صورة إماراتية تروّج لمسرحية كندية في بريطانيا
فتحية البلوشي:
«هذا ما أسميه فناً» قالها الكاتب الكندي مايكل هيلي في مكان ما من لندن، قالها وهو يشير إلى شاشة كمبيوتر تومض بصفحة من صفحات موقع فليكر، وينظر إلى صورة التقطتها عدسة مصور «الاتحاد» عبداللطيف المرزوقي، الذي كان في نفس اللحظة يحمل كاميراته ملاحقا تحركات «كرة» تركلها الأقدام في إحدى مباريات الدوري الإماراتي.
في الصباح التالي تسلم عبداللطيف رسالة مهذبة من الكاتب والممثل المسرحي مايكل هيلي يطلب فيها السماح له باستخدام صورة «الحب والألم» في بوستر مسرحية «generous» التي ستعرض هذا الصيف في مسارح لندن.
مفاجأة
لم يصدق عبداللطيف المرزوقي – الذي يهوى التصوير ويدرس الهندسة – عينيه وهو يقرأ الرسالة، انتابه شعور خاص يقول عنه: حين قرأت الرسالة للمرة الأولى اعتقدتها مزحة، ثم عدت لقراءتها مرة واثنتين، بدأت أبحث في الإنترنت عن المسرحية، عن الكاتب، عن الخبر، احتجت بعض الوقت لأصدق». يصمت قليلاً ليفكر ويتابع مبتسما: «أدركت أن الرسالة حقيقية، فشعرت بنشوة أن تكون عالمياً، أن يعرفك آخرون في قارة أخرى، أن يقدر عملك المبدعون، استجمعت كلماتي التي بعثرها الفرح، ثم أرسلت رداً بالموافقة».
نعم.. ولكن
موافقة عبداللطيف المرزوقي على استعمال صورته في بوسترات المسرحية كانت مشروطة، يتابع عبداللطيف: حين راسلتني مخرجة العمل «اليناور رودي»، سألتني عن المبلغ الذي أحب أن أتقاضاه نظير بيع حقوق ملكية الصورة، رفضت أي نقود، فالمسألة بالنسبة لي مسألة انتشار أحتاجه، لكن صوري جزء مني لا أستطيع بيع حقوقها كاملة لأي شخص، لذا اخترت أن أمنح صورة «الحب والألم» مجاناً للمسرحية نظير طبع اسمي كمصور على البوسترات والكتيبات، وهذا ما كان».
تألق فني
يتابع عبداللطيف ليشرح موقفه: «لا أهتم للمادة مهما بلغ ثمن الصورة، فالمغزى أن يكون لي اسم معروف في عالم مصوري الأعمال الفنية، سواء المسرحية أو السينمائية، لندن مسرح كبير، والفن فيها يعيش ألقاً خاصاً. هناك تعرض مئات المسرحيات سنوياً، وتجد آلاف المشاهدين الذين يتزاحمون على شبابيك التذاكر، وهناك أيضا مصورون كبار يشهد لهم مجتمع التصوير بالحرفية العالية، وظهوري في هذا الوسط يعني أني أستطيع أقدم شيئا مهماً».
جزء من العمل
يحكي عبداللطيف عن المسرحية قائلا: «مسرحية generous أو الكريم كما تترجم للعربية، تمثل العطاء، قصتها بسيطة لكنها عميقة، تحكي عن موظف حكومي صغير تحصل عملية اختلاس في القسم الذي يعمل فيه، يقوم بعدها الموظف بإخبار أحد المراسلين الصحفيين حقيقة الموضوع، ثم يشترك محامي في القضية التي تكبر ويتدخل فيها أحد القضاة أيضا». يتابع المرزوقي: «يدير المؤلف مايكل هيلي مسرحيته بين الشخصيات الأربع ليعكس تضارب النفوس البشرية، ويلقي بعض الإسقاطات السياسية من خلالها، ليحاول إظهار ماذا يمكن أن يحصل عندما يتم استقبال شخص يقدم مساعدته بكل حميمية». تعرض المسرحية على مسرح «فين برو» البريطاني من يوم التاسع إلى 16 أغسطس المقبل، ويخطط عبداللطيف لمشاهدتها هذا الصيف، ويقول «لو صادف وجودي في لندن مع موعد عرض المسرحية، سأشاهدها بكل تأكيد، أعتقد أني أصبحت جزءاً من هذا العمل الكبير بمجرد أن «الثيم» الرئيسي له من تصويري، وكيف لا وقد استعان موقع المسرح أيضا بهذه الصورة لتحتل الصدارة فيه، وكذلك وضع اسمي أسفل الصورة في الكتيبات التعريفية بما يعرض من أعمال في المسرح».
حقيقة الفن
تعد مسرحية الكريم generous من أبرز المسرحيات الكندية التي نالت شهرة عالمية وترجمت للفرنسية والألمانية، هذه المسرحية التي قدمها مايكل هيلي قبل عامين للعالم جابت عروضها كندا وأمريكا الشمالية وبعض مناطق أوروبا، وحصلت على جائزة العرض الرائد للمسرح الكندي 2007 ، يعتبر مؤلفها مايكل هيلي من رواد الدراما الكندية، حصل على عدة جوائز عملاقة وله العديد من الأعمال المتميزة.
حين سألت «الاتحاد» مايكل هيلي عن صورة الزميل عبداللطيف المرزوقي، أجاب بنفس العبارة التي قالها حين شاهد الصورة لأول مرة في فلكير «هذا ما أسميه فنّاً».
عن ملحق الثقافي
لجريدة الإتحاد
15/06/2009
الله يوفقه ان شاء الله
للامام ان شاء الله
والله يوفقه لكل مافيه خير