((( صعود إيجابى ))) أم ((( صعود سلبى )))

بداية نبارك للجميع الإرتفاعات المحققة بالسوقين و نسأل الله العلى القدير أن تستمر الأسواق فى إزدهار و يعوض الجميع خسائره و يحقق أرباحاً جيدة تعوضه عن طول فترة الإنتظار .

ما حدث بالسوقين خلال جلستى الأمس و اليوم هو رد فعلى طبيعى للقرارات التى تم إتخاذها مؤخراً مدعوماً بالقرارات المماثلة فى جميع أنحاء العالم .

و لكن لنقف جميعاً وقفة صريحة مع أنفسنا و لنسأل ما هى إيجابيات و سلبيات سوق الجانب الواحد أى إما طلبات و إختفاء العروض أو العكس و هل هذا يعبر حقيقة عن المفهوم الطبيعى لسوق المال .

نعلم إن ما حدث خلال موجة الهبوط كان شاذاً و تحمل الجميع ضغوطاً رهيبة من جراء الخسائر المتلاحقة و لكن لا نريد أن يكون العلاج بأسلوب شاذ أيضاً حتى لا تتكر المأساة مجدداً .

يوجد الأن بالسوق قوة شرائية ممتازة و فى مقابلها قوة بائعة هائلة و هو ما إنعكس على أحجام و قيم التداول و لكن إفتتاح السوق بفجوات 10-11% ظاهرة غير صحية وغير مطلوبة فقوة المشترى تمكنه حالياً من إستيعاب البائعين و لكن هل يظل المشترى على هذه القوة و إلى متى و ماذا سوف يحدث لو قرر البيع فجأة .

ما هو واضح الأن أن هناك جهة مشترية هدفها الأول رفع السعر و المؤشر بصورة عاجلة من خلال فجوات كبيرة و من ثم فإذا كان هدف هذه الجهة هو حماية السوق و مصلحة السوق مستقبلاً فعليها الشراء التدريجى المتوازن على مختلف الأسعار لبناء القواعد السعرية الجيدة أما إذا كان الهدف رفع الأسعار و المؤشر فقط فسوف يزول تأثيرها بمجرد توقفها عن الشراء .

المطلوب من السوق الأن أن يبدأ من غداً أن يسير بصورة طبيعية من خلال عروض و طلبات متوازنة على أسعار قريبة من أسعار الإغلاق و يصعد بتوازن إذا كانت القوة الشرائية ترغب فى ذلك و يتيح الفرصة للجميع لتقييم الوضع .

نريد سوق مالى طبيعى ذو جانبين و تداول جيد و لا نرغب فى سوق الجانب الواحد إذا كنا نفكر فى إستمرار موجة الصعود و لا نريد الإستمرار فى ردود الأفعال الشاذة ما بين صعود و هبوط من جانب واحد .