استوقفنـي كثيـرا الخبـر الذي تناقلته وكلات الأنبـاء بحمـاس شديد عن التبرع السخـي جدا الذي أعلنـه مهندس مايكروسوفت “الأعظـم” مستر بيل جيتس لصـالح جمعيتـه الخيرية – التي تُعنـى بالخدمـات التعليمية و الصحيـة لفقراء العالم – ، و الذي وصف أيضـاً بأنه التبرع الأكبـر في التاريخ المعـاصر ، إذ جـاء في بعض الأخبـار أنه قرر هو وزوجته أن لا يورثـا “العيال” أي شيء ، و أن كل ثـروة “آل جيتس” -و التي جعلت مستر بيل الرجـل الأغنـى في العـالم – ستذهب لتلك الجمعية الخيرية !!
حقيقـةً مثـل هذا التصرف لا يجعـل المرء الا أن يقف أمامه معجبـاً و مبهـوراً ، و الله عزّ وجلّ يقـول (اعدلـوا هو أقرب للتقوى) ، فلا ينبغـي لنـا أن لا نحمد و لا نمدح مثل هذا الفعـل الجميـل “في ما هو ظـاهر لنا” لمجرد أن الرجل من غير ملتنـا أو “ربعنـا” ، و لن يكون “نصّـوري” الأفضل عندما خصص عموده الثـامن “تكـرمون” في التعبير عن اعجـابه في ذاك الفعـل ، و لـو قدّر لي أن أرى مستر بيل و أقابله ، لعبرت له عن اعجـابي الشديد بمبادرته ، و أرفـع له “قبعتي” التي سأكون “لابسهـا” خصيصـا لذلك الموقف ، اذ أنه من الغير معقـول أن أرفـع لـمستر بيل “عقـال” رأسي الكبير لإمكانية أن يظن أنـي سوف “أمرخه” بهـا فلعله قد تنـابى لمسامعه أن “الأعراب” يستخدمون “العقـال” لزينـة “الكور” و كذلك كسلاح أبيض “عند الحـاجة” ، لكن حتـى و ان رفعـت “قبعتي” اعجـابا بمستر بيل ، إلاّ أن ذلك و بصـراحة سيكون بتوجس شديد !! وقد تتســاءلون لمــاذا؟؟
قبـل أن أشرع في التعليل و التحليل ، أريد أن ألفت الانتباه لوجود مثل هذه “الجودات” و “الطولات” في تاريخنـا (لاحظ تاريخنا بس!!) و “حِنّـــا” العرب الأصل عند الكرم و السخـاء فمنـا “الصِّــدِّيق” صـاحب المصطفـى صلى الله عليه و سلّـم و الذي انخـلع من كل مـاله أكثر من مرة ومنـا “الطّـائي” الذي أفنـى كل مـا يملك و عـرّض نفسه و أهـله للتهلكة بكرمه و سخـائـه ، لكن للأسف الشديد (و يـا عيب الشوم) أغنيـاؤنـا اليوم “صـايرين” مثـل جد البط دونالد في مجلّـة شخصيـات “ديـزنـي” لو تذكرونه ، “يتدوش” و يسبح في بحر الذهب و المال ، “مير” هو و الجود في جفـاء و بغضـاء حـتى عـلى عيـاله و أحفـاده “اللي الله سـاتر عليهم” !! و حـالهم هؤلاء الأثـريـاء – إلاّ مـا رحم ربّي – كحـال أحدنـا عندما يتبرع من “بوكه المتين والمليان” بخمسـة أو عشرة دراهم، ومن ثم يرفع رأسه للسمـاء و هو يغمغم “عسـاها مهـر للحور يا رب ، و مش أقل من خمس منهن !!” ، فكيـف الحــال إذا كان “الجـود” بكل الثـروة ؟؟
المهـم ، عوداً لـسبب “التوجـس” ، فأقول هو مـا علمنـاه من ارتبـاط جمعية بيل جيتس و حرمه المصون بجمعيـات العـائلة – المعـروفة جدا- “آل روكوفلر” ، و هذه الأخيرة هـي العائلـة “الأم” لأشهـر المنظمـات التي رسمـت و لا تزال ترسم على خريطة التاريخ المعـاصر كل مـآسي البشرية و مصـائبها ، ألا و هـي :
“المـــــــــــــاســــــــــــــونيّــــــــــــــ ــــة” !!
طبعـا مجرد ذكر اسم هذه المنظمة يكفـي أن يتسبب في احمرار أنوف و انتفاخ أوداج بعض الناس ، الذين سينعتون “أمثـالي” بضحـايا نظرية “المـؤامـرة” الذين لا يرون العالم إلا من خلال “زاويتـها” الضّيّقة جدا جاعلين من تلك النظرية شمّـاعة لتعليق كل “الانحطـاط” الذي نعيشه ، و لا أدري كيف قد يُـردّ على ذلك ، و لكن “شخصيــا” لم أزل دائمـا في كل قراءاتي و تحليلاتي لما يجري في عالمنـا أن أبتعد عن هذه النظرية المشؤومة بل و أن أشكك بهـا ، و لكن للأسـف لم أزدد إلا إيمانا بها ، و ذلك أن المنصـف لا يستطيع أن يغض نظره عن الارتباط الدائم للأحداث العظيمة التي تجري في العالم ، و بعض الشخصيـات “المشبوهة” في أن يصل لمثل هذا التصور ، “هنـاك مؤامـرة يا ناس!!”
أذن ، أن تتكرر زيـارات مستر جيتس لقصـور “آل روكوفلـر” قبل اعلانـه المشهـور و أن يعلـن “وارن بافيت” صـاحب أغنـى منظمة إعلامية أمريكية (و هو يهودي) ، بأنه أيضـا يفكر فعليـا في أن يصنـع في مـاله كمـا فعـل “آل جيتس” و لنفـس الجمعيـة ، و غيـر ذلك من الأمـور ، تجعـل الشخص لا يستطيع أن يبعد فكـرة “نظرية المــؤامـرة” عن كل هذا الذي نسمعـه !!
في النهــاية لا نقـول إلاّ “غـداّ تبدي لك الأيـام ما كـان خـافيـا” ، و حتـى يظهـر لنـا شيئا “مقنـعـاً” يقدح في نـزاهة صنيـع مستر بيل جيتس ، سأظـل رافعـا له “القبعـة” وليبقـى “العقـال” على حـاله ، مؤديا وظيفته الأساسية في تزيين “الكـور” لا أكثـر من ذلك.
ودمتـــم سالميــــــن
مـــــــــــــــــــــاشـــــــــــــــــــاء الله عليك
بكل أريحية وصدق أقولها استمتعت وأنا أقرء هذا المقال الرائع فقد أخرج لنا كاتب المقال نص سياسي فكاهي ناقد به ماأستطيع أن أصفه من الجمالية التي تسلب المتلقي واتجعله مسترسلا في قرائته ومتابعته..
أشكرك على هذا المقال أخي الكريم ولا تحرمنا كرمك بالكتابة في مثل هذا الأمور فبها نستنير ولا تفارقنا البسمة.
خالص الود
الاخفاء والاعلان اثنينهم محمودين .. المهم ما يخالطها إشراك في النيه وان تكون لوجه الله لا للرياء .. ” إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم .. ”
على كل حال .. نشكر فعل بيل جيتس ولا نشكره لشخصه … فهو فيه قبح ويكفي أنه يقول ويعتقد بأن ” المسيح بن الله ”
………….
……………..
……………….
………………………………………….. …..
بيل جيتس ينشر و يخبر انه بيتبرع بكذا كذا
واذا ييتوا للعرب ،،
ترى الاسلام يفضل التبرعات اللى تكون بالسر
شئ طبيعي انه ملايين الملايين كانت توصل الجمعيات الخيريه بس باسم فاعل خير
لنه الصدقه السريه افضل بوايد ،،
والدليل الشيخ ناصر بن زايد ( الله يرحمه و يغفر لله ) كان يتبرع و مايذكر اسمه والناس ماعرفت الا عقب ماتوفى
بس عن سالفه انه الورث كله للجمعيات الخيريه فهذا عمل طيب و يشكر عليه جيتس