السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مرت الشهور السابقة على المستثمرين في أسواق المال كأسوأ ما يكون: فمن ازمة رهن عقاري الى افلاس مؤسسات مالية ضخمة فنزول حاد للبترول و اعلان بعض بنوكنا المحلية عن خسائر جراء استثماراتها الخارجية و من ثم التصحيح العقاري المنتظر و الذي يبدو انه يلقي بظلاله على شركاتنا العقارية و من ثم ترقب نتائج انتخابات الرئيس الأمريكي كلها أخبار و أحداث ساهمت و بشكل قاطع في تشويش الرؤيا و بث روح التشاؤم في نفوس حتى أكبر المتفائلين. و ماذا بعد؟!
هل الأسوء فعلا لم يأت بعد و هل هناك اعصار قادم بعد كل هذه الزلازل ليقضي على ما تبقى من بصيص أمل؟!
الواقع اخواني الكرام أن كل ما تقدم من احداث و محن لم يولد عندنا و يضربنا نحن بشكل رئيسي انما أصابتنا توابعه فقط و الأزمة و ان كانت عالمية الا ان تأثيرها ليس متساويا على كل الاقتصاديات فليس من اصابه الزلزال بمثل من اصابته توابعه!!!!
و هنا أقتبس من مقال للكاتب نبيل المبارك اذ يقول : (أما نحن في الوطن العربي الكبير، فالصورة مختلفة تماماً. نحن لا نعيش أزمة مال وإنما أزمات من نوع مختلف. هل يمكن تلخيص تلك الأزمات؟ نعم إنها أزمة في الرؤوس التي تفكر وتدير وتطور وتزاحم الأمم الأخرى في الإنجاز! إنها أزمة أن تكون متضرراً من رياح لم تنشأ عندك، وتكون أنت أكثر تضرراً رغم أنه كان بالإمكان أحسن مما كان. إنها أزمة في إدارة الثروات وتسجيل الحضور الحقيقي على الأصعدة كافة.
بل حتى في عناوين الأخبار التي تتعامل مع الأزمة، لديها أزمة!!! وللتدليل على ذلك عندما تبحث في “جوجل باللغة” العربية تحت عنوان “الأزمة المالية العالمية” تجد نحو 4.2 مليون موضوع حول تلك الأزمة، وعندما تبحث باللغة الإنجليزية نجد أكثر من 30 مليون موضوع تتحدث عن الأزمة!)
فهل اليأس و التشاؤم المبالغ فيه هما من يقوداننا في هذه الفترة؟ هل نجعل مشاعرنا تقودنا أم نسيطر عليها بالفكر المنطقي و المدروس؟
هل نحن فعلا في أزمة أم أن الأزمة داخلنا؟
ليسأل كل منا نفسه هذه الأسئلة و عندما يعرف الاجابة عليه اتخاذ القرار، اما بالبقاء أو بالانسحاب.
و الله من وراء القصد
أخوكم Moto
كلامك 100%