الخميس 25 رمضان 1429هـ – 25 سبتمبر2008م
سوق مضاربات وسوق أزمات
ماضي الماضي
المصريون ينطقون القاف همزة وينطقون الثاء سيناً والذال زاياً ولهذا يتكلف صديقي الكاتب المصري عندما نتحاور لينطق الاحرف بالنطق الصحيح حتى يتجاوز انتقادي له إلا كلمة واحدة ارجوه دوماً ان لا يغيرها وهو عندما يسألني عن سوق المال فيقول (ايه اخبار السوء) فأجيبه يزداد كل يوم سوءاً .
هذه الحقيقية نراها اوضح من عين الشمس منذ فبراير 2006وحتى يومنا هذا فسوقنا انخفض منذ بداية العام الحالي وحتى 9/16بنسبة 31.27% اي ( 3452نقطة) فالتسعة اشهر التى انقضت من هذا العام شهرين فقط انتهت بلون اخضر (فبراير 616نقطة ابريل 1117نقطة) وسبعة انتهت بلون احمر (يناير 1500مارس 1156مايو 574يونيو 129يوليو 611اغسطس 17والنصف من سبتمبر 1199)
ترى ماهي الحالة النفسية التي عاشها اي مستثمر خلال تسعة اشهر وهو ينتظر ان ينتهي العام بتحقيق نسبة ايجابية تحقق له ربحاً من خلال استثمار عام كامل ولكن العام يقترب والنتائج تزداد سوءاً (بلغة كرة القدم باقي من الزمن 26دقيقة والنتيجة 7- 2فهل سيعوض فريق المستثمرين النتيجة اما ينهيها فريق المضاربين 10- 2؟
فالمضاربون يعيشون حالة يومية تبدأ في الصباح وتنتهي قبل العصر فهم يتعاملون مع السوق كحلبة ملاكمة او مصارعة مكونة من جولات جولة تفوز فيها وجولة تخسر فيها وجولة تتعادل فيها ولكن لكل نزال نهاية سواء انتهت بالضربة القاضية او بسقوط الخصم ارضاً اوانتهاء العد دون النهوض وهو مايحدث للمستثمرين كل يوم حيث يرفع المضارب يده بالانتصار بينما المستثمر على الارض في اعياء مما وجه له من لكمات او رفسات ولهذا فاسم مضاربين يليق بهم أليست الملاكمة والمصارعة هي رياضة المضاربة .
مديرو اعمال هؤلاء المصارعين والملاكمين يعيشون على الاستفادة من كل خبر اعلامي ولهذا فالمضاربون في السوق هم اكبر المستفيدين من الازمات واي خبر حقيقي او اشاعة لابد من ان يستفيدوا منه سواء كان لهم علاقة به او لايعرفونه فهم يستفدون من الخبر ومن الاشاعة ومن اي شيء افلاس ليمان برذرز او توهان قارب صيد ايراني واقترابه من بارجة امريكية او انخفاض سعر برميل البترول دولاراً او انخفاض الدولار مليوناً في الالف حتى لو اصيب بيل جيتس بزكام المهم ان الازمات تخلق المزيد من الفرص اليومية للبيع والشراء فعمر السوق عندهم اربع ساعات اما غيرهم فعمر السوق عنده عام ومع هذا فلقد كسب صاحب الساعات وخسر صاحب الأشهر بدليل انخفاض السوق نسبة 32% حتى الان والغريب ان الشركات تزيد والمؤشر ينخفض ولهذا فانخفاض المؤشر يفوق هذه النسبة بكثير … (الم نكن فوق عشرين الفاً بنصف هذه الشركات فكيف تضاعفت شركاتنا وانخفض مؤشرنا إلى الثلث …
لقد تعب المستثمر من المحللين ومن المواقع الاقتصادية ومن كل شيء فكل يغني على ليلاه وان كان لدى سيف الدولة متنبي واحد فنحن في زمان آلاف المتنبين (بالسوق) ولكن المتضررين وحدهم من يرددون بيت المتنبي مخاطبين السوق
يا اعدل الناس الا في معاملتي
فيك الخصام وانت الخصم والحكم
ويخاطبون المضاربين بهذا البيت
اعيذها نظرات منك واضحة
ان تحسب الشحم في من شحمه ورم
فإلى متى سيبقى هذا الورم بعد ان اخذ السوق اللحم والشحم .
انا اتوقع انه بعد افلاس ليمان برذرز قد تتفتق اذهان المضاربين عن فكرة خبيثة تنبثق من شركات التأمين (هذه الشركات التى لاتمثل رؤوس اموالها مجتمعة ربع ربح اي ربع في سابك) ومع ذلك فسعر سهم اي واحدة منها يفوق سعر سابك بمرة والاتصالات بخمس مرات والانماء بعشر مرات) اما الفكرة فهي (قطة مضاربين) وافلاس اي شركة تأمين من ذوات الخمسين مليون وعندها يستطيعون تخفيض السوق إلى 20% في يومين وبعدها يكسبون 40% ويؤسسون بجزء من ارباح 10شركات تأمين جديدة بدل الشركة المفقودة .
الحقيقية اننا لسنا سوق مضاربات فقط بل سوق الاستفادة من الازمات ولعل بقاءنا السوق الوحيدة في الخليج التي يبدأ الاسبوع فيها يوم السبت يساهم في ذلك فنحن نتأزم السبت لاننا لوحدنا ونتأزم الاحد مع بقية الاشقاء في الخليج (لان هذا واجبنا) ولهذا سنتأزم محلياً وخليجياً وعربياً ودولياً طالما ان هذه الازمات تأخذ من جيوب المستثمرين لتصب في جيوب المضاربين … والا هل يعقل ان من يبحث عن مكسب 10% في العام ينهي عامه بخسارة 40% اي استثمار هذا الذي يقضي عليك بالضربة القاضية في جولتين؟؟…
واي سوء اسوأ من هذا السوء .؟؟؟؟ ..
* نقلا عن جريدة “الرياض” السعودية.
عاش المضاربون ……………. بقياده جمبري لنك
المضاربه هي الحل الوحيد والناجح لسوق لا يرحم فيه الكبير
الصغير …………. البس دروعك والخوذه وادخل الخندق واغتنم
الفرصه للانقضاض على فريستك ………………