الحرية في معناها الحقيقي تكون التحرر من قيود قد تكون ملموسة أو قيود نفسية يصنعها المجتمع أو الشخص نفسه, ولكن مفهوم الحرية الذي نراه هذه الأيام يجعلنا نغير مفهوم الحرية إلى التحرر من قيود إلى قيود أخرى.
فلننظر إلى حرية الرأي التي وجدت حديثا والتي أعطت الحق للبعض للتعدي على الذات الإلهية وكان القوانين التي سنها الله على عباده أصبحت موضوعا لانتقاداتهم ورفضهم وتغييرها لما يناسبهم وهم بذلك قد تحرروا من القيود الدينية ووضعوا أنفسهم في قيود جهنم والعياذ بالله وأصبحوا الرويبضة الذي تحدث عنهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم -.
ومثال آخر للحرية , حرية الصحافة وحرية الإعلام التي ألقت بنا في وحل الإعلام القبيح لنكون فريسة لمطامع الاستثماريين الذين همهم الأول والأخير هو المال وهو فوق كل اعتبار , وكم اجبروا فتاة على التعري لزيادة مكاسبهم المادية ويلعبون بعقول الفنانين بمبدأ حرية التعبير وإيصال الفكرة إلى الجمهور , وانظروا للمغنيات التي كل ما زادت الحرية ؛ قلت الملابس التي على جسمهم وزاد عدد المشاهدين والمعجبين , والممثلة منى زكي التي تخلت عن السينما النظيفة بل أنكرتها لتمثل في فيلم كبير كأول بطولة مطلقة لها وان لم أكن مخطئا فقد حدث هذا بعد الضغوطات من منتجي الفيلم ، وكان اكبر ثمن لهذه الحرية المشاكل التي حصلت بينها وبين زوجها التي تداولها الناس بعد صدور الفيلم وحدث شرخ في علاقة جميلة يشهد عليها جميع من في الوسط الفني المصري.
ومثال لهذه الحرية الزائفة في مجتمعنا نحن بالذات ، موضوع تحرر المرأة الشائك الذي يدور هذه الأيام بشكل لافت وكأنها كانت في سجن عتيد واليوم استطاعت أن تخرج منه بفضل التطور , ولقد لمست هذا الشيء من خلال المقالات والعناوين في الصحف مثل: أول امرأة (طيار) , أول امرأة (مأذون) , أول امرأة (نجار)!!! وكمثال صغير على عدم التوازن في هذه الحرية (التوازن الطبيعي الذي جعل المرأة في البيت والرجل في العمل) ؛ المرأة عند العمل (لصنع الذات وليس للحاجة فلكل ظروف الله يعلمها) تحمل على عاتقيها مسؤولية وواجبات من العمل ثقيلة , وتنسى أن هذه الواجبات ستكون على حساب صحتها, وكمثال : الحمل كأي امرأة طبيعية في الوجود (والحمد لله أنها لا تستطيع أن ترمي بهذه المسؤولية أيضا على الخادمة) , وكحل لهذه المعضلة وهي الحمل فعليها أن تأخر الزواج أو (تحمل وتعمل) , وهيهات بين الأمس فقد كان الزوج عند سماع الخبر بالحمل يقول لزوجته لا تتحركي من مكانك ولا تحملي شيئا , وبين الحاضر اليوم الذي اكثر ما يفعله الزوج هو ان يطبطب على ظهر زوجته ويمدح فروسيتها في تحمل عبء الحمل والعمل وفي أكثر من قصة وقصة كان النهاية سقوط الطفل بسبب الإرهاق أو سلم العمل المرهق. وقد يكون ثمن هذه الحرية أيضا الحرمان من الزواج ولن أتكلم عن حلم الزواج والفستان الأبيض بالنسبة للمرأة لأنها اعلم بذلك. وقد تكون بعض الأعمال تتطلب من المرأة الخشونة وخاصة التي تتطلب جهدا بدنيا (وفي هذه بالذات لم افهم ماذا تريد المرأة أن تثبته للعالم) وقد تصبح من هذه المهنة خشنة وفقدت ميزة جميلة فيها وهي النعومة.
وفي النهاية ليست هناك حرية بمعناها السائد هذه الأيام ، فهذه تدعوك إلى حرية من عبودية الله ، وليست هناك حرية سوى الحرية التي منحها الله لعباده وهناك سبب قوي فربنا لا يريد تقييدنا وإنما حمايتنا من أنفسنا الأمارة بالسوء ، ولكي لا تنقلب موازيين الحياة وتتحول الحياة إلى كارثة حقيقة بمسمى الحرية.
شكرا على الرد اخي العزيز
أحسنت
بارك الله فيك
شكرا اختي على هذا الرد الجميل
شكرا اختي على هذا الرج الجميل
لا فض فوك أخي باسويد …
فعلا هذا ما حققته الحرية للمرأه
قد تصبح من هذه المهنة خشنة وفقدت ميزة جميلة فيها وهي النعومة.