ضريح النبي عمران أطول قبر في العالم

البعض يعتقد أنه لوالد السيدة مريم العذراء
ضريح النبي عمران أطول قبر في العالم

تأسست مدينة صلالة منذ مئات السنين بعد أن هجر الناس مدينة البليد القديمة التي تقع شرق مدينة صلالة وأسست في عهد المنجويين في القرن الرابع الهجري، وكانت مدينة البليد مركزاً تجارياً مهماً، ولها اتصالات مع مختلف مناطق العالم من الصين حتى بلاد ما بين النهرين وغيرها من المناطق في العالم القديم.

مسقط “الخليج”:

وجدد بناء هذه المدينة عام 620 هجرية بعد انتهاء حكم المنجويين. وتابعت هذه المدينة أهميتها التاريخية والاقتصادية.. وبقيت آثارها حتى الآن تتحدث عن تاريخ هذه المدينة الرائعة خاصة بعد أن وجد الكثير من الأسوار والمنقوشات والطرزات الاسلامية ومن أبرزها المسجد الكبير الذي مازالت آثاره باقية في مدينة البليد ومن المواقع الأثرية في صلالة هناك بعض القبور القديمة ومنها ضريح النبي عمران الموجود في المدينة بالقرب من المطار المدني والذي يعتبر ضريحاً غريباً جداً نظراً لمواصفاته التي من المعتقد أنها لا يوجد لها مثيل في أي مكان آخر.

معتقدات شعبية

يبلغ طول هذا الضريح 30 متراً، وهو بهذا المقدار يعتبر أطول القبور في العالم. ويصل عرضه إلى حوالي 80 سنتيمتراً وقد تم انشاء بناء طويل لهذا القبر وأحيط بعناية شديدة وأصبح مزاراً لكل من يزور صلالة أو يقيم فيها، وهو يحظى باحترام الجميع ويحرص الكثيرون على أن تلهج ألسنتهم بالدعاء عند زيارته.

ولا يعرف على وجه الدقة من هو الراقد في ذلك القبر، ولكن المعتقدات الشعبية تؤكد أن جميع الأضرحة القديمة الموجودة في المنطقة هي لأنبياء ورجال صالحين بدليل ان الكثيرين من بعض الدول الاسلامية يأتون لزيارة هذه الأضرحة والتبرك بها.

وقد كان قبر النبي عمران في العراء في السبعينات، وكان يتواجد حوله بعض الناس الذين يقرأون الفاتحة ويدعون ربهم أن يمنحهم الصحة والسعادة وغير ذلك. وزين هذا القبر بالأقمشة الملونة التي ربطت بواسطة الحبال والحجارة حتى لا تطير عند اشتداد قوة الرياح وسرعتها.

أما حالياً فقد أصبح القبر الطويل العائد للنبي عمران داخل بناء خاص يتناسب مع طوله البالغ 30 متراً ومجهز بالاضاءة. وأحيط القبر بسور خشبي بسيط من جهاته كافة، كما أحيط بسجادات رسمت عليها صور لمساجد وكتبت عليها آيات قرآنية بالاضافة إلى الأقمشة الملونة والتي يغلب عليها اللون الأخضر الغامق.

وتوجد حول هذا القبر حديقة جميلة جداً وفيها ممرات خاصة تؤدي إلى القبر وكذلك يوجد إلى جانب القبر العديد من القبور الأخرى القديمة والطويلة أيضا.

وقفة تاريخية

وبالعودة إلى كتب التاريخ المعنية بالشأن الروحي، فإنه لا يوجد نبي باسم عمران، إلا أن البعض يقول إن المقصود بالنبي عمران هو والد مريم العذراء عليها السلام. إلا أنه لا يوجد تفسير لكيفية وجوده في هذه المنطقة خاصة وأن السيدة مريم العذراء كانت موجودة في فلسطين، ومع ذلك فإن هذا المقام لا يزال يستقطب الكثيرين من الزوار بعد الاصلاحات والمباني التي ألحقت به، ومنها مسجد داخل السور الذي يحيط بهذا الضريح القديم والطويل. حيث أولت حكومة السلطنة اهتماماً كبيراً بهذا المقام وبنت له بناء خاصاً حديثاً وجهزته بكامل المستلزمات اللازمة له من اضاءة ونوافذ وغير ذلك كما ان مبنى الضريح الجديد والمباني المرافقة له محاطة بسور جميل خاصة وأن هذا الضريح موجود في مدينة صلالة نفسها.

ونظراً لأن الضريح كان يوجد قديماً إلى جانب مقبرة أو داخل سورها فإن ديوان البلاط السلطاني بنى مسجداً جميلاً إلى جوار الضريح حيث أصبحت تقام فيه الصلوات بدلاً من اقامتها في العراء. وكذلك توفرت المرافق الضرورية لهذا المسجد بما يخدم المصلين.

ومن القصص المتداولة والمتعلقة بالاعتقادات حول هذا الضريح الذي يبلغ طوله 30 متراً هو أن من يريد قياس طوله من اتجاهين أي من الأمام الى الخلف أو بالعكس فإنه سيلاحظ وجود اختلاف في الطول بين القياسين بحوالي ذراع كما يقال.

قبور أخرى

والدخول إلى المبنى الذي يضم الضريح مسموح به والكثيرون ممن يدخلون إليه يندهشون من طول القبر.

ويقول البعض إن القبر الأصلي بناه أحد الهنود منذ القدم، إلا أنه لا شيء يؤكد ذلك، ويعتبر البعض أن طول القبر منطقي للأنبياء إذا أخذنا بعين الاعتبار ان طول أبينا آدم كان 60 ذراعاً. وقديماً كانت هذه الأضرحة بمثابة أماكن للتبرك والشفاء من الأمراض. والقبور الطويلة والكبيرة التي تثير العجب والاستغراب ليست محصورة في قبر النبي عمران وحده حيث توجد في صلالة أيضا وفي محافظة ظفار قبور أخرى ذات طول كبير وإن كان لا يصل إلى طول قبر النبي عمران، ومن هذه القبور قبر النبي صالح الذي يبلغ طوله 8 أمتار والذي يبعد عن مدينة صلالة بمسافة تزيد على 200 كيلومتر ويقع إلى الشرق منها والنبي صالح هو صاحب الناقة الذي بعث إلى قوم ثمود.

وجميع هذه القبور يوجد فيها خدم يخدمونها ويهتمون بشؤونها. وغالباً ما يكون البخور الظفاري الشهير واللبان موجودين بكثرة في هذه الأضرحة حيث يتم حرق بعض الكميات منها لاعطاء رائحة زكية لهذه الأضرحة التي تقع في أماكن محددة ومعروفة من قبل الجميع ولها زوارها على مدار العام وان كانت هذه الزيارات تزداد خلال خريف محافظة ظفار وهو الفصل الذي تكون الطبيعة فيه رائعة جداً وبعيدة عن الحرارة المرتفعة التي تتميز بها شبه الجزيرة العربية.