رئيس مجموعة WPP: السياسة الاقتصادية السعودية متهمة بأنها «مثيرة للضجر» الرياض السعودية الاربعاء 24 فبراير 2010 9:18 ص
مع تمسكه بأهمية شراكاته المحلية..
زار مارتن سوريل، الرئيس التنفيذي لمجموعة WPP ،السعودية لأول مرة ليكون احد المتحدثين في منتدى التنافسية الرابع، الزيارة الأولى وما لمسه سوريل عن الاقتصاد السعودي لم تكن “ثغرا” جديداً يكتشفه لأول مرة، بل كان يمتلك “رصيدا” كبيراً لا يخفى على خبير وقائد لأكبر شركة إعلان وتسويق على مستوى العالم. يؤكد سوريل في حواره مع “الرياض الاقتصادي” أنه من المستبعد أن تتكرر تجربة “دبي” وتراكمات ديونها مرة أخرى في السعودية أو الرياض تحديداً، وذلك عطفاً على ارتفاع وتيرة جذب الاستثمارات الأجنبية والتوسعات الهائلة في جميع مناحي الحياة، حيث يمكن أن تتجنب القيادة الاقتصادية التي طالما اتهمت بأنها “مثيرة للضجر” الإنفاق غير اللازم، بنمط محافظ وبطريقة تضمن عدم وجود عجز.
في السطور التالية الاقتصاد السعودي كوجهة مميزة للشركات العالمية، وخصوصية المجتمع الإسلامي في تفصيل الهوية المؤسساتية من وجهة نظر مارتن سوريل.
* كيف تقرأ أرقام الاقتصاد السعودي خلال عام 2009؟
الأرقام جيدة جداً، في السنة الماضية كان النمو “في منحى ثابت” وهذا أداء يعتبر ايجابيا بالنظر لوضع الاقتصاد العالمي الذي يمر بفترة سيئة، لأننا رأينا أداء سلبيا في مناطق أخرى من الاقتصاد الدولي. وإجمالا يعد الاقتصاد السعودي “مباركا” بموارد طبيعية كبيرة تمد العالم ب(25% )من احتياجات العالم من النفط، بالإضافة للإمكانات المتعلقة بتوليد الطاقة الشمسية في السعودية فمن البديهي أن تحوز التشجيع والتحفيز وان تكون على رأس سلم الأولويات فيما يخص بالاقتصاد السعودي. وتشير توقعاتنا لنمو بنحو 3-4 % في السعودية، والتحليل قريب أيضاً في منطقة الشرق الأوسط، إلا في ما يتعلق بقضية “ديون دبي” والمتوقع معالجتها بعد تمويل أبوظبي.
* ارتفاع وتيرة جذب الاستثمارات الأجنبية للاقتصاد السعودي، هل يمكن أن تنذر بتكرار نموذج دبي؟
لا أظن ذلك، فالقيادة السعودية دائما ما تؤكد أنها تدير السياسات الاقتصادية بنمط محافظ، وبطريقة تضمن عدم وجود عجز. كما تضمن عدم وقوع القطاعين الحكومي والخاص تحت وطأة كميات كبيرة من الدين. وهذا ما أدى إلى اتهام السياسة الاقتصادية السعودية بأنها محافظة بشكل زائد عن اللازم وبأنها “مثيرة للضجر” ………. يضحك ويتابع، ولكن يمكن أن تكون “مثيرة للضجر” هي أفضل ما يكون عليه الوضع.
* كيف تقيم شراكات مجموعتكم مع عملائها المحليين في السعودية؟
نحن نسعى لتحقيق درجة من التوازن، واعتقد أننا حققنا ذلك، ففي ما يتعلق بعملياتنا في السعودية “محليا” الهدف أماما أعيننا أن يكون 50 في المئة من الشركات الدولية متعددة الجنسية والخمسين الأخرى تكون من الشركات السعودية الأصل. نحن نعتقد أن التوازن “الممتاز” أن يكون 50-50% من الجهتين، بالرغم أنه في كثير من الأوقات كانت نسبة الشركات المتعددة الجنسيات أكثر من الشركات السعودية.
* إذا تعد السعودية هدفاً مهماً للمجموعة؟
لبنى العليان هي عضوة في مجلس الإدارة الخاص بمجلس إدارة شركة دبليو بي بي القابضة وهذا يظهر بشكل واضح مقدار ودرجة أهمية منطقة الشرق الأوسط لنا ومدى أهمية السوق السعودي بالتحديد. وتبلغ إيراداتنا من عملياتنا في الشرق الأوسط 400 مليون دولار بالنظر لكمية إيراداتنا الأصلية وهي 400 بليون دولار، وثلث إيراداتنا من الشرق الأوسط تأتي من السعودية. في الماضي كانت محاور التأثير تحوم حول بيروت حيث تصل إلى 60-70 في المئة من حجم إيراداتنا ، والآن انتقلت إلى دبي، ولكن المنطقة الآن متوازنة بشكل اكبر. إجمالاً يمكن أن نقارن وضع السعودية في الشرق الأوسط بوضع البرازيل في مجموعة دول أميركا اللاتينية ، حيث تشكل البرازيل 50 في المئة من إجمالي الحركة الاقتصادية في دول أميركا في حين تمثل السعودية الثلث من الشرق الأوسط.
هل تأثرت عملياتكم في الشرق الأوسط بالأزمة العالمية؟
العام الماضي كان عاماً صعباً على العالم كله بما فيه الشرق الأوسط، حيث وصلت عملياتنا في الشرق الأوسط إلى قمتها في 2008 ولكنها انحدرت في عام 2009 ونتوقع أن تتحسن في 2010، لكن بشكل عام توقعاتنا إيجابية حيال الوضع الحالي.
* أنت من ضمن المتحدثين في ضمن منتدى التنافسية، كيف تصف إيمانك بأثر عامل التنافسية على إنتاجية الموظف؟
في مجموعتنا القابضة هناك مجموعتان من الجوائز لموظفينا تتعلق بنشر أفكار ومقالات تتعلق بعملنا ، والثانية تتعلق بتنسيق وتعاون الشركات المملوكة لنا، وهي تلعب دورا مهما في تحفيز فرق العمل وتحديد الأفراد الطموحين في شركاتنا. وفي ما يتعلق بمنتدى التنافسية أنا متأكد أن ما يقارب ال 28 مليون نسمة في السعودية يوجد لديهم نفس القدر والنسبة من الأفراد الطموحين ، وهذا الأثر الكبير في تحفيز روح الريادة والنشاطات الملازمة لروح الريادة في العمل وزيادة درجة التنافسية وتشجيع درجة الطموح.
* بدارسة طبيعة المستهلك والنمط العام للاستهلاك في السعودية، هل هناك حاجة لتطوير نوعية المنتجات؟
نحن نبذل الكثير من الوقت والجهد في عدد من شركاتنا لمحاولة دارسة وفهم الثقافة الإسلامية، ونطور فهما أقوى وأعمق وأوسع للفكر الإسلامي والبيئة الإسلامية وأنماط الاستهلاك المتعلقة بهما. كما نعتقد أن هناك فرصا كبيرة في محاولة تنمية فهم طبيعة المستهلك في السعودية وهي مهمة جدا في إطار عملياتنا وشركاتنا العاملة في السوق السعودية مع زيادة وتيرة النمو الاقتصادي في مناطق مثل الشرق الأوسط، وحتى في مناطق أخرى ذات غالبية إسلامية مثل اندونيسيا ذات عدد سكاني يقدر ب 240 مليون نسمة منهم 150 مليون مسلم ومسلمة، مع التذكير بان اندونيسيا هي من الدول الإحدى عشرة التي ينظر لها كاقتصاديات ذات النمو الأسرع وتحتوي على درجات النمو العالية وفرص واعدة . لذا فإن فهم الذهنية المسلمة والثقافة الإسلامية المرتبطة بها ستصبح ذات أهمية اكبر واكبر نظرا لأن مناطق متزايدة في العالم تتأثر بموضوع الثقافة الإسلامية.
كيف ترى تأثير “فهم الذهنية الإسلامية” التي تحدثت عنها في الجوانب التسويقية للشركات والمتعلقة بهويتها ونشاطاتها؟
أتمنى أن اعرف الجواب لهذا السؤال، يضحك، لكننا متأكدون أنها مختلفة كلية، ولذا فإن محاولة فهم أعمق عن الحوافز والحقائق المتعلقة هو أمر شديد الأهمية لشركائنا وعملائنا في السعودية وأجزاء أخرى من العالم… واعتقد أن منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بموضوع الهوية التجارية لا تحظى بنفس الدرجة من الأهمية بالمقارنة مع مناطق أخرى من العالم فمثلا في الصين والهند فيها مقدار اكبر من الاستثمار في الهوية أكثر من السعودية، فهي ليست على ما يجب أن تكون عليه من الدرجة والقوة.
* ماذا تقصد بذلك؟
أعني أنه يجب الاهتمام بها بشكل أكبر وأقوى، فهناك درجة من التشكيك فيما يتعلق بالهوية التجارية حتى في المجالات التي تكبر فيها درجة التنافسية بشكل أقوى، فيكون التركيز على المدى القصير من الناحية التسويقية عوضا عن بناء استراتيجيات طويلة الأمد متضمنة لإجراءات قوية فيما يتعلق ببناء الهوية المؤسساتية والتجارية والحفاظ عليها، وللعمل على ذلك يجب على الشركات الاستثمار في هذا المجال.
* بالنظر لتعاملاتك مع الشركات السعودية، ما هي الشركة السعودية التي كانت الأفضل في موضوع الهوية المؤسساتية؟
هذا السؤال خطير جداً… يضحك، لكن هناك أمثلة على مستوى القطاعات بشكل عام، حيث تعد قطاعات الاتصالات، المنتجات المحفوظة، الخدمات المالية هي الأبرز بعدها السيارات والتجزئة.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك