بعد سابق قيام حكومة أبو ظبى بتقديم دعم من خلال المصرف المركزى الإماراتى بقيمة 20 مليار دولار مقابل سندات مصدرة من إمارة دبى
و بعد لاحق قيام إمارة أبو ظبى بتقديم دعم فورى بقيمة 10 مليار دولار للمساهمة فى سداد صكوك شركة نخيل و تدعيم موقف الأقساط الأخرى للديون أو الفوائد المستحقة خلال فترات قصيرة
و السؤال الذى يطرح نفسه بقوة لماذا تم الإعلان عن تأجيل الديون ثم فجأة تتدخل حكومة أبو ظبى فى أخر لحظة ؟
و السؤال المتزامن مع السؤال الول و الأكثر إلحاحاً فى أذهان الجميع
هل سيتكرر هذا السيناريو مع كل إستحقاق لأقساط الديون أو الفوائد ؟
قد تكون الإجابة المبسطة عن السؤال الأول أن حكومة إمارة دبى قررت بإشعال الفتيل و تفجير المفاجأة و الضغط على الدائنين فيما يمكن أن نطلق عليه جس النبض للوقوف على مدى إحتمالية موافقة الدائنين على التأجيل و بالتالى فهو مكسب للوقت و لكن من الواضح أنه كان هناك تعنت واضح من الدائنين و لذلك قررت حكومة أبو ظبى التدخل فى أخر لحظة
و قد تكون الإجابة المبسطة للسؤال الثانى أن الأمر سيتكرر ما لم تعلن خطة واضحة و برنامج دقيق لمرحلة سداد الأقساط القريبة الإستحقاق
و نأتى للسؤال الأكثر أهمية هل ستتعرض الأسواق مع إستحقاق كل قسط لتلك الهزة العنيفة ؟
مجرد إقتراح بسيط قد يحل المسألة من جذورها تماماً
ما دامت حكومة أبو ظبى مستمرة فى تقديم الدعم لصالح الكيان الأكبر و ما دمنا نرغب جميعاً فى تفرغ إمارة دبى فى إعادة هيكلة الشركات المتعثرة و رتق الصدع الحادث بعد الأزمة فى النواحى الإقتصادية المختلفة بعيداً عن أى ضغوط خارجية و ما دامت هناك نبرات غربية تثق فى دعم أبو ظبى لدبى
الحل ببساطة إستثمار التوجه الغربى لإمارة أبو ظبى و ذلك بقيام حكومة أبو ظبى من خلال أذرعها الإستثمارية أو من خلال حكومتها فى شراء الديون المتعلقة بحكومة إمارة دبى و شركاتها ثم إعادة توريق هذه الديون فى شكل سندات محلية و عالمية تحت مسمى حكومة أبو ظبى
التفاوض الأن بشأن شراء تلك الديون سيتيح مرونة كبيرة لحكومة أبو ظبى أو أذرعها الإستثمارية فى شراء تلك الديون بأسعار تنافسية تخفف من كاهل أعباء خدمتها على حكومة دبى و سنضرب عصفوراً أخر بإبعاد أى ضغوط خارجية على إمارة دبى و ندعها تتفرغ لإعادة البناء لصالح الكيان الكبير
مجرد وجهة نظر قد تحتمل الخطأ و الصواب
العزيز رينمان
اشكرك على مجاملتك الرقيقة ..وانا موجود دائما ..لكن احيانا يصيبني احباط شديد من بعض الاخبار العربية ..فالتفجيرات تحصد مئات من الضحايامن المدنيين صباح كل يوم في بغداد ..وحكومتين ورئيسين للوزراء على5 %من ارض فلسطين وحتى ال5% لازالت محتلة !!! وجولد مان اليهودي يقول هناك جرائم حرب اسرائيلية في غزة ..وجماعتنا يعطوهم براءة حرصا على استمرار عملية السلام ..وليفني تسرح وتمرح شرقا وغربا في طول البلاد العربية وعرضها على البساط الاحمر و القضاء البريطاني يصدر امرا بالقبض عليها كمجرمة حرب .. ربما انا المغرق في المثالية الان لكن اشكرك على ردك المقنع جدا ..ونأمل ان تنزاح الغمة قريبا.
تقبل تحياتي.
كتبت مشاركة لهذا الموضوع عبارة عن 15 سطر تقريبا بس للاسف يوم جيت اضيفه امتسح..
عالعموم انا اعتقادي
انه سياسات ابوظبي المدروسة افضل من العشوائية .. ولا يزعل البعض مني لانه فعلا سياسات دبي كانت عشواءية
وفالنهاية هذه الشركة اللي هزت الدولة كلها هي شركة خاصة مب حكومية
ابوظبي ودبي وكل الامارات هي دولة واحدة
أخى الكريم hawk77
الغائب الحاضر دائماً و المصر على حرماننا من قلمه و فكره الراقى
للواقعية و المثالية أوجه كثيرة و كل ينظر لها وفقاً لرؤيته
فهناك البعض الذى يرى تدخل أبو ظبى الدائم لمساندة دبى هو خارج نطاق الواقعية و أنه ينبغى على دبى تحمل تبعات سياستها
و هناك البعض الذى يتحدث بمثالية من منطلق أن مساندة أبو ظبى لدبى هى أمر واجب من منطلق مساندة الجار للجار و زى ما بنقول فى مصر ” النبى أوصى على سابع جار ” فما بالك بأول الجيران
المنطق يقودنا دائماً عند تحليل المواقف أن نتحسس الأرضية التى نقف عليها و كافة الظروف المحيطة بالحدث حتى نستطيع أن نستخلص التحليل الأقرب للصواب
و من هذا المنطلق فإن تحليل العلاقات العربية فيما بينها حتى مع ظروف الإبتعاد و الفرقة التى نشاهدها فإن الواقعية تفرض علينا أن نأخذ طبيعة الشخصية العربية الأصيلة فى الإعتبار
فعلى سبيل المثال عندما دعمت كافة الدول العربية مصر خلال حرب الإستنزاف و حرب أكتوبر و ما تلاها حتى إتفاقية كامب دافيد المشئومة و كانت خزائن الإمارات و السعودية و باقى دول الخليج مفتوحة أمام مصر بخلاف الدعم المعنوى فى صور كتائب من الجنود من ليبيا و الجزائر و السودان و باقى الدول العربية و الموقف الرائع لحكيم العرب الشيخ زايد رحمه الله و الملك فيصل و فرارهما الجرئ بقطع إمدادات النفط عن الغرب و ما كان خلفه هذا القرار من الدخول فى خصومة مع الغرب كانوا فى منأى عتها
فهل نعتبر تلك المواقف و الأفعال ” مثالية ” و ليست ” واقعية ”
الواقعية نقول أن طبيعة تلك المرحلة كانت تتسم بالبعد القومى العربى و أن ما حدث كان يتسق و طبيعة المرحلة و أى فعل مخالف كان سيعد شاذاً و خارج السياق بينما المنطق كان يقول أن الإبتعاد عن لهيب الصراع هو عين العقل و الحكمة و لكن الواقعية غلبت على المنطق و أصبحت النظرة المثالية للأمر هى منتهى الواقعية لمن فطن لطبيعة الشخصية العربية أنذاك
و قد يقول قائل و ما علاقة هذا المثال بما نحن فيه فتلك كانت ظروف حرب دائرة و لا مجال للتمثيل
و نقول و ما نحن فيه الأن هى حرب من منظور إقتصادى و لابد من إتخاذ موقف موحد لحسم نتيجة الصراع
” فى الإتحاد قوة ” و ما قيام الكيان الإتحادى الإماراتى إلا للتكامل و التساند و إحلال كيان أكبر محل الكيانات الأصغر
عندما قام الإتحاد كانت الظروف العالمية المحيطة مختلفة و التحديات أقل و لذلك إتخذ ذلك المسار الذى تفضلت و طرحته من حصة كل إمارة فى الكيان الأكبر
و لكن الواقعية تفرض الأن إعادة النظر فى شكل و طبيعة العلاقات من منطلق تزايد التحديات و إختلاف الظروف المحيطة و ليس هناك ما يمنع من وجود مرونة التغيير لصالح الكيان الأكبر
إختلاف النظرة و السياسة الإقتصادية بين دبى و أبو ظبى هو أدعى لمزيد من التكامل و الإنصهار الإقتصادى فتحفظ أبو ظبى سيحد من جموح دبى و بالتالى سيتولد لدينا نظاماً إقتصادياً أقوى فى الحجم و الفكر و المضمون
ما نشاهده حالياً من النظرة الواقعية هو قيام أبو ظبى بإحلال دين مقابل دين أخر و ما يتم سداده من فوائد و أقساط لم يتم فى نطاق حركة تشغيلية و أرباح متولدة و إنما من خلال سندات جديدة و هو ما سيزيد عبء خدمة الدين و سنجد فى النهاية أن أعباء خدمة الدين ستفوق حجم الديون الأصلية
شراء أبو ظبى لديون دبى هو إحلال دائن مكان أخر مع الأخذ فى الإعتبار الخلاف الجوهرى بين طبيعة الدائن الجديد و الدائن القديم
شراء أبو ظبى للديون بالتنسيق مع دبى سيجعلنا أمام ورقة عمل إقتصادية شبه موحدة و ستزيد من قوة الكيان الإتحادى و ربما نرى مزيداً من ذلك فى المستقبل فنخرج بورقة عمل إقتصادية موحدة على مستوى الكيان الإتحادى الكبير
التخلى عن المثاليات قد يدفعنا أحياناً إلى التورط فى الحماقات و التعمق فى الواقعيات قد يدفعنا إلى الجمود و البعد عن المرونة
إذاً المنطق يقول نعم للمثاليات و نعم للواقعيات و الفطن هو من يستطيع أن يصل للخلطة السحرية فيما بينهما
أشكرك أخى لهيب النار على مداخلتك القيمة
و لكن الضربة ستكون موجهة للأجانب و ستكون بداية جيدة لإعادة إصلاح الخلل فى تركيبة السيولة الأجنبية بالإقتصاد المحلى و إعادة الحصان أمام العربة و تعديل هيكل الرافعة المالية المستخدم كما يمكن إعتبارها حجر لبنة فى منظومة إقتصادية جديدة تثرى من العمل الإتحادى لصالح الكيان الأكبر ” الإمارات العربية ” كدولة و فى ذات الوقت نتخلى عن نغمة العزف المنفرد التى يمارسها الغرب فى الحديث المنفصل عن دبى و أبو ظبى و هو ما سيثير الفتنة فى المستقبل
لن يتم هذا المقترح إلا بعد الإتفاق المباشر بين حكومتى أبو ظبى و دبى و دراسة أفضل السبل لتحقيقه بما فيه مصلحة الجميع و بالتالى لن يكون هناك مجال لنبرة الإستحواذ أو كلمة الدعم
بقاء الوضع كما هو حاصل الأن دون نشر أى تفاصيل عن حقيقة الدعم الموجه من أبو ظبى و دبى و ما المقابل له هو ما يفتح الأبواب على مصراعيها أمام هواة الإصطياد فى الماء العكر للحديث عن تلك الإشاعات التى تفضلت و طرحتها فى مداخلتك