بسم الله الرحمن الرحيم
سيرتنا اليوم سيرة عطرة جدا ، عطرها فواح و ذكرها يطيب لي أن أنقله إليكم ، يسر
السامعين تشنيف الآذان لمثلها ، قصة ليست ضربا من الخيال و لم أتعب تفكيري في
نسج خيوطها حتى أوصلها إليكم بصورة طيبة ، بل أنقلها إليكم كما هي كما سمعتها
تماما من أخ لي وفقنا الله و إياه لكل خير.
قال لي أخي : كنت في فترة من الفترات قبل ما يزيد عن خمس سنوات أعمال في التجارة
إليكترونيا . كنت أجلب مستلزمات و طلبات المستهلكين التي يحتاجونها من شتى بقاع العالم
عن طريق تعاملي المباشر مع الشركات الأم المصنعة للمنتجات المختلفة ، و كان من بين زبائني
فتاة يظهر عليها العلم و الطيبة و الذكاء و الفطنة .
كانت مرة معي مثل غيرها من زبائني على ( المسنجر ) يسألون و يستفسرون عن طلباتهم ، فكان
من الحديث الذي قالته لي و أخبرتني به قولها :
أول استخدامي للإنترنت كان عن طريق اشتراكي في إحدى المنتديات قبل أربع سنوات .
دخلت المنتدى داعية و كنت أكتب مواضيع نصح و إرشاد في مواضيع عدة ، و كنت نشيطة جدا في
الدعوة كما هم بعض الأعضاء الآخرين ، كان من بين أولئك الأعضاء عضو يظهر
عليه النشاط الغير عادي في الدعوة و كان من أنشطنا فيها ، استمرينا جميعا نتعاون على الخير
في الإرشاد و نفيد بعضنا في طرق الدعوة و تنويعها يوما عن يوم ، استمرينا على هذا الحال أكثر من سنة ،
حتى جاء ذلك اليوم الذي أرسل لي فيه ذلك الرجل النشيط في الدعوة رسالة خاصة يقول فيها :
أراكِ من أنشط الفتيات في المنتدى في الدعوة كما أرى أيضا سمو أخلاقك و حسن تربيتك
فيما تكتبين و إني أنوي الزواج بكِ فهل أستمر في سلوك أسباب نيله أم أبعد هذه الفكرة تماما عني ؟
ما إنِ استقبلت رسالته مع ما أرى فيه من النشاط في الإصلاح إلا و قلت في نفسي :
لا يمكن أن يكون رجل داعية إلى الخير و يطلب طلبا سريعا كهذا إلا و يكون صادقا إن شاء الله.
من جهتي لم أكن أستهجن أو أكره فكرة الزواج عن طريق الإنترنت و أقول :
ربما تزوج اثنان بهذه الطريقة و كانا أسعد ممن تزوج بطريقة تقليدية ، و الذي جعلني لا أنكر هذا
الأسلوب منه رؤيتي الخير منه فيما يكتب، كما أن علمي المسبق بأن والدي ممن قد يوافق على طريقة
كهذه للزواج جعلني أرد عليه قائلة :
أنت كمثلك ممن يتقدم لي للزواج مني و يأتي إلى بيتنا فأت إلى بيت أبي واسلك طريق أمثالك من الشباب ،
ثم هناك يقضي الله أمرا كان في الكتاب مسطورا . إن تأكدت من عزمك فدونك هاتف أبي إن أردت
لكن بعد أن أبلغه إن شاء الله بأمرك حتى يتهيأ لاستقبالك.
هيأت أبي للأمر و رأيت ألا مانع عنده في ذلك كما أني استأذنته في اعطاء رقمه إلى ذلك الرجل كي
يهاتفه. الوالد اقترح أن يحصل على رقم الشاب و هو من يكلمه و ينسق معه لاستقباله ، طلبت من الشاب
الرقم فأعطانيه ثم اتصل عليه والدي و نسق معه و حددا موعدا لمجيئه رسميا لخطبتي.
حددا موعدا معا و فعلا أتى إلى بيتنا ذاك الشاب ، أتى الشاب و معه رجل آخر وقال :
هذا خالي ، والدي متوفيان رحمهما الله ، رحب بهما الوالد و أكرمهما و تحدثا شيئا من الوقت.
قال الشاب : ما رأيك يا فلان أن أراها و تراني اليوم رؤية شرعية ؟
قال والدي : ما عندي أي مانع ، و لكن سأدخل و أقول لها ذلك .
أتاني والدي و أخبرني بما أراده الشاب فقلت لوالدي: و الله يا والدي لعلنا نؤجل الرؤية الشرعية
إلى وقت آخر ، لست متهيأة و لست مرتاحة لأمر هذه الخطوبة إن أردتني أن أكون صادقة معك.
والدي سامحه الله فهم ردي هذا مني أنه حياء مني ، و رأى من الشاب أيضا لباقة و هدوءا و حسن خلق
و رغبة قوية في أن يراني فجعل الشاب يراني في فناء المنزل من دون أن أشعر .
رآني الشاب ثم انصرف ، أتاني والدي و أخبرني أن الخاطب سيحدد موعدا آخر معي حتى يجلس إليك
و ترينه و يراك إن شاء الله.
لم يخبرني أبي و لا ذلك الشاب أنه قد رآني من دون أن أشعر ، عاد الشاب إلى المنتدى و بقي على
نشاطه الأول في النصح و الإرشاد و أنا استمريت كذلك ، لكن الرسائل الخاصة بيننا أصبحت أكثر يوما عن
يوم ، بعضها فيما يخص المواضيع و البعض يخص أسئلة تتعلق بزيادة معرفة كل و احد منا بالآخر قبل الإقدام
على أمر الملكة ، استمرينا شهورا على هذا الحال ، بعد أشهر قال: إنه سيأتي إلينا ليعقد علي فقلت
له: اتصل على والدي و نسق معه هذا الأمر ، اتصل فعلا و حددا الموعد بعد شهر من تاريخ مكالمته
مع والدي ، خلال هذا الشهر الذي ححد المجيء بعده إلينا طلب مني في المنتدى أن أرسل له رقم
جوالي ، قال: إنه يريد أن يتعرف علي أكثر خلال هذه الفترة حتى موعد العقد ، رفضت بشده
لكنه كان يلح في الطلب أكثر فأكثر حتى قلت له : يا فلان ، لا يمكن أن تنال مني رقم هاتفي حتى
تعقد علي إن شاء الله ، فكان يقول : أو بعد كلما فعلت لم تتأكدي من إصراري على الزواج بك ؟
قلت: و لو كان منك ما كان ، لا أرى أنني مصيبة على إعطائك الرقم حتى تعقد علي ، كان إصراره
يزيد حتى قلت في نفسي : سأخبر والدي بهذا و أرى رأيه في ذلك .
قال لي والدي : ليس هناك مشكلة إن كان غرضه أن يتعرف إليك أكثر في حدود المعقول قبل أن
يتقدم إلى خطبتك يا ابنتي ، أعطيت الشاب الرقم فعلا و بدأت الإتصالات بيننا في حدود التعرف
على شخصيتينا فقط و لا أكثر من ذلك .
بقي على موعد الملكة ثلاثة أيام ، اتصل الشاب بأبي و قال :
خالي الذي أتى معي يوم الخطبة مات في حادث سيارة في المنطقة الفلانية ، لعلنا نؤجل
الملكة إلى وقت آخر حتى يخف عنا ما ألم بنا ، ترحمنا على خاله ، واتصل الشاب على
والدي و قال: لعلنا نجعل الموعد بعد شهر من الآن في التاريخ كذا و كذا ، وافقه والدي و مضينا
ننتظر ذلك اليوم ، خلال فترة الإنتظار كان يتصل بي و أتصل به ، كان هناك أيضا من يضايقني
من الشباب على هاتفي بصورة غير اعتيادية ، كل يوم رقم جديد و أرد عليهم و لا أحد يجيب ، قلت
في نفسي : هؤلاء هم الشباب هذه الأيام ، يريدون أن ينالوا من الفتيات ما ينالون ، سألني ذلك الشاب
يوما خلال ذلك الشهر : هل يضايقك أحد من الشباب على الهاتف ؟
فقلت له : لا ، لأنني لا أريد أن يجعله يهتم بالأمر و لم يكن زوجي بعد .
فقال : إذا ضايقك أحد مستقبلا فأخبريني .
استمرت مضايقات الشباب كثيرا لكني أيضا لم أشأ أن أخبره بشيء لنفس السبب الذي ذكرته .
خلال فترة انتظار الملكة ، أنا أشتري أشياء أجهز نفسي بها ، والدي ووالدتي اشتريا
أشياء أخرى ، عماتي خالاتي و كل عزيز عندي شاركني فرحتي التي لم تتم بعد .
غرفتي كانت مليئة بكل شيء ، هذا فستان العرس هناك و تلك البلايز و التنانير هناك و تلك العطور
في ذلك الركن و تلك الهدايا على الطاولة هناك ، أنتظر و أهلي بفارغ الصبر اليوم الذي يحل علي فيه
فارس أحلامي في بيتي.
بقي على موعد الملكة يومان ، كان الوقت ليلا و أردت تصفح المنتدى و قسم الرسائل الخاصة .
دخلت قسم الرسائل الخاصة و رأيت رسالة منه ، فرحت كثيرا لوجودها قبل أن أقرأها ،
فتحتها فوجدت فيها منه ما قال :
بقي على موعد الملكة يومان ، لكنني لن آتي ، لن آتي في ذلك الموعد و لن آتي أبدا ،
كنت أظن أني سأحصل منك على شيء و لم أقدر .
الشباب الذين كانوا يضايقونك في الهاتف هم أصدقائي ، كنت أظن أنهم سيقدرون على ما لم أقدر على
الحصول عليه منك ، الشخص الذي أتى معي إلى الخطبة لم يكن خالي بل كان أحد أصدقائي ، و لم يمت
أحد من أهلي أبدا ، كما أني قد رأيتك ذلك اليوم من حيث لا تشعرين و كنت فعلا جميلة ،
لكنك كنت ممتنعة و لم أستطع استدراجك أبدا ،
إلى اللقاء .
رأيت الرسالة و لم تصدق عيناي الذي قرأت ، رأيتها و وددت لو أني أموت ذلك الوقت ، أصابني
ألم شديد في رأسي ، صرخت صرخة قوية سمعها أهلي جميعهم و أتوا إلي و قد و جدوني
مرمية على الأرض و قد فقدت الوعي تماما .
ذهبوا بي إلى المستشفى فمكثت أتعالج فيه من هول الصدمة ثلاث سنوات ، ثلاثة أشهر على
السرير متواصلة لا أتحرك أبدا ، و سنتان و تسعة أشهر أراجع العيادات النفسية
حتى تعافيت تدريجيا و خرجت مما أنا فيه .
أعطيت جوالي إلى والدي ، و مكثت أدعوا على ذلك الشباب و على رفاقه ثلاث سنوات ،
في قيامي و قعودي و حركتي و سكوني و كثيرا في صلاتي ، بعد ثلاث سنوات أصبحت في
حال متحسنة كثيرا عن السابق فأردت من والدي أن يأتي لي برقم جوال جديد ، فما كان من
والدي إلا أن يصر على الرقم القديم و ألا أغيره ، كان يريد أن يبعث في نفسي الثقة و أن يخبرني
بطريقة غير مباشرة أنه يثق في و ألا يد لي فيما حصل بتاتا.
أخذت الرقم القديم ، و في أول يوم اتصل علي رقم لا أعرفه و رددت عليه ،
فإذا به ذلك الشاب ، لكن أول ما سمعت منه بكاؤه الذي جعلني لا أغلق الجوال بسرعة ،
و قال لي : اسمعي مني كلمتين ثم سأغلق الهاتف أنا و ليس أنت .
لي ثلاث سنوات أحاول الإتصال بك كي تسامحينني لكن هاتفك مغلق .
بعد أسبوع فقط من تاريخ آخر رسالة مني إليك صدمت بسيارتي سيارة أخرى فشللت شللا رباعيا .
و بعدها بفترة مات أحد الذين كانوا يضايقونك في حادث آخر .
و أحد الذين كانوا يضايقونك احترق محله التجاري و ضاع كل ما يملك و هو يتعالج في
مصحة نفسية .
أرجوك سامحيني ، لم أقل كلمة واحدة ، غلبتني دموعي و أغلقت الهاتف و أخرجت
الشريحة و قطعتها ، وقلت في نفسي ،
اللهم أني أشهدك أني قد سامحتهم فاعف عنهم ، اللهم اخلفني خيرا .
رسالة…..
ليعلم أي شاب يحاول أن يخترق أعراض الشريفات المؤمنات أن دعوة ستصيبه
تنكد عليه عيش ما بقي من حياته ، ستصيبه دعوة من الفتاة أو والديها أو المسلمين
و إن فلت من دعاء سيصيبه آخر و لا محاله .
تحياتي إلى : الشريفات الطاهرات .
تقبلوا مني هذا النقل
اخوكم
بوخليفة
اندمجت مع القصه
ونسيت انها طويله
تسلم بوخليفه
قصة جمييييييييييلة لأبعد الحدود ..
أول مرة أقرى موضوع طويل
مشكور عالقصه وإن شاء الله تكون عبره لمن أراد ان يعتبر
شكرا جزيلا يا بوخليفة على هذه القصه الجميله جدا
قصه ولا اروع
اخيرا حد نصحكم يالشباب
دوم النصايح والعبر تكون للبنات وانتو يالشباب مساكين ما حد ينصحكم بل الوم دايما يكون للبنات وهن الي المسبب للمشاكل دائما
مشكور اخوي على القصه وياليت كل بنت وكل شاب يعتبر منها