منقول

سهيل” ترسم تاريخ رأس الخيمة والمحتل الاجنبي
الغلاف

رأس الخيمة : صدر مؤخراً لعبدالله الطابور رواية جديدة بعنوان “سهيل” والتي يؤرخ فيها لجزء مهم من تاريخ إمارة- رأس الخيمة والمؤثرات التي حاكها الإنجليز ضدها ودورهم في انتزاع جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى.

تتبع الرواية سيرة الشهيد سالم بن سهيل بن خميس والذي استشهد قبل قيام الاتحاد بيوم واحد أثناء معركة استمرت لمدة ثماني ساعات بين قوات العدو المدججة بأحدث الأسلحة وستة جنود يتولون الحراسة الليلية في مركز شرطة طنب الكبرى.

وتكتسب رواية ” سهيل ” أهميتها وفقاً لجريدة “الخليج” الإماراتية من المصادر والوثائق التي اعتمد عليها المؤلف واستطاع استغلالها على الوجه الأمثل ليقدم نصاً سردياً ينتقل المتلقي من خلاله عبر أجواء تألقه ما بين الوداعة والهمجية، أحلام بسطاء في مقابل اطماع غير مبررة يقول المؤلف عن مصادره: استمرت عملية جمع وتحقيق ودراسة المعلومات التاريخية التي وردت في هذه الرواية سنوات طويلة منذ عام ،1992 .

يستهل الطابور روايته بمناخات البراءة في قرية الحدبة التابعة لرأس الخيمة، تستمد البراءة جمالياتها من الأرض البكر والحياة البسيطة والهدوء المنشغل بذاته عن ضجيج الحياة الصاخبة ويقول الطابور: الحرية في هذه الأيام تعيش هدوءاً منقطع النظير وبدت كأنها تولد من جديد في رونق خاص كزهرة الورد أو كشجرة الحناء جميلة جذابة وفواحة.

تمتلئ رواية الطابور بمفردات الباحث التراثي أيضاً والتي ساعدته حسبما ذكرت “الخليج” على بناء عالم متماسك وممتع فتنتقل معه عبر الوديان ونتعرف إلى عادات السكان وتجاربهم وخلفياتهم الاجتماعية والتي تؤهل القارئ ليبدأ في الدخول إلى عالم سهيل بن خميس والد الشهيد سالم، وفي يوم مولد هذا الأخير تقترب أكثر من تلك العادات ونظل نتتبع حياة “سالم” حتى التحاقه بالشرطة في رأس الخيمة ومقابلته لرئيسها بيغن الانجليزي ومن خلال الحوار بين الاثنين يبرز الطابور معنى الوطن الكامن في قلب سالم فعندما يقول سالم لبيغن “أنا أريد أن أكون جندياً” يرد عليه قائلاً “جندي في خدمتنا” فيقول سالم ” لا في خدمة الوطن” .

ان اعتماد المؤلف على الوثائق المتنوعة ، وفق صحيفة ” الخليج ” ، ساعده على إبراز المؤامرات الانجليزية لانتزاع الجزر من الامارات، فنجد في السرد شخصيات سياسية عربية وإيرانية وغربية تفضل الجانب التاريخي لهذه المسألة وتضع القارئ في قلب الحدث، ويبدأ تصوير المؤلف للغزو على النحو التالي: طنب الكبرى في منتصف الليل هادئة ينام أهلها على حكايات الصيادين الذين يخرجون كل يوم لصيد السمك من النيوات القريبة المحيطة بالجزيرة، هدوء غير طبيعي يلف طنب وعبر لغة سريعة ومقاطع مؤثرة يصور لنا المؤلف سقوط طنب في أيدي الغزاة واستشهاد سالم بن سهيل وهو يحاول رفع علم بلاده ويقول: في هذه اللحظة حاول مجموعة من الجنود الإيرانيين إسقاط العلم من السارية بتوجيه طلقات أسلحتهم عليه، لكن معظم زخات الرصاص المنطلقة لم تصب العلم ولما رأى سهيل تركيز الجنود الإيرانيين طلقاتهم على العلم زحف بسرعة باتجاه سارية العلم، زحف سهيل إلى عمود السارية وكانت بندقيته مصوبة أمامه محاولاً الدفاع عن رمز الوطن وعزته، ثم رفع صدره يستطلع أمامه فما أحس إلا بالرصاص ينصب عليه من كل جانب لم تهدأ الطلقات أخذت تأكل كل جسمه النحيل، لقد استطاعت الرواية التأريخ لسيرة بطل والدفاع عن قضية وطن لا تموت أبداً.

One thought on “سهيل” ترسم تاريخ رأس الخيمة والمحتل الاجنبي

Comments are closed.