بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:

الإخوة الأعزاء

حان الوقت لنتعلم معا بعض القواعد الأساسية والبسيطة التي يمكن استخدامها في التحليل الفني للسهم. وأنا هنا لا أدعي علما, ولا أود أن يكون الأمر الأمر مقتصرا علي, بل أدعوا خبراء التحليل الفني للمشاركة في إثراء هذا الحوار لكي تعم الفائدة الجميع.

الهدف من طرح هذا الموضوع أن نشرح بصورة مبسطة أساليب واضحة وبسيطة يمكن للجميع أن يستخدمها في تحديد أفضل نقاط الدخول والخروج من السهم. ثم يستطيع بعد ذلك من أراد الاستزادة من هذا العلم الهام مواصلة تحصيله العلمي من خلال قراءة كتب التحليل الفني, أو دخول دورات في التحليل الفني حتى يطور من تقنياته.

بالإضافة إلى ذلك نعتقد أن مرحلة التداول الحي عن طريق الإنترنت قادمة لا محالة, ومن لم يكن جاهزا لهذه المرحلة سوف يفقد فرص كثيرة وذلك لأن مرحلة التداول القادمة سوف تعصف بالسوق وتغير الكثير من طبيعته, وسوف نرى خلال تلك المرحلة ارتفاع كبير في حجم التداول اليومي يمكن أن يصل لمستوى يزيد عن 10 مليار في أوقات الذروة, بينما سوف يطغى التداول السريع أو مايسمى التداول الخاطف على الكثير من استراتيجيات التداول في أسواقنا المحلية.

التحليل الفني أو التقني بحر كبير لايمكن أن نسبر أغواره من خلال موضوع أو اثنين في هذا المنتدى , وهو علم حي ويتطور دائما, وفي كل يوم نسمع عن نظريات جديدة, البعض منها بثبت على أرض الواقع والآخر يذهب أدراج الرياح, لهذا من المهم أن نكون واضحين ومحددين في تحديد الهدف من هذا الموضوع, وهو كما سبق ليس لتعليم كل ما يتعلق بالتحليل الفني, بل بالأساليب البسيطة التي يمكن لنا استخدامها في تحديد أفضل أوقات الدخول والخروج من السوق ومن السهم معا.

عندما شبهت التحليل الفني بالبحر, فذلك لأن الناس تتعامل مع التحليل الفني بطرق مختلفة, تماما كالبحر, البعض يكتفي بالنظر إلى البحر ويجد في ذلك متعته, والبعض الآخر لا يكتفي بذلك بل يفضل أن يسير على الشاطئ لتداعب قدماه مياه البحر. البعض يستمتع بالسباحة على الشاطئ بينما البعض الآخر لا يجد متعته إلا بالغوص في أعماق البحر ليرى عوالما ما كان ليراها لو لم تكن لديه الرغبة الحقيقية, ويترجمها من خلال بذل الجهد والوقت والتدرب على السباحة في أعماق البحر.

والتذكر الآن الحكمة الصينية: ”لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها”

الخطوط العامة للموضوع:

1. تعريف التحليل الفني.
2. الهدف من التحليل الفني.
3. فلسفة التحليل الفني
4. كيف يفكر المستثمرون.
5. أنماط وأوقات التداول.
6. أنواع الرسوم البيانية للأسهم.
7. طبيعة ونمط حركة الأسهم – الاتجاهات ( TRENDS).
8. مستويات الدعم والمقاومة.
9. توقيت الدخول إلى السوق.
10. توقيت الدخول إلى السهم
11. المؤشرات التقنية.
12. دراسة الأنماط المعروفة للسهم.
13. نظرية فيبوناتشي
14. نصائح هامة

1. تعريف التحليل الفني ( التقني)

التحليل الفني هو فهم العلاقة بين السعر والزمن من خلال دراسة تاريخ السعر, شكل الأسعار, المؤشرات, المخططات, و الأنماط المتكررة للسهم.

2. الهدف من دراسة التحليل الفني

 تحديد أفضل نقاط الدخول والخروج من السهم بشكل آمن.
 التنبؤ بحركة السهم المستقبلية واتخاذ قرار الاستثمار بناء على هذا التوقع
 أن نتعلم كيف يفكر الآخرين ونبني من خلال هذه المعرفة الخطة المناسبة للتداول.
 أن نستثمر أموالنا لتحقيق الربح في بيئة نكون فيها المتحكمين والمسيطرين على السوق والسهم معا.

3. فلسفة التحليل الفني

للسوق سلوك خاص في أوقات زمنية معينة, وعام من خلال الحركة العامة للسوق, لهذا من المهم للمحلل الفني أن يفهم سلوك السوق لكي تكون لديه القدرة على التنبؤ بها, علما بأن كل المتغيرات من الممكن أن تؤثر على حركة السوق إيجابا أو سلبا, ولا يوجد أبدا من هو قادر على التنبؤ بحركة السوق بصورة متطابقة, فالمتغيرات كثيرة وتتغير باستمرار.

ويجب على المستثمر أن يعلم أن سعر السهم في السوق يتحدد من خلال التغير في قوى العرض والطلب, فإذا زاد الطلب عن العرض ارتفعت الأسعار, وإذا زاد العرض عن الطلب انخفضت الأسعار. لهذا من المهم جدا إذا أردنا أن نعرف التغيرات في أسعار الأسهم أن نعرف سلوك السوق من خلال دراسة الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية لمعرفة اتجاه السهم القادم.

ويجب أن نعلم أن قوى العرض والطلب تخضع لتأثير عوامل عدة, منها ماهو قائم على أساس علمي يمكن الاسترشاد به كالقدرة على التحليل الأساسي والفني , ومنها مايقوم على عناصر أخرى متغيرة مثل الإشاعات ومشاعر ومزاج المستثمرين.

‏أن الأسهم تميل إلى التحرك في اتجاه ‏معين ( Shares Moves in Trends) وتستمر على نفس الاتجاه لمدة من الوقت.‏ وهذا هو الهدف من دراسة حركة الأسهم ( الأسعار) وهو التعرف على اتجاهات الأسهم وعلى النقاط التي تتغير عندها اتجاهات الأسهم من ثم تحديد نقطة الدخول والخروج إلى / من السهم.

التاريخ يعيد نفسه (History Repeats Itself), هذه حقيقة لايمكن تجاهلها وإن كان البعض يعتقد أن هذه النقطة لاتنطيق على أسواقنا وذلك لأنها أسواق ناشئة لم تتخذ شخصية واضحة, لكن في المستقبل القريب سوف نرى هذا الأمر واقعا. هذه القاعدة تعتمد على أننا نستطيع من خلال دراسة الماضي أن نتنبأ بالحركة المستقبلية للسوق والسهم معا.

4. كيف يفكر المستثمرون.

من المهم للمستثمر أن يعرف طبيعة المستثمرين في السوق حتى يعرف كيف يتصرف مع كل مستثمر منهم, وهذه نقطة هامة, لأنك يفترض بك أن تسبق غيرك للغنيمة, فإن كنت لا تعرف كيف يتصرف الآخرين لن تعرف كيف تتعامل معهم ومن ثم يمكن أن تتسبب لنفسك بخسائر جسيمة.

إن هذا الأمر أشبه بمعرفة كيف يتعامل عدوك, وهذه حقيقة يجب أن تعرفها بكل وضوح, فالسوق ليس مجال للعلاقات الأخوية, وليس مجال لعقد الصداقات. السوق فعلا أشبه بالغابة يأكل فيها القوي الضعيف, والقوة هنا لاتعني بالضرورة المقدرة المالية, بل العلم واستخدام هذا العلم لتحقيق أكبر قدر من الأرباح وأن تأمن جانب عدوك.
عندما تعرف كيف يشعر وكيف يبني الجمهور الأعظم من المتداولين خططهم تستطيع أن تحدد في أي جانب تكون, ومن الطبيعي أنك في سوف الأسهم تريد أن تكون مع الجانب الأقوى, الجانب الأكثر قدرة على تحديد مسار السهم.

أعتذر إن كانت الفقرة السابقة قاسية شيئا ما, إلا أنها تمثل الواقع الحقيقي للسوق, ومن لا يتقبل هذه الفكرة عليه بالتفكير في الاستثمار الطويل المدى والبعد عن المضاربة اليومية.

إذا يجب أن نعلم كيف يفكر وكيف يتصرف الآخرين إذا أردنا أن ننجو من تقلبات السوق ومن ثم تحقيق الأرباح. وسوف ندرس في هذا الموضوع طرق التداول ومقياس حالة التفاؤل والتشاؤم في السوق لنعرف كيف يفكر المستثمرون في السوق ومن ثم نبني الخطة المناسبة للدخول والخروج من السوق / السهم.

5. أنماط وأوقات التداول:

للتداول أشكال وأنماط عديدة لكن يمكن حصرها في الأنماط الخمسة التالية:

التداول الخطف:

سمي الخطف لأن مدة التداول تدوم من ثواني وحتى دقائق معدودة. المستثمر الخاطف يدخل ويخرج بسرعة خاطفة ويرضى بتحقيق أقل الأرباح لكن بصورة متكررة ومضمونة.

حتى يستطيع المتداول الخاطف تحقيق الربح, عليه بشراء كميات كبيرة من السهم وذلك لأن المتداول بطريقة الخطف يرضى من الغنيمة بالقليل حتى يستطيع الدخول والخروج بسهولة, فإذا أخذنا بعين الاعتبار عمولة السوق, وعمولة الوسيط, والفارق عادة بين سعري الشراء والبيع, يتبين لنا أن هذا المتداول يجب حتما أن يتداول بكميات كبيرة ليضمن ربحه. وذلك لأن المتداول بطريقة الخطف يحدد ربحه من خلال فارق سعري من 10 وحتى 30 فلس في الصفقة الواحدة.

التداول اليومي:

يستخدمه المتداول الذي يدخل ويخرج من السوق في نفس اليوم, وعادة مايدوم التداول لساعات طوال اليوم.

إذا هناك علاقة كبيرة بين المتداول عن طريق الخطف والمتداول اليومي أنهما كلاهما يفضلان الدخول والخروج من السوق في نفس اليوم, والاختلاف يكون في مدة التداول.

تداول قصير المدى:

عادة يدوم هذا التداول من 3 وحتى 5 أيام, ويهدف المتداول على عكس المتداول اليومي أو الخطف لوضع خطة تقوم على تحقيق ربح محدد من خلال التداول لفترة أطول نسبيا على مدار أيام الأسبوع , وغالبية هؤلاء يفضلون الخروج من السوق أيام الخميس وقبل عطلة السوق.

تداول متوسط المدى:

وهذا النوع من التداول يمكن أن يدوم بين أسبوع وحتى شهر , والكثير من المتداولين بهذه الطريقة يعتمدون على أخذ مواضع معينة في السهم ترقبا لأخبار يعتقدون أنها سوف تؤثر بشكل إيجابي على حركة السهم.

التداول طويل المدى:

هذا النوع من التداول يمتد عادة من ثلاثة أشهر وحتى سنوات, وهذا النوع عادة يلجأ إليه من يملك المال, ولا يملك الوقت لمتابعة السوق بشكل يمكنه من تغيير إستراتيجيته. وعموما مع الوقت سوف يقل المتداولون بهذه الطريقة خصوصا مع بداية التداول الحي عن طريق الإنترنت وهو الأمر الذي سوف يعطي للكثير ممن كانوا لا يقدرون على المتابعة اليومية للسهم من خلال التواجد في السوق الفرصة في متابعة السهم بصورة حية ومباشرة يستطيعون من خلالها التحكم أكثر بالسهم ومن ثم تغيير هذا النمط من التداول إلى التداول في مدد زمنية أقصر.

وأعتقد أن الشريحة الأكبر من المتداولين بهذه الطريقة هم من النساء, وهن في الأغلب لا يفضلن التواجد اليومي في السوق لأسباب يعلمها الجميع, لهذا نعتقد مع بداية التداول الحي سوف يكون بإمكان الكثير من النساء التعامل بصورة أفضل مع استثماراتهن في السوق وهو الأمر الذي سوف يغير من إستراتيجيتهن من الاستثمار الطويل المدى إلى الاستثمار لمدد زمنية أقصر.

يتبع

186 thoughts on “( دوره تدريبيه في التحليل الفني للمبتدئين بشكل مبسط وواضح )

  1. الاخ درهم بن دينار

    اتمنا اني افهم الموشرات الي قاعد تشرحلنا عليها واقدر اطبقها علي الواقع

    وان كان مش وقته تراني اتريا الوقت المناسب

    ومشكور

  2. اخوي درهم بن دينار

    قلت … فأحسنت…. وشرحت فأبدعت …. وهذا ليس غريبا عليك… بالاضافة الى تواضعك وردك الجميل على اخوانك……….

    وننتظر دائما ابداعاتك ومشاركاتك الرائعة

    وفقك الله وجعل ماتصنع في ميزان حسناتك

    *****************************************

    اخوي النوخذا

    ماشاء الله عليك

    هامور ولا كل الهوامير

    يا ليت تعطينا شوي من هذه الخبرة

    والمثل يقول: من جاور السعداء يسعد

    **********************************************

    اخوي الفارس1000

    مساك الله بالخير

    نفتقد مشاركاتك الرائعة وتوصياتك الجميلة

    واصبحت مثل الغايب اللي ننتظره يرجع

    *************************************************

  3. يعطيك الف عافية اخونا وحبيبنا الغالي درهم بن دينار والله يحفظك
    كلام وشرح وتحليل متعوب علية فعلاً

    ابونا النوخذا ماشاء الله تبارك الله مبروك عليك البيعه بالسعر الطيب والله يرزقك الرزق الحلال وجميع المسلمين اجمعين
    وعقبال المليار انشاء الله

  4. بسم الله الرحمن الرحيم

    الإخ العزيز الغالي النوخذا جزاك الله خيرا, أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني وإياك الفردوس الأعلى من الجنة.

    ماشاء الله عليك, تعاملت مع السهم بحرفية عالية, وبصراحة أنا عندما وجدت السهم بدأ يتدهور بعته أيضا بإنتظار أي فرصة مناسبة للدخول, وذلك لأن السهم صعد تقريبا 5 أيام بصورة مستمرة, على الرغم من أنني كنت قد وضعت خططي لبيعه في ثاني أسبوع من شهر 7, لكن قدر الله وماشاء فعل.

    السهم من حيث الإستثمار ممتاز, لكن ننتظر إنتهاء فترة التصحيح وجلاء الصورة.

    ———————————————————————————————-

    نستكمل اليوم موضوعنا الأساسي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا الدرس يفترض أن يكون من أكثر الدروس فائدة وأهمية لأي مستثمر, وذلك لأنه يعني بالمؤشرات التقنية, وماهيتها, وكيف يمكن استخدامها في تحديد نقاط الدخول والخروج من السهم.

    سوف نهتم في هذا الموضوع بإلقاء الضوء على المؤشرات المستخدمة في التحليل الفني, وتوضيح الفارق بين النوعين الرئيسيين وهما المؤشرات التابعة لاتجاه للسهم, ومؤشرات التنبؤ المستقبلي, مع تحديد الميزات والمآخذ على كل نوع منها. علما بأن أغلب هذه المؤشرات من نوع المتذبذبات (oscillators) وسوف نشرح هذا المفهوم أثناء عرضنا لهذا الدرس.

    ما هو المؤشر؟

    المؤشر هو أداة يتم استخدامها لتحديد أو الإشارة إلى الهدف التي وضعت من أجله, والمؤشر عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تم استخراجها من خلال تطبيق معادلات رياضية معينة باستخدام بيانات الأسعار للسهم خلال مدة زمنية معينة يتم بعد ذلك ترجمتها من خلال حركة المؤشر على المخطط.

    وعادة ما يعتمد المؤشر على البيانات التالية:

    – سعر الافتتاح.
    – سعر الإغلاق.
    – السعر الأعلى.
    – السعر الأدنى
    – حجم التداول

    بعض المؤشرات تستخدم كل هذه البيانات, والبعض الآخر يكتفي بجزء منها, ويمكن أن تضيف بعض المؤشرات بيانات أخرى كل ذلك وفقا للهدف الذي وضع من أجله المؤشر. بمعنى آخر تستطيع أنت مثلا أن تبتكر مؤشر جديد من خلال تطبيق معادلة جديدة وجدت أنت من خلال خبرتك وأبحاثك في السوق أنها يمكن أن توضح أمر هام للمستثمر أو المضارب. أي أن العملية ليست اختراع بقدر ما هي اكتشاف لخبايا حركة الأسهم ووضع معادلات تسهل من إظهار ميزة جديدة يمكن أن تشكل فارقا في التداول في الأسواق المالية.

    هذه البيانات المالية يمكن استخدامها في تحديد الهدف لأزمنة تداول مختلفة تتراوح من ثانية, دقيقة, ساعة, يوم, شهر وسنة, بل وسنوات عديدة.

    الهدف من استخدام المؤشرات:

    تفيد دراسة المؤشرات الفنية في تحقيق الأهداف التالية للمحلل الفني:

    تعمل هذه المؤشرات كأدوات إنذار مبكر لدراسة حركة الأسعار عن قرب, ويمكن أن توضح لنا إمكانية حدوث تغير في اتجاه السهم, أو إمكانية أن يخترق السهم مستويات الدعم والمقاومة.

    يمكن أيضا استخدام المؤشرات للدعم المؤشرات الأخرى, والتأكيد على قوة أو ضعف حركة الأسعار.

    يستخدم بعض المستثمرين والمتاجرين المؤشرات للتنبؤ بحركة الأسعار المستقبلية.

    أنواع المؤشرات:

    تنقسم المؤشرات إلى نوعين رئيسيين ألا وهما: المؤشرات التابعة لاتجاه السهم (LAGGING INDICATORS) ومؤشرات التنبؤ المستقبلي (LEADING INDICATORS) ولكل من هذه المؤشرات إيجابيات وسلبيات, لهذا ينصح دائما باستخدام أكثر من مؤشر للتأكد.

    المؤشرات اللاحقة (المتأخرة) لحركة سعر السهم (LAGGING INDICATORS)

    هذه المؤشرات تتبع حركة واتجاه السهم, وميزتها الأساسية أنها توضح فيما إذا كنت تتداول مع اتجاه السهم وهو أمر هام جدا, ولا يجب الاستهانة به.

    من المهم أيضا أن نعلم أن هذه المؤشرات تعمل بصورة أفضل في الأسواق التي لها اتجاه واضح سواء طور صعود أو طور هبوط, ولاتكون لها فاعلية حقيقية في الأسواق التي تتحرك ضمن مجال تردد, لهذا يجب استخدامها في الأسواق التي تملك حركة واضحة وزخم يدعم الاتجاه صعودا أو هبوطا.

    وضعت هذه المؤشرات حتى يستطيع المستثمر أن يستخدم هذا الاتجاه لمصلحته سواء عند الصعود أو الهبوط

    من أشهر المؤشرات التابعة لحركة السهم (السعر) مؤشر المتحركات الوسطية ( Moving Averages) ومؤشر الماكد.

    الإيجابيات:

    القدرة على تحديد اتجاه واضح للسهم ( طور صعود أو طور هبوط) وهذا الأمر على بساطته إلا أنه هام جدا ويمكن أن يكون حاسما في سوق الأوراق المالية. ولاشك أن طول هذا الاتجاه يعني الاستقرار و الاستمرارية في تحقيق الأرباح إذا استخدمنا اتجاه السهم بالصورة المناسبة.

    سهولة استخدام هذه المؤشرات.

    تحديد اتجاه واضح والاستمرار في نفس الاتجاه يقلل من تذبذب المؤشر, وبالتالي يقلل من الإشارات الصادرة منه وهو الأمر الذي يعني أن نقاط الدخول والخروج يمكن أن تكون قليلة وبالتالي تحقيق أرباح عالية من خلال الإستمرار والاستقرار على نفس الموجه والتقليل من العمولات أثناء الشراء أو البيع.

    المآخذ:

    هذه المؤشرات تعمل في حال وجود زخم واتجاه واضح للسهم (طور صعود أو طور هبوط), ولا تعمل عند عدم وجود اتجاه واضح للسهم ( تذبذب السهم في نطاق سعري قابل للتداول).

    هذه المؤشرات تابعة لحركة السهم, أي أنها تنتظر حركة سعر السهم ومن ثم تقوم بالعمليات الرياضية باستخدام بيانات حركة سعر السهم, ومن ثم تعتبر هذه المؤشرات متأخرة وهو ما يعني أن نقاط الدخول والخروج من السهم قد تأتي متأخرة شيئا ما.

    المؤشرات السابقة ( التي تساعد على التنبؤ بالحركة المستقبلية للسهم) (Leading Indicators)

    هذه المؤشرات وضعت لكي تعمل على تنبيه المستثمر للحركة القادمة للسهم ومن ثم وضع إستراتيجية معينة للتعامل والاستفادة منها.

    من أشهر المؤشرات التي تعين على التنبؤ باتجاهات السهم (السعر) مؤشر القوة النسبي (RSI – Relative Strength Index), مؤشر Commodity Channel Index (CCI) ومؤشر العزم(Momentum)

    الإيجابيات:

    هذه المؤشرات تعطي إشارات مبكرة تساعد على التالي:

    مؤشرات مبكرة تساعد على تحديد نقطة الدخول والخروج المستقبلية للسهم.

    تعطي هذه المؤشرات إشارات كثيرة وبالتالي تسمح بالقيام بعمليات أكثر.

    تعمل كجرس إنذار على قوة أو ضعف السهم في فترات زمنية معينة.

    تعطي إشارات مبكرة عن قرب ارتفاع أو هبوط سعر السهم وذلك من خلال تحديد حالات البيع المفرط أو الشراء المفرط ومن ثم تساعد على تحقيق أرباح وتجنب الخسائر في مرحلة مبكرة وسابقة لحركة السهم.

    المآخذ:

    هذه المؤشرات تعطي الكثير من الإشارات وذلك لحساسيتها المفرطة, وبالتالي تؤدي هذه العملية التالي:

    زيادة عدد الإِشارات وبالتالي زيادة المخاطر من حدوث إشارات خاطئة يمكن أن تتسبب بدخول أو خروج خاطئ من السهم.

    زيادة الإشارات تؤدي إلى زيادة مرات الدخول الخروج من السهم وبالتالي زيادة العمولات التي تدفع للوسيط.

    كم مؤشر يجب أن أستخدم؟

    في البداية عليك بتعلم مؤشر واحد, ثم مراقبة هذا المؤشر على سهم واحد في السوق, ثم قم بحفظ نسخ يومية لحركة المؤشر والتي تستطيع من خلالها أن تسجل الحركة اليومية للمؤشر.

    قارن بين حركة المؤشر, وحركة السهم وتذكر ما تعلمته عن طبيعة حركة هذا المؤشر, ثم قارن حركة المؤشر بما تعلمته عنه, سوف تتكون لديك حساسية معينة وخبرة مع الوقت في التعامل مع هذا المؤشر.

    بعد أن تجد نفسك قد تمكنت من هذا المؤشر, انتقل لمؤشر آخر, واليكن هذا المؤشر من نوع آخر, فإذا كان المؤشر الأول من نوع المؤشرات التابعة لاتجاه السهم, يجب أن يكون المؤشر الثاني من مؤشرات التنبؤ المستقبلي, وقم بنفس الخطوات التي اتبعتها في معرفة المؤشر الأول مع إضافة المقارنة بين المؤشرين وفهم العلاقة بينهما إن وجدت. بعد فترة قصيرة من الزمن سوف تتمكن من استخدام مؤشرين في وقت واحد.

    ويفضل عادة أن يستخدم المتداول على الأقل من ثلاثة إلى خمسة مؤشرات, وينصح بعدم استخدام أكثر من خمسة مؤشرات تجنبا للتشتيت وعدم التركيز.

    نصائح هامة عن كيفية استخدام المؤشرات:

    عدم التركيز على المؤشر بمعزل عن حركة الأسعار

    من الواضح جدا أن المؤشرات تستخدم للإشارة, ما يحدث أن المستثمرين أو المتاجرين في سوق الأوراق المالية يتجاهلون أحيانا هذه البديهية ويركزون أكثر على حركة المؤشر فقط بدلا من حركة السعر. يجب أن نفهم أن المؤشرات تعمل كنتيجة لحركة الأسعار ومشتقة من المعادلات الرياضية التي وضعت وفقا لتصميم كل مؤشر.

    هذا الأمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار, وأي تحليل للمؤشرات يحب أن يوازن بين أهمية حركة المؤشر وحركة الأسعار, وما تشير إليه هذه المؤشرات عن حركة الأسعار وهل هذه الحركة تملك الزخم الكافي أم أنها حركة ضعيفة.

    استخدام أكثر من مؤشر للتأكد من الإشارة.

    أحيانا تعطي بعض المؤشرات إشارة دخول أو خروج من السهم, هذه الإشارة لا يجب أن تؤخذ على أنها أمر مسلم به, أويتم الالتزام بها بشكل آلي. يجب أن تؤخذ الإشارة مع غيرها من الإشارات للتأكد على قوة الإشارة والدعم التي تحصل عليه من المؤشرات الأخرى. من الممكن أن تعطي المؤشرات قراءة أو إشارة خاطئة ومثال على ذلك أن يعطي مؤشرا ما إشارة للشراء في حين أن نموذج المخطط يوضح تشكل نموذج المثلث الهابط مع عدد متسلسل من القمم الهابطة, عندها يمكن أن تكون هذه الإشارة خاطئة, لهذا يجب عند قراءة المؤشر أن نأخذ بعين الاعتبار الصورة الشاملة من خلال قراءة حركة الأسعار, أكثر من مؤشر, ودراسة النماذج التي يشكلها السهم قبل اتخاذ أي قرار.

    قراءة المؤشر فن وعلم:

    في التحليل الفني تعتبر قراءة المؤشر فن أكثر منها علم, بالإضافة إلى دراسة المؤشرات وطبيعة عملها من الناحية العلمية, يجب على المحلل أن يطور خبراته ويتكسب حساسية خاصة تجاه عمل كل مؤشر حتى يعرف كيف يستخدم هذا المؤشر في الأسواق المختلفة, ولأسهم مختلفة.

    من المهم جدا للمحلل المالي أن يتعرف على شخصية السوق, السهم, وشخصية المؤشر. المؤشر يمكن أن يتصرف بطرق مختلفة عندما يستخدم لأسواق مختلفة, المؤشر الذي يعمل بشكل جيد لسهم ما يمكن أن تقل فاعليته عند تطبيقه على سهم آخر. من خلال دراسة متأنية يمكن للمحلل مع الوقت الكافي أن يكتسب الخبرة في استخدام أنواع عديدة من المؤشرات, ومع تطور هذه المعرفة والخبرة المكتسبة تتضح للمحلل المالي الكثير من صفات وشخصية المؤشر وسوف يتعلم كيف يقرا بسهولة ويسر الكثير من الإشارات التي يتميز بها كل مؤشر.

    اختر المؤشرات التي أثبتت مصداقيتها وصلاحيتها.

    توجد المئات من المؤشرات المستخدمة, وفي كل يوم يعلن عن مؤشر جديد, بل إن بعض البرامج تتيح لك فرصة وضع مؤشر خاص لكل مستخدم, سوف يكون من الصعب عليك أن تتابع كل المؤشرات , لهذا ينصح بالاهتمام بالمؤشرات التي أثبتت جدواها وعدم تضييع الوقت والجهد في البحث عن مؤشرات جديدة, وأفضل المؤشرات هي المؤشرات القديمة التي أثبتت صلاحيتها والتي مازالت تستخدم حتى هذا اليوم من قبل أكبر عدد من المحللين.

    تعلم خمس مؤشرات, واستخدم من اثنين إلى ثلاثة فقط بشرط التكامل بينهما.

    عليك باختيار على الأقل خمس مؤشرات كهدف أول لتعلمها, ومن الأفضل التركيز على مؤشرين أو ثلاثة. حاول عندما تقوم بالاختيار أن تختار المؤشرات التي تكمل الواحد منها الآخر, وبدلا من اختيار مؤشرين يعملان بنفس الطريقة ويعطيان نفس الإشارات. مثال على ذلك من يستخدم مؤشرين يعطيان إشارة الإفراط في مستويات الشراء أو البيع كما هو الحال مع مؤشري Stochastic and RSI, هذين المؤشرين يقومان بقياس الزخم أو الحركة الدافعة للسعر وكلاهما لديه مستويات الإفراط في الشراء أو البيع.

    التحديات التي تواجه استخدام المؤشرات في التحليل الفني:

    المؤشرات الفنية تواجه الجدل بين أهمية حساسية المؤشر وبين متانته ودرجة موثوقيته. في الوضع المثالي يود المحلل الفني مؤشرا لديه حساسية تجاه تحرك الأسعار, ويعطي إشارات مبكرة وفي نفس الوقت تكون إشاراته الخاطئة قليلة. إذا قمنا بزيادة حساسية السهم تجاه التغير في السعر من خلال تخفيض عدد الدورات يمكن للسهم أن يعطي إشارات مبكرة لكن في نفس الوقت سوف تزيد عدد الإشارات الخاطئة, في حين أننا إذا خفضنا من حساسية السهم ورفعنا من عدد الدورات سوف تنخفض عدد الإشارات الخاطئة لكن هذه الإشارات سوف تكون متأخرة عن حركة السهم.

    كلما كان المتحرك الوسطي أطول, كلما قلت ردة فعله تجاه التغير في حركة السعر, وبالتالي كلما قلت الإشارات الصادرة منه. وكلما كان المتحرك الوسطي أقصر من حيث المدة كلما كان أسرع وأكثر تقلبا وبالتالي تزيد عدد الإشارات الخاطئة, لهذا على المحلل الفني أن يستخدم المدة المناسبة للمتحرك الوسطي التي تتناسب مع طريقته في التداول والمتاجرة.

    ودمتم

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Comments are closed.