د. صنهات بدر العتيبي
هل أصبحت بعض الشركات المساهمة لدينا شركات عائلية؟. يبدو أن بعض هذه الشركات التي يعمر في قيادتها المدير العام عشرين حولاً ولا يسأم!! ويقيم فيها رئيس مجلس الإدارة كمثل جبل “عسيب” هذه الشركات تدخل في عداد المؤسسات العائلية أكثر منها شركات مساهمة يملكها عدد كبير من عامة الناس.
هذه الظاهرة موجودة في أغلب دول العالم، ولكن لدينا لها “طعم” خاص لأن بعض الشركات التي يصر على توليها المدير العام أو رئيس مجلس الإدارة دهراً من الزمن ليس فيها مطمع مادي بسبب تردي نتائجها وترنح مسيرتها ما يلقي الكثير من الشكوك حول كفاءة الإدارة المزمنة!! نفسها, وكذلك يثار النقاش حول الأهداف من التشبث بالكرسي الدوار!!.
إذا كانت الشركة المساهمة التي تعمل في مجال جيد تستمر لسنوات في تحقيق نتائج مخيبة للآمال خاصة آمال عموم الملاك والصغار منهم بالذات فلماذا تستمر الإدارة (المدير العام) في إصرار عجيب وكأنه لم يحدث ما يعكر صفو العلاقة بين المدير العام والجهة المسؤولة عن تعيينه ومحاسبته (مجلس الإدارة).
السبب الحقيقي، يا سادة (أعني أعضاء الجمعية العمومية)، هو تحول العلاقة بين المدير العام ومجلس الإدارة إلى “وصال سياسي” يعج بالود والود المقابل وروح الفريق وتبعاً لذلك تذبل “العلاقة الإدارية” التي تثمن الرقابة والمتابعة والتوجيه وينسحب مبدأ الثواب والعقاب تحت سياط المصالح المشتركة.
أما بالنسبة لأهداف التشبث بالسلطة في الشركات المساهمة فهي في غالبها لا تخرج من مفهوم “شيخ القبيلة” الذي لا ينازعه أحد ويشينه أن يترك “عرش” الشركة حتى يصل الدم إلى الركب. بقدرة قادر، يتحول كرسي القيادة في الشركات المساهمة بسهولة متناهية إلى مسألة شخصية تمس “شخص” المدير وليس عمله وإنجازاته فيصبح الخلاص من المدير مناط الأداء الاجتماعي والسياسي وليس الإداري والاحترافي.
الديمومة في قيادة الشركات المساهمة تتعارض حتى الصداع مع أسس الإدارة الاحترافية التي يحبذ تقييم المدير ومن ثم الإدارة التنفيذية بناء معايير الأداء وليس حسب علاقاته وتحركاته السياسية المتلونة. المشكلة أنه مع مرور الوقت ولنقل السنوات تتحول الشركة برمتها إلى “بيت ثان” للمدير ومجلس الإدارة والأعوان من صغار المديرين الذين تم تجميعهم وأخذ المواثيق منهم بالسمع والطاعة وهذا يعلل إلى حد ما كيف يمر الزمن وبعض الشركات المساهمة تنمو وفق مقولة “مكانك سر”!!.
المغلوب الحقيقي في خضم التنسيق المستمر بين أعضاء القيادة المركزية للشركة المساهمة!! هم صغار المساهمين من أعضاء الجمعية العمومية والذين يفترض أن تكون لهم الصولة والجولة في تعيين ومحاسبة مجلس الإدارة ولكن هيهات لهم ذلك.
في الشركات العالمية الرائدة يعتمدون مبدأ “تدوير المديرين” ويثبتون فوائد جمة لمثل هذا التصرف الإداري الاحترافي حيث إن المدير العام الذي يعيش تحت وطأة المنافسة من قبل المديرين الآخرين سوف يتحرك ويعمل وينجز لتحقيق مكاسب تضاف لسيرته الذاتية، ومن ثم تحقيق مكاسب للشركة أما المدير العام الذي لا يستشعر “هم” المنافسة وفقدان المزايا الخاصة فلن يجاهد إلا من قبيل المحافظة على الوضع الراهن إلى حين!!.
* نقلاً عن جريدة “الرياض” السعودية
اود ان اعقب على كلام الدكتور واقوله انه نسى شي بعد ان كبار المساهمين في بعض الشركات عندنا في الدولة يستخدمون اسلوب تطفيش المساهمين الصغار من الشركة نفس الي حاصل في الاسمنتات وبلدكو والجرافات من يرتفع شوي رشوه ونزلوه يبون يكون هم المسيطرين على هذه السهم ومما يؤكد هذه الكلام ان اغلب المساهمين في الشركات القديمة لا يعرفون شي عن الشركة وبعضهم بسبب ردات التخصيص ما يسال عن الارباح ولا عن اجتماعات الجمعيه العمومية
ارباب