هذه ليست دعوى لخراب البيوت ” العمرانة ” وإنما هذه شعارات مواقع الطلاق الإلكترونية الجديدة التي تزعم تثقيف المرأة بحقوقها وحمايتها من “البعبع” أقصد زوجها !
الخلع فوراً
======
الأمر بسيط للغاية فبعد أول مشادة أو شجار بين الزوج وزوجته ، أو قبل أن تحاول إصلاح طباعه والتأقلم معها، تجد يد العون ممدوة لها من قبل تلك المواقع لهدم البيت بسرعة ، فما علي الزوجة سوي أن تبث شكواها عبر هذا الموقع ليتطوع أصحابه علي الفور بتقديم خدماتهم لها بتوفير المحامين الذين يرفعون قضايا الطلاق أو الخلع بعد أن تكون الزوجة قد اقتنعت تماماً من خلال نصائحهم بأن الحياة مع زوجها لن تجلب لها سوي التعاسة والألم.
فحسب مجلة حريتي، يوجد علي الإنترنت الآن أكثر من 29 موقعاً تساهم بقدر كبير حسب عدد من المراقبين الاجتماعيين في هدم الأسر المصرية.
وتهدف تلك المواقع الموجودة حالياً كما تزعم إلي التبصير بحقوق المرأة، ولكن الكثير من المراقبين أوضحوا أن مهمتها في الحقيقة دق أسافين الفرقة بين الزوجات والأزواج، خصوصاً أن معظمها يساعد النساء الشاكيات إلي رفع قضايا الطلاق أو الخلع أمام المحاكم المختصة وبالتالي سوف تزيد هذه المواقع من نسبة الطلاق في المجتمع المصري تحت مسمي النهوض بحق المرأة.
متخصصو خراب البيوت
==============
يقول محمود نافع في مقالته بصحيفة الجمهورية : الحكاية بدأت بـ “طلاق أون لاين” و”تحرير المرأة من قبضة الرجل.. دوت كوم” فكانا مثل الشبكة التي اصطادت عددا كبيرا من النساء دخلن بأقدامهن إلي وكر كراهية الرجال والسعي بشتي السبل إلي تطليق الزوجات منهم.
الموقعان حشدا كل ما يمكن توظيفه من محاميات وخبيرات متخصصات في استقبال شكاوي الزوجات وفتح نوافذ بمواقع وصدور من فيه حتى يفضفضن بكل ما في نفوسهن من غليان ويبحن بكل ما في جرابهن من أسرار، مع تقديم كامل الوعود إليهن بأن المتخصصات في هذا الموقع من محاميات، وخبيرات سوف يبذلن كل جهد من أجل طلاقهن مع “نتف ريش” الأزواج ودق أعناقهم وقصم ظهورهم حتى يقع اليمين بسلاسة ولطف ودون مشقة.
ولأن النساء توافدن وتهافتن علي هذين الموقعين كان لابد من أن تروج الفكرة الرابحة ويفكر آخرون في إنشاء مواقع أخري جديدة تزين الطلاق في عيون النساء دون أدني تفكير في مصير المرأة المطلقة أو مصير “أرطة الأولاد” الذين يجرون في ذيلها.
نساء أون لاين
========
ضمن الـ 29 موقع الخاصة بخراب البيوت يأتي “نساء أون لاين” الذي يقوم بمهمة تعريف الزوجة بحقوقها حال طلاقها، وقد ساهم هو الآخر في تلقي ما يزيد علي 12 ألف شكوي من الزوجات تطوع المحامون لرفع دعاوي طلاق أمام المحاكم ل 35% منهن بخلاف موقع “المرأة المصرية” الذي تولي رفع أكثر من 6500 دعوى خلع لسيدات مصريات طلبن الخلع من أزواجهن عبر هذا الموقع وعلي سبيل المثال فقد شكت إحدى السيدات بأنها تعرضت للإيذاء البدني من زوجها وبالتالي بدلاً من الصلح بينهما، اتخذ الموقع تلك الشكوى كسبب لطلبها الخلع منه، بالإضافة إلي النصائح التي تقدمها هذه المواقع إذا تعرضت الزوجة لاعتداءات بدنية أو جنسية أو مماطلة في الحصول علي حقوقهن، فما هو رأي خبراء الاتصال والاجتماع في هذه المواقع؟!
هدم استقرار العائلات
=============
يؤكد الدكتور شريف درويش- أستاذ الاتصالات بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن
هذه المواقع الخاصة بالمطلقات ليست مواقع رسمية ولا من مصلحتها الحفاظ علي العلاقات الزوجية ولا شك أن تعاملها يأتي مع الطبقة المتوسطة أو الراقية، لأن الطبقات الفقيرة ليس لها تعامل مع شبكة النت.
ويتابع : وإذا كانت تلك المواقع تدعي أنها تقوم بمهمة التبصير بحقوق المرأة إلا أنها في الحقيقة تمثل دورا سلبيا في المجتمع فهي تساعد المرأة علي رفع قضايا الطلاق والخلع علي الأزواج، وهدم الأسر المصرية بدلاً من أن تقوم بمهمة التوفيق بين الزوجين عن طريق الاتصال بالزوج وليكن علي موقعه علي “الإيميل” أو الاتصال به تليفونياً.
المطلقات في حاجة للحماية
===============
ويفيد أيضاً الدكتور شريف درويش، بأن المطلقات فئة اجتماعية تعاني من بعض السلبيات داخل مجتمعنا ، فلا مانع من وجود مواقع لحماية المرأة المطلقة وبالتالي وجود مواقع لحماية المطلقات وتقديم خدمات مختلفة لهن مثل مساعدتهن في التأقلم علي الوضع الجديد من حيث كونها وحيدة بدون رجل في حياتها، أو من الممكن مساعدتها في التعرف علي شخص جديد أو العودة مرة أخري إلي زوجها، فالمفترض أن تقوم هذه المواقع بدفع عملية استقلالية المرأة بشكل أكبر في المجتمع العربي ككل، لأن المرأة لم تأخذ حقها كاملاً بالرغم من وجود المجلس القومي للمرأة وجمعيات حماية المرأة التي ينصب اهتمامها فقط علي المرأة داخل العاصمة، أما المرأة في الريف والقرى فلا يوجد أدني اهتمام بها.
من المنطقي أن تطوع المحامين علي هذه المواقع للدفاع عن المرأة ليس صحيحاً علي الإطلاق، فلا يوجد محام يقبل الدفاع عن امرأة قادرة مادياً مجاناً، ولا شك أن من يرتدون هذه المواقع من الطبقة الراقية والمتوسطة وليس الفقراء كما قلنا.. ولكنهم يدعون تقديم هذه الخدمة حتي تقبل النساء عليهم ثم بعد ذلك يطالبونهن بالأتعاب.
التوعية مطلوبة .. ولكن
=============
تضيف الدكتورة زينب عفيفي- أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية- وعضو المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إذا كانت هذه المواقع بالفعل تلجأ إلي الاهتمام بشئون المرأة وتهتم بتوصيل المعلومات إليها عن طريق شبكة الإنترنت فلا مانع من ذلك، فهذا يعتبر شيئاً عصرياً ومتطوراً يقدم المعلومات للناس بأسلوب أكثر راحة ويسراً كما أن تجنب مشاعر الإحراج لمن يطلب المعلومة ومنها يمكن أن تتعرف المرأة علي ما تلها وما عليها عند الطلاق أو الخلع فهذه المواقع المعلوماتية لها دور كبير في رفع الوعي لدي الناس، ولا شك أن الرجال يقرأونها أيضا ويتعرضون من خلالها علي حقوقهم وما قد يواجهونه في حالات الطلاق.
أما أن هذه المواقع تزيد علي أكثر من 29 موقعاً فهذا ما يدفعنا للتأكد من عددها الحقيقي وما تحمله من هوية، لأنه من الممكن أن تكون مواقع غير رسمية فنحن أصبحنا في مجتمع مفتوح لا توجد به قيود، ففي الخارج هناك احترام وقيود علي شبكة الإنترنت علي عكس ما نلمسه في مصر، فمن الممكن أن تكون هذه المواقع مغرضة ومتعصبة ضد السيدات والهدف منها فقط تشويه صورة المجالس والجمعيات التي تدافع عن حقوق المرأة.
معلومات مغلوطة
يرى الدكتور فكري عبدالعزيز- استشاري علم النفس، أن حالة كل سيدة لابد أن يكون لها ظروفها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية المرتبطة بذاتها والمختلفة عن غيرها، ومن خلال تلاقي الحالة مع الاخصائي النفسي أو الاجتماعي يسهل تعبيرها عن ذاتها بكل وضوح وشفافية.
أما التعبير عن شكواها وظروفها عبر وسائل الاتصال فهذا يؤدي في الغالب إلي عدم المصارحة واكتساب المعلومات عن الشخصية بطريقة غير سليمة مما يساهم في تكوين فكرة خاطئة عنها خاصة أن بعض الحالات قد تحمل شكواها ظروفا وسلوكيات غير سوية.
وبناء علي هذا، فإن هذه المواقع التي تخص الذات الانسانية والعلاقات الأسرية لا تحقق الرغبة الكاملة في التعرف علي الحقيقة وتقوم بسرد روايات وحكايات وتعطي نسباً وإحصائيات لا تمثل في الغالب حقيقة الواقع، لذا فإنه من المناسب أن تكتفي هذه المواقع بإعطاء المعلومات المتاحة حول حقوق المرأة عند طلب الطلاق أو الخلع بدلا من سماع شكوي السيدات وتقديم الحلول لمشاكلهن دون الوقوف علي حقيقة ظروفهن الاجتماعية والنفسية.
في النهاية عزيزتي حواء نريد أن نؤكد لكِ أن هناك فارقاً التعرف على الحقوق وبين هدم المنزل ، فالطلاق ليس كلمة سهلة ، وقبل أن تفكري في حريتك، فغكري في نفسية أطفالك بعد الطلاق .
لا حول ولا قوة الا بالله
لعنة الله عليهم
هم اعوان ابليس وافضل اعوانه من يفرق بين المرء وزوجه… قاتلهم الله
كان الله في العون نبغي نحد من نسبة الطلاق وغيرنا يزيدها
الله يلعنهم لعنة