شجاعة سيدة عجوز

احترق مسكنها فألقت بأحفادها الثلاثة من الثالث وأنقذتهم

أيمن السباعي
أنقذت سيدة عجوز بمنطقة بولاق أبو العلا أحفادها الثلاثة الصغار من الموت حرقاً بإلقائهم من بلكونة الشقة التي اشتعلت بها النيران ليلاً بالطابق الثالث علي غطاء سيارة امسك بأطرافه الأهالي أسفل المنزل لحمايتهم ثم قفزت الجدة خلفهم لتصاب بكسور ولفظت أنفاسها الأخيرة في المستشفي. لعب الأحفاد الذين كانوا في زيارتها بأعواد الكبريت لتقع المأساة التي دارت أحداثها علي طريقة أفلام السينما.

حكاية السيدة العجوز واسمها عايدة عبد الواحد “62 سنة” مثلاً رائعاً للبطولة والشجاعة بدأت قصتها المثيرة عندما كان أحفادها الثلاثة الأشقاء الصغار زياد “7 سنوات” ومحمد “5 سنوات” وشهد “3 سنوات” في زيارتها في شقتها بالطابق الثالث بأحد العقارات القديمة بمنطقة بولاق أبو العلا خلف مبني الإذاعة والتليفزيون بالعاصمة وأثناء وجودهم معها ليؤنسوا وحدتها قاموا بمغافلتها بعد منتصف الليل وامسك أحدهم بأعواد الكبريت للعب بها علي السرير فسقط أحدها مشتعلاً ليمسك بالغرفة وتمتد ألسنة اللهب بسرعة البرق في المسكن الذي تقيم فيه بمفردها لقدمه وتهالكه في هذا الوقت المتأخر من الليل فلم تملك سوي الصراخ والاستغاثة ولكن لم يستطع أحد الصعود إليها من الجيران لغلق الباب الخارجي وشدة النيران.

أبلغ الأهالي رجال ألمطافي لإخماد ألسنة اللهب وفي دقائق امسكوا بغطاء أحدي السيارات الموجودة من أطرافه الأربعة ووقفوا به أسفل العقار الذي يحترق بأفراد الأسرة وقامت الجدة بالإمساك بالأطفال الثلاثة واحداً بعد الآخر وهم يبكون في حالة فزع وانهيار وألقت بهم من البلكونة في غطاء السيارة الذي كان حماية لهم وبعدها قفزت الجدة هي الأخرى ولكنها أصيبت بكسور ونقلت للمستشفي للعلاج لكن الصدمة التي تعرضت لها في هذا الحادث أدت إلي وفاتها .

انتقل قيادات أمن القاهرة ورجال مباحث قسم شرطة بولاق أبو العلا إلي مكان البلاغ وتم تهدئة الأطفال الثلاثة وإسعافهم من بعض الاختناقات التي حدثت لهم من شدة الدخان وحالة الفزع التي غاشوها في الحادث واستدعاء أسرتهم لتسليمهم لها وتحرر محضر بالواقعة وتولي أمجد المنوفي رئيس نيابة بولاق أبو العلا التحقيق في الحادث وصرح بدفن جثة الجدة.

2 thoughts on “شجاعة سيدة عجوز احترق مسكنها فألقت بأحفادها الثلاثة من الثالث وأنقذتهم

Comments are closed.