صناديق الاستثمار الإقليمية تستقطب 200 بليون دولار في 3 سنوات
دبي – عبدالفتاح فايد الحياة – 10/02/08//

مركز دبي المالي العالمي
بدأت الأنظار تتجه مجدداً إلى صناديق الاستثمار، في ظل تردي أوضاع أسواق المال في المنطقة، متأثرة باضطرابات الأسواق العالمية. وقدّر خبير دولي في حديث إلى «الحياة» حجم الاستثمارات المرتقبة في المنطقة من خلال هذه الصناديق، بما يزيد على 200 بليون دولار حتى 2010. وكانت التحذيرات من أخطار الاضطرابات في أسواق الأسهم الإقليمية على المستثمرين الأفراد، تزايدت بعد التراجع الكبير في هذه الأسواق نهاية 2005، ما رفع معدلات نمو صناديق الاستثمار إلى مستويات عالية.

غير أن تحسن الأسواق نهاية العام الماضي وبداية هذه السنة، استقطب مستثمرين أفراداً إلى الأسواق، ما دفع الخبراء إلى التحذير مجدداً من استمرار موجات الاضطرابات في الأسواق العالمية وتأثيراتها الإقليمية.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «الجبرا كابيتال» زياد مكاوي، أن على المستثمرين «تعلّم الدرس القاسي الذي تلقوه في 2005 وإعطاء أموالهم لمتخصصين في إدارة الأصول». وكشف عن تدفق عشرات صناديق الاستثمار العالمية إلى المنطقة بينها «سرودرز بوكي» الذي يدير أصولاً تتجاوز 300 بليون دولار، فأسس صندوقاً في المنطقة ووقع اتفاقاً مع «الجبرا كابيتال» لإدارته. كما وقعت الشركة اتفاقاً مع شركة «فرانكلين» الأميركية التي تدير أصولاً بقيمة 640 بليون دولار، لوضع خطة لتوزيع استثماراتها حول العالم. وقدر حجم استثمارات المنطقة في الصناديق على أنواعها بنحو 200 بليون دولار، مؤكداً أن معدلات النمو «تفوق دائماً التوقعات». وأشار إلى «أن تقديرات حجم استثمارات الصناديق خلال العام الماضي، كانت تدور حول 30 بليون دولار، لكن نمو السوق سبق هذه التوقعات وارتفع حجم الاستثمارات إلى 75 بليوناً». ورجح أن «يفوق نمو السوق في السنوات المقبلة التوقعات البالغة 200 بليون دولار». وأكد أن الاتجاه العام في المنطقة في السنوات المقبلة «يتمثل في زيادة حصة الصناديق لتعادل حجم الودائع المصرفية كما هي الحال في الولايات المتحدة، في حين أن النسبة في المنطقة لا تزال نحو 10 في المئة فقط لصناديق الاستثمار، في مقابل 90 في المئة للودائع».

ورأى أن المنطقة تحتاج إلى زيادة نسبة الاستثمار المؤسسي عبر الصناديق، لافتاً إلى ان أسواقاً مثل الإمارات «حققت تقدماً جيداً في زيادة نسب الاستثمار المؤسسي في العامين الأخيرين، إذ شكلت الاستثمارات الأجنبية نحو 50 في المئة من حجم التداول في سوق دبي المالية في معظم فترات العام الماضي».

وأكد أن المنطقة أصبحت ضمن اهتمامات المستثمرين الأجانب. وعلى رغم تأثرها سلباً بتقلبات الأسواق العالمية، «ستشكل نقطة جذب مهمة للمستثمرين الأجانب المتضررين من الأسواق العالمية، والقلقين من ركود محتمل في الاقتصاد الأميركي». وشدد على أن معدلات النمو الاقتصادي المتوقعة في الأسواق الناشئة «لا تزال تفوق 6 في المئة في أضعف التوقعات مقارنة بـ 2 إلى 3 في المئة في الولايات المتحدة وأوروبا». كما لفت إلى ان مكررات ربحية الأسهم في دول الخليج «لا تزال مغرية حتى مقارنة بالدول الناشئة الأخرى، خصوصاً مع التراجع المتكرر وغير المبرر في الأسعار أخيراً، والتي خفضت مكررات ربحية أسهم قيادية كثيرة إلى ما بين 10 و13 في المئة، في مقابل 28 في المئة في الهند و40 في المئة في الصين».

وكشف عن أن «الجبرا كابيتال» ستطرح صندوقاً للصكوك الإسلامية قريباً، إضافة الى صندوق آخر لسندات الدين.

ويتفق حديث زياد مكاوي مع آراء خبراء عالميين آخرين خلال «مؤتمر الشرق الأوسط لصناديق التحوط 2008»، أكدوا أن «مستقبلاً واعداً» ينتظر صناديق التحوط في المنطقة. وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «ميرابو» جيل روليه الى أن أنظار المستثمرين العالميين «تتجه في شكل متزايد نحو الصناديق الاستثمارية الشرق أوسطية». وتوقع أن أموال الغرب «ستُستثمر محلياً عبر أفراد ومؤسسات جديرة بالثقة، ولديها معرفة عميقة بأوضاع السوق هنا بدلاً من أن تستثمرها الصناديق الغربية في منطقة الشرق الأوسط في شكل مباشر».