا وَيُتـــرَكَ المَــــأنوسُ*

    *أَيــنَ قَــــولـي هَــذا كَثيـبٌ قَـديـــــمٌ ….. وَمَقــالي عَقَـنـــقَـلٌ قَــــدمــوسُ*

    العَقَنْقَلُ: الكثيب العظيم المتداخل الرمل، والجمع عَقاقِل.
    القُدْموسٍُ: القديمُ، والمَلِكُ الضخمُ، والعظيمُ من الإِبِلِ
    ج: قَداميسُ.
    والقُدْمُوسَةُ من الصُّخورِ والنِّساءِ: الضَّخْمَةُ العظيمةُ.

    *لَم نَــجِـد شــــادِياً يُغَـنّي قِفا نَبــ ….. ـكِ عَلى الــــعودِ إِذ تُدارُ الـــكُؤوسُ*

    *لا وَلا مَن شَــــدا أَقيموا بَنـــي أُمَـ …. ـيَ إِذا ما أُديـــرَتِ الــــخَندَريــسُ*

    الخَنْدَريسُ: الخَمْرُ، مُشْتَقٌّ من الخَدْرَسَةِ، ولم تُفَسَّرْ، أو رُومِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ.
    وحِنْطَةٌ خَنْدَريسٌ: قَديمَةٌ.

    *أَتُراني إِن قُـــــلتُ لِلحِـــبِّ يا عِلـ ….. ـقٌ دَرى أَنَّهُ الــــعَزيـزُ النَـفيــــسُ*

    *أَو إِذا قُـــــلتُ لِلقِيـــامِ جُــــلوسٌ …. عَلِمَ النــــاسُ مــا يَكونُ الجُـــلوسُ*

    *خَلِّ لِلأَصمَـــعيِّ جَوبَ الفَيــافي ….. في نَشــــافٍ تَخِــــفُّ فيهِ الــرُؤوسُ*

    والنَّشْفةُ والنِّشْفةُ: الحجر الذي يُتَدَلَّك به، سمي بذلك لانْتِشافه الوسخ في الحمّامات، والجمع نِشَفٌ ونِشافٌ،

    *وَسُــــؤالَ الأَعرابِ عَن ضَيعَــةِ اللَفـ ….. ـظِ إِذا أُشـكِلَت عَليهِ الأُســوسُ*

    السُّوْسُ -بالضم-: الطبيعة، يقال: الفصاحة من سُوْسِهِ: أي من طَبْعِه. والسُّوْسُ: الأصل،

    *دَرَسَـــت تِلكُمُ اللُغــاتُ وَأَمســى ….. مَذهَبُ النـــاسِ ما يَقــولُ الرَئـــيسُ*

    *إِنَّمــــا هَــــذِهِ الـقُلـــوبُ حَــــديـدٌ ….. وَلَـــذيذُ الأَلـــفـــــاظِ مِغنـــــاطيـسُ*

Comments are closed.