حصاد 2007 وتوقعات 2008
حلت أسواق الأسهم الإماراتية في المرتبة الثانية بعد سوق مسقط بين بورصات الخليج من حيث نسب النمو التي حققتها في العام 2007 حيث ارتفع مؤشرها العام بنسبة 49.2% مقارنة مع خسائر فادحة في العام 2006 بنسبة 41% , وجاء الارتفاع محصلة صعود مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 51% ودبي 43.7%.
هذا الارتداد القوي لم يتحقق سوى في الربع الأخير من العام 2007 حيث صعد المؤشر بنسبة 38.5% بواقع 25 % في شهر أكتوبر و3.5% في نوفمبر و10 % في الشهر الأخير من العام ( ديسمبر ) أي أن 78.2% من نسبة الصعود تحققت في 3 شهور فقط من العام .
المكاسب الكبرى في الربع الأخير
طيلة النصف الأول من العام كانت الأسواق لا تزال تعاني تداعيات موجة التصحيح الحادة التي استمرّت العام 2006 بأكمله حيث هبط المؤشر في الربع الأول بنسبة 5.2% , وبدأت الأسواق في الربع الثاني خصوصاً في شهري أبريل ومايو تعرف طريق التعافي حيث ارتفع المؤشر بنسبة 18.4% .
غير أن تعجل المستثمرين الذين تكبدوا خسائر فادحة على مدى أكثر من عام على إسترداد جانب من خسائرهم عن طريق القيام بعمليات بيع مكثفة عند مستويات سريعة جيدة إلى جانب الخوف من عودة الأسواق مجدداً إلى الهبوط، أدى إلى تراجع المؤشر في الربع الثالث وإن جاء بنسبة طفيفة بلغت 1.6% .
وجاءت الإنطلاقة الكبرى التي أعادت ذكرى أيام الطفرة التي عاشتها الأسواق عامي 2004 و2005 حيث سجل شهر أكتوبر أكبر إرتفاع لم يتحقق حتى في أيام الطفرة وهو ما شجع شريحة كبيرة من المتعاملين ظلت مترددة في العودة مجدداً للسوق على سرعة الدخول قبل فوات الأوان .
وقفات
وقفات ينبغي الوقوف عندها في أداء الأسواق الإماراتية طيلة العام 2007 والتي يمكن من خلال دراستها معرفة إتجاهات الأسواق في العام 2008 خصوصاً وأن العديد من التقارير المالية الإقليمية والدولية تشير إلى أن عام 2008 سوف يعيد ذكرى عامي 2004 و2005 :_
• الوقفة الأولى …سجلت أحجام التداولات إرتفاعاً في العام 2007 بنسبة 32.6% إلى 554.3 مليار درهم مقارنة مع تداولات 2006 البالغة 418 مليار درهم رغم خروج شريحة كبيرة من المستثمرين من الأسواق بسبب الخسائر التي تكبدوها في العام 2006 وحتى النصف الأول من العام 2007.
• الوقفة الثانية، من بين 85 شركة سجلت إرتفاعاً في العام 2007 حققت أسعار 10 شركات إرتفاعاً تجاوز الـ 100% وهى سوق دبي المالي 520% صروح العقارية 282% الدار العقارية 208.6% الإمارات لقيادة السيارات 205.4% ديار 192% الواحة 171.4% الفردوس 168% أركان 117.1% الاتحاد العقارية 112.8% أرابتك 102.3% , وكافة هذه الأسهم بإستثناء سهم أركان تقع ضمن أسهم قطاع الخدمات .
• الوقفة الثالثة، أن غالبية الشركات الأجنبية المسجلة في أسواق الامارات خصوصاً الشركات الكويتية سجلت إنخفاضاً في أسعارها بسبب ضعف التداول عليها ومنها بيان للاستثمار -9.5% والمشروعات الكبرى – 31.9% أجيليتي – 11.1% الوطنية العقارية -20.9%المجموعة الدولية للاستثمار -17.5% إتصالات فلسطين -17.2%.
• الوقفة الرابعة، استحوذت الشركات حديثة التأسيس التي أدرجت غالبيتها في النصف الثاني من العام على تعاملات نشطة وارتفعت أسعارها بأكثر من 200% كما في أسهم ديار والعربية للطيران، ( أُدرج الأول في سبتمبر والثاني في يوليو ) وسهم دبي المالي ( أُدرج في فبراير ) وأصبحت هذه الأسهم من بين أسهم المضاربات .
• الوقفة الخامسة، استحوذت 4 أسهم فقط من بين 109 أسهم جرى تداولها في العام 2007 على 38.3% من إجمالي قيمة تداولات السوق حيث بلغت قيمة تعاملاتها مجتمعة 212.6 مليار درهم وهى أسهم إعمار، سوق دبي المالي، ديار، الدار العقارية وهو ما يعكس تركز إهتمامات المتعاملين على هذه الأسهم .
• الوقفة السادسة، استقطبت الأسواق إستثمارات أجنبية بأكثر من ثلث إجمالي تداولات الأسواق حيث بلغت قيمتها في سوق دبي 120 مليار درهم للمشتريات و108.2 مليار درهم للمبيعات وهو ما يشير إلى جاذبية الأسواق الإماراتية للإستثمار الأجنبي .
• الوقفة السابعة، يُلحظ أن إستثمارات الجنسيات الأجنبية غير الخليجية والعربية سجلت إرتفاعاً غير مسبوق حيث بلغت قيمة مشترياتها 53.8 مليار درهم مقابل 20.8 للخليجيين و45.4 مليار درهم للعرب كما يلحظ أيضاً أن تعاملات المستثمرين البريطانيين جاءت أعلى من تداولات الخليجيين حيث بلغت قيمتها 32.5 مليار درهم .
عوامل وراء النمو القياسي
يحدد د. محمد عفيفي مدير قسم الأبحاث في شركة الفجر للأوراق المالية، مجموعة من العوامل وقفت وراء الإرتفاع القياسي للأسواق وتبرر هذه الوقفات وسيؤدي إستمرارها إلى تحقيق معدلات نمو قوية في العام 2008 .
أولى هذه العوامل أن مرحلة الهبوط التي مرت بها الأسواق عام 2006 أدت إلى إنخفاض المستويات السعرية للعديد من الأسهم بحيث أصبحت مستويات سعرية مغرية مقارنة بالأسواق الأخرى وأدى ذلك إلى إنخفاض مكررات الربحية والمكررات الدفترية للعديد من الأوراق .
العامل الثاني وراء النمو القوي الذي تحقق، أن نتائج الشركات المدرجة التي تحققت حتى الشهور التسعة من العام لفتت إنتباه العديد من المستثمرين المؤسساتيين الأجانب إلى جدوى الإستثمار في الأسواق الإماراتية الأمر الذي أدى إلى دخول سيولة أجنبية ضخمة .
العامل الثالث شجعت التقارير التي صدرت عن مؤسسات مالية دولية ذات سمعة معروفة عالمياً عن جاذبية الأسواق الإماراتية المسثتمرين وشركات الوساطة على العودة لإستخدام الحسابات المكشوفة والتي لعبت دوراً إيجابياً في إرتفاع أحجام التداولات وإن إحتاجت إلى تشريع للحد منها بسبب المخاطر المصاحبة لها .
توقعات 2008
الآن ..وبعد أن طوى العام 2007 ملف خسائر العام 2006 وعودة الثقة إلى الأسواق أصبح السؤال الذي يشغل إهتمامات المستثمرين خصوصاً مع بدء إعلان الشركات عن نتائجها المالية : هل سيكون عام 2008 حقاً أكثر نمواً من العام الماضي؟ هل انتهت بالفعل موجات التصحيح المزمنة التي عانت منها الأسواق طويلاً ؟ هل ستكون السوق الإماراتية المستفيد الأكبر كما يقال من السوق الخليجية المشتركة ؟
تعاملات أول يومين تداول من العام الجديد 2008 ( الأربعاء والخميس ) تشير إلى أن الأسواق ستشهد بالفعل أداءاً لن يقل عن العام 2007 وربما يفوقه بمراحل مع تمديد ساعات التداول ساعة إضافية حيث ارتفع مؤشر سوق دبي في يومين 2.6% وأبوظبي 2.5% .
وتشير النتائج التي كشفت عنها بعض الشركات إلى أن أرباح الشركات عن العام 2007 سوف تفوق التوقعات وهو ما سينعكس على أسعارها وعلى الأسواق ككل حيث ارتفعت أرباح شركة أملاك 120% وبنك أم القيوين 279% ودبي المالي 40% وتبريد أكثر من 30% .
كما تزداد التوقعات بأن فتح المجال أمام الخليجيين بالتعامل بدون قيد أو شرط على كافة الأسهم الإماراتية طبقاً لقواعد السوق الخليجية المشتركة التي بدأ العمل بها مطلع العام سوف يزيد من حجم السيولة الخليجية المتدفقة على الأسواق خصوصاً من جانب السعوديين الأمر الذي سيساهم في زيادة حجم النشاط وبالتالي حدوث قفزات سعرية كبيرة , وإن حذر البعض من مضاربات من جانب الخليجيين على أسهم معينة .
ثمة عامل آخر يزيد من توقعات نشاط 2008 يتمثل في إستمرار تدفق الاستثمار الأجنبي المؤسساتي مع زيادة عدد صناديق الاستثمار التي أسستها مؤسسات مالية معروفة للاستثمار في السوق الإماراتية مثل دويتشه بنك , أتش أس بي سي , ستاندرد تشارتر .
جزاك الله خير أخوي على نقل الخبر
بارك الله فيك