فطام جحا – نزل جحا ضيفا على رجل صديق فقدم له في اليوم الأول حليبا وفي اليوم الثاني حليبا وفي اليوم الثالث حليبا، وفي اليوم الرابع جلس جحا حزينا، فسأله صديقه: ما بك يا جحا؟ أجاب جحا: أنتظر حتى تفطمني.
جحا والعقد – روى جحا: كان لي زوجتان ففكّرت في حيلة كي أرضيهما معاً؛ فأعطيت كلاًّ منهما عقداً، وأمرتها ألاّ تُخبر الأخرى. وفي يوم من الأيام ضيّقتا عليّ، وقالتا: من تحبّ منّا أكثر من الأخرى يا جحا ؟ فقلت: إنّي أحبّ من أهديت لها العقد أكثر من الأخرى.
قال رجل من الحمقى لنخاس : اطلب لي حمارا ليس بالكبير المشتهر ولا القصير المحتقر لايقدم تقحما ولايحجم تبلدا يتجنب بي الزحام والرجام والآكام خفيف اللجام اذا ركبته هام واذا ركبه غيري قام ان علفته شكر وان اجعته صبر قال النخاس اصبر حتى اذا مسخ الله القاضي حمارا رجوت ان اصيب لك حاجتك ان شاء الله
جحا والدرس الذي لا يُنسى – روى جحا: ذهبت إلى السوق يوماً لأشتري حماراً؛ فبينما أنا سائر في الطريق إذ قابلت صديقا، فقال لي: إلى أين أنت ذاهب يا جحا ؟ فقلت له: إنّي ذاهب إلى السوق لأشتري حمارا. فقال: قل إن شاء الله يا رجل. فقلت: لِمَ أقول، والنقود معي والحمير في السوق ؟ فما إن تركته وسرت حتّى قابلني لصوص سرقوا كل ما معي من مال؛ فرجعت خائبا، فقابلني صاحبي قائلا: أين الحمار الّذي اشتريته ؟ فقلت له وقد وعيت الدرس: سرقوا نقودي إن شاء الله…
الحمد لله… – روى جحا: جاءني جار مسرعا، وقال: يا جحا لقد ضاع حمارك. ففرحت فرحا شديدا وسجدت شكرا لله. فقال لي جاري: مالك أيّها الأحمق، أتفرح وقد ضاع حمارك ؟ فقلت له: ـ إنّي أشكر الله لأنّي لم أكن راكباً حماري، وإلاّ لكنت ضعت معه.
جحا واللحم الضائع – روى جحا: ذهبت إلى السوق في أحد الأيّام فاشتريت أربعة أرطال من اللحم وعدت إلى البيت وأنا أمني نفسي بأكل لذيذ؛ فقلت لزوجتي: إنّي ذاهب لأصلّي صلاة الجمعة، وأودّ أن أعود بعد الصلاة فأجد هذا اللحم قد أعدّ للغداء. فلمّا عدت سألتها عن اللحم، فقالت: ـ لقد كنت منهمكة في إعداد الطعام إذ غافلني القط وأكل اللحم كلّه. فأدركت أنّ هناك مؤامرة أخرى قد دبّرتها زوجتي؛ فأحضرت ميزاناً ووزنت القطّ، فوجدته يزن أربعة أرطال، فقلت لها: إذا كان ما وزنته على الميزان الآن هو القطّ، فأين اللحم ؟ وإن كان هو اللحم فأين القطّ ؟
جحا مثقف الحمير – روى جحا: كنت جالسا ذات يوم في مجلس أحد الملوك، فأراد أن يسخر منّي، فقال لي: هل تستطيع أن تعلّم حماري القراءة والكتابة ؟ فأخذتني الحمية، وقلت: أعلّمه على أن تمهلني عشر سنين. فوافق الملك التحدي، وقرر صرف راتب لي في هذه المدّة. فلمّا خرجت من مجلس الملك، اقترب منّي أحد الأصدقاء، وقال لي: يا أحمق.. كيف توافق على هذه المهمّة ؟ فقلت له: في هذه السنوات العشر: إمّا أموت أنا، أو يموت الملك، أو يموت الحمار؛ فمن منّا الأحمق أيّها الذكي ؟
جحا والحساء الساخن – روى جحا: أعدّت لي زوجتي حساءً، فجلسنا نشربه أنا وهي، فشربت زوجتي ملعقة، فاحمرّ وجهها ودمعت عيناها. فقلت لها: ماذا دهاكِ يا امرأة ؟ ولِمَ دمعت عيناكِ ؟
فقالت: تذكّرت أمّي فبكيت لفراقها. فأخذت ملعقة لأتناول من الحساء فوجدته شديد السخونة؛ فأحرق فمي ثمّ دمعت عيناي، فقالت زوجتي: وأنت لم دمعت عيناك؟ فقلت لها مغتاظاً: أبكي على أمّي التي زوجتني إيّاك.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية
تسلم على الطرائف ..
وهذه نبذه عن جحا ….
جحا هي شخصية خيالية فكاهية في الأدب العربي. هو أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاش نصف حياته في القرن الأول الهجري ونصفها الآخر في القرن الثاني الهجري، فعاصر الدولة الأموية وبقي حياً حتى حكم الخليفة المهدي، وقضى أكثر سنوات حياته التي تزيد على التسعين عاماً في الكوفة.
اختلف فيه الرواة والمؤرخون، فتصوّره البعض مجنوناً وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه وإنه يتحامق ويدّعي الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة.
وما إن شاعت حكاياته وقصصه الطريفة حتى تهافتت عليه الشعوب، فكل شعب وكل أمة على صلة بالدولة الإسلامية صمّمت لها (جحا) خاصاً بها بتحوير الأصل العربي بما يتـلاءم
مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية فيها. ومع أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف أيضاً، ولكن شخصية (جحا) المغفّل الأحمق وحماره هي هي لم تتغيّر ،
بل إنك تجد الطرائف الواردة في كتاب (نوادر جحا) المذكور في [[فهرست ابن النديم (377هـ) هي نفسها لم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية، فجحا العربي عاش في القرن الأول الهجري واشتهرت حكاياته في القرنين الثاني والثالث، وفي القرون التي تلت ذلك أصبح (جحا) وحكاياته الظريفة على كل لسان، وقد ألّفت مئات الحكايات المضحكة ونُسبت إليه بعد ذلك، ويبدو أن الأمم الأخرى استهوتها فكرة وجود شخصية ظريفة مضحكة في أدبها الشعبي لنقد الحكام والسخرية من الطغاة والظالمين، فنقلت فكرة (جحا العربي) إلى آدابها مباشرة، وهكذا تجد شخصية (نصر الدين خوجه) في تركيا، و(ملة نصر الدين) في إيران، و(غابروفو) جحا بلغاريا المحبوب، و(ارتين) جحا أرمينيا صاحب اللسان السليط، و(آرو) جحا يوغسلافيا المغفل. وبعودة بسيطة إلى التاريخ تكتشف أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، وهناك شك في وجودها أصلاً، فأغلب المؤرخين يعتقدون أنها شخصيات أسطورية لا وجود لها في الواقع، وقد اشتهرت حكاياتها في القرون الستة الأخيرة، وربما أشهرها وأقدمها هو (الخوجة نصر الدين) التركي الذي عاصر تيمورلنك في القرن الرابع عشر الهجري، كما يتضح ذلك من حكاياته الطريفة مع هذا الطاغية المغولي.
.
.
.
.
جعل البسمه دوم على محياك
الف شكر على مرورك