بقلم أحمد أميري
البريد الإلكتروني ahmed.amiri@alalam.ae
يتجنب المفتي الاقتراب من القنبلة ويتركها معلقة في الهواء لتنفجر في رأس المتصل
أي عاقل يستمع إلى برامج الإفتاء المباشر التي تكثر في شهر رمضان، لابد أن يشد شعر رأسه بسبب أسئلة بعض المتصلين.
هناك أسئلة “جنون البقر”، يقف وراءها نزلاء مستشفى المجانين ممن لا يعرفون أن القلم مرفوع عنهم وأن عدّاد احتساب حسناتهم وسيئاتهم متوقف إلى أن يعودوا إلى جادة العقل، فأحدهم يسأل عن مدى شرعية فكرة لجوء الجهات الحكومية إلى إعطاء نسبة مئوية لمستوى أداء الموظفين، أي إعطاء 5% منهم تقديرات ممتازة، و15% تقديرات جيدة، باعتبار أن النسبة هنا تقترب من مفهوم الربا الذي تتحدد فيه الفائدة، أي النسبة! ولا أستطيع إعطاء شرح أكثر لهذا السؤال لأنه ببساطة سؤال جنوني لا يمكن معرفة رأسه من رجله.
تعتقد مع بعض الاتصالات أنها آتية من دار رعاية المسلمين الجدد، أو هي مكالمات دولية من أشخاص غير مسلمين يودّون التعرف إلى أحكام الإسلام، لكن الحقيقة أن المتصلين من المسلمين المخضرمين وأبناء الفاتحين إلا أنهم كانوا في غيبوبة طوال الوقت، فأحدهم يسأل عن الزكاة الواجبة على الراتب الشهري، أي المبلغ الذي يدخل في حساب العامل آخر الشهر، وليس الذي يدّخره من الراتب إلى أن يأتي عليه الحول.
يمكن وضع كتاب بعنوان “طرائف السائلين” تدرج فيه الأسئلة التي لا تخطر على قلب بشر إلا إذا كان بشراً يمشي على أربع. ولغرابة السؤال، قلبك يخفق تضامناً مع المفتي، وتفكّر في الرد الذي يمكن أن يناسب هذا السؤال، فأحدهم يسأل عن حكم نتف شعر حلمة ثدي الرجل لوضع مرهم مرطب عليها. والحمد لله أن المفتين في العادة يتجاهلون هذه الأسئلة ويعتبرونها من حرافيش الأسئلة.
هناك أسئلة القنابل التي يطرحها بعضهم، إما سذاجة أو حيلة، ولا يعرف المفتي جواباً لها يستطيع أن يطرحه علناً أمام الناس، كتلك التي تتعلق بالمذاهب الإسلامية، مثل “هل يجوز الصلاة في مساجد الشيعة؟”، وعادة ما يتجنب المفتي الاقتراب من القنبلة ويتركها معلقة في الهواء لتنفجر في رأس المتصل.
بالطبع هناك أسئلة موسمية، خصوصاً في رمضان الذي ينسى فيه كثير من المسلمين البدهيات التي سمعوها آلاف المرات، من قبيل استعمال المعجون والعطور وحكم مَن شرب وأكل وشبع وتجشأ وكان ناسياً طوال الوقت، ومن دخل وقت الصوم وهو جنب، والاقتراب من الزوجة ولمسها وتقبيلها بقصد شريف.
وعلى عكس الأسئلة الموسمية، هناك أسئلة تسير عكس اتجاه حركة التاريخ ودوران الكرة الأرضية، فأحدهم يسأل في رمضان عن حكم صيام يوم عاشوراء، والسائل نفسه، سيتصل في شهر محرم الحرام ليسأل عن ليلة القدر.
هناك أسئلة “ماصخة” بلا طعم ولا لون، لا تخرج بالبداهة إلا من أشخاص ثقلاء، مثل: هل يجوز مناداة الأطفال الذين يحملون أسماء الأنبياء مثل محمد وإبراهيم بأسماء دلع، فيصبح الأول “حمّود” والثاني “برهوم”؟ أو سؤال عن حكم المذيع الذي يتجاهل اتصالات المستمعين الذين يرغبون في طرح أسئلتهم ليستفيد منها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها؟ أو حكم من يقول “سيدنا محمد” باعتبار السيادة لله!
للنساء دور حيوي مع الإفتاء المباشر، خصوصاً فيما يتعلق بدقائق الأمور في جسد الأنثى، ما يخجل المرء من ذكره ويصفرّ لونه إذا كان بين جلسائه امرأة أو طفل، لكن بعضهن يتصلن وهن بكامل قواهن العقلية والنفسية و”الحيائيّة” ويفصّلن الأمر تفصيلاً حتى تظن أن السائلة طالبة أحياء والمسؤول داروين زمانه يتباحثان أمام جثة امرأة في مختبر جامعة هارفارد.
بالطبع هناك أسئلة “أطقع” وأكثر غرابة لكنها لا تصل إلى الهواء، إما لأن “الكونترول” يتداركها ويقطعها، أو أن صاحبها يرسلها بالفاكس أو البراق كما يسمونه صناديد قريش، أو ترسل بخدمة الرسائل النصية القصيرة.
قد تسمعون في الأيام التالية هذا السؤال: ما حكم من ينتقد أسئلة المتصلين نقداً غير بنّاء؟
شكرا اخي صاحب الموضوع
صدق والله … بعض الناس ماتكلف نفسها وتقرأ المراجع الدينية والأحاديث النبوية الشريفة ..
فيسالون أسئلة … بلا معنى ..
وشكراً لصاحب الموضوع …
الله يهديك ياخي
وشو المشكلة في هذا السؤال؟؟!!
سؤال مشروع وواقعي وممكن ينطبق على كثير من أمور حياتنا..
والفتوى أرى والله أعلم انها صحيحة ، وهذا مب رأي شخصي ، لكن اقرا معي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- (فيما معناه) :”إذا حلف أحدكم على يمين ورأى غيرها خيراً منها ، فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه”
يعني مثلا لو انته حلفت ما تكلم ربيعك -فلان- بسبب سوء تفاهم بينكم ، ثم رأيت ان المسألة ماتسوى ، كفر عن يمينك ، ورد لصاحبك..
وكفارة اليمين جاءت بالنص في القرآن الكريم في قوله تعالى :
ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﭼالمائدة: ٨٩
تقبل تحياتي
كنت استمع لأذاعه قطر بعد صلاه الفير..واحد يسأل والله العظيم… هل يجوز خلع الضرس اللي يعورني في مسااااء رمضان…قاله الشيخ متعجبا..نعم يجوز ان تفعل في مساء رمضان ما تفعله في غير رمضان..وقاله بعد يجوز ان تخلع ضرسك في نهار رمضان.
اتصل واحد يسأل انه حلف ما ياكل اكله معينه واشتها واكلتها ناسي واريد ان اكفر عن يمين عشان ارجع اكل هالاكله..قاله كفارت اليمين اطعام عشر مساكين.
لا أقولها رجما بالغيب … ولكن لو حلفت بالله ان هذا السؤال هو ما أثار إستياء ” الكاتب أميري ” لما حنثت في يميني …
أسلوب تجاوز بساطه السائلين في قبحه … فالسائلين من الناس البسطاء الذين يتمنون ان يتعلمون أمور دينهم .. وهل يظن الكاتب ان كل الناس ذو علم ومعرفه؟؟!!!! إن كانوا كذلك فما هو دور المفتين ؟
عجبي من هذا الصنف من الكتّاب الذين والله ما اقول عنهم ” كتّاب ” ولا أسميهم بذلك إلا تجوزاً لا إعترافاً بهم ” كقولنا ” إسرائيل ” للتعريف بها بالرغم من أننا لا نعترف بها كدولة …
أوهكذا ينظر المتعلم لغيره من الناس؟ أوهكذا يكون النقد بهذه السخرية؟
يتكلم الكاتب وينقد غيره وكأنه قد أحاط بجميع العلوم … ولسانه حاله كلسان حال أبو العلاء المعري حين قال :
وإني وإن كنت الأخير زمانه .. لآتئٍ بما لم تستطعه الأوائل
فقال له احد الغلمان .. يا أبالعلا .. إن الأوائل أتوا بـ28 حرفا فهل تستطيع أن تأتي بحرف واحد؟
وليتذكر ” الكاتب ” قصة الأعرابي الذي جاء وبال في المسجد فقام اليه الصحابة يريدون ان ينهونه عن ذلك فاشار اليهم النبي صلى الله عليه وسلم ان دعوه حتى ينتهي فلما انتهى امر النبي بماء ليغسل البول ثم أتى الى الاعرابي وقال له ان هذا المسجد انما هو للصلاه وجلس النبي يعلمه حتى مضى الاعرابي يقول .. اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا … فضحك النبي وقال ” لقد ضيقت واسعا ”
ونقول لهذا ” الكويتب ” لقد ضيقت واسعا وسخرت كثيرا …
أخي محمد .. لا تلتفت لكلام الجرائد وما تنقله .. ولعل الشيخ أفتى بان الواجب شرعا بعد الولادة هو العقيقه وهي ذبيحتان للمولد الذكر وذبيحة للمولود الأنثى … لا شيء آخر … فتناقلتها الصحف وزادت من عندها وأنقصت … فكان ما رأيت ..