صراع على الرمال

ويعتبر هذا المسلسل أضخم إنتاج عربي ، وكما يعتبر هذا العمل الأضخم في صيغة إنتاجه عربيا ينظر لهذه التجربة بتفوق وتميز وفق معايير بناء الأعمال الكبيرة المنفذة عالميا من خلال حروب حقيقية حققتها أهم الخبرات وأعظم الفرسان الذين حضروا موقع التصوير في مراكش وأدهشهم أن يكون هناك إنتاج عربي بهذا القدر من الإنتاج والمجاميع والكومبارس.

يذكر ان العمل من انتاج المكتب الاعلامي بدبي واخراج الفنان حاتم علي، وكان المؤلف هاني السعدي قد كتب هذا العمل مبدئيا فيما تابع الفنان هشام كفارنة تحويله للهجة البدوية.

ومضى تصوير العمل وفق أربع مراحل رئيسية مقسمة بتسلسل زمني مخطط له من قبل جهة الإنتاج.. حيث بدأت المرحلة الأولى في صحراء المغرب والمرحلة الثانية في تدمر السورية والثالثة في دبي في صحراء مرموم حيث التقط المخرج بعض المشاهد الحيوية في تلك المنطقة على الطريق بين دبي والعين. وعاد طاقم العمل إلى المغرب من جديد ليكون تصوير المحطة الأخيرة هناك وفي منطقة واسعة جنوب مراكش حيث جرى تصوير أعتى المعارك الحربية بمشاركة ألف من الكومبارس و150 فارسا مدربين تدريبا على كل مهارات القتال الفردي والجماعي ناهيك عن خيول سبق لها المشاركة في أفلام عالمية ضخمة.

وقال أحمد الشيخ المرافق الإعلامي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات حاكم دبي أن “صراع على الرمال” تجربة فنية إنتاجية اعتمدت على أحدث التقنيات العالمية والخبرات الخاصة من أجل الخروج بنتائج متفردة على صعيد الشكل والمضمون.

وأضاف “حاولنا جاهدين إتمام تصوير هذا العمل على أكمل وجه وأزعم أن كل العاملين فيه قد قاموا بواجبهم تماما وقدموا كل ما لديهم بإحساس عال بالمسؤولية بأن هذا العمل هو عملهم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وبطبيعة الحال وصلنا لنتائج جيدة وايجابية في التعاطي فنيا وإنتاجيا مع هذا العمل الذي يمكن أن نقول ان أهم الخبرات الموجودة في العالم سخرت من أجله ومن أجل أن يخرج بصورة مشرفة كي يلقى متابعة واهتمام الأسرة العربية وهي تتابع تفاصيله على شاشات البث العربي خلال شهر رمضان المقبل”.

واذا كان هناك أرقام أشارت الى أن هذا العمل بلغت تكلفته ستة ملايين دولار فان الأرقام النهائية ربما لم تقف عند هذا المبلغ. ويبدو أن جهة الانتاج حريصة على أن يخدم هذا العمل إنتاجيا حتى لحظة عرضه على الشاشات ليكون صاحب اكبر ميزانية عرفتها الدراما العربية تلفزيونيا وسينمائيا.

وانتهى المخرج حاتم علي من التصوير وهو ما زال يردد أن هذا العمل سيقلب معايير الدراما العربية وسيكون منافسا عالميا وليس عربيا لان كل ما فيه قدم على أكمل وجه اذ أن السخاء الإنتاجي يعتبر حالة فريدة في مختلف الأعمال التي عمل بها مع الأخذ بعين الاعتبار أن تسعة أعمال كبيرة قادها حاتم علي بنجاح خلال السنوات العشر الماضية ولكنه يرى في هذا العمل درسا في الإنتاج والتنفيذ والتنظيم والتخطيط والإعداد المسبق له.

وقال حاتم علي في تصريحات له “كان جزء من حماسي للمشروع أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذا الرجل العربي الاستثنائي خلف أشعاره وحكايته”. واضاف “أنا انظر باحترام شديد لتجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وتحديدا لتجربته الشعرية الدرامية والحياتية.. هو لم يحقق معجزة عمرانية في الصحراء العربية بل معجرة حضارية في هذه المنطقة والثقافة والفن هي جزء من هذا اللفتة الحضارية وهذا العمل تنبع أهميته من أنه مستوحي من خيال وأشعار ودعم الشيخ محمد بن راشد

وأؤكد أننا تعاملنا مع هذا المشروع بجدية شديدة وحاولنا أن نتوصل إلى رؤية متطورة ذات سوية عالية من أجل تقديم عمل جذاب وممتع ومقنع من الناحية الدرامية”. وأكد المخرج حاتم علي انه تعامل مع هذا العمل بمنطق مختلف يقوم على إعادة إنتاجه بكل تفاصيله الاجتماعية والاقتصادية ورد الأحداث إلى زمان ومكان محددين.

وقال انه انطلاقا من هذا يمكن اعتبار “صراع على الرمال” عملا تاريخيا بامتياز لأن الأحداث تعود إلى القرن الثامن عشر إبان الاحتلال العثماني في مكان معروف على أطراف شبه الجزيرة العربية”. واشار الى ان العمل يطرح قضايا مهمة عبر معالجة فكرية وفنية غنية لشخصيات درامية مكتوبة على مستوى عال.

وأضاف “وبالتالي كل ذلك يحيلنا إلى تناول مختلف عما هو سائد بتحديد بيئة الزمان مكانيا وزمانيا وجزء كبير من نجاح العمل الفني هو تحقيق المتعة التي سعيت كمخرج لتقديمها وقد جهزت لي كل الإمكانيات المتاحة ولا أذكر أنني طالبت بأمر ولم يجهز مهما كانت صعوبته.. أعترف بأنني لم أحظ بتسهيلات كهذه في كل الأعمال التي قدمتها في السابق”.

من ناحيته أكد ريكاردو كرم صاحب أشهر إسطبلات أوروبا للخيول النادرة ومصمم معارك أشهر حروب الأفلام التاريخية الضخمة أن العمل كان بمثابة تجربة جديدة تضاف إلى رصيده كمصمم للمعارك. وقال ريكاردو في هذا السياق “تعلمت الكثير من هذه التجربة وقدمت حلولا واقتراحات لم أقدمها من قبل.. أنا فخور بهذه التجربة وأسعى لأن أشاهدها بعد أن انتهينا من التصوير.. لقد فوجئت بهذا الإنتاج وفهمت الأجواء الأصيلة التي ينفذ العمل من خلالها وأستطيع القول أنني دفعت بأهم خيول إسطبلاتي لأول مرة في هذا العمل الذي أراه عالميا بكل المقاييس وأتمنى أن يعرض في أوروبا لأنني أراهن على تفوقه وتميزه”.

تجدر الإشارة هنا إلى أن العمل ضم أهم أربعة خيول يمكن أن تجتمع في عمل درامي واحد فمن فيلم “المصارع” شارك حصان من أندر أنواع الخيول في العالم وأقواها ومن “الساموراي الاخير” شارك حصان الممثل الأميركي توم كروز الذي كان أحد عناصر نجاح هذا الفيلم في حين شارك حصان صلاح الدين في فيلم “مملكة السماء” الى جانب أربعين حصانا شاركوا في أعمال سينمائية عالمية.

وقالت نجمة العمل الفنانة صبا مبارك أن هذا العمل يشكل تحدي لمستقبل الدراما التلفزيونية العربية وأن الطريقة التي نفذ بها إخراجيا وإنتاجيا وتقنيا تعتبر مثالية للغاية قياسا بالأعمال التي سبق وان شاركت بها.

وتجزم صبا أن اللهجة التي ستحمل أفكار العمل تقدم لأول مرة في مسلسل عربي وفيها الكثير من العناية بالمصلحات والكلمات التوثيقية لمرحلة لم تتطرق لها الدراما من قبل. من ناحيته قال الفنان السوري تيم حسن أن العمل كبير بكل المواصفات وهو جدير بأن ينافس في شهر رمضان المقبل لا سيما وأن عملا عربيا لم ينفذ بتلك الإمكانيات الهائلة.

بينما رأس الفنان عبد المنعم عمايري في العمل حالة استثنائية فريدة تعيشها الدراما العربية فثمة الكثير سيحكي عنه الفنانون والفرسان في المستقبل وثمة الكثير من المشاهد المدهشة التي ستنال إعجاب كل من يشاهدها. وقال عمايري “كان إحساسنا بالمسؤولية كبيرا ونحن ننفذ عملنا وإن شاء الله نكون عند حسن ظن المشاهدين في الشهر الفضيل”.

ومن جانبها قالت الفنانة القديرة منى واصف أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “ليس حارثا للبحر فقط بل صائدا للغيوم وللأفكار الكبيرة”. وقالت انها حينما علمت بأمر العمل وافقت فورا لأن الكبار يقدمون أعمالا كبيرة في كل مكان ولا يقبلون بغير التميز والتربع على عرش التألق .

ووصفت الفنانة رنا الأبيض الانتاج الحضاري لهذا العمل بأنه بطل هذه التجربة وهو الذي وسع الهامش وحقق قفزات كبيرة انتصر فيها للفنان العربي وقدره تقديرا مثاليا، متوجهة بالشكر لكل من عمل في هذه التجربة وللإحساس العالي بالمسؤولية من قبل الجميع في تقديم كل ما لديهم.

وقال الفنان القدير طلحت حمدي أنه في تاريخ مشاركاته التلفزيونية لم يكن يرى أن هناك تجربة سيمر بها بهذا القدر من الاحترافية والاهتمام.. مشيرا الى ان كل من عمل في المسلسل بطل وكل من شارك لقي الاهتمام والتقدير.

بينما قدم الفنان المغربي محمد مفتاح التحية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأنه حقق لنا ما كنا نحلم به منذ الستينات وهو إنجاز عمل عربي مشترك يتجاوز الحدود ويعبر الدول ..وقال “لعل الشيء المختلف في هذا العمل هو أنه يحطم الصورة المألوفة للمسلسل البدوي الذي كانت مفرداته معروفة وهي الخيمة والجمل والحصان والعدد المحدود من الممثلين”.

وعبر كل من قمر خلف ومهند قطيش وهما زوجان وبطلان من أبطال العمل عن فخرهما بهذه التجربة الإبداعية الهامة. وأكدا ان العمل سيحظى باهتمام كل عائلة ستشاهده، مشيرين الى ان كل الظروف المناخية الصعبة التي مرت بطاقم العمل مضت مع الريح في الوقت الذي نشاهد فيه تحقيق نتائج متميزة أثناء التصوير.

من جانبه أكد الفنان هشام كفارنة الممثل والمعد والخبير باللهجة البدوية أن العمل سيكون “توثيقيا للهجة تقدم لأول مرة في عمل بدوي عربي.. مؤكدا أن العمل أعاد احياءها بالإضافة إلى أنه أحيا عادات عربية أصيلة”.