رئيس «تويوتا» يبكي معتذراً عن عيوب السيارات

رئيس «تويوتا» يبكي معتذراً عن عيوب السيارات

وقال رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما في طوكيو: من الجيد أن رئيس تويوتا بنفسه حضر أمام اللجنة وأدلى بشهادته. لا أعتقد أن هذا ينهي كل شيء. لقد تحدث عن العمل للقيام بتحسينات. هذا يشمل السيارات وهي شيء مؤثر في حياة الناس، لذا من المهم ايلاء اهتمام وثيق للسلامة وتحقيق هدف اجراء تحسينات حيثما تقتضي الحاجة. يراودني الامل وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك. ومن جانبه قال وزير التجارة الياباني ماسايوكي ناوشيما ان مشاكل تويوتا قد تؤثر على صورة المنتجات اليابانية وانه يريد أن تستعيد شركة صناعة السيارات ثقة المستهلك.

رفع الكلفة

ومن المنتظر أن ترتفع تكاليف السحب بعد اتفاق مع ولاية نيويورك على تسريع الاصلاحات للعملاء وتوفير وسائل نقل بديلة في ترتيب من المرجح أن يتسع ليشمل ولايات أخرى. وقوضت جهود تويودا لتطمين المستهلكين والمسؤولين الأميركيين مواجهة بشأن مذكرة من عام 2009 تتباهى فيها تويوتا بتوفير 100 مليون دولار عن طريق اقناع مسؤولي السلامة بقبول استدعاء رخيص نسبيا لأغطية أرضيات السيارات التي يعتقد أنها السبب في التسارع غير المتعمد.

دائرة الشكوك

واتسعت دائرة الشكوك حول كفاءة سيارات تويوتا، حيث قال وزير النقل الأميركي لاري لاهود إن إدارته تجري تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت هناك عيوب فنية في الأزمة الإلكترونية لسيارات تويوتا وما إذا كانت هذه المشكلات موجودة في سيارات شركات أخرى. وأضاف: سنجري مراجعة شاملة وكاملة للمكونات الالكترونية في السيارات.

وقال للجنة الإصلاح الحكومي والتي أدلى تويودا بشهادته أمامها: سوف نفعل كل ما بوسعنا لكي نكتشف ما إذا كانت الأنظمة الإلكترونية جزءا من مشكلة التسارع المفاجئ للسيارة. أما إدولفوس تاونز رئيس لجنة الإصلاح الحكومي فقال إن تويوتا إما تجاهلت أو قللت من أهمية التقارير الخاصة بالتسارع المفاجئ وأنه مازال متشككا في تعامل تويوتا مع المشكلة.

ولكن أكيو تويودا نفى أن تكون الأنظمة الإلكترونية مسؤولة عن الخلل الفني في بدالة دواسة البنزين الذي يؤدي إلى تسارع مفاجئ للسيارات في عدد من طرازاتها. وقال إن اختبارات الشركة على نظام التحكم الإلكتروني في الصمامات المعروفة اختصارا بالحروف إي تي سي أظهر أنه لا توجد أي مشكلات فيه حتى الآن. وكانت السلطات الأميركية ذكرت أنها تجري فحصا حاليا للأنظمة الإلكترونية في سيارات تويوتا وغيرها من شركات صناعة السيارات لمعرفة ما إذا كان هناك خلل في هذه الأنظمة يؤدي إلى التسارع المفاجئ.

وكان جيم لينتز رئيس عمليات شركة تويوتا في الولايات المتحدة قد أعلن أمام لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب في وقت سابق إنه ربما تكون هناك بعض الأسباب التي لم يتم تفسيرها بعد لتسارع السيارة بدون قصد، وهو الأمر الذي واجهه بعض سائقي تويوتا. وردا على سؤال عما إذا إذا كانت عمليات الاستدعاء حتى الآن قد أدت إلى حل مشكلات السلامة أجاب لينتز: ليس بصورة تامة.

حالة من الغضب

وواجهت تويوتا حالة من الغضب بسبب استدعاء ملايين من سياراتها لوجود عيوب تهدد عوامل الأمان والسلامة فيها تشير إلى حجم المكانة التي وصلت إليها الشركة اليابانية في السوق الأميركية. فحتى السياسيين الأميركيين الذين يهاجمون تويوتا الآن اعترفوا بأنهم تحولوا إلى ركوب سيارات تويوتا بدلا من السيارات الأميركية. وتقول إليانور هولمز نورتون عضو مجلس النواب عن مقاطعة كولومبيا بواشنطن وهي لا تمتلك حق التصويت على مشروعات القوانين في التصويت العام بالمجلس إنها تحولت إلى سيارات تويوتا بعد تردد لأنها كانت تريد شراء سيارة أميركية.

وتضيف: لكنني اعتمدت على السمعة الاستثنائية لجودة وأمان السيارات اليابانية والتي تراكمت على مدى أجيال. وتقود نورتن الطراز الهجين من السيارة الشهيرة تويوتا كامري. وكغيرها من العملاء العاديين فإن لديها سؤال واحد لرئيس تويوتا أكيو تويودا: هل هناك أي احتمال لاستدعاء السيارة كامري الهجين؟ كما حدث مع العديد من سيارات تويوتا خلال الشهور الماضية.

الطابع الشخصي

وظهر الطابع الشخصي خلال جلسات الاستماع في الكونغرس. فقد تحدثت في لاستريلا عن فقدان 4 من أفراد أسرتها في حادث لإحدى سيارات تويوتا بمدينة سان دييغو، وهو الحادث الذي لفت الأنظار إلى احتمال وجود عيوب فنية في سيارات تويوتا. وتذكرت لاستريلا أثناء حديثها في جلسة الاستماع كيف أن الحادث كان كارثة لأسرتها. ورد تويودا بالقول إنه آسف بشدة لفقدان الأرواح.

وواجه رئيس الشركة الياباني طوفانا من اتهامات أعضاء الكونغرس بأن الشركة تجاهلت وجود المشكلات في سياراتها وأهملت على مدى سنوات معايير الأمان والسلامة لركاب هذه السيارات. وقال عضو الكونغرس دينيس كوسينش عن الحزب الديمقراطي: لا اعتقد أن تويوتا كانت صريحة إنها تبدو قد تعامت عن المشكلة.

وقد يشعر البعض بأن هناك نوعا من الغيرة من جانب الأميركيين، لأن تويوتا موتور كورب أزاحت إمبراطورية صناعة السيارات الأميركية جنرال موتورز عن عرش الصناعة العالمية كأكبر منتج للسيارات في العالم سنة 2008 بعد عقود من تربع جنرال موتورز على العرش. وفي عام 2009 أصبحت تويوتا ثاني أكثر شركات السيارات شعبية في الولايات المتحدة.

ويبدو أن قضية تويوتا سيكون لها تأثيرها السلبي على اليابان ككل، حيث يرى عضو الكونغرس بول كانجورسكي أن استدعاء سيارات تويوتا سيدفع الكثير من المستهلكين الأميركيين إلى إعادة النظر في اقتناعهم بجودة المنتجات الصناعية اليابانية ككل. وقال كانجورسكي موجها حديثه إلى تويودا: كان لدينا إيمان قوي بأي شيء يحمل شعار صنع في اليابان وانتم جرحتم هذه العقيدة لدى الرأي العام الأميركي.

وأدت عمليات الاستدعاء إلى انخفاض مبيعات تويوتا في الولايات المتحدة في يناير بنسبة 15.8% لتصل إلى 98 ألفا و796 سيارة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي بالإضافة إلى انهيار سمعة الشركة كمنتجة لسيارات تتميز بالجودة.

واتهم مشرعون أميركيون وسائقون نجوا من حوادث سير نسبوها الى عيوب في المكابح شركة تويوتا بأنها تجاهلت الشكاوى وعزت اسباب الحوادث خطأ الى اغطية ارضية السيارة التي تعيق حركة الدواسات متجاهلة احتمال وجود مشكلات في البرامج الالكترونية.

كما انتقد المشرعون ادارة سلامة المرور الأميركية التي لم تتجاوب في معالجة المشكلة بالشكل المطلوب. وقال أحد النواب: إدارة السلامة خيبت آمال دافعي الضرائب، كما خيبت تويوتا امل عملائها. وأكد أنه سيجري تحقيقا معمقا حول احتمال ان تكون عيوب الدواسة ناجمة عن مشكلة الكترونية وليس عيبا ميكانيكيا.

كرايسلر تستدعي حافلات

انتقلت أزمة سحب السيارات في العالم، الى شركة كرايسلر الأميركية التي طلبت سحب طراز من سياراتها لإصلاح عيوب ظهرت فيها. وحثت كرايسلر مالكي بعض حافلاتها الصغيرة ميني فان من موديلات العامين 2005 و2006 على التوجه بها إلى وكلاء الشركة والموزعين من أجل تبديل أجهزة استشعار التصادم التي تساعد في التحكم بالوسائد الهوائية. ونقلت شبكة سي ان ان الاخبارية عن المتحدث باسم الشركة مايك باليز القول إن إجراءات السلامة هذه تشمل سيارات تاون آند كونتري ودودج غراند كرافان المصنّعة عامي 2005 و2006.

وأضاف مايك ان هذا الطلب ليس سحبا وإنما جزء طبيعي من عملية تحسين وتطوير الأمن والسلامة في السيارات التي تقوم شركة كرايزلر تنظيمها باستمرار. ولم يتمكن المتحدث باسم الشركة من تأكيد عدد السيارات المعنية بهذا الطلب، كما أن الشركة لم تقدم مزيداً من الإيضاحات. ويشار إلى أن عملية سحب السيارات لخلل فني فيها طالت شركة هيونداي الكورية الجنوبية بعدما كانت طالت شركتي تويوتا وهوندا.

(وكالات)